[email protected] والطرفة تحكي أن جحا قد باع داره الكبيرة الا موضع لبنة في البيت أتخذ جحا له فيها مسمارا كان من شروط جحا لإكمال الصفقة ،نزل صاحب البيت علي شرط جحا وصار جحا يرتاد ذلك المسمار كثيرا تارة بتعليق ملابسه وتارة باستخدام أشياء أخري يعلقها في المسمار وفي كل الأوقات .ضاق صاحب المنزل كثيرا من تصرفات جحا وللقصة نهاية تجمع مابين الطرافة والدراما وتصرفات جحا تغضب صاحب البيت الذي راودته أفكار شتي من ذلك ربما يكون أقلها الرحيل ارتياحا من جحا ومسماره سقت ذلك المثال كمثال للعلاقة بين الدولتين فقد أضحت القضايا الخلافية التي أفرزتها أتفاقية السلام دافعا للتفاوض وإن طال أمد الحرب وتعددت سجالاتها بين الهزيمة والانتصار بين الغارات واستخدام حق الرد كل ذلك يعطي مبررا لكل مبادر ا بالرجوع الي طاولة المفاوضات فالحرب لن تجدي نفعا في ظل الخطط الرامية الي استغلال الموارد والاستفادة منها في التنمية وراحة المواطنين ولكن الحرب بدوافع الإحتلال وتثبيت الحقوق قد تجاسر الهوة وتحيل تطلعات المواطن الي غموض أفرزه واقع لا ينذر الا بالاحتقان المستمر الذي يجعل من مسمار القضايا الخلافية بارودا قابلا للاشتعال في لحظة ما يحيل التفاؤل المطلوب الي تشاؤم دائم . هي مجموعة مسامير قابلة لاستحداث مسامير أخري في ظل غموض في أتفاقية السلام الموقعة والتي بدأت سؤاتها في الظهور الي العلن والكلام عن المثالب فيها كثير ولكنه لايجدي ولايحرك ساكنا بعد أن نفذ الجزء الأكبر ونال الجنوب استقلاله بأعتراف المجتمع الدولي ولعل الغموض الذي يكتنف البعض يجعل من بعضنا لايمل تكرار مطالبة الرئيس بسحب الأعتراف من دولة الجنوب وإلغاء إتفاق نيفاشا ولو كان هذا من العامة لعذرناهم ولكنه من قيادات لها وزنها في الشأن السياسي والحزبي . الواقع يقول إن التفاوض هو السبيل الوحيد حتي تزال مسامير جحا من مكانها وذلك بحسم كلي لجوهر تلك القضايا حتي يتم الوصول الي إستقرار نهائي للمنطقة فالحرب وأن كانت اليوم (محبوبة) بإعادة الحق المسلوب ورد الاعتبار و جلب العزة والثقة المفقودة للدولة ومواطنها فإنها غدا تكون (بغيضة ) فقد تكون عبئا ثقيلا علي الإقتصاد القومي المتمثل في أهدار الموارد ونقص الأنفس والثمرات وقد ينعكس عدم الإستقرار بل ويعد عاملا أساسيا في ضرب كل خطة من شانها التخطيط السليم للتنمية المستدامة للوصول بالمواطن الي الرفاهية المنشودة . والعودة الي ساحات التفاوض ولو عبر منابر الإتحاد الأفريقي ينبغي أن لاينظر إليه علي أنه ضعفا وذلا فقد أسلمت الحكومة قبل ذلك نفسها للتفاوض وكان الجنوب تحت سيطرتها وحتي التفاوض تخللته الحروب والتعبئة العامة والحاجة الملحة لحدوث الاستقرار أجبرت الحكومة أن تنزل لخيار التفاوض رغم معارضة الكثيرين الذي حسبوه في وقتها ذلا وخوفا من المجتمع الدولي وتنصلا لرايات الحق وعهود المجاهدين واليوم يتكرر السيناريو وبفصول رواية أخري في جزءها الثاني ونزول الحكومة لرغبة المجتمع الدولي (بشروطها)ا حتما سيساعد في حسم القضايا العالقة ومحاولة رسم صيغة تضمن إستقرارا (حميما) يرسم ملامح التعايش المستقبلي ويعيد صياغة العلاقات علي أساس من المعاهدات الدولية والبرتكولات التي يتكي عليها في حالتي السلم والحروب .