اعلنت الحكومة السودانية أنها القت القبض السبت على أربعة أجانب كانوا يفحصون الحطام الذي خلفته المعارك الأخيرة بين الخرطوم وجوبا في منطقة هجليج الحدودية الغنية بالنفط. لكن الأممالمتحدة قالت إن المعتقلين الأربعة من العاملين في إزالة الألغام، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية. وقال العقيد الصوارمي خالد سعد المتحدث باسم الجيش السوداني "هذا الأمر يؤكد ما قلناه من قبل من أن عدوان جنوب السودان على هجليج كان مدعوما من قبل خبراء أجانب". وتم نقل الأجانب الأربعة إلى الخرطوم "للمزيد من التحقيقات"، حسبما أكد سعد. معدات عسكرية وذكرت وكالة رويترز، نقلا عن مصادر سودانية حكومية، أن الأجانب الأربعة هم بريطاني ونرويجي وجنوب إفريقي إضافة إلى جندي من دولة جنوب السودان. وكانت الدولتان خاضتا معارك خلال الأيام القليلة الماضية في منطقة حقل هجليج النفطي. وعلى الرغم من أن السودان وجنوب السودان وقعا اتفاقا للسلام عام 2005 أنهى أكثر من عقدين من الحرب الأهلية، إلا أن عددا من القضايا لا تزال محل خلاف بينهما أبرزها ترسيم الحدود ورسوم عبور النفط من الشمال إلى الجنوب. وأوضح المتحدث باسم الجيش السوداني أنه ألقي القبض على "الأجانب" الأربعة بينما يستقلون مركبات تحمل معدات عسكرية. لكن جيش جنوب السودان نفى أن يكون هؤلاء الأجانب يقدمون له الدعم، لكنه قال إنهم كانوا على متن مركبة تابعة للأمم المتحدة وضلوا طريقهم. 48 ساعة في هذه الأثاء أعرب السودان عن رفض تدخل مجلس الامن الدولي في خلافاته الحدودية مع جنوب السودان، مفضلا وساطة الاتحاد الافريقي. وقال وزير الخارجية السوداني على كرتي في بيان "يؤكد السودان على رفضه للمحاولات الجارية لطمس دور الاتحاد الافريقي واحالة الوضع بين السودان وجمهورية السودان إلى مجلس الامن". واضاف ان تدخل مجلس الامن الدولي "من شأنه ان يؤدي الي تغليب الاعتبارات السياسية المعلنة والمواقف المسبقة ذات الغرض على مقتضيات التسوية السلمية العادلة". وطلب الاتحاد الافريقي الثلاثاء الماضي من مجلس الامن الدولي التدخل لضمان وقف الاعمال العدائية بين الطرفين خلال ثمان واربعين ساعة وان يعودا للتفاوض خلال اسبوعين ليتوصلا لحل للقضايا العالقة بينهما خلال ثلاثة اشهر. الفصل السابع ولكن كرتي قال "يؤكد السودان على ثقته في الاتحاد الافريقي واجهزته، ويجدد تمسكه بقرارات القادة الافارقة بتولي الاتحاد الافريقي تسوية القضايا محل الخلاف بين جمهوريتي السودان وجنوب السودان". وبدأ مجلس الامن الخميس مباحثات حول مشروع قرار قد يفرض عقوبات على السودان وجنوب السودان في حال لم يوقفا المواجهات العسكرية على حدودهما ولم يلتزما بقرار الاتحاد الافريقي لوقف القتال والعودة لطاولة المفاوضات. يذكر أن مشروع القرار الذي قدمته الولاياتالمتحدة الاميركية يؤيد مطالب الاتحاد الافريقي بوقف الاعمال العدائية فورا. وينص مشروع القرار على ان مجلس الامن الدولي سيراجع الالتزام بمطالب الاتحاد الافريقي ويمكن ان يتخذ خطوات اضافية بموجب البند 41 من الفصل السابع الذي يتيح اصدار عقوبات ولكن ليس القيام بعمل عسكري واستخدام القوة. وجدد جنوب السودان اتهامه السودان الاربعاء بشن غارات جوية على مناطق في ولاية الوحدة الواقعة على الحدود مع السودان، حتى بعد صدور قرارات الاتحاد الافريقي التي تدعو لوقف فوري للعدائيات.