أسماء في حياتنا برنامج يقدمه تلفزيون السودان يؤرخ لشخصيات تركت بصماتها في حياتنا، رغم ان فكرة البرنامج ممتازة، الا أنه في رأيي وسع رقعة تغطيته ليشمل أسماء خارج نطاق المجتمع السوداني، وحتى اللحظة هناك أسماء في حياتنا الاعلامية لم يتطرق لها البرنامج، أسماء لمعت في سموات برامج الاذاعة والتلفزيون السوداني منذ تأسيسهما، انها نجوم برزت وقدمت وعملت من (الفسيخ شربات)، أيام كانت الامكانات (شحيحة) بمعنى الكلمة، قدمت برامج يشار اليها بالبنان وأثرت المكتبة (الثقافية) للاذاعة والتلفزيون وعلى سبيل المثال نذكر في التلفزيون برامج جماهيرية (تحت الأضواء) الذي كان يقدمه الأستاذ المذيع والاعلامي البارع حمدي بولاد و (فرسان في الميدان) من تقديم الأستاذ حمدي بدر الدين، الذي انتقل للعمل في (صوت أمريكا)، وعاد الى السودان وقبل حوالى الاسبوع استضافته قناة أمدرمان ووعد بعودة (الفرسان) الى الميدان قريبا باذنه تعالى، و النجم متوكل كمال وفريد عبد الوهاب حيث كانا يقدمان سهرات تلفزيونية استقطبت وحظيت بقبول جماهير عريضة من المشاهدين، اضافة الى نجمي المقابلات الاستاذ أيوب صديق والأستاذ حسن عبد الوهاب، فضلا عن برنامج (مع النجوم) الذي كان يقدمه الأستاذ على الريح، وهناك نجوم البرامج العلمية الدكتور محمد عبد الله الريح الشهير باسم (حساس محمد حساس)، الذي كان يقدم البرنامج العلمي (طبيعة الأشياء) وكان وقتها مديرا لمتحف التاريخ الطبيعي والأستاذ أنور محمد عثمان، ونجوم النشرات الأستاذ محمد طاهر والأستاذ أحمد سليمان ضو البيت، يرحمه الله، والأستاذ الفقيد محمد البصيري الذي كان يرأس محطة تلفزيون الجزيرة، ومن الإذاعة المرحوم محمد خوجلي صالحين، الذي أصبح مديرا للاذاعة ثم تقلد منصب وزير الاعلام، والاذاعي الاعلامي الكبير الأستاذ على محمد شمو، الذي أصبح ايضا مديرا للتلفزيون، ووزيرا للاعلام. ومن مقدمي الاذاعة اللامعين الأستاذ المبارك ابراهيم (حقيبة الفن) وأحمد الزبير (أشكال وألوان)، والاستاذ المبارك ابراهيم (حقيبة الفن) والنجم الأستاذ علم الدين حامد وذو النون بشرى وأحمد قباني وعبد الكريم قباني والنجمة عفاف صفوت وعبد الوهاب أحمد صالح وحمد محمد أحمد وعمر عثمان مقدم البرنامج الجماهيري (ساعة سمر)، ومحمد سليمان مقدم برنامجي (دنيا دبنقا) و (جراب الحاوي)، والاذاعي الكبير عبد الرحمن أحمد والنجم المعلق الرياضي المشهور الاستاذ طه حمدتو وحسن أبو العائلة، وغيرهم كثير من (النجوم) على الشاشة والمايكروفون، التحية والتجلة والتقدير لهم {وبالطبع لكثير ممن نذكرهم في هذه العجالة} ولمجهوداتهم (السخصية) التي أثمرت عن تلك البرامج (الشيقة) الهادفة، التي أرست قواعد الارسال الاذاعي والتلفزيوني، ووفرت خبرات واسعة للجيل الذي خلفهم وتسلم الراية منهم. الزراعة الزراعة هي المخرج من أزمة الاقتصاد ذلك العجيب الذي تعددت أسماؤه وارتفع سعره واعتبر سلعة (استراتيجية)، لا أعني الذهب (اللامع) ولكني اقصد (الذهب الأسود) أو (النفط) أو (الزيت) أو (البترول) الذي يسيل له لعاب الولاياتالمتحدةالأمريكية التي (تقع) في (صدارة) الدول المستهلكة له بكثرة وتعتبره بمثابة الأكسجين لاقتصادها، سال له لعابنا ايضا، وبسببه أهملنا الموارد الأخرى وذهبت صيحات (المصلحين) و (المخططين) أدراج الرياح، الذين نادوا بتنوع (استغلال) الموارد غير النفطية مثل الزراعة التي هي بمثابة (الذهب) أيضا، بل هي روح وعصب الاقتصاد السوداني، حيث كان في زمان (الذهب الأبيض) أي القطن يشكل عمود اقتصادها الفقري، ناديت في عدة مناسبات بعدم الانجراف مع (الموجة) النفطية و (قرعنا) مع غيرنا من (الاقتصاديين) ذوي النظرة المستقبلية الفاحصة (ناقوس) الخطر، وعدم اهمال (السلة) الزراعية والعناية بها وتعهدها لاستدامة عطائها ووفرة خيراتها وتوفر مدخلاتها ومواردها من مياه وتربة (بكر) صالحة و (مستصلحة)، سيما في ظل عودة (الروح) الى القطن وسيطرته على الأسواق العالمية مرة أخرى بعد (انحسار) وانكماش هيمن وظل قائما لعقود عدة. وكذلك العناية بالشق (الحيواني) الذي تمتلك البلاد منه (ثروة) هائلة ويدر لها من العملات الأجنبية رصيد هائل يعين (الخزينة) على شق طريقها وسط (الأزمات) العالمية التي أضحت تشكل عائقا للنمو الاقتصادي العالمي المنشود وتسيطر على كافة (دروبه) و (منعطفاته) الخطيرة. وأخيرا بعد أن (وقع الفاس في الراس) عادت (العرجاء لمراحها) وليتها تعود عودة (جدية) (علمية) مخطط لها تخطيطا سليما (دقيقا) من ذوي العلم والاختصاص (المخلصين). سيما ونحن ينقصنا التخطيط المستقبلي (بعيد المدي) لمشاريعنا، التخطيط السليم المأمون الذي يستصحب خبراتنا وتجاربنا السابقة ويستقرئ الظروف المحلية والعالمية و (يستنبط) الأساليب الفاعلة والطرق (السالكة) التي توصلنا الى بر الأمان وتحديث و (مكننة) الزراعة التي اصبحت في عالم اليوم هي سيدة الموقف حيث لا (حرية) لشعب يأكل من وراء البحار، وشعب لايملك قوته فإنه لايملك (قراره) و (استقلاله) وسيظل الى أبد الآبدين (عبدا) ذليلا فقيرا بائسا (يائسا) وحقيرا (سائلا) يستجدي غيره وينحنى لمن (يعلفه) كما تفعل (الحيوانات)، وتجدني آسفا لاستخدام مثل تلك الألفاظ (السوقية) ولكنها تعبر عن الواقع بصراحة، فهو حتما سيكون مآل من (هجر) الزراعة وانتاج قوته، فقد أهدر كرامته وسيظل يعيش هكذا ولن (يشم) للتطور والتنمية رئحة ولن يذوق (للحرية) طعما. الله الله على الزراعة، حي على الزراعة الى الحقول الى المزارع الى المشاريع، الى السهول المنتجة الى الغيطان المثمرة، لنكون أولا (سلة غذاء) بيتنا و (نشبع) أطفالنا وجياعنا، ثم ما يفيض من انتاج (يفيد) في جلب العملات الصعبة التي ستنعش الاقتصاد وستدور (عجلة) التنمية الزراعية ولن تتوقف بإذن الله. الخطوة الأولى لنجاح أيه (نهضة) زراعية هي أولا (نفرة) تستدعي عودة واستقطاب كل الكفاءات المتخصصة في مجالي الزراعة والحيوان العاملة في جميع انحاء العالم سواء كانت في بلاد المهجر أو في منظمات الاممالمتحدة الاقليمية والمنظمات العالمية والمؤسسات الخاصة والدولية أو الاستعانة والاستئناس بأرائها وأفكارها ومرئياتها وبالتنسيق مع الكوادر الداخلية لوضع خطة قومية شاملة تعمل بمثابة (دستور) زراعي تلتزم به كافة القطاعات الزراعية والمشاريع الزراعية القومية والأهلية، لا يترد شاردة ولا واردة، ينسق ويخطط للاستفادة من كل موارد البلاد الزراعية والحيوانية والمائية وما اليها، واشراك كل الزراعيين أكاديميين وغيرهم من ذوي الخبرات في تنفيذ الخطط الزراعية المستقبلية، على أن تكون هيئة البحوث الزراعية في ودمدني في قمة الهرم والاستئناس برأيها وخبراتها الواسعة في مجال التطوير والأبحاث وتعطى صلاحية المتابعة الدقيقة لتنفيذ كل الخطط القومية وتكون منها ومن الجهات المعنية الأخرى هيئة استشارية عليا لادارة كافة العمليات الزراعية وتوحيدها حسب النطاقات الجغرافية والامكانيات الزراعية للبلاد. المظاهرات ومظاهر الشغب والتخريب لما اندلعت ثورة أكتوبر كنا تلاميذ صغار لاندري ولا نعرف معنى (المصلحة العامة)، انخرطنا في المظاهرات (الطالبية) {ناس اللغة يقولون الطلابية خطأ} التي قادها الطلاب في الثانويات واشتبكت معنا شرطة مكافحة الشغب لتفريق المظاهرات (وتفريغها) من محتواها، وطبعا كان يغلب علينا مزاج (الطفولة) و (الرجولة) بمعنى أننا في حكم (الجهال) لاندري ما نفعل (وأن كنا تلاميذ متعلمين نوعا ما) وفي الوقت نفسه كنا على اعتاب الرجولة ونعتقد ان ما نقوم به يصب في خانة (البطولة) و (الوطنية) وذلك لحماس الشباب وفورته (الدافقة) وكذلك (تعاطفنا) مع (طلبة الجامعة) الذين انتفضوا في الخرطوم الذين ألهبت حماسهم التكتلات الحزبية التي (اجهضت) تورتهم من بعد سقوط الشهداء والتضحية بالدماء والأرواح. في كل المظاهرات التي تقوم للأسف يجنح المتظاهرون الى العنف والثورة ضد أشياء كان ينبغي احترامها، مثل الممتلكات العامة والممتلكات الخاصة بالأفراد والمواطنين مثل سياراتهم ومتاجرهم، حيث يقول علماء النفس أنه وفي ظل (الجماعية) ينفرط عقد (المعقولية) وتتقلص الروح (الفردية) الواعية المنطقية وتقوى النواحي (الشريرة) والنوايا (الشيطانية) وتسقط على الفرد (سحابة) من (الضبابية) تحجب عن (دماغه) التصرف السوي المنطقي فيشرع في تنفيذ بعض الرغبات المكبوتة التي يتولد منها العمل (الغوغائي)، والعشوائي فيخرب كل ما يقع في طريقه من أشياء بدون اكتراث أو (عقلانية)، أعمال نصفها بالبهيمية والبهائم منها براء، رغم أنها لاتعقل الأشياء. والمطلوب الاتزان والعقلانية مهما بلغت درجة الاستفزاز ، وكذلك التحلي بالصفات الحميدة والأخلاق السمحة وعدم اللجوء للتخريب والشغب والعبث بالممتلكات، عامة أو خاصة، والتظاهر في هدوء. alrasheed ali [[email protected]]