بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى: ( هَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألْبَابْ) ..الآية هذا بلاغ للناس [email protected] توطئة: - في عمود الأستاذ/ محمد المبروك محمد أحمد( كلام أهل البيوت) في صحيفة أخبار اليوم وتحت عنوان( قرارات مجلس الأمن) لخّص فيه شعور رجل الشارع العادي الذي تختلف حساباته عن حسابات الدوائر الرسمية وبذلك يكون عكس نبض هذا الشارع الذي وكأنه يحتج نيابة عن الشارع على مهادنة الحكومة لأمريكا زعيمة الاستعمار الجديد وقائد قوى التجبر والاستكبار ، ومعه ألف حق في ذلك فقد أتي على ذكر الجزرة والتي لا تشبع جوعان، اللهم إلا إن كان البعض منا يعتقد أن بها سنسد لرمقنا وكان لا بد لنا من أن ندلو بدلونا فيما ذهب إليه الأستاذ محمد المبروك وقد أصاب كبد الحقيقة وربما أن مسمى عموده (كلام أهل البيوت) ربما يعنى مجازاً (كلام أهل الشارع)!!. - يقال في الأمثال أن (خيبة الأمل راكبة جمل) عندما يتراكم اليأس من اصلاح سلوك شخص ما ويأتي بما يؤكد رأي الناس فيه تأكيداً قاطعاً، وكما عودتنا أمريكا فهي فاقدة للمصداقية بين العرب والمسلمين مند يوم غزوها لأفغانستان والعراق بدعاوي كاذبة كلنا يعلمها، فلا مصداقية لها البتة بين أبناء الشعب السوداني خاصةً الذي ترسّخت لديه هذه القناعة خاصة في عهد إدارة بوش الإبن، حتى جاء أوباما الذي حاول التغيير من تكتيك عمليات كراهية العرب والمسلمين والابقاء على الاستراتيجية كما هي، فجاء إلى اسطنبول عاصمة الخلافة خطيباً ثم جاء لمصر الأزهر وخاطب المثقفين والنخب الفكرية بأن حقبته لن تكون حقبة عداء للإسلام ولكنها ستكون حقبة محاربة الارهاب، واشترت النخب تلك الخطبة العاطفية وصدقته إلا أنا، فقد كتبت وقلت إن الفرق بين جورج بوش الإبن وأوباما هو تماماً كما الفرق بين الثوم والبصل وكلاهما خبيت . المتن: - رجل الشارع السوداني العادي يلوم حكومته على الاحتفاظ بعلائق مع هذه الادارة العدائية العدوانية، وبرى الشارع السوداني إنه لا يجني منها إلا العقوبات والحصار والتحريض والتآمر ودعم التمرد وتفتيت البلاد، وهو محق في ذلك وهو ما أراد الاستاذ محمد المبروك أن يسلط الضوء عليه أيضاً، ولكن وكما نعلم إن حسابات رجل الشارع ليست هي حسابات الدول التي تقيم وتقوم الأمور بمنظار العلاقات ا الدولية وانعكاساتها ونتائجها سواء كانت سالبة أم موجبة، خاصة العلائق مع الدول الكبرى والعظمى - ذات القرار المؤثر والتي لها تأثير على غيرها- أنها هي من يُحرك المؤسسات الأممية بل يمكننا أن نقول أنها هي المؤسسات الأممية نفسها لأنها هي التي تمولها ، ومن يُمَوّل يتحكم في الآليات والقرارات، وآية في ذلك ما حدث في اليونسكو عندما قُبلت عضوية فلسطين!! - لم يفاجئني مشروع قانون مجلس النواب الأمريكي مثلما فاجأ الكثيرون من المتفائلين معتمدين في تفاؤلهم على ما تُطلق علية (إشارات مشجعة) صدرت من الادارة الأمريكية تجاه السودان دون أن يتقبل هؤلاء فكرة أن كل هذه الاشارات ما هي إلا (عدة الشغل) وتمهيداً لمصيبة أكبر ضد السودان، إذ أن الاستراتيجية التي اعتقدت أمريكا أنها الأنجع والأجدى، فاعتمدتها في التعامل مع السودان ، أي استراتيجية الترغيب والترهيب لتنفيذ كل اجندة الاستعمار الجديد الذي غير من تكتيكاته القديمة وأبقى على استراتيجياته ثابتة. الادارة الأمريكية هي التي تقوم بتوزيع الأدوار في الشأن السوداني بين مجلسي النواب والكونجرس والخارجية، ومندوبة أمريكا مجلس الأمن والبيت الأبيض، قد تختلف عندهم فقط وسائل التنفيذ التكتيكية ولكن لا خلاف على الاستراتيجية التي تعتمد على أربعة محاور وهي: 1) محاصرة مصر من خاصرتها وعمقها الاستراتيجي السودان وتفتيته لدويلات تعمها الفوضى الخلاقة كما يحدث داخليا الآن في دولة الجنوب حتى يتسنى نشر الفوضى الخلاقة في مصر عبر منظمات ما يسمى بالمجتمع المدني(NGOs) والتي يمثل بعضها تيارات اثنية ودينية طائفية وذلك تمهيداً لتقسيم مصر إلى أربعة دويلات إثنية ثم استمرار نشر الفوضى الخلاقة وبالتالي يسهل لإيصال مياه النيل إلى النقب وكذلك تنصيب الكيان الصهيوني قائداً للشرق الأوسط الجديد!! 2) نجحت الخطوة الأولى بفصل جنوب السودان بدعاوي تارةً اثنية وتارةً دينية وذلك لأهداف تنصيرية بحتة ووقف الزحف الاسلامي العربي باتجاه أفريقيا. 3) تأمين المصدر المتبقي عالمياً من احتياطات الوقود الأحفوري الأفريقي والمكتشفة من قبل الغرب منذ عدة عقود وتقرر عدم المساس بها إلا عند الضرورة. 4) بزوغ نجم الصين التي ليس لها تاريخ استعماري في القارة السمراء كعملاق صناعي يحتاج أيضاً لتأمين اقتصاداته الصناعية من إمدادات النفط ، ظهرت منافسةً للغرب في أفريقيا وكان مدخلها للقارة عبر السودان إذ أن الصين لا تمارس الأساليب الاستعمارية المعروفة من ابتزاز سياسي واقتصادي وضغوط على الحكام بعد افسادهم للتحكم فيهم.!! - تجري الأمثال بما قيل للقرد: بأنه سيسخط!!، فقال لهم: هل سأسخط غزالاً؟! كما نعلم، أن ليس هناك أقبح من القرد. هكذا تحاول أمريكا أن تخيفنا بأن تسخطنا، لكننا مع ذلك نعلم أننا لا بد مجبورون للتعامل معها رغم يقيننا بانحيازها التام للحركة الشعبية، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه وهو وفق أي آلية يمكن التعامل معها؟!، هل يتم ذلك بالخطاب السياسي المتشنج الذي يعطيها الذرائع؟! هل بالاستكانة والقبول بالجزرة التي كان يفترض أن نأتي بدهاء بما يقنعها بأن هذا التكتيك ما عاد يجدي نفعاً، فقد استخدمته في نيفاشا وفي الاستفتاء وأصبح تكتيك ابتزازي رخيص أكد كذب الادارات الأمريكية وتدليسها حتى أفقدها المصداقية ليس مع الحكومة بل أصبحت هذه قناعة الشعب الذي أصبح يضغط يطالب الحكومة بمواقف واضحة تجاه التعامل مع الإدارات الأمريكية التي لدغنا منه بدل المرة ألف، حتى بدا أن موقف الحكومة هو عقلاني أكثر من مطالب الشارع!! الحاشية: - تحدثنا عن الاليات والوسائل وبُحّ صوتنا بأنه لا بد من تحالفات وتعاون عسكري استراتيجي مع روسيا الاتحادية خاصة بعد الذي يجري حالياً في سوريا آخر موطئ مائي لها في البحر المتوسط بعد ثورة الربيع العربي في ليبيا وما لها الآن إلا أن تكون قريبة منه بأن تجد لها منفذاً ومستقراً في البحر الأحمر لقربه، هناك دول جارة لها علاقات شبيهة مع الكيان الصهيوني ويمكنها أن تعرض ذات العرض على روسيا، يبدو أن مشكلتنا دوماً أننا نأتي متأخرين للتردد الذي يشوب قراراتنا كلما رمت لنا الادارة الأمريكية جزرة فرحنا بها وهللنا بها، ويوقت قصير من ذلك، تفاجئ الادارة الأمريكية من فرح وهلل بقرار عدائي جديد!! - دول كثيرة نحسبها صديقة ومقرّبة نحسبها بحكم الدين أنها تقف معنا ولكننا يجب أن نأخذ في الحسبان أنه عالم متقاطع المصالح، ومن أجل المصالح لا ضير من التضحية بالقيم والمبادئ، فتركيا عضو في الناتو، والصين لها مصالح اقتصادية وتجارية خاصة فيما يتعلق بتأمين امداداتها من النفط ولن تضحي بتجارة بالبلايين من أجل عيوننا، كثير من الدول العربية عموماً تدور في فلك أمريكا والغرب عموماً ، كل هذه الدول ذات الثقل لا يمكنا أن نعول عليها كثيراً لأنها تقدم مصالحها الاقتصادية التي تربطها بالغرب على ما دون ذلك. - الاتحاد الروسي هو العملاق الآتي بخطىً راسخة باعتقادي خلال الخمس سنوات القادمة لعدة عوامل حاول الغرب أن يكبله ويمسخه في الحقبة اليلتسنية بالتحكم في الشعب الروسي بالغذاء ونشر الفساد مثل البغاء والرقيق الأبيض والمخدرات وجرائم المافيا من خطف وقتل لترويع الآمنين وكذلك تمويل منظمات العمل المدني الذراع المدني لأجهزة المخابرات الغربية وخاصة (CIA)، جاء فلاديمير بوتين وأصبح بطلاً قومياً أعاد للروس كرامتهم واتخذ الإجراءات التالية: 1) تحويل روسيا من متسول للقمح في عهد يلتسين إلى ثالث منتج ومُصَدِّر له في العالم. طورت صناعات ومشروعات الأمن الغذائي فأمّنتْ غذاء شعوبها ومن يملك غذاؤه يمتلك قراره السياسي. 2) محاربة المفسدين من أولاد هارفارد ورجال الأعمال اليهود الروس الذين ألقت بهم (CIA) لتخريب الحياة السياسية والاقتصادية وجرف روسيا نحو الفوضى الخلاقة، وأولاد هارفارد من التكنوقراط ورجال الأعمال هم الذين هربوا مئات المليارات سنوياً وامتنعوا عن تسديد الضرائب للدولة، فألقى بوتين القبض عليهم وتمت محاكمتهم مدنياً فأعاد البلايين للخزينة العامة وأعاد النظر في مذبحة تخصيص شركات القطاع العام التي على يد طفل هارفارد" ايغور غيدار" المدلل الذي قام الرئيس يلتسين بتوليته منصب القائم بأعمال رئيس حكومة روسيا، وغيدار هذا ضمن الاسماء المتهمة بنهب وتخريب الاقتصاد الروسي حيث كانت سياسته كما يقول "غينادي زيغانوف" زعيم الحزب الشيوعي الروسي تستهدف تدمير القاعدة الاقتصادية للبلاد وتصفية كل تراثها الروحي والثقافي حيث انخفض الانتاج الروسي في عهد غيدار بمعدل (50%) بينما لم ينخفض الانتاج الا بنسبة (24%) عندما كان الفاشيست على أبواب موسكو..!!! 3) إذ نتج عن ذلك من الاسباب الرئيسية التي ادت الى عداء اليهود داخل مختلف الاوساط في رسيا انهيار الاقتصاد الروسي وضعف مكانة روسيا وهيبتها في المجتمع الدولي وقيام ثورات عديدة في انحاء روسيا مثل ثورة البرلمان في عهد غيدار وثورة عمال مناجم سيبيريا والموظفين ورؤساء المدن والحكام واعضاء البرلمان في عهد كيريينكو.. اضافة الى جرائم غسيل الاموال المتورط فيها كبار المسؤولين في عهد المافيا في روسيا.. ناهيك عن استيلاء اليهود على المؤسسات الحكومية في مختلف القطاعات ونهب الثروات الطبيعية حتى غدت الطائفة اليهودية في روسيا.. اغنى طائفة ينتمي اليها المليارديرات الجدد الذين اثروا خلال 4سنوات فقط.. واصبحوا من اصحاب الاثني عشر صفرا على يمين الارقام.. في حين اصبح الروس يتقاتلون من اجل كيلو غرام من البطاطس ويتجرعون الفودكا في الشوارع او ينامون على محطات المترو..!! وللنظر الى ما احدثه اليهود خلال هذه الحقبة القصيرة (التسعينات) في روسيا والاقتصاد الروسي. 4) إعادة تأهيل قواتها المسلحة وأسلحتها الاستراتيجية والدليل على نجاح هذا؛ ذاك الدرس البليغ الذي لقنته روسيا الاتحادية لكلٍ من أمريكا والناتو عموماً حيث أرادا أن يختبرا إذا ما قامت روسيا عسكرياً من كبوتها فحرضا جورجيا للهجوم على أوسيتيا الجنوبية فقطع بوتين زيارته لحضور المونديال وعاد وكان الرد قاسياً وحاسماً وسريعاً وقاسياً وكان ذلك أثناء حضور بوتين أولمبياد بيكين في08.08..2008. الهامش: - علينا أن نحث الخطى ولا نتوانى ولا نتردد إذا ما قام الاستعماريون الجدد بمد جزرة لنا نحن حقاً لا نحتاجها فقد تعودنا التعايش مع الحصار حتى أصبح جزء من ثقافتنا، فإن فقدناه نستاء وإن رفع عنا فهو شرٌ مستطير أتدرون لماذا؟! الإجابة بسيطة وهي : عندها ستفتح لنا أبواب المؤسسات المالية الدولية للاقتراض وتنفتح شهيتنا في الانفتاح وتتراكم علينا المديونيات الربوبية ونعجز عن السداد ويبدأ الابتزاز والضغوطات لتنفيذ أجندات صندوق النقد والبنك الدولي وهما أس المصائب في بلاد الله، ومن يحرك هاتان المؤسستان الامميتان: الاجابة الدول الاستعمارية وأجهزة استخباراتها للي أذرع الدول الفقيرة. أليس لنا أن نعيش على الكفاف ونمد أرجلنا قدر لحافنا؟! .. للحصار فوائد أيضاً منها الاعتماد على الذات وابتكار وابداع وسائل بديلة.. قيل في الأمثال (جوع بعز ولا شبع بمذلة)!! ..عموماً أدعوا للتوجه بسرعة نحو الشرق.. شرق أوروبا وروسيا تحديداً.. وهي من الخمسة الكبار في مجلس الأمن.. مش؟!!