إعلان مجموعة عن انشقاقها من حركة العدل والمساواة وتعزل رئيسها الخرطوم: أحمد يونس - لندن: مصطفى سري: الشرق الاوسط قطعت قوى المعارضة في السودان بتجديد المظاهرات والاحتجاجات التي شهدتها البلاد في شهري يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) الماضيين، بصورة أقوى وأعنف مما كانت عليه. وقال فاروق أبو عيسى رئيس الهيئة العامة لتحالف قوى الإجماع الوطني المعارض إن الأسباب التي أدت لقيام الاحتجاجات ما زالت قائمة، وإن الأزمة الاقتصادية تتفاقم يوما بعد الآخر. ودعا إلى «تأمين» الاحتجاجات المقبلة في مواجهة قمع الأجهزة الأمنية، استفادة من التجربة السابقة، ولم يشأ أبو عيسى تسمية مقترحاته بتأمين الاحتجاجات ب«ثورة» محمية، بيد أنه قال: «كل شيء بأوانه، ومن التجربة السابقة فإن على المعارضة البحث عن أساليب لحماية الشباب والنساء والشيوخ من بطش وقمع أجهزة النظام، وعدم السماح لها مجددا بممارسة تلك البلطجة». وسخر أبو عيسى من محاولات قوى سياسية وأجهزة حكومية تخويف المعارضين ب«انهيار الدولة» وانزلاق البلاد إلى فوضى عارمة حال سقوط النظام، قائلا: «الدولة السودانية ليست مثل الصومال، كما يحاول البعض القول، وأجهزتها ما زالت تحتفظ بقوتها رغم كل شىء، والجيش مازال متماسكا ومحافظا على مواقفه في الوقوف إلى جانب الجماهير، وقادة الحركات المسلحة التي تحارب الحكومة، وتخوف بهم الجماهير، يملكون وعيا يحول بينهم وبين نسف استقرار البلاد». من جهة أخرى، قال جبريل بلال أمين الإعلام والمتحدث الرسمي باسم حركة العدل والمساواة ل«الشرق الأوسط» إن المجموعة التي أعلنت عزل رئيس حركته الدكتور جبريل إبراهيم من موقعه وتنصيب محمد بشر أحمد عمل غير قانوني وضد المؤسسية، معتبرا أن خروج المجموعة هي الأولى منذ مقتل زعيم ومؤسس الحركة دكتور خليل إبراهيم في ديسمبر (كانون الأول) الماضي بقصف من طائرة نسبت لسلاح الجو السوداني لكن الحركة اتهمت دول في الإقليم. وأضاف أن مؤسسات الحركة كانت قد شكلت لجنة للاستماع لهذه المجموعة، لكنها قطعت الطريق بإعلانها. وقال إن إعلان المنشقين بأنهم اجتمعوا في منطقة (فوراوية) في شمال دارفور غير صحيح، وأن عددا منهم موجود في القاهرة وآخرين في منطقة (دونكي حوش) القريبة من الفاشر، مشددا على أن جميع مؤسسات الحركة وقواتها مع قيادتها المعروفة برئاسة جبريل إبراهيم. وقال إن الأسبوع الماضي قامت قوات حركته بتنفيذ عمليات في شرق جبل مرة في مناطق (العرديب العشرة وفنقا) وفي جنوب كردفان، مشيرا إلى أن مؤسسات حركته في كل المستويات لم تتأثر بذلك الانشقاق. ولفت بلال أن انشقاق القائد العام عبد الكريم عبد الله (دبجو) لن يؤثر على عمليات الحركة العسكرية. وقال إن الحركة شهدت انشقاق مجموعات مختلفة طوال مسيرتها أولها القائد العام الأسبق جبريل عبد الكريم تحت مسميات عدم وجود مؤسسية في الحركة. وأضاف: «لكن جميع الذين انشقوا انتهى بهم المقام في أحضان المؤتمر الوطني والحكومة بحثا عن وظائف»، مشيرا إلى أن حركته أقامت آخر مؤتمر عام لها كان في يناير الماضي، وانتخبت جبريل إبراهيم رئيسا إلى جانب بقية المؤسسات. وقال: «وفقا للنظام الأساسي للحركة فإن الذين انشقوا أصبحوا خارج الحركة بشكل تلقائي وفقدوا عضويتهم»، نافيا أن تدخل الحركة في معارك عسكرية مع المجموعة المنشقة، لكنه عاد وقال: «إلا في حالة دخولهم في ميليشيات المؤتمر الوطني فإننا سنعتبرهم جزءا من عدونا الرئيسي وسنتعامل معها وفق ذلك». وكانت مجموعة من حركة العدل والمساواة قد أصدرت بيانا أعلنت فيه عزل رئيس الحركة دكتور جبريل إبراهيم، وتنصيب محمد بشر أحمد رئيسا بدلا عنه، وتأتي الخطوة في أعقاب خلافات نشبت في أغسطس (آب) الماضي تم عزل القائد العام لجيش الحركة عبد الكريم عبد الله الملقب ب(دبجو)، وذكر البيان أن المجموعة عقدت اجتماعا في منطقة (فوراوية) في شمال دارفور في يومي (8 و9) سبتمبر (أيلول) الحالي وشكلت مجلسا انتقاليا برئاسة محمد بشر إلى حين انعقاد المؤتمر العام خلال (45) يوما وإعادة تعيين دبجو قائدا عاما وتكليف علي الوافي متحدثا رسميا باسم المجلس العسكري، وكان قبل ذلك متحدثا عسكريا لجيش الحركة. واتهمت المجموعة رئيس الحركة جبريل إبراهيم باحتكار كل «المؤسسات لصالح أجندته الخاصة» وتحويل الحركة إلى «شركة خاصة يديرها هو وبعض الانتهازيين» والانفراد بقرارات مؤسسات الحركة السياسية والعسكرية، واعتبرته قد أهمل الجيش وخاصة جرحى العمليات والمعاقين وغياب الشفافية وعدم إيضاح الرؤية المستقبلية للحركة. ووقع على البيان 8 من أعضاء المكتب التنفيذي و18 قائدا عسكريا من أعضاء هيئة الأركان وقادة الفرق بالإضافة ل84 من قادة الألوية الرئيسية والفنية بالفرق.