العلاقة مع الشعب السوداني ستمضي نحو الأفضل وستظل سيئة مع الحكومة ! ناس قطاع الشمال (عندهم قضية) و هم ( طلاب حق ) !! جوبا تبحث عن السلام والخرطوم لا تريد الحوار ولا تعرف الوفاء للعهود ! جوبا ( مافيها أمن ) والجرائم تأتي من يوغندا وكينيا ! الحكومة نقلت كل الاساليب القمعية من الخرطوم إلي جوبا ! ** حاوره بجوبا... حسن بركية انفصل جنوب السودان ومضي لبعض حاله ولكن تبعات الانفصال ظلت مشتعلة هنا وهناك وكان التلخيص الممتاز لماحدث في 9 يناير 2011 ( خسرنا الوحدة ولم نربح السلام) ظلت الخرطوم تعاني وجوبا تعاني ، لقراءة واقع الحال في دولة جنوب السودان ولبحث متاعب ( مهنة المتاعب) - الصحافة هناك كان هذا الحوار مع الصحفي المعروف الفريد تعبان ناشر صحيفة الخرطوم مونيتر الناطقة بالانجليزية سابقاً وناشر جوبا مونيتر حالياً وتطرق الحوار لقضايا عديدة ولامس الكثير من الهموم المشتركة بين شطري السودان. الفريد تعبان خريج جامعة الخرطوم في العام 1978 وعمل مراسلاً لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي بالخرطوم . ** بعد أكثر من عام علي الانفصال وقيام دولة جنوب السودان كيف ينظر الفريد تعبان إلي محصلة الانفصال ماذا تحقق من الأحلام وماهي التطلعات التي ظلت عصية علي الواقع هنا؟؟ فقط الانفصال هو الذي تحقق ولاشيئ غير ذلك. كنا نتوقع وضع اقتصادي أفضل ونظام سياسي أكثر تطوراً ولكن مع الأسف لم يتحقق شيئ يذكر، هناك صراعات ومشاكل قبلية ومصاعب اقتصادية ، وماتحقق للمواطن الجنوبي بعد الانفصال ضئيل جداً. ** هل نفهم من حديثك أن الانفصال كان قراراً خاطئاً ؟ رد بسرعة :لا (ماغلط) لأن القرار في النهاية كان تعبيراً عن رغبة الأغلبية والمواطن الجنوبي كان مع قرار الانفصال تماماً ولكن الذين جلسوا علي كراسي السلطة هنا كانوا أقل قامة من تطلعات الجماهير والآن الوضع أصبح أكثر سوءاً مع (هؤلاء). ** في ظل المعطيات الحالية كيف تنظر إلي مستقبل العلاقة بين السودان وجنوب السودان؟ صمت لفترة... العلاقة مع الشعب السوداني سوف تمضي نحو الأحسن ولكن العلاقة مع الحكومة السودانية لا أعتقد أنها سوف تتحسن لأن الحكومة هنا وهناك تعمل لأغراض غير مفهومة وهي أصلاً غير معنية بهموم ومشاكل الشعب في السودان وجنوب السودان. **ماهو الحل والمخرج من هذا الوضع في تقديرك؟ الحل – صمت – أنا تحدثت في ندوة عقدت في ألمانيا مؤخراً أن الحل لكل المشاكل هو قيام نظام ديموقراطي حقيقي في الخرطوم وفي جوبا ومن غير المتوقع أن تكون هناك حرب بين الدول الديموقراطية ولكن وجود أنظمة شمولية هنا وهناك تخلق بيئة مناسبة للصراعات والفساد والحرب، ولذلك الحل هو إيجاد نظم ديموقراطية - في الشمال (السودان) مافي ديموقراطية أصلاً ولكن هنا (جنوب السودان) (في شوية ديموقراطية) ولكنها غير كافية ونريد المزيد من الحرية والديموقراطية . ** ذكرت أن نظامي الخرطوموجوبا يتحملان وزر التدهور في العلاقات الثنائية هل يتحملان ذلك بنسبة متساوية أم أن أحد الأطراف يتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية؟ طبعا حكومة الخرطوم تتحمل الجزء الأكبر لأن حكومة جوبا أحسن حالاً من حكومة البشير وتتطلع إلي نوع من الحوار مع السودان ولكن حكومة السودان لاتريد الحوار ولاتلتزم بالاتفاقيات وماحدث لأتفاقية أديس أبابا خير دليل علي ذلك، ورفضت حكومة الشمال تنفيذ أي بند من الأتفاق مثلاً كان من المفترض أن يتدفق النفط ولكن الخرطوم رفضت وتدفق النفط ليس في صالح الجنوب فقط بل هو صالح السودان أيضاً، وتعللت الخرطوم بأعذار واهية مثل الترتيبات الأمنية وغيرها. ** هل تعتقد أن المفاوضات الحالية في أديس أبابا ستفرز سلاماً دائماً بين الدولتين؟ نعم... وهذا هو المتوقع لأن إرادة السلام أكبر من حكومتي السودان وجنوب السودان ، الاتحاد الافريقي والأمم المتحدة وكل المنظمات المعنية بشأن الأمن والسلام تقف إلي جانب الحوار والسلام، ولذلك ستضغط تلك الجهات لصالح تنفيذ الاتفاقيات الموقعة. ** ذكرت الحكومة السودانية في أكثر من مناسبة أنها لن تدخل في أيه اتفاق قبل فك الإرتباط مع قطاع الشمال ماهو تعليقك؟ وجود قطاع الشمال دليل علي عدم وجود ديموقراطية في السودان وقطاع الشمال لم يأت من فراغ، لو كانت هناك ديموقراطية كان يمكن لمنسوبي القطاع وهم سودانيون أن يكونوا جزءاً من الواقع السياسي هناك ولكن هناك من يتربص بهم ولذلك هناك حرب، أما حكومة جنوب السودان هي لاتستطيع أن تعمل أيه شيئ في هذا الموضوع لأن الذين يحملون السلاح هناك سودانيون وهم في أراضي سودانية ومادخل حكومة الجنوب بهذا الموضوع، هؤلاء يحاربون بحثاً عن الحرية والديموقراطية (وناس مالك عقار) عندهم حق. هم في النهاية (طلاب حق) و(ودي ماقضيتنا) . ناس عرمان وعقار من حقهم الإشتراك في السلطة وفي الثروة ولكن (ناس البشير) (مادايرين كده). في النهاية هذه مشكلة سودانية علي الحكومة البحث عن حلول وليس توزيع التهم المجانية علي الجنوب. ** هل تنفي وجود أي علاقة لحكومة الجنوب مع الحركة الشعبية – قطاع الشمال؟ لا مافي علاقة – ولكن ربما قام بعض الأفراد بتقديم مساعدات لزملاء النضال في جبال النوبة لأن العلاقة التي تربطهم بهؤلاء علاقة قديمة وقوية ولكن الحكومة لا علاقة لها بقطاع الشمال ، كيف تقوم الحكومة بتقديم العون والمساعدة لقطاع الشمال وهي نفسها تعاني من مشاكل وصراعات كثيرة جداً ،مشكلة قطاع الشمال تخص حكومة الخرطوم لوحدها عليها البحث عن الحل. ** قبل أيام شهدت جوبا عقد مؤتمر دولي لبحث مشاكل صناعة الإعلام في جنوب السودان كيف تنظر إلي مستقبل الصحافة هنا بعد مرور أكثر من عام علي ميلاد الدولة الجديدة؟ الصحافة هنا تعاني وتعاني ،قيادات الحكومة والحركة ظلت تحارب الحكومة السودانية من أجل الحرية والديموقراطية ولكن عندما وصلوا كراسي السلطة مارسوا ذات الأساليب القمعية التي كانت تمارس في الخرطوم، هذه الأيام المشاكل كثيرة وبل وصل الأمر مرحلة إطلاق النار علي الصحفيين وانت تعلم قصة الصحفي الذي قتل مؤخراً هنا. أنا لا أملك الدليل أن الحكومة هي التي قامت بقتل الصحفي ولكن في النهاية هي مسؤولية الحكومة. وعلي الحكومة توفير الأمن لكل المواطنيين وحتي الأجانب هذه مسؤولية الحكومة وهي فاشلة حتي الآن في هذا الملف. **يدور جدل كثيف في أوساط الصحفيين حول القانون والحريات الصحفية وغياب الجسم النقابي الذي يحمي ظهر الصحفيين ماهي الخلاصات لهذا الجدل والحراك؟ طبعا حتي هذه اللحظة لايوجد قانون ينظم عمل الصحافة ولكن هناك ثلاثة مشاريع قوانيين ستدخل قبة البرلمان خلال أيام ، صحيح هناك ملاحظات من الصحفيين حول هذه المسودات ولكن بصورة عامة هي مشاريع قوانيين جيدة ومعقولة. والتحدي الأكبر في التنفيذ وتنزيل النصوص إلي أرض الواقع. ** وهل هناك مشاكل أخري تعرقل عمل الصحف والصحفيين هنا؟ نعم – أولاً معظم الصحفيين لم يتلقوا التدريب الكافي، في الصحافة الإنجليزية صحيح هناك شباب لهم مستوي ممتاز في اللغة الانجليزية خاصة الذين درسوا في يوغندا ولكن اللغة لوحدها في غياب الخبرة والتدريب والتأهيل ليست كافية. وهناك مشاكل مالية تعاني منها المؤسسات الصحفية مثلا هنا لاتوجد إعلانات بالمعني المتعارف عليه ولذلك الصحف تعاني مالياً وخاصة أن تكاليف الطباعة هنا مرتفعة جداً. ** في الأونة الأخيرة كثرت جرائم القتل في جوبا وهناك حديث متواصل عن الأمن ماذا يحدث تحديداً في جوبا هذه الأيام؟ صمت ثم قال : ( مافي أمن) يومياً نسمع ونشاهد جرائم كثيرة وغريبة ودائماً الفاعل مجهول هنا تكمن الخطورة ، هذه الجرائم دخيلة علينا وأنا شخصياً أعتقد (ديل هم اليوغنديين) ومعهم بعض الكينيين ، هم سبب جرائم القتل. ونقول : ( أمن نهائي مافي).