تكية الفاشر تواصل تقديم خدماتها الإنسانية للنازحين بمراكز الايواء    تايسون يصنف أعظم 5 ملاكمين في التاريخ    دورات تعريفية بالمنصات الرقمية في مجال الصحة بكسلا    د. الشفيع خضر سعيد يكتب: الدور العربي في وقف حرب السودان    السودان.."الشبكة المتخصّصة" في قبضة السلطات    ريال مدريد لفينيسيوس: سنتخلى عنك مثل راموس.. والبرازيلي يرضخ    مقتل 68 مهاجرا أفريقيا وفقدان العشرات إثر غرق قارب    توّترات في إثيوبيا..ماذا يحدث؟    اللواء الركن (م(أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: موته وحياته سواء فلا تنشغلوا (بالتوافه)    مسؤول سوداني يردّ على"شائعة" بشأن اتّفاقية سعودية    السودان..إحباط محاولة خطيرة والقبض على 3 متهمين    دبابيس ودالشريف    منتخبنا المدرسي في مواجهة نظيره اليوغندي من أجل البرونزية    بعثة منتخبنا تشيد بالأشقاء الجزائرين    حادثت محمد محمد خير!!    هل محمد خير جدل التعين واحقاد الطامعين!!    دقلو أبو بريص    اتحاد جدة يحسم قضية التعاقد مع فينيسيوس    حملة في السودان على تجار العملة    إعلان خارطة الموسم الرياضي في السودان    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    تحديث جديد من أبل لهواتف iPhone يتضمن 29 إصلاحاً أمنياً    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    أول أزمة بين ريال مدريد ورابطة الدوري الإسباني    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    بزشكيان يحذِّر من أزمة مياه وشيكة في إيران    لجنة أمن ولاية الخرطوم تقرر حصر وتصنيف المضبوطات تمهيداً لإعادتها لأصحابها    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)    شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة    زيادة راس المال الاسمي لبنك امدرمان الوطني الي 50 مليار جنيه سوداني    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    استعانت بصورة حسناء مغربية وأدعت أنها قبطية أمدرمانية.. "منيرة مجدي" قصة فتاة سودانية خدعت نشطاء بارزين وعدد كبير من الشباب ووجدت دعم غير مسبوق ونالت شهرة واسعة    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    الشمالية ونهر النيل أوضاع إنسانية مقلقة.. جرائم وقطوعات كهرباء وطرد نازحين    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تجربة الحركات الاسلامية في الحكم قبل وبعد الربيع(1) .. بقلم: أبوبكر يوسف إبراهيم
نشر في سودانيل يوم 16 - 11 - 2012


بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: ( هَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألْبَابْ) ..الآية
هذا بلاغ للناس
بقلم: أبوبكر يوسف إبراهيم*
توطئة:
. أتابع باهتمام مؤتمر الحركة الاسلامية المنعقد حالياً في قاعدة الصداقة بالخرطوم، بجانب متابعتي لتجربة الحكم الاسلامي في بلادنا، ومن المفيد أن نجتهد في تقييم التجربة السودانية قبل وبعد المفاصلة، والتي برأيي أدت إلى شرخ في فاعلية الحركة وشوّه تجربتها، وشكك في مدى الإلتزام بالمنهج والنهج الذي قامت عليهما الحركة، أو ربما انتقصت من قيمة التجربة خاصة عندما انتبذ الشيخ الدكتور حسن الترابي مكاناً قصيا، مما يطرح تساؤلاً هاماً، إن كان قد قامت مجموعة كانت مقربة من الشيخ بالانقلاب عليه بعد أن تذوقوا طعم السلطان؟! أم أن الشيخ أراد بكاريزمته التي لا جدال فيها فرض رؤيته على هذه المجموعة وتحجيمها بعد أن بدأت بعض الممارسات غير المستساغة في الظهور؟!، فوجدوها فرصةً ليستبعدوه ثم استيثارهم بالحكم قبل أن يحجموا أو يستبعدوا؟!!.
. المراقب البعيد من هو خارج الدائرة لا بد له أن يخلص إلى أن المجموعة لم تحفظ الجميل للشيخ الذي أسس الحركة الاسلامية منذ ولم تراعِ وتقدر مجاهداته منذ أن بدأت تحت مسمى جبهة الميثاق الاسلامي، فهل هناك انشقاق سابق أدى إلى مفاصلة سبقت المفاصلة الأخيرة حدثت بين بعض رموز الحركة أبّان التأسيس، أدت إلى انفصال الشيخ الزاهد صادق عبدالله وبعض الرموز فعادوا تحت مسمى " الأخوان المسلمين" وأن مفاصلة الشيخ على عثمان والعشرة ما هي ألا انتاج نسخة جديدة من ذات المفاصلة التي حدثت بين الشيخان الترابي وصادق عبدالله عبدالماجد!!. هذه التوطئة هي مجرد تذكرة لأحداث ماثلة وأخرى غابرة قد تفيد عند تقييم التجربة التي لا تقتصر على التجربة السودانية فحسب ولكن حتى تلك التى نجحت للوصول لسدة الحكم مؤخراً في بعض الدول العربية عقب الربيع العربي!!
المتن:
. عندما وصلت الحركة الاسلامية في السودان إلى الحكم، أول ما واجهت من التحديات التي واجهتها هو الانهيار التام للإقتصاد والأمن والدفاع السيادية، والخدمات الصحة والتعليم والتموين والمواصلات والكهرباء والمياه، أي أن الركائز الرئيسية التي تقوم عليها الدولة قد انهارت تماماً وأهمها الأمن والدفاع والاعلام!!، فمجرد أن قامت الحركة الاسلامية بعد تسلمها مقاليد الحكمكان أول همها استنهاض همم المواطنين للتفاعل للنهوض من الكبوة التي تسببت فيها الحكومات الثلاثة الأخيرة التي سبقت الانقاذ.إن مجرد نجاحها في استنهاض الهمم على أساس الدين هو بمثابة استعادت الثقة التي فقدت في أشكال الحكم السابقة التي حمكت البلاد سابقاً.
. إن إحياء وتنشيط فروض وشعائر العبادات وغرس روح العقيدة والدين في نفوس المواطنين هو بمثابة إعادة حق مسلوب لصاحبة، فأقبل الناس على المساجد والصلوات وإلتزام نسبة كبيرة من المواطنين والمواطنات بمظاهر الالتزام العقدي ، ثمّ بدأت مرحلة جديدة لترسيخ وتعميق القيم الاسلامية في المجتمع ، حدث كل هذا وسط زخم إعلامي علماني مناويء للتجربة الاسلامية ومعارضة خارجية تأثرت بالخطاب الاعلامي حتى أن تلك الأحزاب ذات التوجه الديني تواطأت مع الخطاب العلماني حتى تتمكن من استقطاب معاضدتها ضد كل مت هو اسلامي وبذلك تعطي انطباعاً للخارج وإشارات تدل على تخليها عن الالتزام الديني الذي تأسست على قيمه فاستقطبت بتوجهها الاسلامي قواعدها التي تتباهي بها يومئذِ مع إنتاجها لمصطلحات مثل " إسلاموي، والاسلام السياسي وما شابه ذلك من مصطلحات، ثم بدأنا نسمع ونشاهد بعض الحركات الإسلامية ا بدأت تقدم تنازلات تعتبر تنازلاً عن الحق بإتجاه الباطل، حتى أن الغرب بدأ بتوصيف هذه الحركات بالحركات الاسلامية (المعتدلة)، فالاسلام هو الاسلام دين الوسطية والسماحة وليس هناك إسلام معتدل وآخر متطرف، فالاسلام منهج إلهي لا يخضع منهجه وتعاليمه وتطبيقاتها إلى التصنيف الوضعي السياسي!!، يجب أن لا يكون الاغراء بالسلطان ذريعة للرضوخ لرغبات الغرب الذي أوهم هذه الحركات بأنه يضمن لها وصولهم للحكم ونست إن الحكم بيد الله يهبه لمن يشاء وينزعه عن من يشاء، أي أن الاداة التي استغلها الغرب للوصول إلى لأهدافه هي بعض الحركات الاسلامية في العالم الاسلامي التي تبرر ذلك على أنه أول خطوة نحو التمكين.!!
. بدأت بعض هذه الحركات في تبني سيناريو الغرب الباطل عملاً بفقه الضرورة وسيناريو الغرب يدعو مدنية الدولة والديمقراطية وتداول السلطة وهو كلمة حق يراد بها باطل كما في الاقتصاد ، وحرية المرأة والقروض الربوية... الخ، فهل نداهن الغرب ونتبنى الباطل أم نتبع ونطبق الحق الذي جاء من عند الله حتى يرضى الغرب عنا ويسبغ علينا صفة " الاسلام المعتدل"؟!! فهل تحاول بعض الحركات القيام بتبني المنطق الغربي و تقوم بعملية توفيق أوضاع؟!! إن للغرب قناعة تامة بأن الأمة الاسلامية التي تؤمن بدينها لا تريد غير تطبيق شرع الله ، والغرب يعلم أن ميل الأمة إلى الإسلام إنما لأنه دينٌ منزل من عند الله سبحانه وتعالى. وأيضاً لأصالة تطبيق التجربة الإسلامية على مدى قرون، ولإيمان الأمة بأن المستقبل هو للإسلام!!. بدأت الانقاذ وبدأ معها التطبيق وإن اعترته بعض التشوهات حال كل تجربة في مبتدئها وكذلك بدا للعيان ممارسة المظهرية الاسلامية في نختلف أنشطة المجتمع وفي ذلك دلالة واضحة للتمسك بدينه ، ومنها وقف زحف التمرد بالمجاهدة والجهاد والمجاهدين رقم ضيق ذات اليد ولكن الله يدافع عن الذين آمنوا طالما كانت قتاعة المجتمع رفع كلمة الله وهي العليا".. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد:7).. ، علينا كذلك أن نستصحب تجربة الجهاد والمجاهدين الدبابين وأن أول ما كان تبدأ به متحركاتهم هو التهليل والتكبير وبيع الحياة الدنيا بإصرار شعاره النصر أو الشهادة!! {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }التوبة111.
. إن هناك من أنكر ما ذهب إليه المهندس الطيب مصطفي رئيس منبر السلام العادل فوصموه بما ليس فيه لأنه قال قولة حق مستنداً لما جاء في القرآن المحكم التنزيل الآن عادوا ليروا رويا العين قائق قالها فأنكروها، يومها نصح وعندما فاض به إنتقد بصراحة " الانبطاح" الذي بدا واضحاً إذ تأسس موقفاً معارضاًمقدراً لمنهجية التفاوض وتبعه في ذلك الكثير من رموز واتباع مختلف التنظيمات الاسلامية السودانية وعامة المواطنين والمواطنات، فجلست وفود التفاوض مع التمرد ومن خلفها الغرب متمثلاً في (أصدقاء الايقاد) وهو جسم طفيلي صليبي حينها كانت وفودنا تقدم التنازل تلو التنازل ولا يرضى الغرب عن كل هذه التنازلات ختى يتحقق الحلم الذي وظّف له معاضة مصطنعة عميلة مدفوعة الأجر، ولأنه إستمرأ الابتزاز ونحن أبدينا الرضوخ والإذعان لأنه اكتشف أن ممارسته الابتزاز سلاح مجدي غير مكلف فاستمر يمارس الابتزاز والنفاق مع االحكومات والحركات الاسلامية عموماً، والسبب أننا لم نلتزم بما أخبر به القرآن {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}..البقرة: 120.
الحاشية:
. لقد أدى النكوص بالعهد الإلهي بنصرة عباده المشروطة بنصرته وبعد كل هذه التصريحات التي حدت بالغرب أن يصنف الاسلام وإلى إسلام (معتدل) وآخر (غير معتدل) متذرعاً ببعض من هم محسوبون على الاسلام والمخترقة من قبل الغرب نفسه ليتمكن من دمغ "الاسلام" بالإرهاب. فالتصريحات التي أدلى بها بعض قادة الحركات الاسلامية في دول الربيع شجعت قادة أميركا وأوروبا على قبول التعامل مع هذه الحركات المسماة (بالمعتدلة) ليتحول الاتصال معها إلى العلانية بعد أن كان يستنكف الاجتماع بهم بل كان يدعم الأنظمة التي كانت تسومها سوء العذاب. فقد صرّحت وزيرة الخارجية الأميركية بعيد انتصارات ثورات الربيع بأنها تُرحب بالحوار مع الإسلاميين إن قبولالغرب الترحيب بالحوار مع الاسلاميين مثل من ابتلع الموسى والتي وقفت في حلقومه وهو كمن لا حول له إلا أن يبتلعها، وسبقت تصريحاتها تصريحات أخرى لعدة مسؤولين أوروبيين رحبتمكرهةَ أيضاً بالحوار ، وقالت: « كلينتون إن الإسلاميين ليسوا جميعاً سواسية وهذا ما يعني أنها تصنف الحركات الاسلامية ومثل هذا التصنيف هو دليل إثبات على أنها قد اخترقتها، وقالت إن ما تقوم به هذه الأحزاب الإسلامية أكثر أهمية من الأسماء التي تطلقها على نفسها». وللأسف الشديد رحبت هذه الحركات الطعم وهو في شكل هذه التصريحات متناسية وضع أميركا في العالم ومواقفها وأفعالها العدائية للمسلمين، ووافقت، في المستقبل، على القبول بالديمقراطية الغربية بدلاً من الشورى، والتزمت أن تحافظ على تدفق النفط إلى أميركا والغرب، حتى وإن قلتنا الكيان الصهيوني وأبادنا عن بكرة أبينا، بل وصلت بعض الحركات ضمان أمن ملفاتها في المنطقة وأمن (إسرائيل) بشكل خاص، بل وصل الانبطاح الإلتزام أن تحارب معها أو قل تحارب نيابة عنها الإرهاب والأصولية!!
. ويحضرني تصريح لدبلوماسي أميركي بإن مسؤولين من الولايات المتحدة التقوا بقيادات من الحركات الاسلامية التي وصلت مؤخراً للحكم في بعض دول الربيع والتي تعهدت لواشنطن بأنها ستجري اتصالات مباشرة مع الجماعة التي تزايد دورها بعد الاطاحة بقادة تلك الدول. وأعلنت واشنطن الخطط في يونيو/حزيران وصورت هذه الاتصالات على أنها استئناف لسياسة طبقتها من قبل مع الأنظمة التي أطيح بها.وقد كانت مجاهدات هذ الحركات تتلخص في الدعوة إلى الله والحمن بما أنزل الله وأن الحصار وإدراج إسم السودان في قائمة الإرهاب، بل وكل العراقيل والمعوقات هي من صنع الغرب وذلك لإقتلاع النظام السوداني إن لم يرضح لطلباته والدوران في فلكه ورهنْ سيادته ومقدراته والحفاظ كذلك على حالة السكون فيما يشبه الضمان المطلق لأمن إسرائيل ، كل ذلك حتى يثني السودان عن مواقفه لدعمه وتأييده للحركات الاسلامية المقاومة. كانت تلك استراتيجية الحركات الإسلامية قيل وصولها لسد الحكم وأنها لن نتنازل عنها لإرضاء أي مخلوقٍ سوى الله سبحانه وتعالى، فدين الله ليس سلعةً للمساومة، وأن حكم الله لا معقب له، ولن يرضى الغالبية العظمى من شعب السودان أن يُحكم بغير حكم الله العزيز الحكيم. قال تعالى: ( ا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (149) بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ ) وقال تعالى: ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)..الآية.
الهامش:
. نحن أمة لن ترضى بأن تُحكم بغير شرع منهج الإسلام وسنة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، هي أمة قامت بأول ثورة إسلامية بقيادة الإمام محمد أحمد المهدي، لذا لن نرضى بغير شريعة الله حكماً، ولن نرضى بغير القرآن منهجاً ودستورَ حياة...ولن نرضى بغير الإسلام مرجعية تامة تنظم مناحي الحياة، ولن تقبل أن يحكمها الطواغيت إلتزاماً وعملاً بقول الله تعالى: ( يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدً . فما رضخ له المنبطحون الدولة المدنية والديمقراطية القبول بالقروض الربوية وحق المرأة كالرجل في الميراث، هذا هو حكم طاغوت، فهل نرضى بذلك؟! لنعترف أن الحركات الاسلامية حققت نجاحات في السودان وتونس وماليزيا وتركيا والمغرب ومصر لم تكن لتتحقق لولا الرفض التام من غالبية الشعوب كما أنها ترجع للتجارب الملموسة الفاشلة والإخفاقات العديدة التي واكبت مسيرة الأحزاب العلمانية واليسارية والقومية والليبرالية، وإن النجاح الوحيد الذي يسجل لهذه الأحزاب، حروبها الاعلامية المضللة والتي تجاهر يعداوتها وعدوانها السافر للإسلام وليس سر أنها ممولة من الغرب، فظهرت فجأة علينا فضائيات كثيرة متكاثرة كالفئران بفعل التمويل الغربي الذي يحتفظ بها كأداة تحت الطلب لإلتفافه على ثورات الربيع التي أفرزت وصول هذه الحركات الاسلامية إلى الحكم، والحالة هذه فلا بد أن نقرر بأن الاعلام الاسلامي لا يرقى إلى المواجهة لهذه الفضائيات المغرضة وكأنها استقوت عليها لمجرد الوصول لسدة الحكم، فلو كان الاعلام الاسلامي قوي مؤثر لكانت رسالته مزدوجة بجانب دحضه الافتراءات لكان نشر الدعوة والتوعية والتثقيف الاسلامي كمسئولية تجاه المجتمع، الاسلام بكل محتواه من عبادات ومعاملات ونظام حكم غير وضعي.
قصاصة:
. أثلج صدري وأفرحني ظهور الذين نأوؤا بأنفسهم وتواروا حفاظاً على أنفسهم من الزلل، فعوداً حميداً د. الطيب محمد خير، فهل انعقاد مؤتمر الحركة الاسلامية سيعقبه سطوع كوادر فكرية إسلامية مشهود لها بالتجرد والنزاهة لما قدمته من إسهام وعطاء فكري ومواقف مميزة كالدكتور غازي صلاح الدين، ومهدي إبراهيم ومحمد الحسن الأمين، ود. الطيب زين العابدين، فهل أوكلت لبعضهم أدوار خلف كواليس المسرح كاإقصاء معنوي بعيداً عن التلاحم المباشر المُشاهد وهذا ليس دأب وأدب الحركة الاسلامية!! .. أقول: إلتزموا بالشورى .. ثم الشورى .. ثم الشورى بعيداً عن التكتلات حتى لا تذهب ريح حركة التي ذاق مؤسسهوها الأمرين لتصل إلى ما وصلت إليه!!.. الاختلاف في الآراء نعمة وليست نقمة تستوجب للإقصاء، كما أن لديّ شعور بأن الذين انسحبوا بعد أن رُشحوا مرجع انسحابهم سببان، أحدهما الحرص على وحدة الحركة، أما السبب الثاني هو تنازل من أجل البقاء في السلطة، إذ لا يجوز الجمع بين الجمع بين موقعين في الحركة وفي الحزب، والحزب يعني البقاء في المنصب التنفيذي الدستوري وليس الدعوي!!.. وأخيراً أفسحوا المجال للشياب لتتعاقب الأجيال!!
. عوافي..
يتصل..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.