من الواضح أن الازمة الاقتصادية التي يمر بها السودان اصبحت تتفاقم يوما بعد يوم .. نعم هنالك الازمة الاقتصادية العالمية .. والتي جاءت الازمة الاقتصادية السودانية إضافة اليها بل وفاقتها اثرا نتيجة لفقدان الحكومة لايرادات البترول الذي ذهب معظمه لدولة جنوب السودان الوليدة .. وايضا نتيجة لترهل الحكومة المفرط الذي القى بكل ثقله على المواطن الذي ليس بمقدوره تعويض فاقد ايرادات البترول .. ولايختلف اثنان ان الزيادة التي تمت في اسعار المحروقات وضريبة القيمة المضافة كانت صاعقة للمواطن ولم يعد دخله الشهري يكفيه لمده عشرة ايام .. اعني المواطن بشقيه موظفي الحكومة والاخرين ممن يمارسون مهن اخرى بمافيها التجارة كما تمر الاسواق بحالة الركود والكساد العام .. ونتيجة لعدم وجود تنظيم للتجارة الداخلية بدعوى التحرير الاعمى اصبح المواطن عرضة كذلك لجشع ونهم للتجار الذي يتاجرون بالسلع الغذائية والخدمات حتى ليس هنالك الزام لهؤلاء بوضع ديباجه الاسعار المعمول بها في كل الدول ذات الاقتصاد الحر .. وليس الاقتصاد الحر الاعمى ..الكل يجأر بالشكوى من شدة الضنك وشظف العيش .. انه الفقر اللعين وافرازاته الاجتماعية السيئة مثل انتشار التسول وحالات طلب الطلاق في المحاكم بسبب الغيبة او عدم النفقة ( اقرأ اعلانات الصحف اليومية ) ..انتشار الجريمة .. وتفشي البطالة .. انتشارالمهن الهامشية التي يمتهنها النازحون من الريف الذين هجروا الزراعة هربا من الضرائب والمكوس ( الجبايات) حيث تم استقلالهم بصورة مسيئة من قبل المحليات التي تتكئ على حزم من القوانين المحلية التي سنتها خصيصا من اجل الجبايات .. ولم يعد لهم غير الهرب سبيلا .. وماهو المقابل لهذه الجبايات الذي يحصل عليه المواطن من خدمات ؟ .. كأنما الله تعالى قد خلق المواطن السوداني سخريا من اجل حكامه الذين يبدون في ابهى حللهم ووجوهم تنبئ بما ينعمون وليس لهم في هذا الرهق والمعاناة المعيشية التي يعانيها العباد على ايتها حال .. تلك قسمة ضيزى .. وهذا وطن للجميع الكل له حقوق المواطنة وعليه واجبات يؤديها للحكومة ولكن ان لاتطلب الحكومة المستحيل من المواطن . وهاهو المواطن لا يزال يئن من اجل رفع هذه الحكومة المترهلة ليحملهاعلى كتفه ويهتف بحياتها ولكنه لا يقوى على ذلك.. وما زالت الحكومة تخال نفسها رشيقة فتعمد الى القسوة وتتوعد المواطن بمزيد من الزيادات في الاسعار ( رفع الدعم) او ( التحرير).. ومامن سبيل امام المواطن الا الهرب في رحلات جماعية وقد كان ان هاجر في غضون اشهر ما يربو على 75 الف مواطن من مختلف المهن استاذ جامعي طبيب وكل المهن الاخرى .. حالة هروب ورغبة عارمة تجتاح الناس نحو الاغتراب .. ولكنهم واهمون في هربهم هذا لان الحكومة ستظل تلاحقهم .. حارة ..حارة .. زنقه .. زنقة .. سيفاجأوا وهم في اغترابهم بان جهاز شئون المغتربين لهم بالمرصاد لحديثي الاغتراب هو ( جهاز يختص بالجبايات ممن هرب من جبايات الداخل .. وايضا فيه نفس المسئولين مثل الداخل تماما لاتستطيع ان تدرك ماهي مهمتهم ولايقدمون لك شيئا ولكنهم يطلقون الوعود البراقه في جمل غاية في البلاغة ويقيمون الاحتفالات المبهرجة ولهم مؤتمرات وتوصيات ايضا) Yusri Manofali [[email protected]]