أدلى سفير روسيا في فرنسا الكسندر أورلوف بتصريح مفاده أن الرئيس السوري بشار الأسد قد وافق على التنحي لكن بطريقة حضارية ، ورغم مسارعة التلفزيون الرسمي السوري إلى نفي هذا التصريح وعدول السفير الروسي عن تصريحه بعد تلقيه إشارات من موسكو إلا أن الوقائع على الأرض ترجح صحة صدور موافقة الأسد على التنحي بصورة حضارية خصوصاً بعد نجاح الجيش السوري الحر في نقل المعارك إلى قلب العاصمة السورية دمشق وتفجير مكتب الأمن القومي وقتل أكبر أربع شخصيات أمنية في سوريا، ولعل السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل هناك طريقة حضارية لتنحي رؤساء الأنظمة الاستبدادية بعد تورطهم في قتل شعوبهم ؟! أفرزت مطابخ ثورات الربيع العربي أربع وصفات للتنحي وهي كالآتي: (1) الوصفة التونسية: تنحى الرئيس زين العابدين بموجبها عن السلطة بطريقة حضارية حينما تخلى عن السلطة وهرب إلى خارج البلاد ، وعلى الرغم من تصريحاته النادمة وموافقته على مصادرة أمواله وتسليمها لحكومة الثورة التونسية إلا أنه حوكم غيابياً وعوقب بالسجن المؤبد لقتله 43 من المتظاهرين التونسيين! (2) الوصفة اليمنية: وقّع الرئيس صالح على المبادرة الخليجية وتم بموجبها ارغامه على التنحي مقابل منحه حصانة من المحاكمة عن قتل أكثر من 300 من الثوار اليمنيين لكن بعض الثوار اليمنيين ما زالوا يصرون على تقديمه لمحاكمة جنائية دولية لأن جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية لا تسقط بالتسويات السياسية الاقليمية ولا تسقط بالتقادم حسب القانون الدولي (3) الوصفة المصرية: تم بموجبها اجبار الرئيس مبارك على التنحي بطريقة مهينة وقُدم للمحاكمة وهو على حمالة وحُكم عليه بالسجن المؤبد بعد إدانته بقتل أكثر من 800 متظاهر مصري! (4) الوصفة الليبية ، تم بموجبها اجبار الرئيس الليبي على التنحي وقتل بطريقة مهينة في الطريق العام لأنه أصر على سحق الثوار الليبيين بالدبابات والمدفعية الثقيلة وقتل منهم أكثر من 10.000 ثائر! فما هي الطريقة الحضارية التي يوافق الأسد بموجبها على التنحي من حكم سوريا بعد أن قتل حتى الآن أكثر من 15.000 من الثوار السوريين وتم اتهام نظامه من قبل منظمات حقوقية دولية بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية ؟ هل يرغب في التنحي بشرط أن يُزف من قصره الرئاسي إلى المجهول وسط موجة من الدبكات السورية الراقصة وأن تُنثر عليه باقات من الزهور وحفنات من الأرز؟! من المؤكد أن الثوار السوريين سيجبرون الأسد على التنحي عاجلاً أم أجلاً وعليه أن يتنحى بالوصفة التونسية قبل أن يُجبر في المستقبل القريب على التنحي بالوصفة الليبية ، أما الرؤساء الاستبداديون الآيلون إلى السقوط والمتورطون في قتل أبناء شعوبهم في الدول الأخرى ، فيجب عليهم أن يثوبوا إلى رشدهم السياسي ويتأملوا تلك النهائيات الرئاسية غير المشرفة وإن يسارعوا منذ الآن إلى التنحي بطريقة حضارية قبل أن يجبرهم ثوار الحرية على التنحي بطريقة غير حضارية على الاطلاق. sara abdulla [[email protected]]