Hatem Elgimabi [[email protected]] حجز الفنان الشاب محمد فيصل الجزار مكانه وسط أبناء جيله من المطربين من خلال أعمال جادة ومتميزة وفرض نفسه من خلال أداءه الجميل لأغنيات خاصة ومسموعة شكلت عنواناً وملمحاً مهماً لمسيرته وتجربته الغنائية، والتي تميزت وخلقت لنفسها مكانه في سماء الأغنية السودانية. فتجربته مع فرقة السودانيين من خلال الغناء الجماعي ساهمت كثيراً في تطور تجربته، ومنها شق طريقه الخاص في الغناء المنفرد وحاز على إجماع الكثيرين في أنه فنان يمتلك أداء ممتاز وتجربة متفردة كلمات ولحناً وموسيقى. للجزار لونية خاصة في الغناء والطرب، وله اذن موسيقية عالية، فنحن هنا نتحدث عن شخصية شاملة، سيما وأنه تعاون مع مجموعة من الشعراء الشباب كمحمود الجيلي والذي ساهمت أغنياته في تطور تجربته كفنان وأضافت له ميزات كثيرة وإختيارات جادة ومتميزة خلقت له حراكاً موسيقياً في الوسط الفني، لقد أتيحت لهذا الفنان الشاب جملة من الظروف الموضوعية والذاتية والتي في إعتقادي أنه قام بإستقلالها الإستقلال الأمثل، فهو يمتلك بالإضافة للأداء الغنائي موهبة التلحين والتوزيع وهذه المواهب أعتقد ساهمت في تطوره ونمو تجربته، ساهم أيضاً في تلحين وتوزيع مجموعة من الأعمال لفنانين شباب، هذه الأعمال أدت إكتشافه كمطرب وملحن وموزع لا يشق له غبار، بالتالي فقد تسيد الساحة في الفترة الماضية وأصبح يشكل حضوراً في الوسائط الإعلامية المختلفة. ظلتت لفترة أتابع نشاطه الغنائي من خلال عروضه وحفلاته الجماهيرية والتي تتميز بحضور نوعي غالبيته من الشباب، بالتالي خلقت هذه الفئة العمرية إلتفافاً واسعاً حوله شخصيته وإطلاقه لمجموعة من الأغاني الجديدة التي شكلت حضوراً واسعاً في خارطة الأغاني الشبابية. ولعل مشاركته الإيجابية في مهرجان الخرطوم الدولي العاشر للموسيقى كانت محل إهتمام وتقدير الجميع قدم خلالها مجموعة من الأغنيات ( كنعمة وما مضمون وباب الريد لمحمود الجيلي وأغنية السويتو أنتى لعهد عبد الله)،أستمتع بيها حضور الحفل الكبير ، وشكلت نقله نوعية له وإنطلاقه جديدة لمسيرته، فقد ساهمت هذه المساحة في إطلالة جديدة " للجزار" على جمهوره في مساحة عزيزة على أمثاله من الشباب، لذلك هو الآن أمام تحدي حقيقي في تمثيله هذا الجيل ومحاولة إزالة التشويش الحاصل للأغنية الشبابية والتي أعتقد بأن الجزار هو الشخص الذي يمكن أن يعبر بها إلى بر الأمان، بتعبيره عن هذا الجيل الشبابي بكافة مكوناته متى ما جّود أغنياته وأستمر بنفس الروح التي خلقت منه أحد الشباب المعبرين عن تواصل الأغنية السودانية الإيجابية. محمد فيصل يمتلك من المقدرات والمهارات ما يجعله أحد المتميزين في الساحة الغنائية فهو شاب مجتهد و يمتلك حساً موسيقياً رائعاً، فأمامه الطريق لزيادة مساحات الإبداع لديه فضلاً عن أنه يمتلك معرفة علمية للموسيقى ومهارة في العزف على آلة "البيانو"، أعتقد أن كل ذلك سوف يساهم في تقديمه لمجموعة من الأعمال الغنائية المميزة في المستقبل، رغم أن مهنة الفن شاقة جداً فهي تخاطب أزواق مختلفة، وتنطلق من الجدية في تناول المفردة المغناة فضلاً عن أنها تتطلب إنتاج غنائي يقنع المتلقي والجهمور، وفي خضم ذلك أعتقد بأن "الجزار" قادر على التغلب على هذه المواصفات التعامل مع هذه الأذواق المختلفة بموهبته وذوقه العالي.