جودة المطبوعات في السودان تتراوح بين 30%-40% فقط!! هذا ما أفادنا به وزير الثقافة والشباب والرياضة.. الحقيقة الماثلة أننا شعب مثقف بل ومولع بالقراءة، لكن المادة الثقافية والعلمية مازالت تقدم في قالب دون المستوى.. إن وجد لنا القارئ السوداني العذر وتقبل مخرجات الطباعة على حالها وسكت على مضض، فلن تجد مطبوعاتنا المتدنية فنيا أي عذر أو قبول من الآخر.. لهذا كله نشكو من عدم انتشار انتاجنا الأدبي والثقافي.. ولهذا نجد دائما أن أدباءنا وكتابنا مغمورين ومهملين لا يتعدون عتبة المحلية.. مات الأديب البروفيسور عبد الله الطيب وهو واحد من أعظم أدباء عصره دون أن ينال حظه من الشهرة خارج السودان بما يتناسب مع نبوغه وعطائه الثّر.. ولو لا خروج الأديب الطيب صالح من السودان في وقت مبكر لما ذاع صيته وملأت شهرته الآفاق.. وغيرهما الكثير والكثير من الأفذاذ. تصريح الوزير محمد يوسف عبد الله جاء في سياق الحديث عن خفض الرسوم الجمركية والضريبية الخاصة بانتاج الكتب والمطبوعات وقال إنه تم رفع مذكرة لمجلس الوزراء عام 2005م تطالب بهذا الأمر لأن في ذلك تشجيع الكُتاب والمبدعين على طباعة ونشر انتاجهم الفكري والعلمي.. الوزير كذلك تحدث عن استجابة ما، لكن ما يشير إلى ضعف هذه الاستجابة وربما تواضعها، حديثه في نفس السياق أيضا عن نسبة الجودة المتدنية فضلا عن تعبيره عن أمانيه بأن تصل جودة الطباعة مستوى يماثل ما ينتج في مصر وسوريا. إذا نستنتج من الانتقاد الناعم والدبلوماسي الذي عبر عنه المسؤول الأول عن الثقافة في البلاد أن الدولة لم تقدم لقطاع الثقافة والطباعة ما يمكنها من النهوض بهذا القطاع الحيوي.. مقالة ليس بالخبز وحده يحيى الانسان يجب أن تجد الاصغاء الكامل من قبل أصحاب القرار.. فالانتاج الثقافي والعلمي والأدبي شريان حيوي يبقي الانسان على الحياة ويجعل لها طعما خاصا.. أقل ما يجب أن تقدمه الدولة لهذا القطاع أن تعفي مدخلات الطباعة كُليّا من الضرائب والرسوم الجمركية.. كذلك هناك الكثير من الطرق والوسائل التي تستطيع الدولة عبرها دعم الانتاج الثقافي.. نحن نتطلع لمستوى فني أفضل بكثير من انتاج جيرانا وأشقائنا.. أليس من حقنا؟!. Yasir Mahgoub [[email protected]]