الجنوب نصف مليار فى أقل من نصف عام : لم تتحدث حكومة الجنوب يوما عن توظيف وارداتها من النفط يوما ، ولم تعقد له سمنارا أو ورشة عمل عن كيفية التعامل مع تلك الواردات الضخمة التى بدأت فى التدفق للجنوب من بعد اتفاقية نيفاشا ، ودواعى تلك الاجتماعات للبحث والتدقيق فى تلك لاموال الكبيرة مدعاه هو ضعف التنمية أو انعدامه كليا هناك باجنوب ، فليس هناك ملمح واحد يشير الى وجود شيئا يسمى تنميه أو اهتمام بالأنسان ..!! ، لا شئ يوجد بالجنوب .. لا مدارس ذات بيئه ملائمة .. لا مستشفيات لا طرق خلا ذاك الذى بناه السياسيين ليوصلهم من المطار والى أمانة الحكومة ..!! ، ومن بعد ذلك لا يوجد شئ البته ..!! ، وعائدات النفط تحرج حكومة الجنوب عند الحديث حولها لأن وضعها محرج للغاية ، وان كانت حكومة الجنوب لا تنظر للحرج ازاء تلك الاموال كثيرا الا عند قربها من الحديث الخاص الذى يتم داخل الصوالين ، وبصورة أكثر دقة عندما يتم تداول ذلك الامر لدى بعض القبائل دون غيرها ، بفرضية أنها تمسك بزمام الامر أكثر من غيرها بالجنوب .. فحينها فقط تخاف وتحرج من ان يطرأ سؤال لدى العامة : ماذا قدمتم للمواطن الجنوبى عندما أستلمتم كامل السلطة بالجنوب ..؟! ، والاموال الواردة الى ماليتها (أى وزارة المالية لحكومة الجنوب) تملأ جميع حافظات البنوك بالجنوب وتزيد ، غير أن المتوفر من تلك الأموال لتصريف العمل اليومى ، وذاك المال لا يكاد يملأ (شنطة سمسونايت) واحدة ، لأن معظم تلك الاموال تخرج من الجنوب فى توابت الموتى تجاه كينيا ويوغندة أو عبر مطارات دول الاتحاد الاوروبى ..!! ، فجملة نصيب الجنوب من عائدات النفط للخمسة أشهر الماضية بلغت (242.433) مليون دولار وأن نصيب حكومة الجنوب لشهر مايو حقق أعلى مستوى منذ بداية العام لحالي ، ونصيب صندوق دعم الوحدة بلغ حوالي (11.756) مليون دولار ، وجملة التحويلات للولايات المنتجة للنفط لشهر مايو بلغت (10.945) مليون دولار ونصيب منطقة أبيي 8% من جملة العائدات ، بواقع 2% لكل مناطق ( جنوب كردفان .. واراب .. منطقة دينكا نقوك ومنطقة المسيرية ) ..!! ، والاموال المتدفقة على حكومة الجنوب كما هو ملاحظ كثيرة للغاية .. فلا يبقى غير ان يتسائل المرء والمواطن الجنوبى عن تلك الاموال أين ذهبت ..؟؟! ، فهو لا يرى سوى انعدام كل شئ بكل مناطق الجنوب ، فضلا عن عدم وجود أى مظهر أو ملمح لتطوير فى خدماته المقدمة اليه وعلى كل المستويات .. صحة .. تعليم .. مياه .. كهرباء وغذاء ، لا شئ يوجد ..!! ، وواردات الاموال لحكومة الجنوب لم تتوقف فقط على واردات البترول وحصة الجنوب التى قررتها اتفاقية السلام كما يظن البعض ، ولكن هناك واردات مالية أخرى تدخل لمحفظة وزارة المالية .. مثل الايرادات الجمركية لمحطة ياي التى وردت مالا يوازى فى جملته (130.629) جنيه سوداني ، ومبلغ مالى آخر يصل الى (76.312) جنيه بطرف مدير الجمارك يحتفظ به بمنزله الخاص ، وعن ماهية هذا التصرف غير المسئول لا أحد يعلم أو يعترض ..!! ، ولعل مثل ذلك التصرف من مدير الجمارك أدى لسرقة مبلغ مالى كبير يصل الى (138) الف دولار بارشاد زوجته للصوص الذين قاموا بالسرقة ومن ثم هربت هى الاخرى لموطنها الأصلى (يوغندة) ..!! ، اجمالا كانت تلك هى الواردات التى دخلت لخزانة حكومة الجنوب فقط لفترة بسيطة من الزمن من غير مردود واضح على الأرض من تنمية وخدمات وتدفق سلعى ، وخبراء المال يقولون أن التحويلات المباشرة لحكومة الجنوب مبلغ ال (78) مليون دولار ..!! وحكومة الجنوب تستلم المال كاش وأهل الجنوب ليس من حقهم السؤال ومجلس الجنوب التشريعى ينشط فقط فى تحديد وتصديق مخصصات عضويته ..!!