التوتر الكبير الذي يعيشه الوسط الرياضي وحالة الإحتقان العالية التي تسيطر علي الأوضاع في هذا الوسط جعلت كثير من العقلاء يقدمون قراءات مبكرة للكارثة التي تؤكد كل المؤشرات إمكانية وقوعها ومن هذه المبادرات المبادرة التي تقدم بها الزميل الصديق عبداللطيف أحمد (ضفاري) داعيا إلي أن يكون الإعلام رأس الرمح في تنقية الأجواء وإستثمار إنطلاقة الموسم الجديد لفتح صفحة جديدة تركز علي التسامح والإخاء والتعامل مع الرياضة من منطلق الأهداف والمباديء التي وجدت من أجلها وقد وجدت تجاوبا من الصحفيين والكتاب علي وجه الخصوص الذين إنفعل عدد منهم مع الفكرة وأثنوا عليها في تأكيد علي أن الحب والخير هو الأساس في التكوين البشري وأن الإنفعال والتعصب الذي يصل مرحلة الكراهية هي عوامل تفرضها مؤثرات وأجندة مفروضة علي الواقع الرياضي . أجمل مافي هذه الفكرة أنها أخرجتنا من جلباب الناديين الكبيرين فقد تابعنا دعوة الحق التي أريد بها باطل من خلال ماسمي بالإتفاقية بين الناديين والتي جاء في ظاهرها حسن النوايا وجوهرها (مصلحة) ستفجر كثير من المشاكل والصراعات التي لن يحتملها الوسط الرياضي وقد تقضي بكل سهولة علي ماتبقي من أخضره ويابسه ... ومن سلبيات هذه الإتفاقية أنها صورت الإعلام وكأنه جزء لايتجزأ من سياسة المجلسين وأنه مجرد منفذ ومؤيد للإتفاقية يقوم بإشارة ويجلس بتوجيه بل إنها حولته في تقديري إلي لجنة إعلامية تعكس سياسة المجلس هنا وهناك . وهذا لاينفي فهم البعض لهذا الإتفاق علي أنه ضرب لمصالحه وبالتالي رفضها من هذا المنظور من الوهلة الأولي دون تفكير في التفاصيل والهدف الحقيقي الذي تتضمنه وأعلن عليها الحرب وبالتالي فإن معارضتهم لها ليست مساندة لإستقلالية الإعلام ولكن لأن تقاطع المصالح في هذه اللحظة فرض معارضتها لأن الأدوار يمكن أن تتبدل ويفرض تقاطع المصالح تأييدها وتبنيها لذا فإن مثل هذه المعارضة تعاني من غياب المبدئية في مثل هذه القضايا . قيام الإعلام بدوره بعيدا عن أي شكل من أشكال الوصاية هو المطلوب وقيادته وتبنيه للقضايا العامة والتفاهم علي أرضية أخلاقية في التناول هو المطلوب أيضا ومؤكد أن الإتفاق في الطرح من المستحيلات ولكن الإتفاق علي إختلاف أخلاقي ممكن إذا وصلت الرؤي والمفاهيم لنقطة إلتقاء أو حد أدني من التفاهم . فلايستطيع أحد أن يفرض علي كاتب الكيفية التي يجب أن يتناول بها موضوعاته فهناك من يكتب بطريقة تعتمد في الأساس علي السخرية والمناكفة وتركيزه في ذلك علي النادي المنافس وهذا لايعني عند التناول تصغير للمنافس بقد ماهي طريقة في الكتابة يجب التعامل معها في هذا الإطار وذات الشيء ينطبق علي الكتابة المباشرة والنقد القاسي فلا يستطيع أحد أن يفرض علي كاتب إختيار أسلوب يتماشي مع المرحلة مثلا لأن ذلك يعني ببساطة أنه تحول إلي كاتب حسب الطلب يكتب برؤية من وضعوا الإتفاق مثلا عندما تضع الحرب أوزارها ويشعل النيران عندما يتم نسف الهدنة أو الإتفاقية (بكورنر) كما قال الراحل المقيم شاخور وهنا تسقط إستقلاليته كصحفي أو ككاتب ويتحول إلي بوق . لذا قناعة الصحفي أو الكاتب هي الأساس في مثل هذه الحالات بعيدا عن أي مؤثرات خارجية (مجالس الإدارات مثلا) .. وقناعتي بدعوة تناوب الكتاب الرياضيين للكتابة في أعمدة لزملاء آخرين في يوم محدد يتم الإتفاق علي أن يكون يوما للحب والخير والجمال تجعلني مساندا بشدة لهذه الفكرة الجريئة من الصديق العزيز عبداللطيف أحمد وأتمني أن تنزل إلي أرض الواقع في أسرع فرصة ممكنة .. علي أمل أن ينطلق الموسم الكروي الجديد ببداية صحفية مختلفة بمساندة من الكتاب . hassan faroog [[email protected]]