في بلادي كثير من الاشياء تسير وفق هوى الافراد والذين يطلق عليهم مصطلح النافذين او المتنفذين من رجالات الانقاذ وكبرائها وسادتها ، ولكن، بالرغم من ان التعميم في مثل هذه القضايا لايصلح ولا يفيد في تصميم الاحكام اذ ان كل نتيجة تبقى رهينة ظروفها. عليه اخص بالذكر وزير خارجيتنا الهمام السيد على كرتي. ما دفعني للكتابة في هذا الامر الهام ما تناقلته الصحف ولاسيما صحيفة السوداني في عنوانها الذي اوردته في عددها الصادرة في 11/9/2012 في صفحتها الخامسة (في وزارة الخارحية – سفراء يرسبون في امتجان (الانجليزي ) . جعلني العنوان اتامل قليلاً حال بلادنا التي يرسب سفرائها في اللغات الاجنبية ونحن السودانيون يعود الينا الفضل في تأسيس وزارات خارجية وسفارات لبعض الدول العربية والافريقية الصديقة والشقيقة هنا تبرز العديد من الاسئلة الهامة والضرورية ؟ هل استيقظت وزارة الخارجية فجأة على ضعف كادرها الدبلوماسى؟ ثم هل يعالج ضعف الكادر الدبلوماسي بهذه الطريقة التي هي في حد ذاتها تبتعد عن السلوك الدبلوماسي المتعارف عليه في كيفية اعداد ناشئة السلك الدبلوماسي ؟ لماذا وضع الامتحان بطريقة فيها نوع من التشفي والسادية وهنا اقصد العجلة التي تشبه الكيد الذي لايليق بمثل وزارة الخارجية ؟ السيد الوزير موجود في وزارة الخارجية لما يقارب العشرة سنوات ماذ يضيره او يضر وزارة الخارجية لو انها كونت لجنة ممن تبقي من الخبراء والعارفين لتدارس الامر والخروج بخطة واضحة لمعالجة الضعف ورفع كفاءة الكادر الدبلوماسي ؟ لماذا هذا السلوك الانتقائي الذي اتبعته الوزارة في السماح لبعض الدبلوماسيين بالسفر الي البعثات في الخارج دون التقييد بالجلوس لهذا الامتحان البدعة ؟ ومايزيد الطين بله ما قاله العبيد مروح من ان الوزارة من حقها ان تمتحن منسوبيها وفق تقديرها الخاص، وهوالذي وفد على الوزارة دون ان يتسلك بسلوكها وبتخلق باخلاقها فالعبيد هذا مازال يافعاً في الدبلوماسية لم ينمو له فيها ظفر ولا ناب ؟ اذن من هو العبيد مروح هذا ؟ اشار كاتب التقرير الي ان احد الدبلوماسين رفض فكرة الجلوس للامتحان بحجة ان سنوات خدمته شارفت على نهايتها بالمعاش ؟ في رأينا هذا تمرد على الطبيعة و والطريقة والتوقيت والظروف التي اكتنفت الامتحان ؟ والسؤال الاهم ،هل الطريق الي التاهيل سواء كان الدبلوماسي او غيره هو التجليس لامتحانات لم يعدها الخبراء والمختصين !؟ هذا الاسئلة يفترض ان يسألها مجلس الوزراء الموقر لهذا الوزير الهمام ،اما ان يجيب عليها بما يقنع المجلس واما ان يستقيل او يقال؟ لقد مارس الوزير كرتي سلوكيات غريبة على الوزارة واعرافها قادت الي استقالة بعض السفراء وابتعاد بعضهم وهجرة آخرين مما حول الوزارة الي كتلة من عدم الرضى ، وما ادراك بعواقب عدم الرضى في العمل العام . هذا الوزير يتصرف في ادارة الوزارة على طريقة المضاربة في السيخ والاسمنت ناسى او لايعلم ان الموارد البشرية لا تدار بالاوامر والمعاقبات الجزائية، فالمورد البشري يحفز و تثار همتة لاحفيظته . اما الحديث عن اشخاص رسبوا في الامتحان رغم مايعرف عنهم من تأهيل ، هذا حديث خرافة، فالمنهح الخاطئ لا يقود الا الي نتائج خاطئة .هل تأملت وزارة الخارجية في كيفية دخول الدبلوماسيين الي الوزارة منذ مجئ الانقاذ ؟ ان ادارة وزارة الخارجية في عهد الوزير كرتي كشفت عن الضعف والهزال الذي يعانية الوزير نفسه في التعاطي مع الازمات التي تحيط بالبلاد يمنة و يسرة . وختاما من قال ان العلاقات الخارجية لدولة ما - قوة او ضعفاً - بمحيطها الاقليمي والدولي تقوم على قوة دبلوماسييها ومعرفتهم باللغات الاجنبية ؟ هذا افتراض غريب وفيه جهل فاضج بالاسس التي تقوم عليها العلاقات الدولية ، هذا هو منهج التحنيك (قوة الحنك ) الذي لم يعرفه الفكر الدبلوماسي . ان وزير الخارجية والذين يزينون له زخرف القول يريدون ان يجعلوا من الدبلوماسيين واللغة الانجليزية مشجب يعلقون عليه ثلاثة وعشرون عام من الفشل في ادارة الدبلوماسية . وباختصار لايقبل الجدل (العلاقات الخارجية لاي دولة هي انعاكس لسياساتها الداخلية ). لنا عودة ابو المعالي الصادق الذين - الهند