اللّهُم أجعلها أمطار خير وبركه وعُمّ بنفعها البلاد والعباد والزرع والضرع ، دعاء طيب يردده الدعاة والعلماء والشيوخ علي مسامع المصلين في كل منابر بيوت الله ومحافل الذكر والعباده وحتي علي مسامع غير المصلين في التجمعات و المحافل الاجتماعية الأخرى ، يستمع المستمعون وينصتون .... ولكن هل يعقلون ويزنون هذا القول الكريم ؟؟ أن نِعم الله علي السودان كثيره لا تُحصي ولاتعد ، أنهار ووديان وخيران وجداول تفيض بخير الله وتجري لمستقرً لها في العراء أو الي البحار ولاعزاء للملايين العطشي و الجوعي . فاتنا والله أن نعي ذلك القول الكريم وأن نشكر الله علي نعمائه - ليس بالدعاء فقط - بل فات علينا أن نزيد ونُكثر من شكر الله عملا وجهدا وبذلا شكرا وعرفانا لما حبانا الله به من نعمائه التي لا تفني ولا تنقطع . ألهتنا الفتن و القبلية و العنصرية والجهوية وكثرة الحديث والمحادثات . أنشغلنا بالاعداد للحروب حربا بعد أخري ، أطلقنا العنان لكل مسالب النفس البشرية السالبه من حقد وحسد وكراهية وحب أنتقام لتُغذي فينا تيارات الحروب و الموت والدمار والأقتتال حتي صار التجهيز وأعداد العُده لقتل بعضنا البعض وقنص بعضنا البعض وحرق بعضنا البعض وتدمير كل شيء مُضيء أهم وأولي عندنا من أن نشغل أنفسنا بأمر مستقبل البلاد والعباد ومايستوجبه ذلك من التخطيط السليم للأستفاده من كل هذا المطر المطير بأقامة السدود وأستصلاح الأراضي حقولا ومراعي وبخلق شراكات مع الدول أو حتي بدعم شراكات بسيطه بين الأفراد - علي الأقل – لتقينا شر السؤال وشر الجوع والعطش . لنا العُتبي ، حيث أضحي موسم الأمطار عندنا ليس أكثر من موسم أستراحة للمقاتلين ليتمكنوا من ءاعداد العُده للحرب التاليه ، فتجهيز (البندقيه والكلاش) خلال موسم الأمطار أهم وأجدي من اعداد وأستخدام (الملود والسلّوكه) وجلب وصيانة الدبابات والراجمات وحاملات القَتله أهم وأجدي من أعداد وصيانة وأستخدام (التراكتور والحصّادات والبذّارات) ، ننتظر أن تجف البراري والسهول والغابات وأن تجف الطرق و الممرات لا لتسير عليها شاحنات الخير والمؤن وبذور استصلاح الأرض ولكن لتسير عبرها حاملات المدافع و الراجمات والدبابات والكلاشات للقتل والحرق والتدمير . من خلال قمة المأساة .... أنظروا بالله الي خلفية الصوره لذلك المكان الذي أحترقت فيه طائرة (تلودي) فهل ترون غير الخضرة و النضره ؟؟ ياللعجب !! فقد كتب الكثيرون شماتة وفرحا بالذي جري وعلي من جري لهم ، بحسٍ حاقد أفرحهم وسرهم منظر النار و الحريق والموت والدم ، لم يأبهوا بل لم يستطيعوا أن يروا ذلك الخير الأخضر الشاسع الممتد بلا حدود في خلفية الصوره ينتظر ويأمل من يقطفه ، أسودّت القلوب وعميت البصائر ولا نملك ألا سؤال الله عزوجل أن يلطف بعباده الطيبين في السودان وبالسوائم في براريه وسهوله و بالطير في سمائه أنه سميع عليم قدير . من خلال قمة المأساة .... أنظروا بالله الي الخلفية وكاميرة ساحات الفداء تجوب الوديان والغابات لتصور الموت والأشلاء فهل ترون غير الخضرة والعشب و الغابات الباسقات و المياه والأنهار ؟؟ نحن لانأبه ولانري كل هذا الخير الذي وهبه الله لنا لأننا عودنا عوننا فقط أن ترصد بعضنا بعضا لأجل صيد الأنفس وحصدها قتلا وحرقا ثم تعم البهجه وترتفع الحناجر مرددة أهازيج الحماسه لأجل مزيد من القتل . أنظروا ماذا فعل الشيخ زائد آل نهيان - بعزم وأيمان وعمل الرجال من حوله - حين صارت صحراء بلاده خَضِره ونضره تسد رمق الكثير من أبناء بلده بخيرات نباتها وضرعها ، أنظروا الي مدينة العين في قلب صحراء الأمارت وستُدركون الي أي منقلب نحن قد أنقلبنا . والسعوديه - وبنفس العزم - سترون العجب العجاب وهي تكتفي بل تصدر الألبان ومشتقاتها لكل دول المنطقه بل الينا ، أنظروا وتأملوا فستجدون البان السعوديه علي أرفف بقالات ومراكز البيع في كل أرجاء مدن عاصمة البلاد !!! كل هذا عبر ثلاث مزارع عملاقه تمتد علي طول مئتان وخمسون كيلومترا عبر صحراء جرداء قهرها الرجال بعزمهم وجهدهم فقلبوها خضرةً ونعيما . رقعة من الصحراء الجرداء تماثل أو ربما أقل مساحة من تلك السهول و الوديان الخصيبه التي تتقاتل عليها قبائل من هنا وهناك بقاره ورزيقات ودينكا وغيرهم من هذه المسميات الجاهليه ترويها دماؤهم ويفقدون فيها أكثر مما يكسبون فلهم ولنا العتبي حين قلبنا سهول وبراري بلدنا الخضراء - بأيدينا وأعمالنا - يبابا وقفرا . اللهُم لا تؤآخذ هذا الشعب الطيب في هذا البلد الطيب المسمي السودان بما فعله السفهاء منهم ، اللهُمّ وقهِم شرور الأشرار ، وأرحم السوائم في براريه و الطيور في سمائه فأن هذا الشعب الطيب لايستحق كل هذه الزعامات المفلسه والحكومات الهزيله عديمة الفكر والتصور التي تعاقبت علي حكمه منذ رحيل المستعمر وحتي الآن . الهندي الأمين المبارك السعوديه – الرياض E-Mail Address: [email protected]