نحسبهم من الشهداء و المقبولين .. و لو تم تخيير أى منا فى لحظة يموت فيها لقال (بعد طاعة) .. و لا جدال فى أجر الصائم القائم فى شهر ليلة القدر. أرتطمت الطائرة بالجبل .. و ما أصاب القوم لم يكن ليخطئهم .. ذاك تدبير العزيز الرحيم. حسنا .. بدون تدخل فى تصاريف القدر .. فإنا دوما نعزى أنفسنا بانه إن سقطت طائرة القوم .. فقد سقطت قبلها طائرة الشهيد الزبير و الشهيد ابراهيم شمس الدين و الشهيد ابو قصيصة .. و .. و غيرها كثير .. نعم كثير .. مدنية و عسكرية فى غير قتال .. لكن ما لا نقوله عادة فى مثل هذه المناسبات هو عجز الجملة .. أى .. إن طائرتهم لم تكن الاولى .. و تكملة العبارة التى نستحى منها .. و لن تكون الاخيرة .. و نعم نتمنى ان نلحق بهم شهداء .. لكن فى ملحمة و قتال .. لا بنيران الإهمال و اللامبالاة. نعم .. يجب ان نكون صادقين مع أنفسنا .. فنحن نتوكل على الله فى غيرما إعقال .. و ندين القدر و تصاريفه لعلمنا بانه وعاء يحتمل أن نخفى داخله تواكلنا و عجزنا عن إتخاذ قرار فى لحظة سلم و عيد .. و لكم قلنا لبعضنا (( يا زول أشرب ما بتجيك حاجة إن شاء الله )) .. و شاء الله ان يتسمم جذء من وفد الرئاسة فى البطانة .. و لكم قيلت عبارة (( يا زول إتوكل على الله و طير )) .. و لم ينجو أحد ليحكى لنا قصة العبارة .. و لكم أسرع سائق للحاق بافطار او موعد متواكلا على خبرته و مهاراته الشخصية متجاوزا دواعى السلامة فلم يصل حتى الان .. و لكم سقطت طائرة و تكونت لجنة تحقيق فلم يسمع العبد لله تصريحا واحدا من تلك اللجان ليحكى لابنائه بتجارب الاتعاظ و هو يلقنهم (( لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين )) لا .. و ألف لا .. فى السودان يلدغ السودانى من الجحر مرات كثيرة .. و يكون لجنة تحقيق تخفى الحقيقة عن نفسها أولا و الآخرين ثانيا فنظل نلدغ من ذات الجحر الى يوم الدين .. و لكم إنقبض قلبى يوم أن قرأت فى الصحف السيارة عن المصاعب التى تعرضت لها طائرة السيد الرئيس يومها .. و أظنها كانت فى زيارة لذات البقعة الطاهرة .. تلودى. تلودى يا مصرع الرجال .. تلودى إمتداد للناصر و عدارييل و ربكونا و بورتسودان و مطار الخرطوم و الساحة الخضراء .. و .. و جحور كثيرة أخرى نلدغ منها ذات اللدغة .. سقوط الطائرات. السادة فى سلطات الطيران المدنى .. هل كونتم اللجنة .. حسنا .. الصندوق الاسود و معلوماته السرية إحتفظوا بها لأنفسكم .. لكن ليس عيبا أن يتم إلغاء رحلة إن كان هناك ما يهدد سلامة الركاب و لو بنسبة واحد فى الالف او انها ربما تتعرض لمصاعب .. و ليس كبيرا على مسؤول أن يسافر بالسيارة و نرتاح من الاسطوانة الفاضحة لعبارة حظر الطيران تلك التى نسمعها مع كل دفعة جديدة نقدمها قربانا لذلك الحظر بسقوط طائرتهم .. أقول هذا الحديث صدقا و أخشى أن يكون القربان القادم فى إفتتاح تعلية خزان الروصيرص بطائرة تحمل نصف مجلس الوزراء الاتحادى. سيدى النائب الاول لرئيس الجمهورية .. قد فاض الكيل .. و صار ملف الطيران فى بلادى أسخن من ان نحتمله بدون أن نتنفس هواءا ساخنا .. ألم يحن الاوان أن يتم تكوين لجنة برئاسة المهندس حامد صديق لترصد لنا كل الجحور التى لدغنا منها فنقول للمؤمنين من أهل السودان و الطيران بعدها علنا .. إن هذه ((جحوووووور قاااتلة)) .. فاجتنبوها.