رئيس مجلس السيادة يتسلم رسالة خطية من شقيقه رئيس جمهورية جنوب السودان    1150 مواطن سوداني ضمن الرحلة 39 لقطار العودة الطوعية للسودانيين من مصر    شاهد بالصور.. "جرجس روحي" يهاجم "زول سغيل" بسبب دارمته الجديدة: (كنت بتتريق علي الاحداث الانت حاليا بتحاول تمثلها ومجالك انت معروف شوف البنات الساقطات اخلاقيا والماعندهم اهل)    المسجل التجارى يوقف أي معاملات في بورتسودان    الأهلي شندي يسحق النيل سنجة بثلاثية سواريز    بالصورة.. الممثل الإنجليزي الشهير إدريس إلبا: أجريت اختبار الحمض النووي (DNA) وأكتشفت أنني أحمل أصول سودانية    الصحفي محمد حامد جمعة نوار يفاجئ الجميع ويغلق حسابه على فيسبوك وأصدقائه: (نتمنى أن تكون استراحة محارب وشلت نص الفيس معاك و قفلته)    شاهد.. مواقع التواصل السودانية تشتعل بفيديو جديد تم تصويره من زاوية مختلفة لخلاف المطربتين هدى عربي وأفراح عصام في حفل زفاف "ريماز"    الحكم بالإعدام على مشارك مع قوات التمرد بالكاملين    بعد غياب طويل.. أول ظهور للفنانة المصرية عبلة كامل بعد قرار السيسي    محمد صلاح يستعد لرحلة غامضة إلى السعودية    حكام مجموعة ابوحمد في الدوري التأهيلي يقومون بنظافة استاد ابوحمد    قرارات لجنة الاستئنافات برئاسة عبد الرحمن صالح في استئنافات ناديي الأمير دنقلا والهلال الدامر    التعليم العالي : إيقاف توثيق الشهادات الإلكترونية المطبوعة بصيغة "PDF"    القوز والأمير دنقلا يقصّان شريط الأسبوع الرابع بمجموعة ابوحمد    ياسر محجوب الحسيني يكتب: البرهان يناور بذكاء ويتوعد الدعم السريع    منع نقل البضائع يرفع أسعار السلع في دارفور    مجلس السيادة يدين هجوم كادقلي    المريخ السوداني يصدر قرارًا تّجاه اثنين من لاعبيه    بسبب ليونيل ميسي.. أعمال شغب وغضب من المشجعين في الهند    فريق عسكري سعودي إماراتي يصل عدن    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    كارثة إنسانية قبالة اليونان وغالبية الضحايا من مصر والسودان    ترامب يلغي وضع الحماية المؤقتة للإثيوبيين    الإعلامية والشاعرة داليا الياس ترد على إتهام الجمهور لها بالتسبب في فصل المذيع الراحل محمد محمود حسكا من قناة النيل الأزرق    رئيس الوزراء يشهد تدشين الربط الشبكي بين الجمارك والمواصفات والمقاييس    لجنة التحصيل غير القانوني تعقد أول اجتماعاتها    أطعمة ومشروبات غير متوقعة تسبب تسوس الأسنان    إليك 7 أطعمة تساعدك في تقليل دهون الكرش طبيعياً    شاهد بالفيديو.. بطولة كأس العرب تشهد أغرب لقطة في تاريخ كرة القدم    الدونات واللقيمات ترفع خطر السكري بنسبة 400%    الإعلامية سماح الصادق زوجة المذيع الراحل محمد حسكا: (حسبي الله ونعم الوكيل في كل زول بتاجر بي موت زوجي.. دا حبيبي حتة من قلبي وروحي انا الفقدته وفقدت حسه وصوته وحبه)    حَسْكَا.. نجمٌ عَلى طَريقته    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    وفاة إعلامي سوداني    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    هيئة مياه الخرطوم تعلن عودة محطة كبيرة للعمل    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    تنويه عاجل لهيئة مياه الخرطوم    تصريحات ترامب المسيئة للصومال تثير غضبا واسعا في مقديشو    قرار عاجل لرئيس الوزراء السوداني    حريق سوق شهير يسفر عن خسائر كبيرة للتجار السودانيين    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    إدارة التعدين بولاية كسلا تضبط (588) جرام و (8) حبات ذهب معدة للبيع خارج القنوات الرسمية    محافظ بنك السودان المركزي تزور ولاية الجزيرة وتؤكد دعم البنك لجهود التعافي الاقتصادي    إحباط تهريب كميات كبيرة من المخدرات والمواد الخطرة بنهر النيل    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    إحباط تهريب أكثر من (18) كيلوجرامًا من الذهب في عملية نوعية    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    إحباط تهريب أكثر من (18) كيلوجرامًا من الذهب في عملية نوعية    وصول 260 ألف جوال من الأسمدة لزراعة محاصيل العروة الشتوية بالجزيرة    شاهد.. بعبارة "كم شدة كشفت معادن أهلها" صورة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تزين شوارع العاصمة السودانية الخرطوم    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مناشدة من أجل انقاذ دينكا نقوك ضحايا حرب السودان العنصرية الهمجية .. ترجمة : وار مشور بوث
نشر في سودانيل يوم 25 - 07 - 2012

هذا نداء خاص الى : حكومة الولايات المتحدة الامريكية ، المملكة المتحدة ، النرويج ، وايطاليا تلكم الحكومات اللاتى توسطن بامتنان في اتفاقية السلام الشامل السودانية ، الاتحاد الافريقي ، المجتمعات الدولية غير الحكومية ، أصحاب القلوب الرحيمة و مراقبي حقوق الانسان والافراد الذين يهتمون كثيرا بالانسانية لانقاذ أهالي منطقة أبيي الذين يتعرضون للتهديد بالفناء والإبادة من قبل نظام الخرطوم المارقة تحت قيادة الرئيس المشير عمر حسن احمد البشير الذى صدرت لائحة الاتهام ضده مع نظامه لدى المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم ضد الانسانية في دارفور والآن يرتكب نفس الجرائم فى منطقة أبيي مع الافلات من العقوبة في جبال النوبة وفي مرتفعات الأنقسنا بجنوب النيل الازرق .
الغرض الاساسي من هذا النداء الخاص هو تنبيه ، توعية و تثقيف المجتمعات الدولية عن الاعتداء المستمر من قبل نظام الخرطوم المارقة التى تشن الآن حربا عنصريا في المناطق التى تسكنها سودانيون غير العرب ، ينوون على ما يبدو القضاء على كل غير عربي من و على وجه الارض .
لكن قبل ان أقترح الطريق الى الامام من ندائي هذا ، أود أن أقدم خلفية موجزة عن مشكلة منطقة أبيي ، المحاولات الفاشلة لحل المشكلة والمعاناة الرهيبة لنازحي منطقة أبيي ، بعد الغزو والاحتلال المستمر لمنطقتهم من قبل جيش الخرطوم الهمجي مرتين متتاليتين في العام 2008 و 2011م . سأختتم النداء بإعطاء وصف موجز لزيارتي الاخيرة للمنطقة وأوضاع أولئك الذين أجبروا بسبب المصاعب في مخيمات النازحين بجنوب النهر ، يعودون الآن الى قراهم الاصلية ، بعد أن دمرت تماما من قبل نظام الخرطوم الهمجي . ارجو تحمل هذا معي .
خلفية عن مشكلة منطقة ابيي .
في أعقاب غزو منطقة أبيي ، في 21 مايو 2011م من قبل القوات المسلحة لنظام الخرطوم ، أدان مجلس الأمن الدولي فورا التحرك ، ووصفه على أنه عمل عدائي واحتلال غير شرعي للمنطقة المتنازع عليها ، إذ أجاز المجلس بالاجماع القرار رقم 1990 الذى أمر حكومة الخرطوم بسحب قواتها فورا من المنطقة التى قامت باحتلالها ، حتى تمكن أهالي منطقة أبيي النازحين الذين أجبروا للعيش في ظروف بائسة تحت الأشجار في ذروة موسم الأمطار من العودة الى ديارهم الأصلية .
إلا أنه كان من المتوقع أن تتعاون الخرطوم وتقبل تنفيذ بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1990 ، وقدّم الاتحاد الافريقي طلبا عاجلا الى مجلس الامن الدولي ، قائلا بوصفه الهيئة الاقليمية المعنية التى ستتعامل مع هذه القضية بتخفيف الوضع الأمني أولا ، ثم أنها ستجمع طرفي الصراع في طاولة المفاوضات لتسوية الخلافات العالقة بينهما . قبل مجلس الامن على الفور الطلب الاقليمي ، وعلى الفور قام بتسليم ملف منطقة أبيي الى الاتحاد الافريقي الذى بدوره احال الملف الى لجنته المعروفة باسم آلية الاتحاد الافريقي رفيعة المستوى تحت رعاية ثلاثة رؤساء سابقين : ثابو مبيكي رئيس جنوب افريقيا ، بييرا بويويا في بورني ، الجنرال عبد السلام أبوبكر من نيجيريا .
2. المحاولات الفاشلة لحل النزاع
، نجحت الآلية الافريقية من استلام الملف وأتت بطرفي الصراع سويا الى طاولة المفاوضات في يونيو حزيران وطلب منهما حل قضاياهما وديا وسلميا . ففي الاجتماع الاول وضعت الآلية الافريقية و طرفا الصراع برنامجا حول كيفية حل القضايا التى على المحك . وبعد ذلك وافق الاجتماع على ترتيب موقت وأوصت بانسحاب القوات السودانية وجنوب السودان وحلفائهما من المنطقة فورا . كان من المتوقع انسحاب كل القوات من منطقة أبيي في 30 سبتمبر العام 2011م . لكن كانت خيبة الأمل والحرج لكل المهتمين بهذه القضية وبالرغم من الجهود الحثيثة التى بذلت من قبل فريق الحركة الشعبية في التفاوض ، فنظام الخرطوم بثقافتها في نقض المواثيق والعهود لم تقم بسحب كل قواتها من المنطقة .
كان بإمكان النازحين من أبيي العودة الى ديارهم الاصلية اذا تم سحب كل القوات حسبما خطط له . حتى يتمكن دينكا نقوك من تحديد مستقبلهم في الاستفتاء وفقا لاتفاقية السلام الشامل في العام 2005م .ولسوء الحظ فقدت القضية التى كان يجب أن تحل من قبل مجلس الامن قوتها . منذ ذلك الحين لم تتمكن الآلية الافريقية من إحراز أي تقدم ولم تتمكن من تسليم الملف الى مجلس الامن الدولي .
موجز عن زيارتنا لمنطقة أبيي المحتلة
كانت عكس الخلفية المذكور أعلاه التى كانت في الثاني من فبراير العام 2012م وبصفتي ناشط رائد قدت حملة نيابة عن شعب المنطقة المبتلى ، وقمت بزيارة قصيرة الى منطقة أبيي برفقة ناشط حقوق انسان بريطاني وعامل في مجال الاغاثة ، السيد تيم فلات مان . كان الهدف من زيارتنا هو الحصول على معلومات مباشرة عن أوضاع النازحين ، جنوب نهر كير . كان لدينا فرصة أيضا وزرنا هؤلاء الذين أجبروا بسبب الظروف الصعبة في مخيمات النازحين الذين عادوا الى ديارهم الاصلية وقمنا بتقييم الحاجة الى إرسال مساعدات أغاثة لهم .
وصلنا الى منطقة أقوك مقر رئاسة الادارية المؤقتة لمنطقة أبيي في الثالث من فبراير 2012 حيث تلقينا تنويرا من المدير التنفيذي عن الاوضاع الامنية العامة وخاصة الوضع الصحي والغذائي في المنطقة . واتصل المدير التنفيذي فورا بالجنرال تسفاي قائد قوة الامم المتحدة المؤقتة لحفظ الامن بأبيي لترتيب جولة لكل المنطقة شمال نهر كير .
في الرابع من فبراير 2012 ، وصلنا الى مدينة أبيي حيث أخذنا فورا في جولة حراسة الى مدينة مهجورة بأمر من قائد قوة الامم المتحدة بأبيي كان هذا ما وجدناه .
تم تدمير كل المساكن المبنية من الطين والقش المملوكة للمواطنين ، وتركت كمدينة أشباح أو مقبرة اذا جاز التعبير . هناك بعض من المباني التى تنتمى الى جهاز الامن والشرطة سابقا مازالت قائمة لم يلمسها أحد ، وكل المنازل التى بنيت أسطحها من ( الزنك ) بما فيها الكنيسة الكاثوليكية فقد أزيلت وتركت الجدران مفتوحة نحو السماء .
بعد هذه الجولة التعريفية لمدينة الاشباح (أبيي) برفقة أفراد القوة الأممية بأبيي طفنا جميع أنحاء اراضي دينكا نقوك ، حيث وجدنا أن عددا من الاشخاص الذين نزحوا سابقا خلال فترة الحرب في مايو العام السابق اضطروا الى العودة لقراهم الأصلية بسبب الظروف القاسية في مخيمات النازحين بعد أن دمرت تلك القرى تماما .
ويسرني أن أبلغ المجتمع الدولي بأن قوة الامم المتحدة ( من الأثيوبيين ) بابيي قد نشرت قواتها على نحو فعال في جميع انحاء منطقة أبيي كما حددها محكمة التحكيم الدولية بلاهاي الدولية في العام 2009م وهم في سيطرة كاملة والصعوبة الوحيدة التى تكمن في غياب الشرطة لحماية أبقار المواطنين وغيرها من المتعلقات .
فهؤلاء الذين تمكنوا من العودة الى قراهم السابقة شمال نهر كير (10.000) منهم في أمس الحاجة الى الغذاء ، المأوى ، الدواء ، والماء كما أن كل المضخات اليدوية وغيرها من نقاط المياه تم تدميرها . إن العائدين في هذه المناطق يتلقون إمداداتهم اليومية من مياه الصهاريج التى تستخدمها القوة الاممية بأبيي . لكن السؤال هو الى متى ستبقى القوة الاممية هناك لحماية ومساعدة هؤلاء .
4. كيف يمكننا المضى قدما لإيجاد حل نهائي لمشكلة أبيي ؟
لقد فشلت الامم المتحدة والاتحاد الافريقي تماما لإقناع الخرطوم على تنفيذ قرار مجلس الامن الدولي رقم 2046 والقرار الذي سبقه رقم 1990 ، فالدينكا نقوك لا يعتقدون أن الجهود المتواصلة التى تُبذل الآن بأنها ستؤول الى تعاون من الخرطوم حتى توافق على إيجاد حل نهائي لمشكلة منطقة أبيي عبر الحوار . فهى مجرد حلم بل مضيعة للطاقات ، الوقت والموارد . وبذلك أرى أن الاقتراحات التالية تكون الطريق إلى الامام:
اولا، بالنظرا إلى استمرار معاناة النازحين كما فشل الاتحاد الافريقي لإقناع بسحب الخرطوم كل قواتها المحتلة للمنطقة ، اتخذت دول الترويكا ( الولايات المتحدة ، المملكة المتحدة ، النرويج ) الاتحاد الافريقي ، وخاصة مجلس الامن الدولي إجراءات عاجلة وضرورية على سلطات الخرطوم للالتزام والسماح للمنظمات الدولية غير الحكومية بأن تقوم بتقديم الاغاثة الانسانية من الأغذية وغير الغذائية للمناطق المتأثرة بالحرب ، ليست لمنطقة أبيي فقط ولكن ايضا لمناطق جنوب كردفان ، جنوب النيل الازرق ودارفور . وينبغى الضغط على الخرطوم أيضا لفتح حدودها مع جمهورية جنوب السودان بحيث يمكن أن تصل مساعدات الاغاثة الى الآلاف من النازحين المكتظين في المخيمات .
ثانيا : أجبرت دول الترويكا التى كانت حاضرة ذروة الصراع السوداني الطرفين المتحاربين الى طاولة المفاوضات وتم توقيع اتفاقية السلام الشامل في العام 2005م ويجب ان تبذلا مجهودا مرة أخرى مماثلة واستجلاب الجمهوريتين السودانيتين معا الى طاولة المفاوضات واجبارهما على حلحلة القضايا العالقة بينهما من أجل نقل الشعب بعيدا عن الحرب المدمرة الى التنمية الاقتصادية المستدامة والتعايش السلمي .
ثالثا : يجب على دول الترويكا ممارسة الضغط على الخرطوم ، بوصفها عضو في الامم المتحدة وأن تحترم وتتماشى مع كل اتفاقيات وقرارات الامم المتحدة وتنفيذ البروتوكولات المتبقية من اتفاقية السلام الشامل في العام 2005م فورا . هذه الخطوة قد لاتؤدى الى تقليص حدة التوتر بين جوبا والخرطوم فحسب ، بل الى تحسين المصاعب التى تعانى منها الشعبان المحاصران في مناطق الصراع التى تقع عندها الجارتان السودان وجنوب السودان .
رابعا : يجب على دول الترويكا والاتحاد الافريقي اقناع الخرطوم لوقف حربها العنصري ( عرب ضد أفارقة ) هذا بجانب عمليات قصفها الجوي المتقطع للسكان المدنيين في جنوب النيل الازرق ، جنوب كردفان ، منطقة أبيي والمناطق الحدودية داخل جمهورية جنوب السودان الوليدة .
خامسا : يجب على دول الترويكا والاتحاد الافريقي ، استخدام نفوذهما في مجلس الامن الدولي وذلك لحث الخرطوم على تنفيذ القرار رقم 2046 فورا وإلا ستواجه عقوبات دبلوماسية واقتصادية في هذا الأمر .
هذه الخطوة سترغم الخرطوم وستعود بها الى وعيها والتعاون مع المجتمع الدولي ووقف حربها العنصرية .
سادسا : يجب على دول الترويكا والاتحاد الافريقي والدول الأعضاء تكثيف الجهود الدبلوماسية مع الخرطوم لوقف مطالبها الامبريالية بمنطقة أبيي على النحو الذي حددها محكمة التحكيم الدولية بلاهاي العام 2009م واذا فشلت في القيام بذلك ، يجب مراجعة العلاقات الدبلوماسية مع الخرطوم .
سابعا : يجب على دول الايقاد واللجنة الفرعية حول السلام في السودان التى دعمت اتفاقية السلام الشامل ، أن تبذل جهودا مماثلة من خلال حث ممثليهم في مجلس الامن الدولي وحلفائهم في المجتمع الدولي للتكاتف معا لإنقاذ الدينكا نقوك المحرومين الذين يتعرضون للإبادة أثناء الحرب أو العوامل الناجمة عن الحرب مثل الجوع والامراض .
ثامنا : يجب على حكومات الترويكا ، حث إداراتها في مجال التعاون الدولي والمنظمات غير الحكومية على إرسال مساعدات اغاثة انسانية عاجلة لضحايا التهجير والقصف الجوي المتقطع والمستمر من قبل القوات المسلحة السودانية في أبيي ، واقليمي جنوب كردفان والنيل الازرق .
تاسعا : يجب على بلدان الترويكا الضغط على الخرطوم للتفاوض مع الجبهات الثورية وجماعات المعارضة الاخرى في الشمال الجغرافي في الجهود للتوصل الى اتفاقية سلام شامل وكتابة دستور مقبول الذى يسع جميع المجتمعات المتنوعة وإجراء انتخابات ديموقراطية حرة ونزيهة في شخص واحد صوت واحد .
عاشرا : فهذه بمثابة إنذار لمجلسي أمن الاتحاد الافريقي والدولي كهيئات معنية لحفظ السلام الاقليمي والعالمي ، يجب عليهما أخذ العلم والادراك بأن الهجمات على الابرياء العزل من قبل نظام الخرطوم المتكبر و جيشها المتعطش للدماء ، جعلت من أهالى الدينكا نقوك ضحايا لتلك الاعتداءات العنصرية ، ويئسوا وقد يميلون الى تكوين مليشيات والانضمام الى جبهة السودان الثورية التى تشكلت حديثا التى تواجه الخرطوم الآن بشراسة في ميادين القتال . لكن مثل هذا العمل قد يجر البلدين الى العودة لمربع الحرب . وهذا هو الاتفاق بين قيادات منطقة أبيي المحلية و المجتمعات المدني ، على الرغم من معاناة شعبها ، لا يرون أن هذا هو الخيار الافضل لخروج البلدين من الحرب للتو التى طال أمدها وتم تدمير منطقتهم تماما جراء هذه الحرب . وعليه يحث الدينكا نقوك الجهات المعنية ببقائهم لتكثيف الجهود الدبلوماسية واستخدام الوسائل السلمية والدبلوماسية لحل مشكلة أبيي . ويكون هذا فقط الملاذ الاخير بعد استنفاد جميع السبل لاسترجاع أرضهم بسلام .
5. منطقة أبيي ليست من الأراضي المتنازع عليها مع السودان .
أخيرا في ختام ندائي ، أود أن ألفت انتباه هؤلاء الذين ما زالوا ينظرون بصورة خاطئة على أن منطقة أبيي متنازع عليها ، والذين يعتقدون ان الحوار المكثف والواسع النطاق مع الخرطوم وحزب المؤتمر الوطني ، ستصل الى حل دائم ، لا بد أن يفهموا أن شعب منطقة أبيي من الدينكا نقوك لم يعد ينظرون الى منطقتهم على أنها منطقة متنازع عليها ، لأنه قد تم بالفعل حل هذه القضية حسبما أيدته الوسائط التالية.
(ا) تتضمن اتفاقية السلام الشامل بروتوكول خاص ، بروتوكول منطقة أبيي . ما تبقى في البروتوكول المذكور هو تحديد وترسيم منطقة مشايخ الدينكا نقوك التسع التي استقطعت من محافظة بحر الغزال جنوبي السودان بقرار اداري بضم المنطقة الى كردفان احدى محافظات شمال السودان في العام 1905 .
(ب) المشيجات التي نقلت بموجب قرار اداري من محافظة بحر الغزال جنوبي السودان الى محافظة كردفان بالشمال في العام 1905 . لقد قبل الطرفان حكم محكمة التحكيم بلاهاي والتزما بتنفيذها فورا .
(ج) في ديسمبر العام 2010 ، أجاز البرلمان السوداني قانون استفتاء أبيي . وكادت أن تكون المفوضية لتنظيم اجراء الاستفتاء للسماح لدينكا نقوك لتقرير مصير منطقتهم . للاختيار بين خيارين (1) للتأكيد أن منطقتهم تظل في كردفان أو(2) تعود الى بحر الغزال .ما تبقى هو تحديد من سيكون المؤهل للتصويت في الاستفتاء القادم .
(د) عندما اجتمع الطرفان ، الحركة الشعبية التي تمثل الجنوب والمؤتمر الوطني التي تمثل الشمال لتكوين مفوضية استفتاء ابيي في العام 2010 ، فشل الطرفان اولا في الاتفاق حول من يتولى رئاسة المفوضية والاختلاف حول من هم الناخبون المؤهلون للتصويت في الاستفتاء . في العديد من النقاشات التي تلت ذلك ، اصر المؤتمر الوطني ان السودانيين الاخرين المقيمين في المنطقة المذكورة في بروتوكول ابيي هم عرب المسيرية ، وبالتالي يحق لهم التصويت . وكانت الحجة المضادة للحركة الشعبية هو أن عرب المسيرية هم بدو رحل ، الذين يجتازون المنطقة سنويا لمدة تتراوح بين ثلاثة الى اربعة اشهر ، وبالتالي لا يحق لهم التصويت ، لأنهم غير مقيمين دائمين . وبدلا من أن يلجأ الطرفان الى طرف ثالث للتحكيم ، منذ ذلك الحين ، أصبحا يتفاوضان الى ما لا نهاية ، اضاعة الوقت الثمين والموارد ، وتوقيع واعادة توقيع الاتفاقيات وجميعها تنتهى في مزبلة التاريخ .
(ا) الى الذين يهتمون كثيرا بالانسانية ويريدون انقاذ شعب منطقة ابيي من الدينكا نقوك الذين يتعرضون للتهديد بالابادة ، يجب عليهم اقناع نظام الخرطوم للتخلي عن هذه الادعاء الامبريالي في منطقة ابيي ، ووقف المفاوضات التي لا تنتهى حول ابيي كارض متنازع عليها . (و) اخيرا وذلك للاسباب المذكورة اعلاه يناشد شعب منطقة ابيي دول الايقاد ، واصدقاء الايقاد ، الولايات المتحدة الامريكية ، المملكة المتحدة ، النرويج ، وايطاليا ، للعمل فورا واستخدام نفوذها في مجلس الأمن الدولي لممارسة الضغط على السودان للسماح ببساطة للدينكا نقوك في ابيي اجراء الاستفتاء التي طال انتظارها وتقرير مصيرهم وفقا لبروتوكول ابيي المنصوص عليه في اتفاقية السلام الشامل العام 2005 م
6. الغذاء للفكر
هذا اقتباس من الصحفي الذي عثر في مدينة ابيي خلال الحرب الاهلية السودانية ويجري اعادة انتاجها لغذاء للفكر لهؤلاء الناس المهتمين لفهم التاريخ المؤلم لشعب الدينكا نقوك في أبيي .
في العام 1988 غامر الصحفي رايموند بونر الذي كان يعمل مع مجلة نيويورك تايمز ، في منطقة ابيي على قطعة ارض موحلة بالطين والمخروط من الحشائش اليابسة والاكواخ . ولكن في تواضع لها ، ابيي مثال وتشكل بوتقة للوحدة الوطنية ، وقيل ان هناك التقت الثقافة العربية والافريقية ومزج السيولة فيما بينهم في جو من الوئام والشهامة . برنر لم يرَ أثرا لبوتقة الثقاقة السودانية المتباينة المزعومة .ما وقع عليه من الصعاب كانت المشاهد من المعاناة التى لا توصف تتكشف في كل بوصة مربعة من مدينة أبيي ، هذا ما راه الصحفي رايموند بورنر .
صبي دينكاوي يبلغ من العمر خمسة سنوات يحاول الوقوف ، لكن ساقيه واهية تفشل في دعم رأسه غير المناسب والجزع المقوس الأقل من قانون الجاذبية ويسقط على رأسه .
والام تغيب عن الوعي في طريقها لانقاذ طفلها، ثديها عارية مثل الكرمة على بطنها المترهلة الجلد .
تسحب الضباع الجثث قبل قبل دفنها في حين يقف جيش الحكومة المسلمة شبعانين بعيدا اثناء انشغال أبناء الدينكا بدفن موتاهم ، تجار الرقيق العرب الذين يتساومون على سعر الاطفال الاصحاء للدفع بهم شمالا للرق . خلص بونر بالقول : الحرب تعنى التدمير الفعلي للأمة وإبادة وشيكة للثقافة . ينتهى الاقتباس الرجاء الانقاذ !
*نقلا عن صحيفة المصير الصادرة في جوبا
السيد : اروب مادوت اروب
ناشط رائد من أبناء الدينكا نقوك ، نيابة عن شعبه المبتلى من أجل تنفيذ بروتوكول منطقة أبيي وفقا لاتفاقية السلام الشامل السودانية يمكن الاتصال به على العناوين التالية .
/////////////


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.