في ليلة السبتِ ، الأول من ابريل ، احتفل ابناء وبنات مدينة امدرمان باحد اهم الأسماء الأدبية التي إرتبطت بها وهو البروفسور والأستاذ الجامعي الأديب علي محمد علي المك(1937 م -1992 م ) . وأقام منتدى ابناء امدرمان بالملازمين أمسية ثقافية تحت عنوان "توقيعات في دفتر على المك" برعاية شركة زين للاتصالات بمصاحبة توقيع لعلي المك نفسه حملته لافتة كبيرة نقرأ فيها :(مفتاح مدينتي من طين ، خلاصة الخلاصة من طمي النيل ورمل الصحراء) التوقيع الأول : التنوع مصدر للوفاق تحدث في بداية الأمسية السفير ميرغني سليمان امين عام المنتدى الذي رحب بالحضور ودعا لجعل ذكرى على المك عبرة للوصول للهدف المنشود وهو وحدة السودان وقال : " إن التنوع يجب ألا يكون مصدر للفرقة ، بل يجب ان يكون مصدراً للوفاق " وتقدم بالشكر لشركة زين لرعايتها الأمسية الثقافية ولالتزامها بإنشاء فصل مكتمل لتدريس الحاسوب في مقر المنتدى بهدف إزالة الأمية الإلكترونية . التوقيع الثاني : ابوداؤود إجادة صنعة الغناء تلفزيون السودان قدم مادة توثيقية عن على المك وتاريخ المدينة التي إرتبط بها وإرتبطت به تخللت المادة إغنيات للفنان الذي إرتبط بعلي المك وهو الراحل عبدالعزيز محمد داؤود . وكان المك مهتماً بإجادة صنعة الغناء فظاهره في هذه الإهتمام صنو روحه عبدالعزيز محمد داؤود . التوقيع الثالث : صلاح الدين الفاضل : عاشق الموسيقى الكلاسيكية تحدث عن علاقته بأستاذه على المك وقال أنه لم يفارق هذه الدنيا لأنه موجود بأعماله وسيرته العطرة ووصفه بعاشق الموسيقى الكلاسيكية الأول وقال ان الراحل علي المك كان يحتفظ بأعمال كلاسيكية نادرة . تعاون المك مع الإذاعة السودانية منذ بداية الستينات وترأس لجنة البرنامج لمدة عشرين عاماً . اعد وقدم عدد من البرامج الإذاعية أشهرها (أسمار وأحاديث إخراج محمد طاهر . ترجم للإذاعة اعمال من الأدب العالمي . شارك بإفكار برامجية وكان ملهماً لعدد من البرامجيين وانا منهم . أشهر أعماله الأبداعية الصعود الى أسفل المدينة ، مدينة من تراب ، القمر جالس في مداره ، هل أبصر أعمى المعرة ، البرجوازية الصغيرة مع الشاعر الراحل صلاح احمد ابراهيم . في العام 1994 م ، كنت في مدينة القاهرة رن جرس الهاتف في شقتي ، كان علي المك على الطرف الأخر قال لي : سألت عنك في الخرطوم فقيل لي أنك في القاهرة ، فلحقت بك ، شاهدنا مجريات كاس العالم ، ذلك العام ، كله معاً . اذكره الأن كان يتحدث عن سقراط لاعب كرة القدم البرازيلي كما يتحدث عن سقراط الفيلسوف . هو من أعطى إسم (الصفوة) للمريخ . الشيء الوحيد الذي كان محل إختلاف بيننا هو انه كان مريخابياً وانا هلالابي . انجبت صداقته العميقة مع الفنان عبدالعزيز محمد داؤود والموسيقار برعي محمد دفع الله كل الأعمال الكبيرة لأبوداؤود . إرتبط إسم علي المك بالملفات الثقافية . في المجال الأكاديمي تخرج من جامعة الخرطوم ثم جامعة كالفورنيا عمل أستاذا بالجامعة ثم مديراً لإدارة النشر ، وهو مؤسس لإدارة النشر والتعريب بالجامعة . كما عمل أستاذا زائراً بالجامعات الأمريكية كمحاضر في الأدب والحضارة الأفريقية . قال عنه العلامة عبدالله الطيب (وددت لو متٌ قبله ، ليرثيني ) التوقيع الرابع : عبدالقادر الكتيابي الشاعر الكبير عبدالقادر الكتيابي شارك في الأمسية بقراءات شعرية في رثاء الراحل علي المك وأردف شعره بحديث ومطالب للناديين الرياضيين (الهلال والمريخ ) الذين ما بخلت عليهم امدرمان بشيء ،طالب برد الدين للمدينة وتقديم الدعم لأنشطتها بدلاً عن صرف الأموال فيما لا يفيد . التوقيع الخامس: بشير عباس : لازال حبل حكايتي معه ممتداً الموسيقار بشير عباس وقع على دفتر علي المك حديثاً أشجى الحضور ، ثم عزف على العود رائعة الكابلي (ريدة تاني) بصحبة الفنان عاصم فأمتزج اللحن باللوعة تحت سماء امدرمان المزدانة بالقمر الذي رمى بضوئه على شاطئ ابوروف السعيد . قال بشير عباس ان صداقته وملازمته للراحل كانت من العمق حتى تجاوزت طبيعة الأشياء وكشف عن أمر غريب : انه رغم سنوات الفراق بينهم ، لا يزال يتحدث إليه ويتبادل معه حكاياتهم في تلك الأيام . التوقيع السادس : بنت خالته وصهره من ضمن الحضور السيدة زينب مصطفى هارون،من سكان حي البوستة العريق وهي إبن خالة الراحل علي المك علقت على المناسبة قائلة : علي المك مَشَكَر من الله خلقو ، الفهيم ، المؤدب ، المهذب ، علي لديه إبنان محمد وبهاء الدين متواجدان في السودان و بنتان هما كارمن وكلارا متزوجات ومقيمات في امريكا . هو وحيد ولديه شقيقة واحدة أم سلمة عقيلة السيد الزين حامد النائب البرلماني السابق . تحدثت الى الأستاذ الزين حامد الذي كان ضمن حضور الإحتفال فقال : انا من كسلا وعلاقتي بعلي المك هي علاقة نسب وصداقة وكنت مستشاراً ثقافياً في برلين حين تزوجت ام سلمة وتم الزفاف وانا في برلين وارسلت إلى هناك . وقال أيضا إن علاقته مع علي المك لم تشوبها شائبة الاختلاف السياسي رغم كوني اتحادياً والراحل محسوب على اليسار ولكن لم يكن له انتماء سياسي رسمي . توقيعات الحضور والغياب : مهنا فهمي صديق وجار للراحل : غادر بهدؤ كأنه يعتذر لأصدقائه . المذيع سعد الدين حسن : تجلت عبقريته في توحيد الوجدان الأمدرماني . الكاتبة سارة سعيد : هذه أمسية عبارة عن لوحة فنية في الشكل واللون والإطار أسمها علي المك رسمها منتدى أبناء امدرمان وقام بتلوينها الحضور الرائع والتوقيع عليها بتلك الكلمات التي أدهشتنا حقاً فقد عكست ذلك الجانب الإنساني للأديب علي المك فأزداد حبنا له وزاد فخري بإنتمائي لامدرمان التي ينتمي إليها أمثال علي المك – رحمة الله بقدر ما أعطى . *عناق حار بين الإعلامي إسماعيل طه والموسيقار بشير عباس . حضور مدينة كسلا الجميلة كان طاغياً بلقاء اثنين من رموزها في العاصمة الزين حامد والجنرال احمد طه. *إعتذر الأستاذ حسين خوجلي نسبة لوفاة بن عمه ، أعتذر الجنزوري حداداً على امين عام الحزب الشيوعي محمد إبراهيم نقد ، وغاب حمدي بدر الدين لأسباب صحية . *عبد المنعم الكتيابي بذل مجهوداً كبيراً لإخراج الأمسية بما يليق بعظمة امدرمان وهي تحتفي بإبنها الأديب الراحل خلسة كما النوار في عبارة محمد عثمان الجعلي في كتابه عن علي المك بذات العنوان (رحيل النوار خلسة..علي المك وجيله) . mohamed elmabrouk [[email protected]]