للمصادفة الجميلة بعدما فرغت من كتابة مقال الأمس بعنوان ( موسم البلح ) والذى أخطأ فيه مرة أخرى مصمم الصفحة وكتب إسم الاستاذ ( الصادق محمد الحسن ) بدلاً عن إسمي وتكرر هذا الخطأ حتى ظن البعض إنى أكتب بإسم مستعار رغم وجود صورتي وإيميلي وعنوان العمود ..المهم .. نعود لموضوع اليوم .. فبعد فراغي من ( موسم البلح ) وصلتني دعوة كريمة من الأستاذ صلاح عبدالرحمن لحضور ندوة مقامة فى منتدى دال الثقافي بعنوان ( نخيل الشمالية ) فكانت حقيقة مصادفة جميلة .. لم تخرج من مضمون ( موسم البلح) وحقيقة كانت ندوة فى قمة التنظيم وتناول فيها المتحدثون مشاكل النخيل بطريقة علمية وجيدة ..وتحدث د. صلاح شرف الدين عن ضرورة الإستثمار فى مجال النخيل وتحدث عن أسباب تدهور الإنتاج وعن ضرورة المحافظة على الحوض النوبي من أجل الاجيال القادمة وإستنكر بيع الحكومة لأراضي الحوض النوبي عن طريق مايعرف بالتمليك الإيجاري لمدة 99 عام وحث على ضرورة تسويق سلعة ( البلح ) وتجويد إنتاجها لتنافس فى الأسواق العالمية .. وتحدث أيضاً بروفيسور . داؤود حسين داؤود فكان حديثه مكمل لحديث الدكتور صلاح شرف الدين وتناول الأمراض التى تصيب النخيل فى كل المنطقة الشمالية والحشرات المسببة والناقلة للأمراض .. وتحدث عن خطورة غزو الدودة الحمراء ومرض الكرموشة وغيرها من الأمراض المكتشفة حديثاً كمرض ( تنقاسي السوق ) وهم الآن فى طور البحث عن أسباب هذه الأمراض .. فكان عرض جميل وسرد علمي مبسط أعجب الحضور حقيقة .. كما تحدث عن شح الإمكانات وعدم دعم الدولة للباحثين فى هذا المجال وأن مايتم من جهد هو جهد شخصي ونشاط فردي رغم إنهم يأخذون مرتباتهم كاملة ..أو كما قال ..وكان هناك نقاش وتفاعل من الحضور .. وخرج الجميع بتوصيات مفادها .. ضرورة التدريب والتوعية للأفراد وضرورة مككنة عمليات الإنتاج من ري ومتابعة وإتباع الطرق العلمية لتحسين نوعية البلح .. وكانت هذه الندوة بمثابة تمهيد وبداية ل ( نفرة اسبوع النخيل ) المقامة فى السكوت – عبري- بالشمالية الإسبوع القادم بعد أن عانى الأهالي من قلة الإنتاج وإهمال الكثيرون للنخيل وتركها لمصير المرض والموت وعدم الإنتاج مضافاً إليها الحرائق المتكررة والتى أفقدت المنطقة حوالي 60 ألف نخلة فى فترة وجيزة آخرها قبل يومين فى منطقة المحس التى فقدت 350 نخلة فى ظرف سويعان .. فكانت مبادرة شعبية من كل المنطقة الممتدة من دنقلا شمالاً مرورا بالمحس والسكوت ووادي حلفا .. لتوعية الأهالي بضرورة الإهتمام بالنخيل ونظافته ورعايته حتى يعود لسابق عهده .. حقيقة نتمنى من الجميع المشاركة فى هذا الإسبوع ومواصلة هذه النفرة التى جاءت فى وقتها مع التركيز على أهمية نظافة النخيل وعدم حرق مخلفاته ومحاولة الإستفادة منها بشتى الطرق .. والمشكلة الكبيرة التى تعاني منها المنطقة وهى من الأسباب الرئيسية لهذا التدهور الحاصل .. أن النخلة الواحدة اليوم يرثها عدد كبير من الأسر مما قلل الإهتمام بها لعدم جدوى العائد الإقتصادي والمادي .. ولكن علي الجميع النظر للعائد المعنوي لهذا الإمتلاك فمن يمتلك نخلة واحدة ولو كان معه عدد كبير من الورثة حق له أن يفخر بهذا الإرث .. فالنخلة كلها فوائد .. والنخلة تتجاسر تصون عش الطيور ..البينا تفرد للجناح .. ماليها غير طرح التمور ..تملا الشواويل.. القفاف .. ينتم زين ..ينحل دين .. يطلق ضهر زولاً بسيط ..واقف على حد الكفاف ..ومن ركة الرزق المتاح ..رزقو المعلق فى الصبيط .. لك الرحمة حميد .. ولكم ودي .. الجريدة [[email protected]]\