أطلق السيد رئيس حزب الأمة وإمام طائفة الأنصار تصريحات جديدة .. تتحدث عن تجهيز حزبه لربيع سوداني ( جديد لنج ) يرتكز على إعتصام مدني بجميع الميادين العامة ( بالله شوف ) .. وهو بصدد مشاورة هذا الأمر مع قوى المعارضة الأخرى . ( سبحان الله ) .. طبعا التعليقات التى بيع الأقواس من بنات أفكار كاتب السطور . لهول ما أسمع ولخبرتي الطويلة فى التعامل مع حزب الأمة .. من بدايات عملنا السياسي فى الجامعات .. فحزب الأمة دائما يبحث عن القيادة .. وكل مقترح لم يأتى به حزب الأمة .. أولاً لا يوافق عليه .. ولا يضعه فى أجندته .. لدرجة أننا كنا دائما نجعل خانة الرئاسة خالية لحزب الأمة حتى يرضي غروره .. وهذه ثقافة متجذرة فى كل أجهزة الحزب .. وهذا فى تقديري تعامل ( فوقي ) لا يتسق والعمل السياسي الذى يجب ان يتسم بالمرونة .. لنرى ماذا فعل حزب الأمة منذ أن أصبح فى خانة المعارضة ( جبراً ) بعد أن أطاح به إنقلاب البشير وإستلم منه السلطة بالقوة ..فخرج رئيس حزب الأمة عن البلاد عن طريق ( تهتدون ) وإلتحق بالتجمع الوطني الديمقراطي .. ولكن منذ ذلك الحين لكونه لم يكن رئيساً للتجمع ما إنفك يعقد الإتفاقات الثنائية مع النظام الذي إنقلب على الشرعية الإنتخابية .. ولم يصبر كثيراً وعاد بموجب إتفاق مع المؤتمر الوطني عبر ( تفلحون ) وبين تهتدون وتفلحون مواقف سجلها الحزب تصب فى إتجاه إضعاف المعارضة ( والتاريخ شاهد ) .. ولنضع جانباً مصالحة حزب الأمة للنظام .. عبر تاريخ حكم الحركة الإسلامية .. ولنقفز لقوى الإجماع الوطني اليوم .. وتعامل الحزب مع هذا الإجماع وكانه عمل غير جاد .. وتوج الحزب مهادنته للنظام بالمشاركة الجزئية ومخطئ من ظن أن حزب الأمة له خلاف فى المشاركة الكلية ولكن بعض الخلاف حول الكيفية التى سيشارك بها .. !! ودائماً مايحذر حزب الأمة عبر رئيسه الصادق المهدي الشعب السوداني من العواقب الوخيمة من إندلاع ربيع سوداني مشابه لمصر وتونس مستنداً على مايحدث فى سوريا واليمن .. ومن المؤكد ولكونه ( الصادق المهدي ) هو إمام طائفة الأنصار يبقى لحديثه تاثير فعال على جماهير الطائفة .. وبذلك أخمد المهدي الربيع السوداني .. داخل حزبه .. حتى حدث خلاف كبير بين شباب حزب الأمة وقيادته .. لدرجة أن طالبت قيادات شابة من المهدي التنحي عن قيادة الحزب والتفرغ للطائفة .. !! واليوم نسمع تصريحات لذات السيد الصادق المهدي .. يتحدث فيها عن إعتصامات سلمية .. وعن تجهيز حزبه لربيع سوداني .. سيتم التشاور حوله .. وفى ذات الوقت حذر من الفراغ القيادي فى الدولة وحزر من بوادر إنقلاب عسكري .. وللمتفحص فى هذه التصريحات .. نجد أن هذه التصريحات تصب فى صالح نظام المؤتمر الوطني .. وهو إعتراف ضمني بقيادة المؤتمر الوطني وتحذير الصديق لصديقه من بوادر إنقلاب .. وكونه تلاعب بمصطلح الربيع السوداني .. ماهو إلا شرط وضعه ليوفق المؤتمر الوطني أوضاعه . !! ويحق لنا هنا أن نسأل .. حزب الأمة ورئيس حزب الأمة .. ماهو الفرق بين الربيع الذي ينوي التجهيز له .. والربيع الذي رفضه وتخوف من إندلاعه فى البلاد .. وماهو الجديد الذي تغير فى الساحة السياسية حتى يتحول حزب الأمة لدرجة أن يقود هو الربيع المزمع إشعاله فى الميادين .. وحتى نجد الإجابة المقنعة .. لن نثق فى أي ربيع سيقوده حزب (الصادق المهدي ) .. ولكم ودي .. الجريدة [[email protected]]