حزنت لأن جماعات منا معشر المسلمين قضت عيد الأضحى ممتحنة في دينها. وذاع أمر بعضها ولم يذع أمر بعضها الآخر. فمما عم خبره التصفية الجسدية التي يتعرض لها شعب الروهينغا المسلم في بورما. وأستغربت لشعبها البوذيّ كيف نسوا في لمحة بصر درس ظلمهم الطويل تحت ديكتاتورية جنرالاتهم وتوحشوا بالأصالة. وسنعود لموضوع أخوتنا المسلمين في بورما غداً. أما محنة المسلمين في اثيوبيا فلا بواكي لها. فهم في حالة احتجاج جماهيري سلمي منذ يوليو 2011 ضد مساعي الدولة الحثيثة بواسطة المجلس الإسلامي (الذي يتمتع باستقلال اسمي عن الحكومة) لفرض عقيدة تعرف بالأحباش عليهم. فقد غير المجالس مناهج الجامعات الإسلامية ليمكن للأحباش على حساب الشافعية وهي مذهب عامة مسلمي البلد. وسر جنوح الدولة للاحباش أنها دعوة مستحدثة تدعو للتسامح والتعددية. ولا غبار في ذلك. ولكنها ذهبت أبعد منه وكفرت بغير برهان السلفية والوهابية. وكان أسس الأحباش الشيخ عبد الله البداري من علماء هرر نجا بدينه إلى لبنان من جور هبلاسلاسي. ودعا بدعوته في لبنان وله بين طبقتها الوسطى قبول كثير. ووجدت دولة أثيوبيا في دعوته الترياق الصحيح للجهادية التي تخشى منها على اثيوبيا وتحاربها في الصومال ضمن القوات الأفريقية. وليس من العقل بالطبع أن تستبد بدولة مخاوف ما من عقائد معينة فتختار لبعض شعبها جزافاً عقيدة من دينهم. وهي مجازفة تخرق دستور البلد بعلمانيته التي تنفي الدولة عن شغل الدين. أزعجني أن رثاة ملس مناوي، رئيس وزراء اثيوبيا الذي توفي في أغسطس الماضي، ذكروا محاسنه كما ينبغي وأطنبوا. وللرجل محاسن مذكورة في ميدان الاقتصاد غير منكورة. ولكن لم يذكر له أحد فرض مذهب ديني سلطاني على المسلمين. ولو فعلها مسلم لقامت الأرض وقعدت ثم قامت. وكان آخر رثاته الأب فيلوثاوس فرج (السوداني 28 أكتوبر) الذي غابت محنة مسلمي أثيوبيا عن سماء رثائه. وأمر تطفل ملس في خاصة دين المسلمين معلومة اعترفت بها تقرير محاربة الإرهاب عن وزارة الخارجية الأمريكية. فأشار إلى حملة تدريب قام بها مجلس المسلمين (السلطاني) لجرجرة المسلمين إلى سنة الأحباش طلباً لدرء التطرف الديني. ومؤكد أن الاب مطلع على مجريات المسليمن في اثيوبيا. فجماعات من مسحييها وقفوا بجانب المسلمين في الوطن والمهجر ليخلص لهم شأن دينهم في دولة علمانية. اللهم أنصر عبادك المسلمين. فقوهم حيث ظلموا. وأهدهم حيث اشتطوا على الآخرين. ونذكر غداً عيب أونق ستق سوو كيو، الحائزة على جائزة نوبل، لبسالتها في حرب الاستبداد. ثم وقف حمارها في العقبة وهي ترى المسلمين يتخطفهم أهلها البوذيون. Ibrahim, Abdullahi A. [[email protected]]