تابعت في مطلع الأسبوع الماضي ندوة عمل جماهيري كما سميت حول مستقبل المياه في مصر والسودان بعد انفصال «جنوب السودان» وأقيمت في القاهرة تحت رعاية وزارة الري المصرية ومركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية وقاد هذه الندوة مجموعة من علماء المياه والجيولوجيا والزراعة والاقتصاد والأمن والري في جمهورية مصر وتناقلت وكالات الأنباء الفرنسية منها بالذات أهم النقاط التي تمت إثارتها في هذه «الورشة الندوة» وباعتبار أن فرنسا كانت قد أبدت رأياً علمياً قوياً في العام الماضي حول تدفق مياه النيل في دولتي المصب مصر والسودان والدور الأوروبي في تحجيم ما يمكن أن تقوم به بعض الدول الأفريقية التي تعيش على ضفاف نهر النيل من اختراقات فطيرة قد تؤدي إلى كارثة حقيقية في أكثر من ثماني دول أفريقية وأكدت فرنسا وقتها تحفظها في دعم إيطاليا وتنفيذها لسد العصر في «إثيوبيا». أثارت الندوة نقاط هامة واستراتيجية بدءاً من بعض دول الحوض التي بدأت في خرق اتفاقات حوض النيل السابقة وصولاً إلى اتفاق «عنتبي» الذي رفضت مصر والسودان التوقيع عليه باعتبار أنه مسودة فطيرة قد تتلف اتفاقات أخرى دامت عشرات السنين ونهاية الى دخول دولة إسرائيل كمساهم حقيقي في تنمية قطاعي المياه والكهرباء في دولة جنوب السودان بعد توقيعها عدد من الاتفاقات مع دولة الجنوب لتنفيذ مشاريع مائية وكهربائية ومشاريع ري أخرى تمثل اتجاهاً خطيراً للأمن القومي في مصر والسودان. وجاءت الندوة بما يقول إن الحرب القادمة ستكون قريبة جداً في حال تنفيذ دولة الجنوب لهذه الاتفاقات مع إسرائيل وهدد أكثر من خبير عسكري وأمني شارك في الندوة بأن مصر لن تتخلى عن نقطة مياه لأي طرف وأنها مسألة حياة أو موت ومن الممكن أن تكون كارثة لمصر والسودان إذا لم تبدأ الدولتان «مصر والسودان» في تصعيد عالمي ومحلي وإقليمي لمناهضة ما يمكن أن يكون في دولة جنوب السودان ويوغندا وحتى سد القرن في إثيوبيا قبل فوات الأوان. وكانت دراسات مختلفة قد أكدت أن السودان ومصر لم يأخذا حصصهما كاملة من مياه النيل حتى الآن باعتبارات استراتيجية كبيرة تمثلها الدولتين «مصر والسودان» بالنسبة لدول حوض النيل. إن رفض مصر لأية اختراقات من الممكن أن تقوم بها حكومة جنوب السودان في إطار مياه النيل بمعاونة إسرائيل ويوغندا يمثل آلية إنذار مبشر وخطير لحكومة السودان في تحريك آلية التزام دول الحوض بما يتم الاتفاق عليه في اجتماعات دول الحوض المتعددة كل عام وأن على كل دولة من دول الحوض أن تعرض أية خطة جديدة أو مشروع جديد أو حتى جسر تقوم بتنفيذه أية دولة من دول الحوض على مؤتمرات الدول المختلفة. إن أهمية مياه النيل بالنسبة للسودان قد لا تمثل خطاً أحمر كما ذكر بعض المشاركين في الندوة باعتبار أن السودان يمتلك مخزوناً يعتبر الأعلى في المنطقة من المياه الجوفية ولكنها في ظل أزمة الطقس العالمي وتلوث العالم حالياً قد لا تكون صالحة لأية استعمال في فترة قادمة. واعتبرت بعض الجهات التي شاركت في الندوة أهمية أن يضع السودان في اعتباره أن مسألة الاهتمام بما يتم اختراقه من دول حوض النيل لاتفاقات هذه الدول أهمية الموضوع أكثر من اهتمامه بمسألة عودة تدفق النفط من الجنوب تجاه الشمال. يأتي تهديد هذه الندوة للسودان باعتبار أن هنالك حليف استراتيجي خطير دخل في مشكلة مياه النيل وهو إسرائيل قد يمثل نسف كامل لكل ما تم الاتفاق عليه في فترات سابقة لأسباب تهدف الى زعزعة الأمن القومي والاقتصادي لدولتين تمثلان محوراً هاماً في تحجيم دور إسرائيل في منطقة مياه النيل مصر والسودان. كمال الدين محمد علي [[email protected]]