العام قبل الماضي اتيحت لي سانحة للسفر لمدينة كوستي اكبر ميناء نهري يربط شطري السودان شماله وجنوبه هذه المدينة اول من اصابتها رصاصة الانفصال وقبل غيرها من مدن السودان غرقت في متون الفقر واوحال الامطار وتراكمات الاوساخ بعد ان كانت كالعروس يوم زفافها . في جولة حرة وسط احياء المدينة لفتت نظري لوحة وضاءة بعنوان " أكاديمية الطيب على طه للاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة " ودون سابق معرفة او ميعاد دلفت لداخل المبني واذا بي امام عمل ابداعي انساني داخل فصوله وبين جنباته تضج الحركة والحيوية اطفال حرموا من نعمة العافية وتعطلت اجزاء هامة من وعيهم بسبب مرض التوحد او الاعاقة الجسدية التي تعطل مراكز التركيز تارة والحركة تارات اخرى . شعار المركز مترجم بين المنتسبين من معلمين وطلبة يقول " انه تشخيصي علاجي تعليمي تدريبي ارشادي بحثي " لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة واسرهم وانشيء في العام 2007 لمقابلة الزيادة المضطردة في أعداد الاطفال المعاقين في ولاية النيل الابيض كأول مركز متخصص خارج العاصمة الخرطوم وولدت فكرته بالجمعية السودانية لحماية البيئة بمدينة كوستي والتي كانت د.سلمى التي احدثكم عنها الان احدى مؤسساته وحمل اسم ابيها أحد رواد الحركة الاجتماعية الاقتصادية والسياسية الطيب على طه طيب الله ثراه . د. سلمى صيدلانية لم تشأ ان تنكفي على ذاتها ورعاية ابنها المصاب بمرض التوحد دون غيره من ابناء منطقتها واسرهم الكثر اللذين حرموا من التعليم النوعي او الملاءات المالية التي يتطلبها مثل هذا المشروع التعليمي التثقيفي العلاجي الارشادي والذي تنو بحمله اقتصاديات بلادنا التي تصافف فيها رجالات الدولة والسياسيين والمثقفين في المماحكات والمكايدات السياسية وصراع السلطة والثروة فغرق المواطن البسيط في بحور الفاقة والفقر والحاجة لسبل الصحة وابجديات التعليم ناهيك عن ذوي الاحتياجات الخاصة ومن في مثل ظروفهم الانسانية . سلمى خلعت عنها روب الصيدلة الابيض ولكنها ما هجرت علمها وانسانيتها التي سخرتها للانسانية جمعاء فبذلت الجهد وابحرت في بحور طلب العلم لتجيد التعامل مع هذه الفئة وتدمجهم في مجتمعاتهم وتحض الاسر لتتعامل معهم بالكفاءة العالية التقيها خلال مشاركتها في مؤتمر الدوحة لدمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المسارات التنموية ولسأنها يلهج بالشكر والتقدير لسمو الشيخة موزا بنت ناصر المسند التي كانت اياديها الداعمة لقيام الاكاديمية بمدينة كوستي بمثابة العمود الفقري خلال فترة التأسيس ولجهود دولة قطر عموما في حقل التعليم النوعي وإيلاء ذوي الاحتياجات الخاصة وبكل فئاتهم العمرية ما يستحقونه من رعاية وادماجهم في المفاصل التنموية وازالة العنت من حولهم وتثقيف وتوعية المجتمعات بضرورات الاهتمام بهذه الفئات الهامة من المجتمع . د. سلمى بمثل هذه الاكاديمية الحضارية التربوية التعليمية تماثل " الدفقة الحيوية الانسانية " التي تتوازى وهموم الامم والسودان بالاخص وهو يتوجع من كل جنباته اوجاع شيء منها انين المرضي والجوع ومراكب التعليم التي تتارجح فما بال ذوي الاحتياجات الخاصة انها المماحقات السياسية التي فتت عظم وطن كان واسعا شاسعا يعانق الشمس فاذا به بدلا من يمدد اياديه للاخرين من زخات تجاربه وخبراته وعمق حضارته المؤغلة في عظم التاريخ يقف حائرا مشتتا.. فتأتي امثال هذه السلمى بنت الطيب علي طه لتسد ثغره وتبني صرحا عملاقا بدأ من هم ذاتي فاذا به منارة يعج في داخلها نبض الحياة في جيل الغد امل الامة .. مددوا اياديكم لمثل هذه المؤسسات الانموذج وحياك الله اخيتي د. سلمى بنت الطيب علي طه بيننا . [email protected] عواطف عبداللطيف اعلامية مقيمة بدولة قطر همسة : الاكاديمية الان مهمومة بقضايا البحث العلمي والتدريب والتأهيل ومشروعات التمكين الاقتصادي للاسر الحاضنة لذوي الاعاقة .