قبل أيام أصيب افراد أسرة فى منطقة اركويت بالرعب والهلع عند سماع صوت طلق ناري وهرعوا للشارع ليعرفوا مصدر الصوت وهم فى حالة خوف .. كان الجيران أيضاً فى نفس الحالة .. وبعد توقف إطلاق النار وجدت الأسرة رصاص إخترق سقف المنزل وإخترق السقف المستعار وإصطدم بمروحة السقف داخل الغرفة .. وحينها أخبرهم الجيران أنهم قبل ليلة سمعوا أيضا نفس الصوت ووجدوا رصاص داخل منزلهم .. حملوا الرصاص وذهبوا به لقسم الشرطة .. تم تصوير مكان الحادث .. وكان الرصاص مختلف المصدر .. الأول من ( كلاشنكوف ) والثاني ( مسدس ) كما أخبرتهم الشرطة.. طلبوا من الشرطة معرفة مصدر إطلاق النار حتى يأمنوا شرهم .. بعد تحريات قالوا لهم .. ( كان إطلاق النار عن طريق الخطأ وحدث أثناء تنظيف بعض أفراد الشرطة للسلاح ) .. لم تقتنع الأسر بالتبرير .. ( ونحن أيضاً لم نقتنع ) ..!! قبل أيام ايضاً لقى عدد من المواطنين مصرعهم عند إطلاق نار فى مناسبة زفاف .. وتكرر هذا الحدث عدة مرات .. وأصبحت حكاية إطلاق الرصاص الحي فى المناسبات عادة كنوع من الإحتفاء والفرح .. ولكن عندما يتحول الفرح إلى كارثة هنا على السلطات أن تقف موقف جدي وواضح تجاه هذه الممارسات .. والتى يقوم بها أفراد من القوات النظامية .. بمعاقبتهم عقاب رادع .. !! علينا أن نسأل .. ألا يتم مساءلة هؤلاء الأفراد عندما يقومون بإهدار الرصاص فى أشياء فارغة كهذه .. والمصيبة الأكبر عندما يكون لهؤلاء الأفراد النظاميون كامل الحرية فى إستخدام ( الرصاص ) كما يحلو لهم دون مساءلة .. فالواجب هو أن يتم تسليم وتسلم عدد الرصاصات لكل فرد نظامي .. ومعرفة الأسباب التى أدت لإطلاق النار .. وإلا ستتحول الأحياء لمناطق عمليات .. وسيتخدم أفراد الشرطة وباقي القوات النظامية الرصاص دون رقابة وقد تستخدم فى أعمال إجرامية أو إنتقامات شخصية بإستخدام ( رصاص الدولة ) .. !! على الدولة ضبط مسألة حمل السلاح داخل الأحياء .. والتاكد من كفاءة حاملي السلاح .. والتشديد على عدم إستخدامه إلا فى الحالات المشروعة .. وإلا سيتحول هؤلاء الأفراد لموضع خوف من قبل المواطنين بدلاً من الإحساس بالأمان .. !! فما حدث فى أركويت .. وماحدث فى امدرمان .. عليه أن لا يمر مرور الكرام .. وعلى المسؤولين ان يعرفوا ان حياة المواطن ليست لعبة .. وستصبح الخرطوم غير آمنة أكثر مما هي عليه من عدم أمان وستصبح أفراح الخرطوم مناطق خطرة يجب عدم التواجد فيها أو حولها .. !! لا بل ستصبح العاصمة القومية خطر التواجد بها أو حولها أيضاً .. فياترى عدم الأمان والخوف والرعب الذى أصبحنا نعيشه .. بعد تعرضنا لقصف خارجي .. وتعرضنا لإطلاق نار داخلي .. متى سينتهي .. ومتى سيعود لنا الإحساس بالأمان .. ولسان حالنا يردد أغنية ( الأمان .. الأمان ..الأمان .. الأمان ..يا .. ) ..!! ولكم ودي [[email protected]]