البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك    دبابيس ودالشريف    كواسي إبياه سيعيد لكرتنا السودانيةهيبتها المفقودة،،    في أول تقسيمة رئيسية للمريخ..الأصفر يكسب الأحمر برعاية وتألق لافت لنجوم الشباب    الديوان الملكي السعودي: خادم الحرمين الشريفين يغادر المستشفى بعد استكمال الفحوصات الروتينية    وزير الخارجية المكلف يتسلم اوراق اعتماد سفير اوكرانيا لدى السودان    فيديو.. مشاهد ملتقطة "بطائرة درون" توضح آثار الدمار والخراب بمنطقة أم درمان القديمة    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    السودان.."الولايات المتحدة" تسبق"الهجوم الوشيك" بدعوة عاجلة    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    د. مزمل أبو القاسم يكتب: جنجويد جبناء.. خالي كلاش وكدمول!    محمد وداعة يكتب: الامارات .. الشينة منكورة    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    الخارجية الروسية: تدريبات الناتو في فنلندا عمل استفزازي    السوداني في واشنطن.. خطوة للتنمية ومواجهة المخاطر!    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    مدير شرطة شمال دارفور يتفقد مصابي وجرحى العمليات    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    عن ظاهرة الترامبية    سفير السودان بليبيا يقدم شرح حول تطورات الأوضاع بعد الحرب    تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ألم أحذركم من أوباما؟! إنه كذّاب ٌوأفّاق ومدلس ومبتز!!(2 /2). بقلم: ابوبكر يوسف إبراهيم
نشر في سودانيل يوم 29 - 05 - 2011


بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى:(هَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألْبَابْ) ..الآية
هذا بلاغٌ للناس
إستهلالة :
نواصل ما انقطع من متن الأمس ؛ فقد توقفنا عند وعود أوباما العرقوبية التي أطلقها عبر خطبتيه المسرحيتين؛ أولاهما على مسرح دولة إسلامية كبرى كانت تمثل مركز ثقل الخلافة العثمانية للمسلمين ؛ والتي تآمر عليها الغرب لعدم موافقة السلطان عبدالحميد على التنازل عن أرض فاسطين لإقامة وطن لليهود الصهاينة ؛ فكانت القصة المشهورة التي قادت لإنهيار السلطنة على يد كمال أتاتورك ثم بدأ مسلسل تفتيت العالم العربي الاسلامي منذ سايس بيكو إلى دويلات حتى تفل من عضدها ولجهة عدم توحيد كلمتها . وعلينا أن لا ننسى العدة العمرية وبيت المقدس واستعادة القدس على يد صلاح الدين .
وثانيتهما من جامعة القاهرة كون مصر قلب العروبة النابض ومهد الأزهر الشريف وهي خير مكانٍ لدغدغة مشاعر وعواطف العرب ؛ فأبدع بالبديع والجناس من البلاغة لإقناعنا بعدم عداء أمريكا للمسلمين وأنها ليست في حربٍ مع الاسلام ؛ ففغرنا أفواهنا وقلنا الحمدلله الذي قيض لنا إبن "حسين أوباما" فهو "مننا وفينا " أمريكي من والدٍ مسلمٍ أفريقي قال لنا أحهم ممن أكل طعم أوباما قائلاً هذا الرجل يُجسد التسامح بين الأديان فهو مسيحي من أبٍ مسلمٍ وأمٍ يهودية.!! .. إبتسَمت إبتسامة سخرية على ما قاله ذال" المفكر" الأبله وبدأت أنقب لماذا هو بالذات من قدمت له السفارة الأمريكية بالقاهرة دعوة وهو لا يحتاج إلى إقناع لأنه أحد رواد التطبيع في مصر؟! ؛ ربما كان هناك من هو أولى منه بالدعوة ممن عصي إقناعهم.!!
تابع المتن:
9) هل يمكننا الآن إستعادة مشهد " إلنبي " وهو يركل قبر صلاح الدين الأيوبي في حماة بسوريا وقولته الشهيرة " ها قد عدنا يا صلاح الدين" !! . الآن كيف نجد ما فعله أوباما بجثمان الشهيد أسامة بن لآدن إذا ما قارنا ما فعله " إلنبي" بما فعله " أوباما"؟! .. هل نحتاج مرة أخرى لدفن رؤوسنا في الرمل كالنعام؟!.. .. سأورد لكم مقتطف من مقابلة أجرتها صحيفة الأهرام القاهرية مع "الأستاذ" محمد حسنين هيكل بقوله:( قصة بن لادن في الحقيقة هي مأساة أمة, جرت خديعتها, وجري سحبها بعيدا عن مقاصدها, وجري استعمالها في حروب الآخرين, ثم جري استخدامها في التشهير بدينها, ثم وقع قتلها بدم بارد بواسطة هؤلاء الذي خدعوها واستعملوها واستغلوها..لكن الحقيقة الكاملة موضوع آخر يملكه التاريخ علي المدي الطويل) إنتهى .الآن عليّ أن أذكركم بقول الله جلّت قدرته وقوله الحق {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة: 120].
10) هل علينا أن نكرر دوماً قراءة التاريخ كنشرة أخبار يومية حتى لا ننسى وحتى لا نرسخ لفكرة أن الميلمين والعرب ذاكرتهم التاريخية ضعيفة وهم سريعي النسيان ؛ كان علينا أن نتذكر كيف اقتطعت تيمور الشرقية وقامن كدولة نصرانية مستقلة وبؤرة في وسط الأرخبيل الاندونيسي المسلم ؛ وتحت أي مسوغٍ اقتطعت من أندنيسيا حتى نفهم أهداف السيناريو الصهيوأطلسي والذي بدأ تنفيذه في البوسنة والهرسك وامتد ليصل إلينا ويتوج بفصل جنوب السودان عن شماله؛ وهذا يعني قيام دولة ذات أغلبية نصرانية حتى وإن لم تكن هذه حقيقة دامغة ولكنه أمرٌ واقعٌ وقد فُرض ؛ وللعلم هي مرشحة لتكون من بؤر النزاعات المستقبلية تنفيذاً واستكمالاً لإستراتيجية " الفوضى الخلاقة " لمحاصرة مصر من خاصرتها ؛ حتى تتربع إسرائيل سيدةً آمرة ً ناهيةً في شرق أوسط جديد كان يخطط له لولا حرب تموز التي أجهضت الحلم المريض ؛ وحتى تتم إعادة المحاولة فلا بد من أن يتم حصار مصر من خاصرتها وعمقها الجنوبي الاستراتيجي ولا بد من التعجيل بتنفيد مخطط تفتيت وحدة النسيج السوداني وتمزيقه إلى كانتونات إثنية ودينية ؛ عندها فقط يسهل محاصرة مصر من خلال فوضى طائفية وأثنية فبؤرتي أقباط المهجر والنوبيين جاهزتان عبر منظمات العمل المدني (NGO) والتي تمّ تكوينها والاغداق عليها منذ تسعينات القرن الماضي منذ أن صدر القانون الأمريكي الرئاسي بمعاقبة الدول التي تضطهد الاقليات الدينية والعرقية . إنه تخطيط مدروس وجاهز وله خطط بديلة فما أن تفشل واحدة حتى يبدأ بتفيذ الثانية ؛ إنه مخطط طويل المدى.
11) أما نحن نلف وندور حول أنفسنا ونقبل بتصنيفنا بين دول إعتدال وأخرى دول ممانعة أطلق عليها " محور الشر" ومن بينها سوريا وإيران وكوريا الشمالية و السودان ؛ أما مصر فكانت كبيرة محور الاعتدال يوم كان يقودها المخلوع حسني مبارك ؛ هذا الرجل الذي وصلت به العمالة لدرجةٍ لم يبخل بها على إسرائيل من إمدادها بكل سبل الحياة حتى أنه يقوم بما يجب أن تقوم به هي بنفسها إمعاناً في التآمر على أمته وليبرهن على ولائه المطلق لأمريكا واسرائيل والناتو. وفي ذات الوقت لم يبخل على المسلمين العرب الفلسطينيين بكل أسباب وإجراءآت الموت حتى وصل الأمر بأن تفتق ذهنه بخنق غزة وحرمانها من تهريب الطعام والدواء عبر الانفاق ؛ فما كان من عمر سليمان إلا أن عرض عليهم تشييد جدار فولاذي عازل تحت الأرض في رفح لخنق إخوتنا في فلسطين. إشترط مبارك أن يتم شراء الحديد المطلوب لهذه التحصينات من مصانع حديد عز ونشط في إتمام الصفقة إبراهيم سالم صديق مبارك الشخصي!!
12) لقد فقد الحلف الامبريالي الصهيوروأمريكي- صديقاً عزيزاً حميماً هو الرئيس المخلوع مبارك الذي ما كان يعترض على أي أمرٍ يصدر إليه يتعلق بحماية إسرائيل ؛ وعندما ثار الشعب ضده تلكأ أوباما لعدة أسباب ؛ أولها أن يقدم الدعم المعنوي والسياسي لمبارك عله يبقى ويصبح الأمر مريح لأمريكا وأوروبا وإسرائيل " ويا دار ما ذخلك شر" . كان الغرب يمارس إزدواجية المعايير و للمراقب يتضح أن ممارسته لإزدواجية المعايير والنفاق السياسي المروج له إعلامياً هي أهم الاسباب التي دعت لثورات الربيع العربي ؛ فنجحت ثورتا تونس ومصر أولاً بسبب عامل المفاجأة للغرب وعدم توقعهما لمظاهرات واعتصامات مليونية فقد أوعز لهم عبيدهم في هذه المنطقة أن الشعوب تحت السيطرة " المداس" ؛ وأن الغرب إعتقد منذ الأيام الأولى لهاتين الثورتين أن المتظاهرون لا يتعدون عشرات الآلآف وأن الأمن المركزي وقوات مكافحة الشغب كفيلة بإخمادها وقد أوعز الغرب لمبارك بالقيام بالواجب وقمع المظاهرات وهو سيغمض العين؛ ولكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن الغربية فقد خرجت المليونيات وقاوم الشعب عنف تلك القوات وقتل الشهداء برصاص الشرطة ؛ فما كان الصهيوروأمريكي عاصمٌ لمبارك فتنكر وتخلى عنه في لمح البصر مثلما فعلوا مع ماركوس وشاه إيران ونوييجا وارستيد .
13) نفس السيناريو تكرر في تونس عندما انتفض الشعب وانتصرت ثورة الياسمين ولكن هناك فارق معتبر؛ فسي زين العابدين كان يعتبر إسرائيل دولة صديقة وحليفة وإسرائيل كانت تعتبره صديقاً حميماً فريداً وأن تونس تعتبر أحدى الكيبوتز من كيبوتزاتها؛ لذا شجعت السياحة ونوادي العراة ترفيهاً عن الصهاينة في جزيرة "جربة " التونسية . لذا فقد كانت تونس في عهد "سي الزين" تعتبر من ضمن الحدود الوطنية مما دفعها بالهبوط بمروحياتها واغتيال المناضل الشهيد خليل الوزير فهل تذكرتم أم أن الذاكرة العربية المسلمة ما زالت في غيبوبتها!!. كل هذا لم يعصم "سي الزين" من ثورة الياسمين بأرض الزيتونة والقيروان وأيضاً فاجأت أمريكا وقبلها فرنسا على حين غرة بالحدث الذي زلزل قناعاتهما السابقة والثابتة عن الانسان العربي المسلم ؛ أي أنه كعجل السامري جسدٌ له خوار؛ فقد حاول الحلف الصهيويوروأمريكي من أحتواء ثورة مارد خرج من القمقم فجأة و ثارعلى ظلم الحكم الديكتاتوري الذي كان يدعمه هذا الحزب المشبوه ؛ الحلف الذي إمتهن النفاق والضحك على ذقون الشعوب " يدي الحلة عيطة والنُقّارة عصا" كما يقول المثل الدارج.
14) سؤالنا ؛ هناك شعبٌ منتفضٌ في اليمن فلماذا لم تتدخل أمريكا وهناك آخر في البحرين فلماذا يغض الحلف (الصهيويروأمريكي) البصر عنهما ويركز فقط على ليبيا وسوريا . الأسباب معروفة لذوي البصيرة والبصر إلا إن كنا مثلهم نمثل بأننا نتغابى ( نستهبل) وندعي عدم الفهم والادراك. بالطبع ل لقد ساءت سمعة أمريكا لدى العرب والمسلمين عامةً بعد غزو العراق وإممارساتها لأمتهان حقوق الانسان في أبوغريب والترحيل إلى غوانتنامو وسجونها الطائرة والدول التي قامت بتأجير سجونها وحصلت على مناقصة ممارسة التعذيب للحصول على إعترافات ملفقة كمصر وأردن وإيطاليا ورومانيا ؛ وكذلك هناك سببٌ أخر ؛ هو عدم مقدرة أمريكا على القيام بحربين في آن واحد فهي غارقة في حرب أفغانستان ومتورطة في العراق ؛ وما زال لديها خمسون ألف جندياً هناك كرهائن بعد أن ساءت علاقاتها مع إيران حد العقوبات الأوحادية كما أن لديها قوات في جيبوتي. وأيضاً هناك عامل أهم هو الانهيار الاقتصادي العالمي الذي تسببت فيه المؤسسات المالية الأمريكية وانسحبت الاثار على كل العالم .
15) ما كان من هذا الحلف الشيطاني إلا أن وزع الأدوار وهذه المرة تقدمت فرنسا الركب بقيادة الناتو لضرب القذافي وهدم البنية التحتية لليبيا وقتل المدنيين بصورة لا تثير الانتقاد مثل تلك التي حدثت في العراق ؛ أما هنا فالأمر إختلف ؛ فقد تمّت تهيئة شرعية غطاء إقليمي من عمرو موسى أمين الجامعة العربية الذي يمهد الأرض للحصول على مباركة الغرب ليترشح لرئاسة الجمهورية ؛ فالرجل قدّم السبت ليجد الأحد أمامه ؛ وأيضاً هو أول من وفر الشرعية لضرب ليبيا ؛ وبهذه الشرعية الصورية تم تسهيل الحصول على شرعية أخرى أضخم وأكبر ؛ وهي الغطاء الأممي بزعم حماية المدنيين!! .
16) القذافي رجل مستبد وقاتل لا خلاف ولا جداك على ذلك إضافة إلى أنه جار سوء لكل من جاوره فأشعل الفتن ومول وأضرم الحروب الأهلية ؛ لا جدال في ذلك ولكن هل لإزاحته يحتاج الناتو لضرب البنى التحتية والمدنيين؟!! الأول والأخير الهيمنة الغربية على منابع النفط .. أي أن النفط .. النفط ولا غير النفط هو المحرك الاساس ؛ فلا ضير أن تتنازل أمريكا مجبورة بظروفها لفرنسا ساركوزي - اليهودي الفرنسي - والذي تدنّت شعبيته وأصبحت مسألة إعادة انتخابه على المحك جزء أكبر من كعكة ليبيا حيث تعمل الصهيونية على إعادة انتخابه فمن يؤمن إسرائيل أحسن منه؟ أليس هو الرجل جاء بفكرة القرار 1701 وقوات اليونيفيل لتحمي حدود إسرائيل من صواريخ حزب الله؟! أليس هو من أرسل بوارجه لتحرس شواطيء غزة وتمنع تهريب السلاح حماية لأمن وحدود إسرائيل؟!.. عموماً في هدم البنية التحتية لليبيا يهييء للغرب فرص عقود إعادة الاعمار بعض سقوط القذافي ومواصلة المزيد من التدمير حتى قرب الانتخابات الفرنسية والامريكية ؛ حينها فقط يكون الناتو قد حقق الانتصار.!!.. الفوضى الخلاقة ما زالت مستمرة هناك!!
17) في البحرين " يبطرخ" الاسطول الأرمريكي السادس ؛ البحرين سد في وجه التمدد الشيعي الطائفي لذا فإن الحلف المشبوه ( الصهيويوروأمريكي) يغض النظر ويطالب الحكومة بالحوار لإنهاء الخلافات بالطرق السلمية وعدم استعمال القوة المفرطة لتفريق المتظاهرين ؛ يعني ممكن إستعمال القوة ولكن دون أن تكون " مفرطة.!! .. " شوف الحنية" يا أخي!! ؛ فهذا كل ما استطاع هذا الحلف المشبوه من ممارسته هنا بينما ليبيا يمارس الدمار والتقتيل.!!
18) أما في اليمن فما زال الحلف المشبوه ( الصهيويوروأمريكي) ملتزم " بضبط النفس" ؛ فاليمن جوار لصيق لدول نفطية ؛ وهو نظام جمهوري آمن تم تدجينه منذ نشأته ؛ ويقوده ديكتاتور " أُلعبان" يلعب بالبيضة والحجر ويتلون كما الحرباء في اليوم ألف مرة وهو كالزئبق لا تستطيع أن تمسله إذ " يفلفص" في ثواني منك وهذا الذي يفعله الآن هو ضمن خطة يباركها الحلف المشبوه لشراء الوقت وإقرار استراتيجية لتأمين دول الخليج وتحصينها من الربيع العربي برغم وجود قاعدة المسيلة في قطر وقاعدة فرنسية في الآمارات. الشارع اليمني ومنذ أربعة شهور يطالب برحيل على صالح ولكن الرجل لا يريد التخلي رغم الضمانات التي وفرت له ولم توفر لحسني مباركز إلا أن " سي الزين " كان عاقلاً وواقعياً فقال لشعبه " أنا فهمتكم خلاص فهمتكم " لينوم الشعب ويغطي هروب آمن ؛ تصوروا أن " سي الزين" احتاج لربع قرن من الزمان حتى إستطاع أن يفهم شعبه ؛ فيا تُرى من هو الغبي في هذه الحالة؟!. الآن في اليمن يعمل الحلف المشبوه على إذكاء فتنة طائفية وقبلية .. إنه سيناريوالانزلاق نحو الفوضى الخلاقة ؛ عندها يكون اليمن مشغولٌ بنفسه فيحارب بنيه بعضهم البعض وينام الجيران خاليي البال. فلا سبيل لعدوى.!!
19) أما سوريا فموضوعها شائك ومعقد تتضارب فيه المصلحة الاسرائيلية والامريكية واللبنانية والفرنسية مع السورية والفلسطينية فالدول العربية والاسلاميةالتي ترى فيها سد ممانعة ضد الحلف المشبوه (الصهيويوروأمريكي) الذي يريد أن يفرض شرقاً أوسطياً جديداً ؛ لتصبح فيه إسرائيل الحارس الأمين على مصالح الغرب النفطية . فسوريا تدعم لوجستياً حزب الله الحزب العربي المسلم المقاوم للإحتلال الصهيوني ؛ وسوريا هي الوحيدة من يحتضن كثير من الحركات المقاومة الفلسطينية كحماس والجهاد والحركة الشعبية ؛ فقد تخلى العرب عن مسئوليتهم تجاه المقاومة إرضاءً للحلف المشبوه وكل هذه الحركات تقلق مضجع إسرائيل ولذا فإن التآمر على سوريا أمر حتمي وضروري ولا بد من العمل على أزالة نظام الأسد والسبب كون مرجعه كون سوريا توفر لهاذه الحركات الدعم اللوجستي والمعنوي والسياسي والاعلامي . سوريا حليف أساس لإيران المدرجة على قائمة " محور الشر" وهي التي تساند حزب الله في لبنان المدعوم ومسلح من قبل إيران . حاول الحلف المشبوه أن يفت من عضد سوريا لتتنازل عن ثوابتها بحياكة كثير من المؤامرات والتهم ؛ فمن إتهامٍ بضلوعها في اغتيال الحريري إلى إتهامٍ بإمتلاك مفاعل تجارب نووية ينتج أسلحة دمار شامل ومن أجل خلق أرضية لتنفيذ هذا المخطط كان لا بد للحلف المشبوه من تمويل منظمات مجتمع مدني ؛ وميليشيات طائفية ؛ وتحريض الأكراد حتى تدب في أوصال سوريا عوامل الوهن فينهار نظام بشار الأسد. إن الانظمة الشمولية لديها مشكلة تتلخص في انعدام رؤية سياسية تتعامل وتتماهى مع رغبات شعوبها فتعتمد على الحلول الأمنية لقمع المعارضة ؛ وعليه أن في إنهيار أو زوال نظام بشار الأسد فيه ضربة للتيار العروبي المقاوم في العالم العربي وبزوله سيفتح الباب على مصاريعه لإسرائيل للعربدة في المنظقة وفيه دحرٌ لحزب الله وإنهيار لآمال المقاومة الفلسطينية.!!
الحاشية
إن في إجتماع الدول الثمانية الكبرى في فرنسا بدعوى البحث في مساندة الثورات الربيعية العربية ما هو إلا محض هُراء ؛ إنها محاولة مفضوحة للإلتفاف حول هذه الثورات وتطويقها لإجهاض قرارها السيادي بتقديم إعانات مالية؛ محاولة رخيصة للشراء ولكنها إكتشفت أن هذه الثورات انتفضت من أجل الحرية وتحرير قرارها الوطني الذي ارتهن طويلاً للغرب ؛ إنها مجرد سايس بيكو جديدة ؛ أو يمكنك أن تطلق عليها يالطا أو إمتداد طبيعي جديد لؤتمر مالطا ؛ إنه إجتماع في ظاهرة الرحمة وباطنه العذالب !! . يجب أن نأخذ حذرنا وأن لا نثق أبداً في هذا المحور المشبوه ا؛ ولا نأخذ كل ما يُرَوِجَه لنا بحسن نية وسذاجة سياسية كل ؛ إنه لا ينصب لنا إلا الفخاخ ؛ وليس ببعيد عنا فخ المحكمة الجنائية الدولية ؛ فكان في ظاهره الرحمة وباطنه العذاب فهذه المحكمة ما هي إلا ذراع من أدوات الاستعمار الحديث؛ فهي لم تنشأ إلا وسيلة لتخويف واخطاع وابتزاز الدول المستضعفة التن شقت عصا الطاعة على الحلف المشبوه ( الصهيويوروأمريكي) ؛ وعلينا أن نتأمل في ممارسات إدعاء هذه المحكمة ؛ فبينما تفرغ مدعيها العميل أوكامبو للسودان ورمز سيادته ؛ بالمقابل غطّ متعمداً في سباتٍ عميق حين كانت تقتل إسرائيل أطفال ونساء وشيوخ المسلمين العرب الفلسطنيين في غزة بعملية الرصاص المصبوب الهمجية وبثت المجاز على الهواء مباشرة ولا لأدلة دامغة غير تلك المشاهد الحية فلا حاجة له لتلقين شهود أو تلفيق أدلة كما في الحالة السودانية . مرة أخرى استيقظ فجأةً أوكامبو في ساحل العاج ثم أغمض الجفن ؛ مرة أخرى استيقظ فجأةً على دوي قنابل الناتو في ليبيا وطائرات الاباشي البريطانية والجازيل الفرنسية وهي تصطاد المدنيين الليبين االأبرياء وقد بدأت تقصف بقنابل اليورانيوم المنضب بدلاً القذائف ؛ إنه تطور خطير خرج عن التفويض الأممي بجماية المدنيين ؛ ولم نسمع من عمر موسى ولم نسمع من منظمة المؤتمر الاسلامي ولا الاتحاد الافريقي المطالبة بالالتزام بحماية المدنيين ففينا أيضاً من يتآمر على الأمة بصمته . الآن بدأ الدور المرسوم لأوكامبو في أن ينشط وبدأ الرجل فعلاً في تووجيه إتهاماته للقذافي ؛ والآن من تبقى له؟! فقط تبقت له سوريا وعن قريب سيوجه نشاطه نحوها بعد أن فشل داتنيال بالمار.!! ؛ بالمناسبة بعد تطور الاحداث على الساحة السورية فاجأنا دانيال بلمار بأن هناك تعديلات على القرار الظني ؛ فبعد أن برأ بيلمار سوريا وإلتف حول حزب الله؛ الآن لا يخالجني أدنى شك بأن تعديلاته الجديدة التي أعلن عنها والتي استجدت بعد أن سلم القرار للقاضي المختص حتماً سيوجه الاتهامات باغتيال الحريري لسوريا مباشرة هذه المرة؛ وربما يوجهها لبشار الأسد شخصياً فدانيال بيلمار فاجر وقادر ؛ لذا فلا غرابة!! ومع كل هذا فإيران حليف قوي وسند أقوى لسوريا وأمريكا لا تريد الدخول في حرب في هذه المرحلة وإلا سيصبح ال(50) جندي أمريكي في العراق رهائن لإيران المتمدة في مفاصل الشأن العراقي!!
هامش:
قال تعالى فيمُحكم التنزيل وقوله الحق: {قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ} [البقرة: 120].
abubakr ibrahim [[email protected]]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.