هذا العنوان ليس إستباقا للأحداث أو قراءة سطحية لما يجري هذه الأيام علي مسرح الهلال ولكن كل المؤشرات تؤكد أننا علي موعد مع كارثة حقيقية لن تقل في شيء عن الأحداث التي شهدها أستاد بورسعيد في مصر وراح ضحيتها أكثر من 70شخص إن لم يكن أكثر .. وأري أن الصورة ستتكرر بالكربون وبفاجعة لن تمحي من ذاكرة التاريخ .. خاصة عندما تبرر الغاية الوسيلة ويعود (ميكافيللي) إلي الواقع في أحط وأبشع صورة ولن يفرق معه كثيرا أن يدوس علي جماجم الأبرياء ولن يشفي غليله ويطفيء نار حقده أن يشرب من دماءهم فالغاية عنده دائما وأبدا تبرر الوسيلة ... لن يفرق معه أن تتناثر الجثث في المكان وأن تتناقل وسائل الإعلام المحلية والعالمية أعداد القتلي والمصابين.. تأكدوا عندها أن (ميكافيللي) سيضحك ملء شدقيه ولو أتيحت له الفرصة لرقص فرحا وطرباعلي جثثهم . في بورسعيد تابعنا تفاصيل التفاصيل كيف خططوا لجريمتهم وكيف توعدوا مشجعي فريق النادي الأهلي بالموت وهم يبثون عبر الشبكة العنكبوتية رسائل تطالبهم بوداع أمهاتهم وكتابة وصاياهم قبل الوصول إلي بورسعيد لأنهم لن يعودوا مرة أخري وقد كان لم يعد أكثر من 70 مشجع من ألتراس النادي الأهلي إلي ذويهم لأنهم قتلوا وتابعنا من خلال الفضائيات .. الخيانة والغدر وإستغلال الأبرياء في صراعات وتصفية حسابات لاعلاقة لها بكرة القدم من قريب أو بعيد .. مايحدث حالياعلي مسرح الهلال لايختلف كثيراعن ماجري ببورسعيد وإن كان هناك فارق فهو بكل تأكيد في طبيعة الصراع هنا وهناك ولكن الغدر والخيانة والجبن والإنحطاط والسقوط وغياب الضمير والوازع الأخلاقي تبقي هي نفسها هنا وهناك وتبقي المحرك الفعلي لهذه القذارة وذاك الإنحطاط فقد خرجت الأمور كما ذكرت بالأمس بالكامل من الملعب ولم تعد رياضة بل مخطط خبيث للتدمير والتخريب .. كتبوا السيناريو كما حدث في بورسعيد .. أختاروا المواقع .. وزعوا الناس .. حددوا الهتافات .. كتبوا اللافتات .. رسموا طريقة التحرك .. تبدأ المباراة الأولي بهتافات ولافتات وإساءات وشتائم وبذاءات .. وهجوم علي النادي وإحتلاله .. وفي المباراة الثانية (متوقع التنفيذ بعد غد أمام الأمل) يمارسون الضغط علي اللاعبين والجهاز الفني حتي يخرجوهم من أجواء المباراة والتي يؤملون من خلالها إخفاق الفريق من البداية لرفع وتيرة الضغط وتصوير الأمر وكأن هناك كارثة قد حدثت ويتم الإنتقال بعدها للخطة (ب) وهي إثارة الشغب لإلغاء المباراة وقد تتطور الأحداث إلي ماهو أبشع .. المؤكد أن أي محاولة لطرح أسئلة حول الأسباب وراء هذه الروح الإجرامية تعني أن هناك مبرر مع العلم أن لكل مجرم وجريمة أسباب ومبررات ولكن عندما تكون تكون الجريمة من أجل الجريمة فهذا يعني ببساطة شديدة أن هناك شذوذ وتصبح الحالة بذلك ميئوس منها .. يحاول البعض بسطحية ليست غريبة عليهم وقد تكون متعمدة لأنهم وفق القراءات جزء من المخطط اللئيم .. مخطط الإجرام والدمار يحاول هؤلاء أن يصوروا الأمر علي أنه حركة جماهيرية ولأنهم أبعد مايكون عن مفهوم الجماهير وحركة الجماهير يريدون إلباس الباطل ثوب الحق .. يريدون أن يجعلوا من قطيع تتأفف منه الأغنام جمهور .. يريدون أن يحولوا إنتهازيين ومتسلقين جمهور .. يريدون أن يجعلوا مرتشين ومتسولين جمهور .. يريدون أن يجعلوا تائهين وبائعين وحاقدين وتافهين جمهور .. ماحدث ويحدث في الهلال لم ينته ولن ينته طالما أن العقلية المجرمة تحرك القطيع والغباء يسيطر علي العقول الفارغة .. وفي المقابل ستكون معركتنا معهم شرسة ولن نتوقف عن القتال إن جاز التعبير حتي نقذف بهم إلي مذبلة التاريخ .. فالأوجاع والجروح كثيرة والإنهيار يحاصرنا من كل جانب والحياة تسير من سيء إلي أسواء .. ووسط هذه الأجواء الكئيبة يخرج هؤلاء النكرات لهدم المعبد بمن فيه تحقيقا لنزوات ورغبات شائهة لاعلاقة لها بالرياضة ولاقيم الرياضة وأهدافها .. وأقولها ثانيا وعاشرا ومليار إحذروا فالمخطط الحقير يهدف لإعادة سيناريو بورسعيد جديدة. hassan faroog [[email protected]]