Yusri Manofali [[email protected]] الرأي الاول : الحكومة دأبت على التأكيد دائما ان السودان متماسك وقوي اكثر من اي وقت مضى بعد انفصال الجنوب وإرهاصاته الاقتصادية وفقدان ايرادات البترول كما الارهاصات الامنية المتمثلة في الحروب الدائرة في دارفور .. النيل الازرق .. جنوب كردفان .. ودخول اسرائيل المباشر الملعب السوداني .. وهنالك قرارات مجلس الامن 2046و1593 المفخخين بالفصل السابع والمحكمة الجنائية .. رغما عن كل هذا تقف الحكومة صامده وتؤكد بانها افوى من كل وقت مضى على ايتها حال . الرأي الثاني : في المقابل دأبت بعض أحزاب المعارضة على الهمس بان السودان في طريقه لمزيد من التفتت والانشقاقات وان انفصال الجنوب لن يكون الاخير وان الاقتصاد السوداني في طريقه للانهيار نتيجة للازمة الخانقه التي يمر بها نتيجة فقدان ايرادات البترول وتواضع ايرادات تعدين الذهب لتغطية منصرفات هكذا حكومة مترهلة يعيش طاقمها في رفاهية وترف مقابل البؤس والشقاء الذي يكتوي به المواطن السوداني المغلوب على امره . لنضع الرأين في الميزان : بمنتهى الحياد والاستقلالية .. كيف ينظر المواطن السوداني البسيط .. المستقل الذي لاينتمي لحزب او طائفة .. ولايطمع في جاه ولاسلطة . الذي .. يسمع الحكومة ولاتسمعه .. يرى الحكومة ولا تراه .. يهتف بحياه الحكومة ولاتعرفه .. وعليه .. الغاية النبيلة هي الوطن وهو الارادة المزروعة بين كتفي اصيل يحمل هموم الوطن مع همومه ومعاناته حتى نترك لاجيالنا القادمة وطنا جامعا . الرأي : ما اشبه اليوم بالامس القريب .. نفس السيناريو يتكرر .. لا جديد سوى استبدال الوسيط الافريقي ثامبو امبيكي بدلا عن الجنرال سيمبويا وسيط نيفاشا المشئومة التي اضاعت في غفلة من الزمن احلام السودانيين في وحدة بلادهم و ضاعت معها معظم الثروة البتروليه بانفصال الجنوب.. البترول كان حلم يراود خيال السودانيين يعلقون عليه امال عريضة لانتشالهم من حياة الفقر والتعاسة الى حياة الكفاية والرفاهية .. ضاع البترول وضاعت معه احلى الاحلام . الوسيط الافريقي غير النزيه ثامبو امبيكي قام بدس خرطة خاطئة ليثبت ان ابيي الشمالية الغنية بالنفط موطن وإرث قبيلة المسيرية ومناطق اخرى من ارض السودان بانها تابعة لدولة جنوب السودان .. لا ادري لماذا لم تبسط الحكومة قوتها قبل الاعتراف بانفصال الجنوب وإرساء الحدود.. وسد الثغرات الامنية في جنوب كردفان والنيل الازرق بما ان اتفاقية نيفاشا التي حسمت الامر بان الحدود هي حدود 1956م بين الدولتين . اسرائيل دولة الاحتلال الاستيطانية التي لا تأبه بالدول العربية مجتمعة وليس بالسودان فقط قد اصبح لها وجودا مقدرا بدولة جنوب السودان بل ولها الكلمة والقرار في كل الملفات العالقة بين السودان ودولة جنوب السودان .. معلوم ان دولة جنوب السودان الوليدة باعت اسرائيل ملايين الهكتارات من الاراضي الزراعية بواقع سعر الهكتار اقل من دولار امريكي .. كما نعلم تماما ان الذي يفاوضنا في اديس ابابا هو اسرائيل بواجهة من ابناء دولة جنوب السودان.. كما نعلم ان القرار 2046 الصادر من مجلس الامن المفخخ بالفصل السابع هو من رحم القرار 1593 الذي تم بموجبه تفويض المحكمة الجنائية الدولية التي اصدرت مذكرات الاعتقال لرئيس السودان وآخرين من قيادات الحكومة بغية استخدامها للضغط متى كان ذلك ضروريا للحصول على التنازلات ولضمان رضوخ الحكومة السودانية دون عناء اومشقة .. كما نعلم بان اقرار المشورة الشعبية بالنيل الازرق وجنوب كردفان في اتفاقية نيفاشا هي من الاخطاء الرعناء التي شكلت بعبعا للسودان بعد انفصال الجنوب وليس هنالك ما يبرر هكذا اخطاء. ماذا لو رفض السودان استقبال المبعوث الامريكي واتبع ذلك بمفاجأة صاعقة وقطع العلاقات الدبلوماسية مع امريكا حتى يعزلها عن شئون السودان بما ان امريكا قد عزلت السودان اقليميا ودوليا ومارست معه سياسة العزلة والضغوط الدبلوماسية والاقتصادية التي لم تجدي معها كل التنازلات والتضحيات التي قدمها السودان للامريكان من اجل تطبيع العلاقات بينهما ولكن دون طائل .. وهل يشكل السودان عائقا امام مصالح امريكا واسرائيل في افريقيا لا اعتقد ذلك انما هو صراع الاطماع في النفط والمياه . السودان يعاني من الانهيار اقتصادي والتخبط السياسي ومازال من الدول النشطة في تفريخ اللاجئين نتيجة للحروب الاهلية المدمرة بالتالي السودان من الدول التي تتلقى الاغاثات والاعانات التي لا يحترمها المجتمع الدولي ولا يقيم لها وزنا .. السودان بعد انفصال جنوبه بالثروة البتروليه لم يتشكل ولم يتبلور ولم يفلح في صياغة دستور دائم تهتدي به لاعادة تشكيل دولة السودان وانهاء حروبه الاهلية بسبب اللهث وراء المال والسلطة كما كان يحدث في القرون الوسطى وايام الجاهلية الاولى .. وهذا هو المشهد الكائن امام الموطن السوداني على ايتها حال . مامن سوداني ينظر الى امريكا واسرائيل ويوغندا وكينيا بمعزل عن الاحداث التي تفتعلها دولة جنوب مع السودان .. كل اولئك يلهثون من اجل النفط والمياه انطلاقا من الضعف والوهن الذي اصاب السودان ورعونة قادة دولة الجنوب الذين يحاولون لبس قناع رجال الدولة ليخفوا تحته طبيعتهم المتمردة المعادية للسودان والاستقواء بالامريكان والاسرائليين الصهاينة في الوقت الذي يزداد فيه السودان ضعفا على ضعفه .. ومازالت الايام حبلى بالاحداث الجسام .. والله يستر ..