sara abdulla [[email protected]] من المؤكد أن الزلمات السوريين قد أثبتوا للعالم كله بأنهم الأكثر شجاعةً والأطول صموداً بل أن ما تعرض له هؤلاء الأشاوس وصبروا عليه وتعايشوا معه يجعل من القمع العنيف ، الذي تعرض له ثوار تونس ومصر واليمن وليبيا ، مجرد نزهة آمنة، فرغم مضي أكثر من عام ونصف على تفجر الثورة السورية وتجاوز عدد الشهداء خمسة عشر ألف ، وعلى الرغم من أن دبابات وطائرات نظام الأسد تقوم بدك مدنهم وقراهم يومياً وتقتل منهم العشرات كل يوم ، بالرغم من أن جنازاتهم تتعرض للقصف المباغت الذي يحول المعزين إلى جنازات ، ورغم أن أصدقاء سوريا الرسمية من زلمات صينيين وزلمات روس يمارسون هوايتهم المفضلة في ممارسة حق النقض في مجلس الأمن لمنع إدانة النظام السوري ومنع الأممالمتحدة من فرض حظر جوي وحماية المدنيين في سوريا ورغم أن أصدقاء الشعب السوري يجتمعون وينفضون ويخوضون معركة تفسير العبارات في بيانات الادانة التي لا تحمي من قتل ولا تدمير ، ما زال الزلمات السوريون في كل المدن والقرى السورية يواصلون اعتصاماتهم ومظاهراتهم ويتموجون بدبكاتهم الثورية في الشوارع المسكونة برائحة الموت ويتغنون بإسقاط نظام الأسد ويدعمون الجيش السوري الحر ويثبتون للعالم وجود معادلة شعبية ثورية جديدة مفادها أن الصمود الشعبي يتزايد بمعدلات طردية مع تزايد القمع الرسمي ، فالضغط الرسمي الكبير قد ولد الانفجار الشعبي الأكبر الذي دفع أطفال سوريا إلى حمل لافتات تعلن انشقاقهم من الروضة وانضمامهم للجيش السوري الحر بينما تتوالى انشقاقات كبار قيادات الجيش الاسدي ويقترب نظام الأسد يوماً بعد يوم من نهايته بقوة الارادة الشعبية! أما الحديث عن الأزوال فهو حديث ذو شجون ، فقبل عدة أشهر انتشرت في كثير من المواقع الالكترونية العربية طرفة ثورية ساخرة يقول مطلعها: أخيراً وصلت ثورة الربيع العربي إلى الأزوال وفي الأسفل تقبع صورة تبدو فيها مجموعة من السودانيين وهم مستلقين داخل أحد المساجد! لكن الشعب السوداني فاجأ الجميع ففي ذات التوقيت الذي انشغل فيه العالم بأسره بالشأن السوري الملتهب، فجر الأزوال السودانيون ثورتهم الشعبية والتحقوا بركب الشعوب الثائرة المطالبة بالخبز والحرية وبإسقاط الأنظمة الاستبدادية غير عابئين بالهراوات ولا القنابل المسيلة للدموع وغير مكترثين للتصريحات المحلية والدولية التي تقلل من شأن ثورتهم ، ومن المؤكد أن الزول السوداني ، الذي أسقط حكومتين عسكريتين في عامي 1964 و1985 بيديه العاريتين ودون أي مساعدة من المجتمع الدولي، سوف يثبت للعالم أجمع أن صفات الشجاعة والدهاء التي تتوفر بكثرة لدى الزول السوداني كفيلة بإحداث تغيير ثوري في السودان وأن كل مناورات نظام الانقاذ ، الذي مزق البلاد وضيق الرزق على العباد ، سوف لن تفلح في وقف الحراك الثوري للأزوال الذي بدأ ولن يتوقف إلا باسترداد كافة الحقوق الشعبية العادلة.