حين جاءت بشاي الضحى لزوجها ود الصبر الذي كان جالسا على الأرض تحت نيمة بمنزلهما يفتل حبلا , إذ وجدت النجيض يجلس قريبا منه ويتحدث همسا بادرت عطانا بصوتها الأجش ...سلام...وأعقبته في سرها..... السلمي التنجرك.. لم تنتظر رد السلام... واصلت عطانا كلامها .... الراجل دا فتر.... أنت مابتفتر...كريمي.... أنادى ...كريمي شراب... يكرموك في جبانة الفكي شيخ... لم يعر النجيض غضب وحديث عطانا اهتماما لكثرة تعوده عليه...بل أبتسم في وجهها وقال لها ... أهلا...براك بتشوفي الخير البجيبو ليكى خير شنو يجى منك...تتبسم زى الضكر الفاقش ببرود شديد ..قال النجيض ...الحمد الله البقيت ضكر وفاقش تعلم عطانا إن النجيض لن يغضب لحديثها ولن يذهب و أن زوجها لن يشاركهما الحديث كعادته أها أجيب ليك شاى عملا لله ...قالتها عطانا مخاطبة النجيض كتر خيرك يا عطانا شربت هسع وجيتكم...رد عليها النجيض عادت عطانا أدراجها مبطئة علها تسمع لتعرف أمر النجيض ذاك اليوم سمعته يقول لزوجها..... أنت أصلك قاعد في محلك دا عراقيك يكفيك لا بس سروال ولا عريان يعنى شنو ؟؟؟ الشايفك منو ؟؟؟ ناس أنا و إنت منو الجايب خبرنا مشينا أم فكو ولا لبسنا ؟؟؟ وإنت عارف أنا ما عندي غير سروال الكاكى البلفحو كل سنة من قسيم غفير الحفير وهسع مهتوك ومهرود ضمة ما عندى سروال .... أدنى سروالك أمشى بيه للكيك جاء وحقك يجيك في محلك زى كلو مرة. لم يرد ودالصبر..إذ رأى وشم لحما وشرابا وبعض الفكة...قام وسار للناحية الأخرى من النيمة ..عاد وأعطى النجيض السروال تصارعت المشاعر داخل عطانا...سروال زوجها الوحيد وكل عام يشاركه فيه النجيض مرة عند زيارته للكيك تاجر التمباك المبسوط..عند عودته السنوية للقرية النجيض يحفظ شعر حسونة الذي يحبه الكيك... ويغنيه له بالطنبور مجلس عامر ...طعام شهى...أنس وطرب وشراب ليس محليا ( إن لبستى الزراق ...ياك بت الفكى......) (هوى ياأهل الشرق....الله ينجى الزول بالصدق ( وما تقولوا المجنون غرق) يطيب الزمان والمكان و يجزل الكيك للنجيض العطاء...ويحمله طعاما طيبا وشرابا و مالا تذكرت عطانا العام الماضي... رد لهم النجيض سروال زوجها بعد آذان العشاء ...و أعطاه لفافة مليئة باللحم المحمر ... نصف زجاجة خمر وجنيه كامل ... قائلا بصوت متقطع ... و الله اللحم عندهم زى التمر ... أظن خاتن في زير.... بس يكورك جيبوا لحم..... يجى الصحن مستف أكلو.... الليلة الله شافكم....والجنيه دا تفتل كم حبل عشان تجيبوا؟؟؟ عطانا وود الصبر شبعا ذاك اليوم ... هم بها وأجزل ود الصبر لعطانا...العطاء يومئذ تذكرت ...تبسمت ..... تحرك الحديث داخل عطانا ..السماك النجيض مو غلطان...وأردفت لنفسها ...مو مال تمباك يا عطانا ...وواصلت فى أسى ... مال تمباك عندو طعم...الحبال لا مال لا حيل ... ياربى الليلة بتكون زى ديك ؟؟؟ وقضت نهارها.... تدخل وتمرق إذ سرى فيها فرح التوقع ...راحت تغنى لنفسها ياحنان الكريم طاريك.....والسعد المن الله يجيك ... يا حنان [email protected] سيدأحمد العراقى