الصحافة السلطة الرابعة أو بلاط صاحبة الجلالة أو مهنة النكد أو (الأضواء) أو (النجومية) وغيرها مما قد يطلق عليها من أسماء .. هي عالم كبير لمن لا يعرفه. كونها السلطة الرابعة ونفوذها الكبير في العالم (الديمقراطي) يجعلها بوتقة وملتقى هام ومحط أنظار جميع الناس والبشر. ومن باب أولى (الحرية) فيها هي مثار الجدل و (الدجل) ومن أهم أركانها، لأنها هي (المعول) و الركيزة والأداة الهامة التي عن طريقها تتمكن الصحافة من القيام بدورها على الوجه (الأكمل). وحرية الصحافة باب واسع تدخل فيه عوامل عديدة بعضها يترك تأثيره ومفعوله مباشرة في أعمالها وبعضه غير مباشر الا أنه في نهاية المطاف يصب في بوتقة (المنتج) الذي تقدمه الصحافة للمجتمع، ومن ثم تنطبق أو لا تنطبق عليه مواصفات ومقاييس ومعايير الجودة والتميز. فالرقابة (السلطوية) التي تسلط على عنق الصحافة كسيف بتار، قد تبدو بجانب الرقابة (التحريرية) الداخلية شيئا هامشيا يجعلها تبدو كسيف (من ورق). بمعني أن الرقابة الصحفية الداخلية المتمثلة في خطوط (الدفاع) الداخلية المتشددة الممارسة من قبل الهيكل الوظيفي الداخلي للمؤسسة الصحفية،مثل رئيس التحرير أو مدير التحرير أو السلطة العليا المتمثلة في رئيس هيئة التحرير قد تكون أقسى وأشد (مضاضة) على الصحفي والصحيفة من الرقابة (الحكومية) التي تمثلها الهيئات الرقابية (الصحفية) أو (الأمنية). وهذا النوع من الرقابة يكون لصيقا من قلم الصحفي الذي لا يستطيع الفكاك و (الانعتاق) منه، وبالتالي لا يمكن للصحفي تحرير نفسه بالسهولة التي يمكن بها أن يحرر نفسه من الخوف (الداخلي) الذي قد يعتريه هو نفسه من باب الحفاظ و (الخوف) على وظيفته ومصدر رزقه وهو ما نسميه (الأمان) الوظيفي. وفي كثير من الأحيان تتوقف و (تتعثر) حرية الصحافة عند أول خطوة لها، ألا وهي (عتبة) باب مكتب الصحفي نفسه، وفي الدول النامية و (النائمة) يكثر هذا النوع من صغار الصحفيين (ليس من حيث السن ولكن من حيث النفوذ) الذين لا توجد مؤسسات مهنية تحميهم و (تؤمن) لهم المستقبل وتقف الى جانبهم عند (الحارة) أو (شللية سلطوية) تحمي ظهورهم من (سياط) السلطة وتوفر لهم (المساندة) أو (الحصانة). ولهذا السبب (تنحر)أو يتم (وأد) حرية الصحافة قبل أن (تبحر) سفنها أو بواخرها من مراسي حرية صاحبة الجلالة. alrasheed ali [[email protected]]