الخرطوم وأنقرة .. من ذاكرة التاريخ إلى الأمن والتنمية    مدرب المنتخب السوداني : مباراة غينيا ستكون صعبة    لميس الحديدي في منشورها الأول بعد الطلاق من عمرو أديب    شاهد بالفيديو.. مشجعة المنتخب السوداني الحسناء التي اشتهرت بالبكاء في المدرجات تعود لأرض الوطن وتوثق لجمال الطبيعة بسنكات    شاهد بالفيديو.. "تعب الداية وخسارة السماية" حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي ترد على معلق سخر من إطلالتها قائلاً: "لونك ضرب"    تحولا لحالة يرثى لها.. شاهد أحدث صور لملاعب القمة السودانية الهلال والمريخ "الجوهرة" و "القلعة الحمراء"    الجيش في السودان يصدر بيانًا حول استهداف"حامية"    الجيش السوداني يسترد "الدانكوج" واتهامات للدعم السريع بارتكاب جرائم عرقية    مطار الخرطوم يعود للعمل 5 يناير القادم    رقم تاريخي وآخر سلبي لياسين بونو في مباراة المغرب ومالي    شرطة ولاية القضارف تضع حدًا للنشاط الإجرامي لعصابة نهب بالمشروعات الزراعية    استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وراء تزايد تشتت انتباه المراهقين    بدء أعمال ورشة مساحة الإعلام في ظل الحكومة المدنية    ما بين (سبَاكة) فلوران و(خَرمجَة) ربجيكامب    ضربات سلاح الجو السعودي لتجمعات المليشيات الإماراتية بحضرموت أيقظت عدداً من رموز السياسة والمجتمع في العالم    قرارات لجنة الانضباط برئاسة مهدي البحر في أحداث مباراة الناصر الخرطوم والصفاء الابيض    غوتيريش يدعم مبادرة حكومة السودان للسلام ويدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار    مشروبات تخفف الإمساك وتسهل حركة الأمعاء    منى أبو زيد يكتب: جرائم الظل في السودان والسلاح الحاسم في المعركة    استقبال رسمي وشعبي لبعثة القوز بدنقلا    نيجيريا تعلّق على الغارات الجوية    شرطة محلية بحري تنجح في فك طلاسم إختطاف طالب جامعي وتوقف (4) متهمين متورطين في البلاغ خلال 72ساعة    «صقر» يقود رجلين إلى المحكمة    بالفيديو.. بعد هروب ومطاردة ليلاً.. شاهد لحظة قبض الشرطة السودانية على أكبر مروج لمخدر "الآيس" بأم درمان بعد كمين ناجح    منتخب مصر أول المتأهلين إلى ثمن النهائي بعد الفوز على جنوب أفريقيا    ناشط سوداني يحكي تفاصيل الحوار الذي دار بينه وبين شيخ الأمين بعد أن وصلت الخلافات بينهما إلى "بلاغات جنائية": (والله لم اجد ما اقوله له بعد كلامه سوى العفو والعافية)    كيف واجه القطاع المصرفي في السودان تحديات الحرب خلال 2025    إبراهيم شقلاوي يكتب: وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    كامل إدريس في نيويورك ... عندما يتفوق الشكل ع المحتوى    مباحث قسم الصناعات تنهي نشاط شبكة النصب والاحتيال عبر إستخدام تطبيق بنكك المزيف    وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    قبور مرعبة وخطيرة!    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تجربة الحركات الاسلامية في الحكم قبل وبعد الربيع(1) .. بقلم: أبوبكر يوسف إبراهيم
نشر في سودانيل يوم 16 - 11 - 2012


بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: ( هَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألْبَابْ) ..الآية
هذا بلاغ للناس
بقلم: أبوبكر يوسف إبراهيم*
توطئة:
. أتابع باهتمام مؤتمر الحركة الاسلامية المنعقد حالياً في قاعدة الصداقة بالخرطوم، بجانب متابعتي لتجربة الحكم الاسلامي في بلادنا، ومن المفيد أن نجتهد في تقييم التجربة السودانية قبل وبعد المفاصلة، والتي برأيي أدت إلى شرخ في فاعلية الحركة وشوّه تجربتها، وشكك في مدى الإلتزام بالمنهج والنهج الذي قامت عليهما الحركة، أو ربما انتقصت من قيمة التجربة خاصة عندما انتبذ الشيخ الدكتور حسن الترابي مكاناً قصيا، مما يطرح تساؤلاً هاماً، إن كان قد قامت مجموعة كانت مقربة من الشيخ بالانقلاب عليه بعد أن تذوقوا طعم السلطان؟! أم أن الشيخ أراد بكاريزمته التي لا جدال فيها فرض رؤيته على هذه المجموعة وتحجيمها بعد أن بدأت بعض الممارسات غير المستساغة في الظهور؟!، فوجدوها فرصةً ليستبعدوه ثم استيثارهم بالحكم قبل أن يحجموا أو يستبعدوا؟!!.
. المراقب البعيد من هو خارج الدائرة لا بد له أن يخلص إلى أن المجموعة لم تحفظ الجميل للشيخ الذي أسس الحركة الاسلامية منذ ولم تراعِ وتقدر مجاهداته منذ أن بدأت تحت مسمى جبهة الميثاق الاسلامي، فهل هناك انشقاق سابق أدى إلى مفاصلة سبقت المفاصلة الأخيرة حدثت بين بعض رموز الحركة أبّان التأسيس، أدت إلى انفصال الشيخ الزاهد صادق عبدالله وبعض الرموز فعادوا تحت مسمى " الأخوان المسلمين" وأن مفاصلة الشيخ على عثمان والعشرة ما هي ألا انتاج نسخة جديدة من ذات المفاصلة التي حدثت بين الشيخان الترابي وصادق عبدالله عبدالماجد!!. هذه التوطئة هي مجرد تذكرة لأحداث ماثلة وأخرى غابرة قد تفيد عند تقييم التجربة التي لا تقتصر على التجربة السودانية فحسب ولكن حتى تلك التى نجحت للوصول لسدة الحكم مؤخراً في بعض الدول العربية عقب الربيع العربي!!
المتن:
. عندما وصلت الحركة الاسلامية في السودان إلى الحكم، أول ما واجهت من التحديات التي واجهتها هو الانهيار التام للإقتصاد والأمن والدفاع السيادية، والخدمات الصحة والتعليم والتموين والمواصلات والكهرباء والمياه، أي أن الركائز الرئيسية التي تقوم عليها الدولة قد انهارت تماماً وأهمها الأمن والدفاع والاعلام!!، فمجرد أن قامت الحركة الاسلامية بعد تسلمها مقاليد الحكمكان أول همها استنهاض همم المواطنين للتفاعل للنهوض من الكبوة التي تسببت فيها الحكومات الثلاثة الأخيرة التي سبقت الانقاذ.إن مجرد نجاحها في استنهاض الهمم على أساس الدين هو بمثابة استعادت الثقة التي فقدت في أشكال الحكم السابقة التي حمكت البلاد سابقاً.
. إن إحياء وتنشيط فروض وشعائر العبادات وغرس روح العقيدة والدين في نفوس المواطنين هو بمثابة إعادة حق مسلوب لصاحبة، فأقبل الناس على المساجد والصلوات وإلتزام نسبة كبيرة من المواطنين والمواطنات بمظاهر الالتزام العقدي ، ثمّ بدأت مرحلة جديدة لترسيخ وتعميق القيم الاسلامية في المجتمع ، حدث كل هذا وسط زخم إعلامي علماني مناويء للتجربة الاسلامية ومعارضة خارجية تأثرت بالخطاب الاعلامي حتى أن تلك الأحزاب ذات التوجه الديني تواطأت مع الخطاب العلماني حتى تتمكن من استقطاب معاضدتها ضد كل مت هو اسلامي وبذلك تعطي انطباعاً للخارج وإشارات تدل على تخليها عن الالتزام الديني الذي تأسست على قيمه فاستقطبت بتوجهها الاسلامي قواعدها التي تتباهي بها يومئذِ مع إنتاجها لمصطلحات مثل " إسلاموي، والاسلام السياسي وما شابه ذلك من مصطلحات، ثم بدأنا نسمع ونشاهد بعض الحركات الإسلامية ا بدأت تقدم تنازلات تعتبر تنازلاً عن الحق بإتجاه الباطل، حتى أن الغرب بدأ بتوصيف هذه الحركات بالحركات الاسلامية (المعتدلة)، فالاسلام هو الاسلام دين الوسطية والسماحة وليس هناك إسلام معتدل وآخر متطرف، فالاسلام منهج إلهي لا يخضع منهجه وتعاليمه وتطبيقاتها إلى التصنيف الوضعي السياسي!!، يجب أن لا يكون الاغراء بالسلطان ذريعة للرضوخ لرغبات الغرب الذي أوهم هذه الحركات بأنه يضمن لها وصولهم للحكم ونست إن الحكم بيد الله يهبه لمن يشاء وينزعه عن من يشاء، أي أن الاداة التي استغلها الغرب للوصول إلى لأهدافه هي بعض الحركات الاسلامية في العالم الاسلامي التي تبرر ذلك على أنه أول خطوة نحو التمكين.!!
. بدأت بعض هذه الحركات في تبني سيناريو الغرب الباطل عملاً بفقه الضرورة وسيناريو الغرب يدعو مدنية الدولة والديمقراطية وتداول السلطة وهو كلمة حق يراد بها باطل كما في الاقتصاد ، وحرية المرأة والقروض الربوية... الخ، فهل نداهن الغرب ونتبنى الباطل أم نتبع ونطبق الحق الذي جاء من عند الله حتى يرضى الغرب عنا ويسبغ علينا صفة " الاسلام المعتدل"؟!! فهل تحاول بعض الحركات القيام بتبني المنطق الغربي و تقوم بعملية توفيق أوضاع؟!! إن للغرب قناعة تامة بأن الأمة الاسلامية التي تؤمن بدينها لا تريد غير تطبيق شرع الله ، والغرب يعلم أن ميل الأمة إلى الإسلام إنما لأنه دينٌ منزل من عند الله سبحانه وتعالى. وأيضاً لأصالة تطبيق التجربة الإسلامية على مدى قرون، ولإيمان الأمة بأن المستقبل هو للإسلام!!. بدأت الانقاذ وبدأ معها التطبيق وإن اعترته بعض التشوهات حال كل تجربة في مبتدئها وكذلك بدا للعيان ممارسة المظهرية الاسلامية في نختلف أنشطة المجتمع وفي ذلك دلالة واضحة للتمسك بدينه ، ومنها وقف زحف التمرد بالمجاهدة والجهاد والمجاهدين رقم ضيق ذات اليد ولكن الله يدافع عن الذين آمنوا طالما كانت قتاعة المجتمع رفع كلمة الله وهي العليا".. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد:7).. ، علينا كذلك أن نستصحب تجربة الجهاد والمجاهدين الدبابين وأن أول ما كان تبدأ به متحركاتهم هو التهليل والتكبير وبيع الحياة الدنيا بإصرار شعاره النصر أو الشهادة!! {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }التوبة111.
. إن هناك من أنكر ما ذهب إليه المهندس الطيب مصطفي رئيس منبر السلام العادل فوصموه بما ليس فيه لأنه قال قولة حق مستنداً لما جاء في القرآن المحكم التنزيل الآن عادوا ليروا رويا العين قائق قالها فأنكروها، يومها نصح وعندما فاض به إنتقد بصراحة " الانبطاح" الذي بدا واضحاً إذ تأسس موقفاً معارضاًمقدراً لمنهجية التفاوض وتبعه في ذلك الكثير من رموز واتباع مختلف التنظيمات الاسلامية السودانية وعامة المواطنين والمواطنات، فجلست وفود التفاوض مع التمرد ومن خلفها الغرب متمثلاً في (أصدقاء الايقاد) وهو جسم طفيلي صليبي حينها كانت وفودنا تقدم التنازل تلو التنازل ولا يرضى الغرب عن كل هذه التنازلات ختى يتحقق الحلم الذي وظّف له معاضة مصطنعة عميلة مدفوعة الأجر، ولأنه إستمرأ الابتزاز ونحن أبدينا الرضوخ والإذعان لأنه اكتشف أن ممارسته الابتزاز سلاح مجدي غير مكلف فاستمر يمارس الابتزاز والنفاق مع االحكومات والحركات الاسلامية عموماً، والسبب أننا لم نلتزم بما أخبر به القرآن {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}..البقرة: 120.
الحاشية:
. لقد أدى النكوص بالعهد الإلهي بنصرة عباده المشروطة بنصرته وبعد كل هذه التصريحات التي حدت بالغرب أن يصنف الاسلام وإلى إسلام (معتدل) وآخر (غير معتدل) متذرعاً ببعض من هم محسوبون على الاسلام والمخترقة من قبل الغرب نفسه ليتمكن من دمغ "الاسلام" بالإرهاب. فالتصريحات التي أدلى بها بعض قادة الحركات الاسلامية في دول الربيع شجعت قادة أميركا وأوروبا على قبول التعامل مع هذه الحركات المسماة (بالمعتدلة) ليتحول الاتصال معها إلى العلانية بعد أن كان يستنكف الاجتماع بهم بل كان يدعم الأنظمة التي كانت تسومها سوء العذاب. فقد صرّحت وزيرة الخارجية الأميركية بعيد انتصارات ثورات الربيع بأنها تُرحب بالحوار مع الإسلاميين إن قبولالغرب الترحيب بالحوار مع الاسلاميين مثل من ابتلع الموسى والتي وقفت في حلقومه وهو كمن لا حول له إلا أن يبتلعها، وسبقت تصريحاتها تصريحات أخرى لعدة مسؤولين أوروبيين رحبتمكرهةَ أيضاً بالحوار ، وقالت: « كلينتون إن الإسلاميين ليسوا جميعاً سواسية وهذا ما يعني أنها تصنف الحركات الاسلامية ومثل هذا التصنيف هو دليل إثبات على أنها قد اخترقتها، وقالت إن ما تقوم به هذه الأحزاب الإسلامية أكثر أهمية من الأسماء التي تطلقها على نفسها». وللأسف الشديد رحبت هذه الحركات الطعم وهو في شكل هذه التصريحات متناسية وضع أميركا في العالم ومواقفها وأفعالها العدائية للمسلمين، ووافقت، في المستقبل، على القبول بالديمقراطية الغربية بدلاً من الشورى، والتزمت أن تحافظ على تدفق النفط إلى أميركا والغرب، حتى وإن قلتنا الكيان الصهيوني وأبادنا عن بكرة أبينا، بل وصلت بعض الحركات ضمان أمن ملفاتها في المنطقة وأمن (إسرائيل) بشكل خاص، بل وصل الانبطاح الإلتزام أن تحارب معها أو قل تحارب نيابة عنها الإرهاب والأصولية!!
. ويحضرني تصريح لدبلوماسي أميركي بإن مسؤولين من الولايات المتحدة التقوا بقيادات من الحركات الاسلامية التي وصلت مؤخراً للحكم في بعض دول الربيع والتي تعهدت لواشنطن بأنها ستجري اتصالات مباشرة مع الجماعة التي تزايد دورها بعد الاطاحة بقادة تلك الدول. وأعلنت واشنطن الخطط في يونيو/حزيران وصورت هذه الاتصالات على أنها استئناف لسياسة طبقتها من قبل مع الأنظمة التي أطيح بها.وقد كانت مجاهدات هذ الحركات تتلخص في الدعوة إلى الله والحمن بما أنزل الله وأن الحصار وإدراج إسم السودان في قائمة الإرهاب، بل وكل العراقيل والمعوقات هي من صنع الغرب وذلك لإقتلاع النظام السوداني إن لم يرضح لطلباته والدوران في فلكه ورهنْ سيادته ومقدراته والحفاظ كذلك على حالة السكون فيما يشبه الضمان المطلق لأمن إسرائيل ، كل ذلك حتى يثني السودان عن مواقفه لدعمه وتأييده للحركات الاسلامية المقاومة. كانت تلك استراتيجية الحركات الإسلامية قيل وصولها لسد الحكم وأنها لن نتنازل عنها لإرضاء أي مخلوقٍ سوى الله سبحانه وتعالى، فدين الله ليس سلعةً للمساومة، وأن حكم الله لا معقب له، ولن يرضى الغالبية العظمى من شعب السودان أن يُحكم بغير حكم الله العزيز الحكيم. قال تعالى: ( ا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (149) بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ ) وقال تعالى: ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)..الآية.
الهامش:
. نحن أمة لن ترضى بأن تُحكم بغير شرع منهج الإسلام وسنة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، هي أمة قامت بأول ثورة إسلامية بقيادة الإمام محمد أحمد المهدي، لذا لن نرضى بغير شريعة الله حكماً، ولن نرضى بغير القرآن منهجاً ودستورَ حياة...ولن نرضى بغير الإسلام مرجعية تامة تنظم مناحي الحياة، ولن تقبل أن يحكمها الطواغيت إلتزاماً وعملاً بقول الله تعالى: ( يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدً . فما رضخ له المنبطحون الدولة المدنية والديمقراطية القبول بالقروض الربوية وحق المرأة كالرجل في الميراث، هذا هو حكم طاغوت، فهل نرضى بذلك؟! لنعترف أن الحركات الاسلامية حققت نجاحات في السودان وتونس وماليزيا وتركيا والمغرب ومصر لم تكن لتتحقق لولا الرفض التام من غالبية الشعوب كما أنها ترجع للتجارب الملموسة الفاشلة والإخفاقات العديدة التي واكبت مسيرة الأحزاب العلمانية واليسارية والقومية والليبرالية، وإن النجاح الوحيد الذي يسجل لهذه الأحزاب، حروبها الاعلامية المضللة والتي تجاهر يعداوتها وعدوانها السافر للإسلام وليس سر أنها ممولة من الغرب، فظهرت فجأة علينا فضائيات كثيرة متكاثرة كالفئران بفعل التمويل الغربي الذي يحتفظ بها كأداة تحت الطلب لإلتفافه على ثورات الربيع التي أفرزت وصول هذه الحركات الاسلامية إلى الحكم، والحالة هذه فلا بد أن نقرر بأن الاعلام الاسلامي لا يرقى إلى المواجهة لهذه الفضائيات المغرضة وكأنها استقوت عليها لمجرد الوصول لسدة الحكم، فلو كان الاعلام الاسلامي قوي مؤثر لكانت رسالته مزدوجة بجانب دحضه الافتراءات لكان نشر الدعوة والتوعية والتثقيف الاسلامي كمسئولية تجاه المجتمع، الاسلام بكل محتواه من عبادات ومعاملات ونظام حكم غير وضعي.
قصاصة:
. أثلج صدري وأفرحني ظهور الذين نأوؤا بأنفسهم وتواروا حفاظاً على أنفسهم من الزلل، فعوداً حميداً د. الطيب محمد خير، فهل انعقاد مؤتمر الحركة الاسلامية سيعقبه سطوع كوادر فكرية إسلامية مشهود لها بالتجرد والنزاهة لما قدمته من إسهام وعطاء فكري ومواقف مميزة كالدكتور غازي صلاح الدين، ومهدي إبراهيم ومحمد الحسن الأمين، ود. الطيب زين العابدين، فهل أوكلت لبعضهم أدوار خلف كواليس المسرح كاإقصاء معنوي بعيداً عن التلاحم المباشر المُشاهد وهذا ليس دأب وأدب الحركة الاسلامية!! .. أقول: إلتزموا بالشورى .. ثم الشورى .. ثم الشورى بعيداً عن التكتلات حتى لا تذهب ريح حركة التي ذاق مؤسسهوها الأمرين لتصل إلى ما وصلت إليه!!.. الاختلاف في الآراء نعمة وليست نقمة تستوجب للإقصاء، كما أن لديّ شعور بأن الذين انسحبوا بعد أن رُشحوا مرجع انسحابهم سببان، أحدهما الحرص على وحدة الحركة، أما السبب الثاني هو تنازل من أجل البقاء في السلطة، إذ لا يجوز الجمع بين الجمع بين موقعين في الحركة وفي الحزب، والحزب يعني البقاء في المنصب التنفيذي الدستوري وليس الدعوي!!.. وأخيراً أفسحوا المجال للشياب لتتعاقب الأجيال!!
. عوافي..
يتصل..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.