تابعت مباراة الهلال والخرطوم في الدوري الممتاز .. وتابعت بعدها مباراة شيلسي الانجليزي وفريق السحرة برشلونة الاسباني وقد كان يوما للمتعة والإبداع الكروي يوم يمكن القول أنني إستمتعت فيه حد التخمة من دسامة المادة الكروية في المباراتين .. في المباراة الأولي لم يخذلني فريق الخرطوم الذي لاأجد حرجا في القول أنني من أشد المعجبين به وبالأداء الذي ظل يقدمه في الدوري الممتاز منذ مواسم بعيدة وسبق أن كتبت أكثر من مرة أنه من الفرق التي نجحت في تكوين قاعدة من المعجبين تتابع الفريق عن قرب أو من بعد بل يمكن أن أجزم بوجود معجبين لهذا الفريق داخل الناديين الكبيرين الهلال والمريخ ينظرون له بعين الإحترام قبل الإعجاب وهو بكل تأكيد يستحق هذا الإحترام .. أعود للمباراة فقد قدم فريق الخرطوم عرضا رائعا في شوط اللعب الأول وكاد أن تصيب مرمي الهلال في أكثر من فرصة مضمونة وفي المقابل لم يقدم الهلال العرض المنتظر وظهر متباعد الخطوط خاصة المساحة بين الوسط والهجوم بل إن الفريق إعتمد في أغلب فترات هذا الشوط علي الهجمات المرتدة ولولا فارق الخبرة الذي منح الهلال هدف عمر بخيت الأول بعد تسديدة مهند الطارق المتقنة المرتدة من القائم ربما إنتهي الشوط الأول تعادليا ... وقد أدخلت فرقة الخرطوم في هذا الشوط القلق في نفوس جمهور الهلال خاصة وأن كل المؤشرات كانت تذهب في إتجاه أن الاستمرار بهذا المستوي في شوط اللعب الثاني يعني أن الهلال سيدخل في حسابات معقدة قد يفقد معها نقاط المباراة كاملة .. إلا أن شوط اللعب الثاني جاء مغايرا فقد أحكم الهلال سيطرته الكاملة علي المباراة وشكل خطورة متواصلة علي مرمي الخرطوم كان نتاجها ثلاثة أهداف أخري وفي تقديري أن المستوي العالي للفريق في هذا الشوط عكس فارق اللياقة بين الفريقين والذي رجحت كفته لصالح الهلال كما لعبت التغييرات التي أجراها المدرب الفرنسي غارزيتو في الدفاع والوسط دورا واضحا في التوازن في خطوط الفريق الثلاثة وأري أن خروج اللاعب نزار حامد رغم أنه جاء بسبب الإصابة إلا أنه خدم الفريق كثيرا بعد دخول الطاهر حامد وعودة كاريكا لوسط الملعب ليزيد ذلك من عدد اللاعبين عند الهجوم علي منطقة فريق الخرطوم وقد ساهم هذا الضغط في إرباك الدفاع لتفتح كثير من الثغرات في الأطراف والعمق لتنتهي المباراة بهذا العدد الكبير من الأهداف والذي كان يمكن مضاعفته لولا غياب التركيز والتعامل بإستهتار مع بعض الكرات منها الفرصة التي وجدها كاريكا وحاول أن (يتفلسف) فيها إذا جاز التعبير وغيرها من الفرص المضمونة .. رغم الفوز الكبير إلا أن أن الفرقة الهلالية مازالت تعاني في وسط الملعب وخاصة صناعة اللعب والتي وضح من خلال المباريات الأخيرة أن مكان قائد الفريق ونجمه المحبوب هيثم مصطفي مازال شاغرا .. ولا أود هنا التدخل في القرارات الفنية ولكن عملية التأهيل أخذت وقت ليس بالقليل يكفي علي الأقل لعودته إلي مكانه الطبيعي وهو ما أتمناه في المباراة القادمة . أما المباراة الثانية في دوري أبطال أوروبا بين شيلسي الإنجليزي و البارسا كانت عالم خاص من الإثارة والمتعة وقد أكدت لي هذه المباراة أن الكبير كبير حتي في حالة الخسارة وقد كان البارسا كبيرا كالعهد به وعبس له الحظ كثيرا في مباراة كانت في متناول اليد وأخالف بعض المحللين هنا في أنها من أسهل المباريات التي لعبها برشلونة مؤخرا ولولا سؤ الحظ لعاد من إنجلترا بفوز تاريخي علي شيلسي .. ولكنه جنون كرة القدم وسر سحرها ومتعتها الذي أعطي شيلسي (ضيف الشرف) مالايستحق لان لاعبيه ظلوا يتفرجون علي سحرة برشلونة طوال زمن المباراة .. عموما موعدنا الأسبوع القادم في أرض البارسا لنتابع اللقاء الفاصل بين الفريقين وسنشاهد معا إنتصار المتعة والمهارة علي التكتيك الممل. hassan faroog [[email protected]]