مهنة الصحافة من المهن الحساسة رغم أن الكثيرين يجهلون تلك السمة الهامة التي تتعلق بها، والصحفي كالطبيب قد يلم بمعلومات قد تشكل خطرا كبيرا في حالة افشائها، رغم أن مهمة الصحافة هي الافشاء الا أن الأمن القومي أو الأعمال المتعلقة بساحة القضاء والمحاكم قد تقتضي عدم افشاء بعض المعلومات نظرا لحساسية القضية المنظورة التي لم يبت فيها برأي أو قرار قاطع من جانب سلطة القضاء أو يمعنى آخر تحت نظر المحكمة. فحساسية القضايا (القومية) تقتضي ان يكون الصحفي كتوما ذا قدرة عالية على الصبر تمكنه من حجب بعض المعلومات الحساسة للصالح العام، مهما تعرض لاستفزازات أو ضغوط في هذا المنحى أو اغراءات (تتعلق بالسبق الصحفي)، اذ أن في الاستجابة لتلك الضغوط وبالتالي افشاء تلك المعلومات خطورة على سير كثير من القضايا أو الأمور، عليه ما كل ما يعلمه الصحفي أو يقع تحت يديه من مستندات أو قرائن أو وثائق قابل للنشر. وعلى الصحفي أن يبتعد أو ينأى عن كل مصادر الاغراءات والضغوط التي قد تؤثر على أدائه الملتزم بميثاق الشرف ونزاهته ومصداقيته، وعليه ان يكون حذرا في بناء علاقات متزنة و (متوازنة) مع مصادره أو مع كل ذي سلطة و (سطوة) لحساسية تلك العلاقة وتأثيرها سلبا وإيجابا على أدائه العام، لذلك تحذر كثير من المؤسسات الصحفية تقديم الهدايا أو ما في حكمها لصحفييها وبالتالي تحذرهم أنفسهم من عدم استلام مثل تلك الأشياء للمحافظة على سمعة ومصداقية و (نظافة) تلك المؤسسات. وقد تكون نتيجة تلك العلاقات (الحميمة) مع المصادر الصحفية عكسية على الأداء الصحفي السليم، فبدل أن تقف الصحافة مع الحق وتسانده نجدها (تركن) الى مناطق (رمادية) وتزج بالقضايا المعالجة الى مناطق أشد (ضبابية) وتعتيما و (تعويما)، يعني بالبلدي (جهجهتها). وعلى الصحفي أن ينتبه الى مناطق الضعف في (تكوينه) الصحفي ومواطن (الهشاشة) الذاتية التي يمكن أن تكون (منافذ) سهلة لاختراق شخصيته وكينونته ومن ثم نزاهته، ولكن للأسف، هناك كثيرون (يستصغرون) ويستحقرون بعض المسائل والنقاط التي قد تكون بمثابة (القشة) التي قد تقصم ظهر بعير (مصداقيتهم)، إذ أن معظم النار من مستصغر الشرر. فالصحفي مهما ظهر (قزما) امام تلك المصادر والجهات (السلطوية) فهو (عملاق) في نظر قرائه، والباطل دائما زاهق مهما طال و (تطاول) فهو القزم أمام الرأي العام والحق والعدالة وبالله التوفيق. alrasheed ali [[email protected]]