بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى: ( هَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألْبَابْ) ..الآية هذا بلاغ للناس بقلم: د. أبوبكر يوسف إبراهيم* [email protected] توطئة: قرأت خبراً منقولاً في هذه الصحيفة عن صحيفة المجهر السياسي، ومفاده دعوة عرمان الصحفيين من الشمال والجنوب لحضور ورشة خاصة تنعقد في أثيوبيا!!، بالطبع صحفيو الجنوب ليس هم بيت القصيد ولا هم المعني استقطابهم ، ولكن بيت القصيد أن من يتم التركيز عليهم هم صحفيو الشمال، وأن شمول الدعوة لصحفيي الجنوب والشمال ما هو من باب التمويه وذر الرماد على العيون ومن أحاييل عرمان القذرة !!، ومع ذلك فهناك سؤال هام لا بد من طرحه: أليس من واجب كل صحفي محب لوطنه ومهنته أن يتساءل : إن كان هذا العرمان – الذي نعرف - مليونير ورث تركة من جدوده؟! أم أنه رجل أعمال مشهور تشهد عليه مشاريعه ونشاطاته الاقتصادية؟! وكيف يقبل بعض الزملاء الصحفيين والاعلاميين تلبية الدعوات هرولةً؟! هل هي فرصة من أجل السياحة والتنزه والاستجمام ؟! وحتى وإن كانت مصادر تمويلها مشبوهة ومعلوم أمر شبهتها إليهم؟! فإن كان الأمر هكذا فعلينا أن لا نلومن هذا العرمان عندما يزور إسرائيل بل وعلينا أيضاً أن نبرر مناشدته لقادتها بإيقاف المد الاسلامي في السودان، وليته وقف عند هذا الحد وهو ما لا يثير الدهشة ، ولكن ما يثير الدهشة حقاً أنه كما زعم أن هذا المد خطر على أمن إسرائيل!!.. وبالتالي وعلى ضوء زعمه أنه حادبٌ ومهتم بأمن إسرائيل بقدر ما هو مهتم بتفتيت وحدة تراب الوطن الذي نشأ فيه وترعرع وتعلم في مؤسساته التعليمية على حساب دافع الضرائب السوداني!! ؛ ونهاية المطاف عبّر عن هذا الجميل والدين بنكرانه وجحوده وعمالته بالتآمر ضد وحدة تراب وطنه فعمل على زعزعة أمنه وتفتيته!! وها هو يريد أن يلوث الصحفيين والإعلاميين الشرفاء بدنس مال عمالته وارتزاقه وإلا فمن أين له المال ليدعو الصحفيين وتقديم تذاكر السفر والإقامة الكاملة ومصروف الجيب يعني نثريات ((Air Fares, Full Boarding & pocket money تحت عنوان براق ( ورشة عمل) لجذبهم، أليست لهم اتحاد يرتقي بمهنتهم وتدريبهم حتى يحاول عرمان أن يرمي بالسم في العسل معتقداً أنهم كالذباب سيتهافتون على دعوته؟!!.. لا أعتقد أن هناك صحفي وطني شريف يقبل على نفسه أن يكون كالديوث يأكل من مال سحت يعلم مصدره تماماً!! المتن: السؤال الذي يجب أن يطرح من كل حادب على مصلحة الوطن : كيف يعتقد عرمان أن هذه النخب المستنيرة ستلبي هكذا دعوة من رجل يقدم أمن وسلامة إسرائيل على سلامة وأمن وطنه؟! بل وفي ذات الوقت يعمل بيديه ورجليه ضمن ثالوثه لتفتيت وحدة وطنه؟! اتحاد الصحفيين العرب له موقف مبدئي من التطبيع مع إسرائيل وله موقف عقابي من كل صحفي يزور إسرائيل ، فإن لبى بعض صحفيينا مثل هذه الدعوة فكأنما هم يؤيدون التطبيع مع إسرائيل لتلبيتهم دعوة من شخص لا يستحي من بيع وطنه ويعمل على تفتيت وحدته، بل ويفاخر بصلاته مع الكيان وتحريضه له - وهو الكيان المغتصب للأراضي العربية- للتدخل في الشأن السوداني وبعد أن دعموا الجنوب عسكرياً وديبلوماسياً حتى إنتهى الأمر بالانفصال ، وهذا ليس بسر بل فقد أعلنه على الملأ جوزيف لآ قو وتم اعتراف سلفا كير بذلك عند زيارته لإسرائيل، كما أننا نعلم أن الصهاينة دسوا أيضاً أنوفهم في دارفور وكل قبيلة الصحفيين يعلمون ذلك ويعلمون أيضاً دعم الحركة الشعبية- وعرمان جزء أصيل منها- لميناوي وجبريل!! الهامش: أعتقد أن من واجبات اتحاد الصحفيين اتخاذ إجراءات تأديبية لكل عضو من أعضائها يلبي دعوة هذا العميل والذين يعلمون جيداً ماذا يريد هذا العرمان بالسودان وأهله. ومن واجب الشركات الوطنية أن تضع شرطاً بعدم نشر إعلاناتها في الصحف التي تلبي هذه الدعوة المشبوهة أو يلبي هذه الدعوة أي صحفي يعمل بها ، وعلى إدارات العلاقات العامة والاعلام الحكومي معاقبة مندوبي هذه الصحف أو الصحفيين من الدعوة إلى مؤتمراتها الصحفية أو منحهم إعلانات حكومية. بالله عليكم لو أن الإعلام السوداني بكل أطيافه قاطع عرمان ودعواته هل كان الحال سيصل به إلى نفش ريشه وتضخيم حجمه؟! أليس من واجب إعلامنا الوطني أن يقف لحظة مع نفسه ويتفكر ويتدبر كيف أن هذا العرمان قد استغل الإعلام ليصنع لنفسه هالة؟! ألم يشارك الإعلام والصحافة في صنع هذا العرمان؟! ألم يغدق عرمان على بعض ضعاف النفوس الذين ساهموا في صناعته من أموال الحركة الشعبية وهم معرفون؟! أليس الوطن ووحدة أراضيه وسلامة إنسانه أكبر من كل مال مدنس بالعمالة؟! الحاشية: أعتقد وكما هو معلوم أن الإعلام سلاح ذو حدين فأما أن ينحاز للوطن أو أن يكون خنجراً في خاصرته لذلك يجب أن لا يتخذ منه أعداء الوطن وسيلة لصناعة العملاء وتلميعهم والعمل على ترويج بضاعتهم الكاسدة أو تصويرهم على أنهم أبطال في حين أياديهم مدنسة بمصافحة الصهاينة الذين نعلم مدى حقدهم على المسلمين والعرب تحديداً. الصهاينة الذين طلب منهم عرمان وقف المد الإسلامي في السودان حمايةً لأمنهم!! هذا هو عرمان فمن شاء من قبيلة الصحفيين والاعلاميين أن يمد له اليد فلا شك أنه من الخاسرين، لأن القناع الزائف قد سقط من وجه عرمان فأصبحت حقيقة مكشوفة وأفعاله ولقاءاته مع الصهاينة وجماعات الضغط الصهيونية(اللوبي) سواء في إسرائيل أو في أمريكا هي التي عرّت من مزاعمه وشعاراته البراقة الخادعة التي تخفي أبغض وأسوأ الأفعال ضد وطنه . فعرمان عندما استنفذ كل كروته بعد انفصال الجنوب لم يجد سبيلاً للارتزاق غير أن يرتمي وعلى الملأ في أحضان الصهيونية بعد أن تملقها ولعق أحذية قادتها تقرباً وزلفى إلى حد التحريض علناً على وطنه. أقترح وأرى أنه يجب محاربته إعلامياً لا أن نحضر ورش عمله التي يعلم الجميع من أين يتم تمويلها، ويكفيه أن تروج له بعض المواقع الاسفيرية التي لا تملك مظلة غير راكبوبة لا تقي من حر صيف ولا من سيل خريف ولا صقيع شتاء !! يا قبيلة الصحفيين والاعلاميين انتبهوا وخذوا حذركم يا أولي الألباب حتى لا يدمغكم التاريخ بالتعامل مع هذا العرمان الذي لم يتورع ويكتفي أو يستحي من انتماءاته العلنية المشبوهة.. وعلى اتحاد الصحفيين السوداني كمؤسسة وطنية أن يتحرك ضد كل من تغريهم استضافة عرمان لهم في أديس أبابا وأن يسألوا أنفسهم من أين له دفع تكاليف استضافتهم وإقامة الورشة التي يدعو لها، فإني أربأ بهم أن يكونوا كالديوث الذي يأكل من مال السحت وهو يعلم علم اليقين مصدره!! أليس من الوطنية أن يمتنع الصحفيون من صناعة وتلميع أو الترويج لمثل هذا العرمان؟!! وعلى كل صحفي وإعلامي أن يسأل نفسه إن كان عليه أن يساهم في صنع عميل يهدد الوطن وإنسانه؟!! اللهم بلغت، اللهم أشهد!! أقعدوا عافية.