معروف للقاصي والداني أن الإنقاذ استقطبت عناصر كثيرة من الأحزاب السودانية الكرتونية المتمقرطة الديكتاتورية. بل وقبل أن تجلس محتكرة متحكرة على الكراسي التمكينية وتشريد العاملين والعسكريين وتقتل الضباط الأحرار في شهر حرام وتصوط الخدمة العامة صواطة وتسيسها وتعكرها وتشلعها وتشعللها وتموصها مواصة راعي أغنام في زريبة محاطة بالمفترسات الجائعة ومجموعة من الذئاب النهمة اللئام ، هرع إليها أعداد ضخمة من المتوالين بسعر حمى الثروة والجاه والسلطة والسجادة الحمراء وأٌبهة الصولجان. فتمزقت وتهشمت هذه الأحزاب سعراً ورهبة أو من قاعدة مبدأ درب السلامة للحول قريب وأضحت كسور وبواقي وتماست ولامست ودخلت مرتجفة وجلة مرتعشة مفككة الكل يسبق الآخر والأعمى يحمل المكسر وإنزوت تحت طي العباءات الإنقاذية في طاعة عمياء لصقور الإنقاذ ونسورها وإختفت تحت أجنحتها وأباطها أو تسترت خلف عممها وطواقي عائلاتها ذات الحصانة الإلاهية القاطعة ضد القانون والدين والدستور، فوجدت الحماية فأمنت وتاجرت وإغتنت وبنت وفي الفلل والقصورإسترخت ونامت ،بينما خارجها فإن طرق بسط العدل والقضاء والمساواة رخرخت وتهشهشت وسبل كسب العيش للشعب والعامة أٌغلقت وسٌكِرت ومنعت وحطِمت وهٌشمت. وطبعاً هذه الحقائق المعلومة للكافة ومخبوءة ومستورة بغلالة الوهم الإعلامي واللطخ الهلامي الإنقاذي لم يذكرها عبدالله مسار في إعترافاته في الكرسي الساخن بقناة أم درمان ، كرسي الإعتراف والفضفضة النفسية بعد مآلات الكآبة وقبول الإستقالة وإنزواء وغياب الأضواء، فعين الرضى عن كل عيب كليلة وعين السخط تبدي المساويا. في مساره الإنقاذي المكتح المترب المغبر اللآيص المعجعج عطس عبدالله مسار كثيراً ولم يشمِتهٌ أحد. فليس سرَاً غميصاً من الأسرار أن مسار سار في نفس المسار وسبح معهم ومع التيار وقطع شوارع ملوثة كثيرة ودروب شائكة طويلة وفي آخر المشوار لم يلقى الإحترام الواجب ويجد التقدير الجاهز المنتظر كوزرائهم الموثوق فيهم وفي ولائهم والمتوقع والجائزة في الإنتظار في آخر النهار، ألايؤدي ذلك للكآبة وللإنهيار!؟ فهو يحمد الله إنه لم يجن أولم يمت بالصدمة الصاعقة كبعض العاملين الذين أٌحيلوا للصالح العام بداية إنقاذهم مع الشعب والأرض السودانية الممكونة. قال إنه قدم لها، أي للإنقاذ، الكثير من المذكرات فلو عملوا بها لما كان حالهم كحال المنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى. قال إنه نصحها في مسيرتها القاصرة المراهقة السياسية الصبيانية الطائشة والتي حكم عليها الشعب والمعارضة منذ الشهور الأولى للإنقلاب سنة89م. فماذا قدم لها مسارفي هذه المسيرة المشؤومة غير تشجيعها في خطها المنافي للقيم والأخلاق وسقوط الوطن في هاوية ومتاهات الضياع والمصير الباهت الغامض والتفتت والتمزق والإنفصال بهتافاته الإعلامية التلفزيونية الثائرة ضد المعارضة مما شجعها في غيها وضلالها وعنصريتها وطيشها وإستهتارها وإستخفافها بالوطن وإنهيار مكوناته وزيادة الغبن العميق و الظلم العظيم الفظيع على الشعب والمواطن، و(إن الشرك لظلم عظيم). فقد كان مسار وكأنه سيد العيد والعيدية والحق والضحية زمجر ونهر وزأر كثيراً ضد أهله وشعب دارفور ومناضليه وحركاته المسلحة دفاعاً مستميتاً عن الإنقاذ والمنقذين المنافقين بإسم الدين وعضد مواقفهم وجعل لهم غلالة وهالة قدسية صارملكاً أكثر من الملك كما قال له المحاور في كرسي الإعتراف الساخن. قال في إعترافه أنه يتمنى اليوم وليس غداً أن تعود الديموقراطية والمشورة والحريات العامة خدمة عامة غير مسيسة أن تعود دارفور وتكون موحدة صلبة وعلى قلب رجل واحد. أن يحكم السودان وطنيين أن تختفي الواسطة والمحسوبية والعائلية الحكم بعدالة ومساواة في الحقوق والواجبات أن لاتكون هناك عنصرية أن يحارب الفساد بصورة جدية كما قدم نصائحه المفيدة لكل رؤساء الأحزاب *أن يحكموا أحزابهم بالديموقراطية أن يبتعدوا عن الطائفية وقال إن الترابي أخطأ بهذا الإنقلاب ووقع في الحفرة التي حفرها بيده وقال إن المستندات التي بحوزته ضد عوض جادين هي من المراجع العام والمراجعة الداخلية ولايدري فقد تكون معه جهات أخرى أقوى وهو بريء وخير له المحاكمة اليوم وليس غداً فسيأتي اليوم ويحاسب ومن معه غصباً ورغم أنفه *إعترف السيد عبدالله مسار اليوم24/8/12012م في قناة أمدرمان إنه يقول ما يقول كنائب برلماني يدافع عن الشعب وسيدافع بكل قوته ويفضح الإنقاذ وكل خرابها وطيشها ولن يخشى شيئاً ولا يخاف أحداً . لذلك نتمنى من الله أن يقدم كل الوزراء إستقالاتهم وتقبل منهم ليعروا ويفضحوا الإنقاذ حتى ترعوي. لكن هل كان سيقول ذلك إذا لم تقبل إستقالته وأٌعيد لمنصبه بكل مخصصاته وحوافزه الوزارية المهولة المبهولة للوزراء الإنقاذيين المطيعين!؟ لقد فضفض عبدالله مسار عن نفسه وأخرج كل هذا النفس الساخن الحاروفش غبينته قليلاً في عصابة الإنقاذ التي تعلمون إنها عاثت فساداً منذ سنة89م ومازالت مستمرة في تهشيم وتدمير وتشويه صورة السودان وأرجعته لعصر الظلمات وجعلته رجل إفريقيا الميت بعد أن كان مريضاً يرجى شفائه فقتلته بأمراض سرطان الثدي البترولي وإستفحلت ملاريا الخدمة العامة وإيبولاالتعليم والسل والسارس العملي للصحة والحمى القلاعية والمالطية وإنفلونزا الخنازير والطيور وذبابة الفاكهة و ثاقبات الطماطم وحشرات عندت وبيضاء القطن وبق الصمغ والحشرة القشرية الخضراء والجزيرة وسندس الغبراء والكتاحة الزراعية ولحس كوع الثروة الحيوانية وغسيل أموال الذهب والنسيج والبنوك المفلسة والقصور والفلل التي ستنهار تباعاً لتبدأ الحياة الصاعدة الجديدة من بين حطام الموت وركام الفتات من جزيء نشوء الخلق الحميد والأخلاق الكريمة النابعة من وجدان مواطني السودان. abbaskhidir khidir [[email protected]]