لعل الجميع قد تابعوا ما ظل يصرح به كمال عبيد رئيس وفد أهل المصلحة الذي كلف بملف التفاوض مع الحركة الشعبية شمال بمنبر اديس ابابا ألاجباري وصدقت توقعاتنا بأن تلك المفاوضات فاشلة قبل ان تنطلق وان تصريحات كادر العنف بالمؤتمر الوطنى كانت محاولة يائسة لتسجيل موقف شخصي ، وهو الذي أمضى ووفده الجرار ما يقارب الاسبوعان ممتطياً أسانسير فندق شيراتون صعوداً وهبوطاً ليل نهار عسى ولعل أن يفوز بمصافحة أحد نمور الحركة الشعبية شمال قبل ان يتلقى صفعة رحلة واشنطن المفاجئة له حتى سقط إسمه فى سجل من يفاوضون عمالقة نيفاشا خريجي مدرسة المعلم قرنق ، وهو مفاوض مستجد لم يسمع به احد مثل مطرف او سيد حطيب ، طيلة فترات التفاوض المارثونية منذ أعلان المبادي مروراً بنيفاشا وإنتهاء باديس الاولى ( نافع عقار ) ولذلك حاول السيد حقنة القفز فى المجهول كما فعلها أيام خرخة الاستفتاء وتهديده للمرضي الجنوبيين بمستشفيات الشمال بحرمانهم من جرعات الحقن ولم يستثني حتى الاطفال المعرضين للشل ، وهاهو اليوم يكرر نفس شريطه الرديء و يتواعد شعوب النوبه والنيل الازرق بمواصلة قطع إمدادات الطعام عنهم ولن يتفاوض مع الحركة شمال مالم يتم عملية فك الارتباط المزعوم الذي عشعش فى مخيلته ويهلوس به فى المنام ويتحاجج به فى منابر الخرطوم أمام الهتيفة وشيوخ مجالس السلطان ، إنها الاوهام بعينها تفعل فعلتها مع من يقررون مصاير الشعوب بالعنتريات وركوب الرأس لانهم وجدوا أنفسهم بالصدفة فى مطبخ صناعة القرار الوطني دون سابق إلمام او معرفة بحقائق التاريخ و الجفرافيا ، لكن ستبقى الساقية مدورة حتى ياتي اليوم الذي نجد فيه عبيد حقنة واهل مصلحته يركضون فى ردهات فنادق أديس يطالبون بالتفاوض غير المشروط لان المؤتمر الوطني دأئماً يبني أسوار زجاجية حول مدنه الخزفية لايواء ثيرانه الهائجة امام اجهزة الإعلام وسرعان ما نشاهد مسلسل إنهيار المواقف وتوزيع الإتهامات فى شماعة الاجندة الاجنبية والدروس الوطنية الجوفاء