مباحث قسم الصناعات تنهي نشاط شبكة النصب والاحتيال عبر إستخدام تطبيق بنكك المزيف    بولس : توافق سعودي أمريكي للعمل علي إنهاء الحرب في السودان    إجتماع بسفارة السودان بالمغرب لدعم المنتخب الوطني في بطولة الأمم الإفريقية    عقار: لا تفاوض ولا هدنة مع مغتصب والسلام العادل سيتحقق عبر رؤية شعب السودان وحكومته    البرهان وأردوغان يجريان مباحثات مشتركة    شاهد بالصورة.. الطالب "ساتي" يعتذر ويُقبل رأس معلمه ويكسب تعاطف الآلاف    شاهد بالفيديو.. الفنانة ميادة قمر الدين تعبر عن إعجابها بعريس رقص في حفل أحيته على طريقة "العرضة": (العريس الفرفوش سمح.. العرضة سمحة وعواليق نخليها والرجفة نخليها)    شاهد بالفيديو.. أسرة الطالب الذي رقص أمام معلمه تقدم إعتذار رسمي للشعب السوداني: (مراهق ولم نقصر في واجبنا تجاهه وما قام به ساتي غير مرضي)    بالصورة.. مدير أعمال الفنانة إيمان الشريف يرد على أخبار خلافه مع المطربة وإنفصاله عنها    وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    بعثه الأهلي شندي تغادر إلى مدينة دنقلا    تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية    عثمان ميرغني يكتب: لماذا أثارت المبادرة السودانية الجدل؟    الخارجية ترحب بالبيان الصحفي لجامعة الدول العربية    ألمانيا تدعو لتحرك عاجل: السودان يعيش أسوأ أزمة إنسانية    الفوارق الفنية وراء الخسارة بثلاثية جزائرية    نادي القوز ابوحمد يعلن الانسحاب ويُشكّل لجنة قانونية لاسترداد الحقوق    ياسر محجوب الحسين يكتب: الإعلام الأميركي وحماية الدعم السريع    محرز يسجل أسرع هدف في كأس أفريقيا    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    سر عن حياته كشفه لامين يامال.. لماذا يستيقظ ليلاً؟    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    إسحق أحمد فضل الله يكتب: كسلا 2    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    في افتتاح منافسات كأس الأمم الإفريقية.. المغرب يدشّن مشواره بهدفي جزر القمر    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    4 فواكه مجففة تقوي المناعة في الشتاء    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    شاهد بالصورة.. "كنت بضاريهم من الناس خائفة عليهم من العين".. وزيرة القراية السودانية وحسناء الإعلام "تغريد الخواض" تفاجئ متابعيها ببناتها والجمهور: (أول مرة نعرف إنك كنتي متزوجة)    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    انخفاض أسعار السلع الغذائية بسوق أبو حمامة للبيع المخفض    ضبط أخطر تجار الحشيش وبحوزته كمية كبيرة من البنقو    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    محافظ بنك السودان المركزي تزور ولاية الجزيرة وتؤكد دعم البنك لجهود التعافي الاقتصادي    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مالي: وتنفيذ طوق الحصار على العالمين العربي والاسلامي!!(2 2) . بقلم: أبوبكر يوسف إبراهيم
نشر في سودانيل يوم 17 - 01 - 2013


بسم الله الرحمن الرحيم
هذا بلاغ للناس
قال تعالى: (هَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألْبَابْ) ..الآية
توطئة:
% ليس هناك في لعبة السياسة ما يسمى بتقديم تنازلات ما في مشكلة ما تحت غطاء شعار براق اسمه " حسن النوايا" ، وإلا لكانت ثغرات الصياغات القانونية للمعاهدات تخل بها وتجردها عن الحق ، فقرار الأمم المتحدة (242) الذي صاغه اللورد كرادون جاء فيه " انسحاب إسرائيل من أرضي عربية" والصحيح والذي يفترض أن تكون عليه الصياغة هو " من الأراضي العربية"، بالطبع البون شاسع بين العبارتين ومدلولاتهما، لذا لعبت الدولة الصهيونية بحجية الصياغة!!
% بالتالي هذا دليل بأن القادة والزعماء العرب لم يستصحبوا المتشابهات في المعاهدات التي تعقد بين الدول والتي تحدد مصائر الأمم ، والسبب بسيط الذي قاد لهذا الخطل، هو أن بعض أنظمة الحكم الشمولية التي قفزت إلى سدة الحكم تعتمد على أهل الولاء ولا تعترف بالخبراء الجهابذة وتستعين بهم وفق تخصصاتهم التي في كثيرٍ من الملمات نكون في أمس الحاجة لها ، وسبب عدم الاستعانة هو توجسها خيفة في أن يكشف ما دار خلف غرف المفاوضات المغلقة ولما قُدم من تنازلات ممن لا يملك لمن لا يستحق ، وكذلك لأن الخبراء وفق تخصصاتهم وخبراتهم وتجاربهم العميقة لن يقبلوا بمثل تلك التنازلات، وقد سبق وقلت أنه لا ضير إن توافر في أهل الولاء التخصص ولكن ما دون ذلك غير مقبول، ولكن إتضح أن الابتزاز الدولي دائماً ما يؤدي إلى تقديم تنازلات مقابل البقاء في سدة الحكم من قبل المُتَنازِل!!.
% إننا حينما نتحدث عما يحدث الآن من هجمة " صهيوأوروأمريكي التحالف الشيطاني"، إن لم نستصحب معنا المسببات وجذور المشكلة التي بدأت بانقلاب عسكري فإننا نغفل الحقيقة برمتها، وبالطبع وكما عاصرنا أن كل انقلاب عسكري عندما يأتي إلى السلطة يدعي الديمقراطية، وهي كما نعلم ديمقراطية زائفة أو مصطنعة أو مدجنة وفي بعض الأحايين أن كل الذي يتغير هو خلع البزة العسكرية وإبدالها ملابس مدنية!!
الحاشية:
إن أهم فائدة من فوائد 11/9 هي أنها أغرت الغرب بالتجبر والتسلط والعنجهية ضد المسلمين، على أساس أن المسلمين كلهم إرهابيين، فعممت الصفة بالإطلاق لحاجة في نفسها وخلق عدوٍ جديد يحل محل القطب المنهار، وفي ذات الوقت كشف غزو العراق النوايا " الصهيويوروأمريكية" مدى الكذب والدجل وافك هذا "التحالف الشيطاني"، فمسوغ غزو العراق هو مجرد محض كذب وافتراء، لذلك استهجنته معظم الدول الأعضاء في مجلس الأمن، فلم يقابل باعترافٍ أممي، أي أنه قرار أحادي أملاه شعور أمريكا بالصلف والغطرسة، لاعتقادها أنها قد أصبحت القطب الوحيد الذي يتحكم في مصائر الشعوب دون منافس يحفظ التوازن الأممي والسلم العالمي كرمانة ميزان، بل اعتبرت المنظمة الدولية أمريكا " دولة وسلطة احتلال" فأنه لا يستقيم عقلاً أن يقوم من تحدثنا عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان بغزو واحتلال دولة ذات سيادة وتدمير بنااها وتشريد شعبها وقتلهم.. أليس هذا هو المنطق؟!.. فماذا نطلق على من يفعل مثل هذا الفعل المخزي المشين؟! ، أن ما حدث من فظائع وانتهاكات حقوق الإنسان على يد القوات الأمريكية الغازية وأذرعها مثل " بلاك ووتر" من ممارسات همجية وتعذيب وتقتيل هي جرائم حربٍ وإبادة جماعية ، والأدلة الدامغة تشهد على ما حدث في سجن أبو غريب ومعتقل غوانتنامو ، بالإضافة إلى ما انكشف من أسرار السجون الطائرة ومعتقلات التعذيب المستأجرة وخطف بعض الرموز الاسلامية من دول أوروبية. كل هذا كشف الوجه القبيح لأمريكا، وولّد شعور بكراهيتها ومقتها بين عامة المسلمين من جاكرتا إلى طنجة، فهل يستقيم عقلاً وعدلاً أن يتساءلوا سؤالاً هم أفضل من يجاوب عليه : لماذا يكرهنا المسلمون؟!
كل هذه الانتهاكات هي أبلغ دليل أسفرت عن وجه أمريكا ، إذ فعلت كل هذا دون حياء ودون أي يرمش لها جفن، وبالتالي فهي قد خلقت بيئة صالحة لتنامي عداء المسلمين لها لشعورهم بالظلم ، بالإضافة إلى عامل مهم، هو عامل دعمها لكل الطغاة من سدنة الحكم الديكتاتوري وأنظمتهم التوتالارية في العالم الاسلامي العربي ، فقد جثموا على صدور شعوبهم حماية لعروشهم وكراسيهم، لذلك كان للتيار الاسلامي حضور قوى بين جماهير هذه الدول حيث كان هو التيار الوحيد المستهدف من قبل أمريكا "والتحالف الكريه، وقد تمّ ويتم ذلك بتواطؤ كثيرٍ من حكام العرب والمسلمين، بل ساعدتهم هذه الأنظمة التعيسة أمريك في شن حروبها على التيار الاسلامي والتنكيل برموزه تحت غطاء وشعار زائف هو الحرب على الارهاب!!
أصبح التيار الاسلامي هو التيار المقاوم والمصادم لهذه القوة المستكبرة المتجبرة وأذيالها من الحكام الفسدة الفاسدين والمفسدين ، وقد تماهوا مع غايات هذه القوة المتجبرة الصلفة لتقاطع المصالح، ولذلك شعر "التحالف الشيطاني" بالقلق المفزع حين أفرزت انتخابات دول الربيع العربي عن وصول التيارات الاسلامية لسدة الحكم.
إن أكبر خدمة قدمها " التحالف الشيطاني" للتيارات الاسلامية في العالمين العربي والاسلامي، هي تلك الحملات الاعلامية المغرضة والمشوهة للإسلام ونخبه ورموزه حتى طالت نبينا الكريم محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وعمدت أيضاً على تشويه صورة التيار الاسلامي المقاوم والمصادم لقوى الاستكبار والهيمنة وذلك عبر أبواقها المأجورة من بقايا الشيوعيين والعلمانيين والليبراليين والقوميين العرب لترسيخ مصطلح " الارهابين الإسلاميين". وهؤلاء قد أصبحوا ذيلاً من ذيول قوى العجرفة والصلف بعد أن أصبحوا كاليتامى بعد أفول نجم الاتحاد السوفيتي، ولا أدري كيف تحالفوا مع عدو الأمس القريب، الذي كانوا يناصبونه العداء جهراً ويذلقونه بأحط السباب والصفاة. دعونا نسأل هذه الأبواق من القوميين العرب الذين يدعون أن قضية فلسطين هي قضيتهم المحورية :هل بإمكان أحدهم الآن أن يصرح ويدين الصهاينة جهاراً نهاراً؟!.. بالطبع الإجابة وأقسم بغلظ الإيمان أنه لو تجرأ أحدهم وفعلها لقطع عنه المدد فوراً ولما سُمح له بدخول أي دولة من دولهم، ومع ذلك فالإجابة القاطعة كلا لأن الأمريكان تعلموا من الأمثال العربية الدروس التي تنفعهم مثل المثل القائل: " أطعم الفم تستحي العين!!، فكلٌ يُموّل من قبل فروع الاستخبارات الأمريكية المختبئة داخل سفارتها في بلداننا ،وهل نسينا ما حدث بالأمس القريب ما حدث من تلك المجموعة التي تمثل خمس معاهد دراسات أمريكية وألمانية والتي تمّ القبض عليها في مصر وقد تمّ تهريبهم في رابعة النهار في عملية أمريكية قذرة أثارت غضب الشارع المصري الثائر، تلك المجموعة التي أنفقت ملياراً ونصف من الدولارات لإجهاض الثورة في مصر خلال أشهرٍ معدودة؟! .. أليس كل هذا كافياً لتعميق الشعور بالكراهية ضد أمريكا والغرب عموماً؟!
هذا الغضب كان السبب الرئيس في قيام تنظيمات وحركات إسلامية في كثير من الدول، ومنها من حمل السلاح لإسقاط أنظمة ديكتاتورية شمولية تماهت ودُعمت من أمريكا، أنظمة مشهودٌ لها أنها أذاقت شعوبها الويل والسحل والقتل، حيث قامت هذه الأنظمة بتهميش الأقليات في بلدانها ، وهذ ما حدث الآن في مالي كدليل حي ماثل للعيان ، فإذا كان جنوب السودان الذي انفصل بدعم غربي لأنه بزعم أنه مهمش فلماذا لا يحق للأزديين في شمال مالي نفس الحق؟!..ولماذا أسبغ الحلف "الصهيويوروأمريكي" على الجنوبيين صفة "الثوار" وعلى الأزديين في شمال مالي صفة "الارهابين الاسلاميين"؟! هل لأنهم مسلمون ولا ضير من أن يقتل بعضهم بعضاً؟!! سؤال هام للغاية يستحق منا عناء الإجابة عليه أم أن هناك سبب آخر؟!!
الهامش:
نعم هناك أسبابٌ أخري، وأهمها ضرب طوق حصار على الأمة العربية والاسلامية ودولها، أولاً لمنع تقدم الصين وهي المنافس القوي والمارد الصناعي العملاق الذي يتخذ من لغة تبادل المنافع التجارية مع الدول العربية الافريقية والاسلامية التي استغلت الامبريالية ثرواتها والتدخل في شئونها الداخلية واحتقار سيادتها على دولها والصين لا تفعل ذلك. ولا تشترط شروطاً سياسية تهين بها سيدة الدول، وفي ذات الوقت هناك دول خانعة في منطقتنا مثلما هناك دول مقاومة للتغول الغربي وصلفه وجبروته، ولقد اكتشف الغرب بقيادة "تحالفه الشيطاني" أن من يقود المقاومة في هذه الدول ليس غير التيارات الاسلامية التي اضطهدت في عهود البغي والضلال والتي كان الحلف يدعم بل ويحمي أنظمتها الغاشمة التي نكّلت برموز وأعضاء هذه التيارات.
إن "الحلف الشيطاني" أصبح يدرك بأن مصالحه أصبحت مهددة في الدول العربية والاسلامية بعد ثورات الربيع العربي التي كان وما زال بعض قادتها خانعون ويأتمرون بأمره، ولكنهم في غيبوبة لا يدركون أن رياح التغيير آتية لا ريب ولا محالة!!، وأن هذا "التحالف الشيطاني" الكريه، مهما أنفق من ملياراته للالتفاف حولها أو إجهاضها فرياح التغيير أعتى من كل هذه المحاولات وربما ما ينفقه لا و إلا أن يكون مصدر تمويل لأزرقيه خانوا أوطانهم وهم ٍ قلة من النخب الانتهازية من أبناء جلدتنا ، ودون أن يعبؤوا بأن وضعهم الحالي المستقبلي كخونة يتمتعون بكامل الكراهية فأصبحت الكراهية لهم مكتسبة من كراهية هذه الشعوب لهذا الحلف الكريه كراهيةً تلقائية ، وللعلم أن عامل الكراهية المتناهية والمتنامي لهما لم يبلغ ذروته بعد، فأبشروا ببيعكم الخسيس البئيس!!، كما أن غطرسة وافصاح "التحالف الشيطاني" عن وجهه الكريه كان بصورةٍ سافرة ومستفزة لمشاعر المسلمين لدرجة يصعب بعد ذلك أن تنطلي على الشعوب الاسلامية أي لعبة من ألاعيب هذا الحلف الكريه والتي أصبحت معلومة ومكشوفة للكل مهما تغيرت الأزمنة والأمكنة والشخوص والتكتيكات!!
والآن، دعونا نقارن حال الأمة يوم " سايس بيكو" حين قَسم ذات الحلف الكريه الدول العربية إلى ما هو حالها اليوم، من البداهة أن نقول أنه لا مجال للمقارنة، حيث أصبح المواطن العربي المسلم مفعماً بشعورة الانتمائي العقدي وقد اكتشفت أجياله اللاحقة - أجيال ما بعد" سايس/بيكو" - مدي عمق المؤامرة والغدر الاستعماري الغربي وما يدعيه اليوم من مثل أخلاقية لا تتطابق مع أفعاله فاكتشفت الاجيال ازدواجية المعايير والنفاق والتدليس والافك والكذب الذي يمارسه، وذلك من أجل أن يغرس الدولة الصهيونية كجسم سرطاني في جسد الأمة العربية والاسلامية، وكان من باب أولى أن يسأل هذا التحالف الكريه الغبي نفسه عن حال الأمة الاسلامية والعربية بعد مؤامرة سايس بيكو والجيل الذي عاصر النكبة وبين الأجيال التي تلته، لقد تفاقم الشعور بالكراهية وتعاظم الشعور الانتمائي العقدي وبدأت هذه الأجيال بالعودة إلى المنظومة القيمية الاسلامية التي تنظم حياتها وشئونها وحتى الدفاع عن نفسها بإحياء وإعلاء شعيرة قيمة الجهاد!!
لم يستيقظ التحالف" الصهيويوروأمريكي" من حلمه المريض بشرقٍ أوسطٍ جديد، فبدأ محاصرة الأمة من أطرافها فبدأ بالعراق وإيران، ثم غزا أفغانستان التي كان يعتقد أنها لقمة سائغة ولم يدرك أنها موطن الجهاد والمجاهدين والذين تحولوا فجأة بتصويره وترويجه ل " الارهابيين الاسلاميين، وها هو يجرجر ذيول الخيبة ليخرج منها مذموماً مدحورا كما حدث وقاومه المجاهدون الاسلاميين في الفلوجة الطُهرى بأرض الرافدين ومثلما هزم من قبل حزب الله في جنوب لبنان، وهزم مؤخراً في غزة العزة ، والآن يمارس ذات التكتيك في سوريا لمحاولة محاصرة الأمة من بواباتها الشمالية والشرقية، وبنفس اللعبة القديمة التي يحاول تطبيقها مع إيران اليوم، ولكن إيران أعدت لهم من القوة ورباط الصواريخ ما أعدت ، فمهما كان الخلاف المذهبي إلا أن الحلف الشيطاني يتعامل معها دولياً كقوة إسلامية معتبرة تملك وسائل الدفاع عن نفسها وتحاول تجريدها من كل هذه الوسائل وتقليم أظافرها، ولكن دون جدوى!!، أما إقليمياً فهذا الحلف يلعب بالورقة المذهبية بين السنة والشيعة ليخلق الفتن فيما بينهما حتى لا يتكتلان فيصبحان قوة مضافة إلى ما لدى إيران حالياً. أما في جنوب جسد جغرافية الأمة فقد يكون الحلف الكريه قد أفلح مرحلياً وتكتيكياً ولكن لا أظن أن هناك من يغفل ولا يتنبه لعبثه في منابع النيل!!
الهامش:
أخبرنا المولى عز وجل في محكم التنزيل قائلاً{ تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى}.. الآية ، ففرنسا دخلت إلى عش الدبابير ولذلك أن أصحاب الخبرة السابقة من دول التحالف الكريه لم تتورط لأنها تعلمت من دروس ونتائج حروبه الهمجية أنه ما دخل حرباً إلا وخرج مذموماً مدحوراً يبحث عن سبل الخروج مثلما حدث في فيتنام والصومال حيث لقنهم على فارح عيديد درساً لن ينسوه وقد أتت قواته "التحالف الشيطاني" للصومال على اعتبار أنها أهون لقمة ليبتلعها في زردة واحدة فخاب فأله، ولكن الصومال أصبحت كالموسى في حلقه مما اضطره أن يلفظها بعد أن أصابت حلقه بجروح عميقة وقد أُذل كبرياؤه ونفس السيناريو حدث كذلك في أفغانستان والعراق، بالرغم أنه خلّف خلفه ذيولاً إلا أن التيار الاسلامي المقاوم لن يهدأ له بال إلا بعد أن يجتثهم ويطهر أرض الرافدين ودرة تاج الدولة الاسلامية العباسية، فمن حقد هذا التحالف أنه أثناء الغزو قام إما بسرقة مخطوطات دار الحكمة في بغداد أو حرقها أو رمى بها في الفرات وأيضاً سرقتهم للآثار التي تحكي تاريخ العراق الاسلامي المجيد!! ، فأن كان التحالف الكريه يعتقد أن هذا كان غاية النصر الذي ما حققه على الفكر العقدي الاسلامي ، فإن نصرهم بئيس وأن الأمة الاسلامية ما زالت بألف خير وستعيد كتابة تاريخ ملاحم النصر على صفحات المجد قريباً بإذن الله وحوله وقوته.
الآن تحاول فرنسا العضو في منظومة الحلف " الصهيويوروأمريكي" أن تأخذ قصب السبق في قيادة الحرب على إسلاميي مالي وتعتقد أنها بذلك ستحتل موقع "الشريك المدير" لتنال أوفر نصيب من الغنيمة معتقدة أن نفس ظروف " سايس/ بيكو" ما زالت قائمة حتى الآن ودون تراعي حتمية تطور الفكر السياسي للإسلاميين لذلك كانت تجربة ليبيا ماثلة أمام دول الأطلسي التي كانت تعتقد بأن الغنيمة تماثل غنائم العراق، فصدموا جميعاً من النهاية المأسوية التي راح ضحيتها السفير الأمريكي جي . كريستوفر استيفنز ومعه ثلاثة من منسوبي القنصلية في بنغازي حيث أحرق المتظاهرون القنصلية كردة فعلٍ للفيلم الأمريكي الذي يسيء إلى رسولنا الكريم محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه بينما قادته كانوا يفاخرون به لتحدثه العربية بطلاقة ، فهذا السفير رغم تعلمه لغة القرآن فإنه يجهله ويجهل ثقافة أتباع الدين الاسلامي الذين تأخذهم الحمية حينما يتعلق الأمر بعقيدتنا ونبينا عندها ترخص الأرواح والمهج، لم يتعلم هؤلاء الهمج الدروس من تجاربهم ويعتقدون أنه ليس هناك أسهل من تطويق العالم العربي الإسلامي لنهب ثرواته حقاً " الطمع قلّ ما جُمِع"!! . اليوم لمجرد أن سمحت الجزائر للمقاتلات الفرنسية بعبور أجوائه، كانت ردة فعل المقاومة الاسلامية أن اقتحمت مجمع لحقل بترولي داخل الجزائر واختطفت بعض رعايا الأطلسي كرهائن حتى إيقاف القصف والخروج من المنطقة وكان خيارهم المقاومون أما الشهادة أو النصر وأن أحلام !!
قصاصة:
من أهم الكتب قرأتها قرأت مؤخراً كتاب " الجهاد في سبيل الله مقاصد وآثار"*، لمؤلفه د. وصفي عاشور أبو زيد ، يقول المؤلف: [للجهاد عند المسلمين مكانة كبيرة؛ فهو ذروة سنام الإسلام، وارتبطت عزة المسلمين به في كل العصور، ولقد امتازت فلسفته في الإسلام عن الديانات والمذاهب والأفكار الأخرى سواء كانت سماوية أو أرضية، فقد ربطه القرآن الكريم والسنة النبوية بأنه "في سبيل الله"، ومعنى ذلك أنه ليس لإشباع رغبات بشرية دنيئة، أو للتشفي وتفريغ مشاعر إنسانية ذميمة، أو تحقيق مصالح شخصية فاجرة، وإنما هو لبلوغ مقاصد شرعية نبيلة، وتحقيق أهداف إنسانية عظيمة، حددها الشارع الحكيم، ونصبها أمام القائمين به؛ وذلك لكي يكون "في سبيل الله" لا في سبيل غيره، ولتكون كلمة الله هي العليا، وتسعد البشرية في ظلال الإسلام العظيم. نتحدث عن مقاصد الجهاد هنا لا نعني به الجهاد بمفهومه الشامل الذي يشمل جهاد النفس وجهاد المنافقين وجهاد الشيطان، والأنواع الأخرى من الجهاد التي ذكر العلماء منها أكثر من ثلاثة عشر نوعا، وإنما نعني به معناه المباشر وهو القتال.] * المصدر
قال الله تعالى: {{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ *وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يُوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ *}} [الأنفال]
% وبكرة جمعة مباركة عليكم وسائر المسلمين .. عوافي
Abubakr Yousif Ibrahim [[email protected]]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.