اتت هذه الحكومة بالغريب من افعال البشر والعجيب في سلوك الخلق وتفاجئنا كل يوم ماهو اكثر غرابة حتى غدت كل تصرفاتهم محلا للسخرية ومصدرا للضحك علي مبدأ شر البلية ما يضحك من كان يصدق يوما ان الحكومة بكل علمائها ومفكريها ان تتعامل مع الدجل وتسخر كل امكانيات الدولة علنا وفي وضح النهار لتستخرج جبلا من الذهب . حقا صدق القول (حلم الجوعان عيش) وتأتى الغرابة في عدم وجود راشدا يسأل نفسه قبل كل هذا الارهاق من الذى دفن جبل الذهب في هذا الموقع ؟ وكيف تم انتاج الذهب بهذه الكميات؟ ،اذا كانت الابداعات التكنولوجية الى يومنا هذا لا تستطيع انتاج هذه الكميات ؟ ولماذا يتم انتاجه ودفنه الى ما بقي من عمر الدنيا ولمن تعود الملكية ؟ واذا كان الاعتقاد مخازنا للجن فلماذا الاعتداء علي املاك الجن اصلا ؟ وهذه الاسئلة قد تكون ضرورية للعقل السليم اذا كانت هنالك سببا للتعامل مع الدجل في الاساس. ان ادعاء صاحب الجن بانه اكتشف بترول السودان عن طريق الجن وما هو معروف لدينا علي الاقل المعلومات المتوفرة بان شركة الشيفرون هي الجهة التى اكتشفت البترول وحصلت علي حقوقها من الشركات التى نقبت فيما بعد. وهذا الحديث لا يستقيم مع الواقع ما لم يكن الجن هو صاحب شركة الشيفرون. وذكر بانه اكتشف اسلحة كانت مخبأة بواسطة جهات مجهولة تريد استخدامها ضد حكومة البشير وهذا ايضا ليس بالضرورة ان يكون عملا خالصا صالحا للجن فقط ، لان الاسلحة تمت دفنها بواسطة البشر فان افتضاح امرها وكشف السر بيد من دفنوها امرا كان اكثر قبولا من اللجوء الى خوراق الجن. وتحدث صاحب الجن عن عالج امراض انزلاق الغضروف ولربما العجز الجنسي وان لم يقل الاخير بصراحة وحديثه عن كثرة الزوار ولربما كل اعضاء الحكومة هذا قد يكون صحيحا لانهم اكثر الناس في حاجة الى العلاج من هذه الامراض بسبب اوزانهم وحبهم للنساء ولو ان هناك ليس ما يمنع الاحجام عن علاج الامراض المستعصية الاخرى كايدز والملاريا والسرطان الا اذا كان الجن اخصائيا للغضروف. بالطبع ليس من صالح الفعل ان نشك في علاقات الانسان سواء بالانس والجن او الشيطان وخاصة كثرة الحديث عن العلاقات الخارجية لبعض الناس بعالم الغيب صوروا لنا واقعنا كما لو كانت حقيقة بما في ذلك المسائل التى تندرج تحت بند الاستحالة مثل اسطورة (21) طن من الذهب ولكن المفهوم لدينا حسب الاعتقاد السائد في المجتمعات السودانية والتى اكثر الشعوب استعدادا وميلا للتصديق علاقات الانسان بعالم الجن ومنهم ايضا الأولياء والصالحين حسب تعريف درجات التقوى عند اهل السودان وبمقتضى ذلك خصهم الله ببعض الكرامات والتعامل مع الخوارق من الاشياء وان كان هؤلاء يكتمون الاسرار الى الرمق الاخير في حياتهم ولم نسمع قطعا ان استخدم احدهم سيئا من كراماته سياسيا او قدم دعما لحكومة من الحكومات ماديا او معنويا. ونحن الآن نعيش واقعا مغايرا كل شيئ في عهد الانقاذ ان نجد انسانا يجهر بعلاقاته مع الجن وبدون اى التحفظ بل يسعي لاثباته. وهذا جديد في سلوكنا ونحن كبشر قد لا نحتاج لمعرفة من له علاقات خارج البشر.و الجميع يعلم ان من بين الجن مسلما وكافرا وبالطبع ان الجن الانقاذى الذى يحاول تقديم الدعم لحكومة عمر البشير حتى ولو كان مسلما قطعا لم يكن من الاتقياء ومع كل ذلك لم يتضح السبب الذى يجعل الجن يكشف مخازن الجن للبشير اذا علمنا ان بعضا من البشر اسبابهم لدعم حكومة منها المال والسلطة ومنها العرقية ولم يتضح مبررا واحد للجن او صاحب الجن في دعم حكومة الفساد والاستبداد الا اذا كان جنا جعليا . كيفما كان الامر فان مسرحية الجن مجرد محاولة تمرير الفترة التى حددها البشير لنفسه ان يبقي في الحكم ثمانية سنوات عجافا اخري لارباك الخصوم والمعارضين وقتل روح الصبر وعدم التفكير في الانتفاضة باعتباره هذا التأريخ قدرا مكتوبا فالمسرحية كانت سيئة الاخراج والاعداد بالرغم من التحضير الطويل ولكنها لم تكتمل التمثيل بالصورة المخططة لها لربما بسبب تسربها ولم يتمكنوا او يجدوا الفرصة المناسبة لدفن الذهب او المواد المشابهة ويتم حفرها امام الاعلام والغرض من حديث الجن شأن غير قابل للتكذيب فالبشير في الحكم حتى 2031 و(كمان) خمسة وعشرون يوما اضافيا لتعطى اقصي درجات المصداقية. فحديث صاحب الجن بما في ذلك عن البترول والاسلحة المدفونة وقصة الخواجة والعلاجات وغيرها من المسائل كانت اشياء مادية وموجودات في الدنيا المعاش وان كان هناك مسائل غير مألوفة في الطبيعة البشرية ولربما استطاع الجن من النفاذ ولكنه لم يأتى بمثال واحد لعلمه بالغيب و قطعا لا يستطيع كذلك لسبب واحد لان علم الغيب صفة من صفات الله واحد القهار للانس والجن معا . واذا قال الجن غير ذلك فقد كذب واذا قال صاحب الجن غير ذلك فقد فجر. هو معلوم من الدين بالضرورة. وبالطبع اذا كان قصة الذهب في حلفاالجديدة حقيقة ارشادية من الجن لتم التأكد منها قبل الاعلان عن الحفر وصناعة الضجة حولها . ونحن امام حقائق كلها غريبة اذا كانت بالفعل الحكومة بكل مؤسساتها الفكرية صدقت هذا الزعم وتعاملت معها كحقيقة والامل في الحصول علي المال صدق القول (الامل اخر حس يموت في الانسان) و تعطي الاجابة الصادقة لما انتهت اليه حال السودان نحمد الله ونشكره كثيرا طالما هناك بعض الناس ما زالوا علي قيد الحياة . واذا كان الغرض من العملية مجرد مسرحية قصد منها تمرير علي الشعب السودانى اجل حكم البشير ستظل مسرحية ساذجة وسيئة الاعداد والاخراج . ولم تكترث لسمعة حكومة التى لاتجد حرجا في التعامل حتى مع الخرافة لتكسب ثمانية سنوات اخري ولكن ما قيمة هذه السنوات الى تكسبها الحكومة بهذه الطريقة ثم ماذا بعد ثمانية سنوات بالطبع سيأتى الينا الجن ويقول ربع قرن اخر لعلي بن عثمان ومثله لادم يوسف حرام عليكم الجن والبشر من الانقاذين احترموا عقولنا. لقد اجتزتم الحد في النكانية واحد منكم كفي. mohamed fasher [[email protected]]