السفير السعودي لدى السودان يعلن خطة المملكة لإعادة إعمار ستة مستشفيات في السودان    مليشيا الدعم السريع تكرر هجومها صباح اليوم على مدينة النهود    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    شاهد بالصور والفيديو.. على أنغام الفنانة توتة عذاب.. عروس الوسط الفني المطربة آسيا بنة تخطف الأضواء في "جرتق" زواجها    المجد لثورة ديسمبر الخالدة وللساتك    بالصورة.. ممثلة سودانية حسناء تدعم "البرهان" وثير غضب "القحاتة": (المجد للبندقية تاني لا لساتك لا تتريس لا كلام فاضي)    المجد للثورة لا للبندقية: حين يفضح البرهان نفسه ويتعرّى المشروع الدموي    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    الناطق الرسمي للقوات المسلحة : الإمارات تحاول الآن ذر الرماد في العيون وتختلق التُّهم الباطلة    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    قرار بتعيين وزراء في السودان    د.ابراهيم الصديق على يكتب: *القبض على قوش بالامارات: حيلة قصيرة…    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    باريس سان جيرمان يُسقط آرسنال بهدف في لندن    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    صلاح.. أعظم هداف أجنبي في تاريخ الدوري الإنجليزي    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    المريخ يخلد ذكري الراحل الاسطورة حامد بربمة    ألا تبا، لوجهي الغريب؟!    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    بلاش معجون ولا ثلج.. تعملي إيه لو جلدك اتعرض لحروق الزيت فى المطبخ    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مالي: وتنفيذ طوق الحصار على العالمين العربي والاسلامي!!(2 2) .. بقلم: أبوبكر يوسف إبراهيم
نشر في سودانيل يوم 18 - 01 - 2013


بسم الله الرحمن الرحيم
هذا بلاغ للناس
قال تعالى: (هَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألْبَابْ) ..الآية
توطئة:
% ليس هناك في لعبة السياسة ما يسمى بتقديم تنازلات ما في مشكلة ما تحت غطاء شعار براق اسمه " حسن النوايا" ، وإلا لكانت ثغرات الصياغات القانونية للمعاهدات تخل بها وتجردها عن الحق ، فقرار الأمم المتحدة (242) الذي صاغه اللورد كرادون جاء فيه " انسحاب إسرائيل من أرضي عربية" والصحيح والذي يفترض أن تكون عليه الصياغة هو " من الأراضي العربية"، بالطبع البون شاسع بين العبارتين ومدلولاتهما، لذا لعبت الدولة الصهيونية بحجية الصياغة!!
% بالتالي هذا دليل بأن القادة والزعماء العرب لم يستصحبوا المتشابهات في المعاهدات التي تعقد بين الدول والتي تحدد مصائر الأمم ، والسبب بسيط الذي قاد لهذا الخطل، هو أن بعض أنظمة الحكم الشمولية التي قفزت إلى سدة الحكم تعتمد على أهل الولاء ولا تعترف بالخبراء الجهابذة وتستعين بهم وفق تخصصاتهم التي في كثيرٍ من الملمات نكون في أمس الحاجة لها ، وسبب عدم الاستعانة هو توجسها خيفة في أن يكشف ما دار خلف غرف المفاوضات المغلقة ولما قُدم من تنازلات ممن لا يملك لمن لا يستحق ، وكذلك لأن الخبراء وفق تخصصاتهم وخبراتهم وتجاربهم العميقة لن يقبلوا بمثل تلك التنازلات، وقد سبق وقلت أنه لا ضير إن توافر في أهل الولاء التخصص ولكن ما دون ذلك غير مقبول، ولكن إتضح أن الابتزاز الدولي دائماً ما يؤدي إلى تقديم تنازلات مقابل البقاء في سدة الحكم من قبل المُتَنازِل!!.
% إننا حينما نتحدث عما يحدث الآن من هجمة " صهيوأوروأمريكي التحالف الشيطاني"، إن لم نستصحب معنا المسببات وجذور المشكلة التي بدأت بانقلاب عسكري فإننا نغفل الحقيقة برمتها، وبالطبع وكما عاصرنا أن كل انقلاب عسكري عندما يأتي إلى السلطة يدعي الديمقراطية، وهي كما نعلم ديمقراطية زائفة أو مصطنعة أو مدجنة وفي بعض الأحايين أن كل الذي يتغير هو خلع البزة العسكرية وإبدالها ملابس مدنية!!
الحاشية:
إن أهم فائدة من فوائد 11/9 هي أنها أغرت الغرب بالتجبر والتسلط والعنجهية ضد المسلمين، على أساس أن المسلمين كلهم إرهابيين، فعممت الصفة بالإطلاق لحاجة في نفسها وخلق عدوٍ جديد يحل محل القطب المنهار، وفي ذات الوقت كشف غزو العراق النوايا " الصهيويوروأمريكية" مدى الكذب والدجل وافك هذا "التحالف الشيطاني"، فمسوغ غزو العراق هو مجرد محض كذب وافتراء، لذلك استهجنته معظم الدول الأعضاء في مجلس الأمن، فلم يقابل باعترافٍ أممي، أي أنه قرار أحادي أملاه شعور أمريكا بالصلف والغطرسة، لاعتقادها أنها قد أصبحت القطب الوحيد الذي يتحكم في مصائر الشعوب دون منافس يحفظ التوازن الأممي والسلم العالمي كرمانة ميزان، بل اعتبرت المنظمة الدولية أمريكا " دولة وسلطة احتلال" فأنه لا يستقيم عقلاً أن يقوم من تحدثنا عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان بغزو واحتلال دولة ذات سيادة وتدمير بنااها وتشريد شعبها وقتلهم.. أليس هذا هو المنطق؟!.. فماذا نطلق على من يفعل مثل هذا الفعل المخزي المشين؟! ، أن ما حدث من فظائع وانتهاكات حقوق الإنسان على يد القوات الأمريكية الغازية وأذرعها مثل " بلاك ووتر" من ممارسات همجية وتعذيب وتقتيل هي جرائم حربٍ وإبادة جماعية ، والأدلة الدامغة تشهد على ما حدث في سجن أبو غريب ومعتقل غوانتنامو ، بالإضافة إلى ما انكشف من أسرار السجون الطائرة ومعتقلات التعذيب المستأجرة وخطف بعض الرموز الاسلامية من دول أوروبية. كل هذا كشف الوجه القبيح لأمريكا، وولّد شعور بكراهيتها ومقتها بين عامة المسلمين من جاكرتا إلى طنجة، فهل يستقيم عقلاً وعدلاً أن يتساءلوا سؤالاً هم أفضل من يجاوب عليه : لماذا يكرهنا المسلمون؟!
كل هذه الانتهاكات هي أبلغ دليل أسفرت عن وجه أمريكا ، إذ فعلت كل هذا دون حياء ودون أي يرمش لها جفن، وبالتالي فهي قد خلقت بيئة صالحة لتنامي عداء المسلمين لها لشعورهم بالظلم ، بالإضافة إلى عامل مهم، هو عامل دعمها لكل الطغاة من سدنة الحكم الديكتاتوري وأنظمتهم التوتالارية في العالم الاسلامي العربي ، فقد جثموا على صدور شعوبهم حماية لعروشهم وكراسيهم، لذلك كان للتيار الاسلامي حضور قوى بين جماهير هذه الدول حيث كان هو التيار الوحيد المستهدف من قبل أمريكا "والتحالف الكريه، وقد تمّ ويتم ذلك بتواطؤ كثيرٍ من حكام العرب والمسلمين، بل ساعدتهم هذه الأنظمة التعيسة أمريك في شن حروبها على التيار الاسلامي والتنكيل برموزه تحت غطاء وشعار زائف هو الحرب على الارهاب!!
أصبح التيار الاسلامي هو التيار المقاوم والمصادم لهذه القوة المستكبرة المتجبرة وأذيالها من الحكام الفسدة الفاسدين والمفسدين ، وقد تماهوا مع غايات هذه القوة المتجبرة الصلفة لتقاطع المصالح، ولذلك شعر "التحالف الشيطاني" بالقلق المفزع حين أفرزت انتخابات دول الربيع العربي عن وصول التيارات الاسلامية لسدة الحكم.
إن أكبر خدمة قدمها " التحالف الشيطاني" للتيارات الاسلامية في العالمين العربي والاسلامي، هي تلك الحملات الاعلامية المغرضة والمشوهة للإسلام ونخبه ورموزه حتى طالت نبينا الكريم محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وعمدت أيضاً على تشويه صورة التيار الاسلامي المقاوم والمصادم لقوى الاستكبار والهيمنة وذلك عبر أبواقها المأجورة من بقايا الشيوعيين والعلمانيين والليبراليين والقوميين العرب لترسيخ مصطلح " الارهابين الإسلاميين". وهؤلاء قد أصبحوا ذيلاً من ذيول قوى العجرفة والصلف بعد أن أصبحوا كاليتامى بعد أفول نجم الاتحاد السوفيتي، ولا أدري كيف تحالفوا مع عدو الأمس القريب، الذي كانوا يناصبونه العداء جهراً ويذلقونه بأحط السباب والصفاة. دعونا نسأل هذه الأبواق من القوميين العرب الذين يدعون أن قضية فلسطين هي قضيتهم المحورية :هل بإمكان أحدهم الآن أن يصرح ويدين الصهاينة جهاراً نهاراً؟!.. بالطبع الإجابة وأقسم بغلظ الإيمان أنه لو تجرأ أحدهم وفعلها لقطع عنه المدد فوراً ولما سُمح له بدخول أي دولة من دولهم، ومع ذلك فالإجابة القاطعة كلا لأن الأمريكان تعلموا من الأمثال العربية الدروس التي تنفعهم مثل المثل القائل: " أطعم الفم تستحي العين!!، فكلٌ يُموّل من قبل فروع الاستخبارات الأمريكية المختبئة داخل سفارتها في بلداننا ،وهل نسينا ما حدث بالأمس القريب ما حدث من تلك المجموعة التي تمثل خمس معاهد دراسات أمريكية وألمانية والتي تمّ القبض عليها في مصر وقد تمّ تهريبهم في رابعة النهار في عملية أمريكية قذرة أثارت غضب الشارع المصري الثائر، تلك المجموعة التي أنفقت ملياراً ونصف من الدولارات لإجهاض الثورة في مصر خلال أشهرٍ معدودة؟! .. أليس كل هذا كافياً لتعميق الشعور بالكراهية ضد أمريكا والغرب عموماً؟!
هذا الغضب كان السبب الرئيس في قيام تنظيمات وحركات إسلامية في كثير من الدول، ومنها من حمل السلاح لإسقاط أنظمة ديكتاتورية شمولية تماهت ودُعمت من أمريكا، أنظمة مشهودٌ لها أنها أذاقت شعوبها الويل والسحل والقتل، حيث قامت هذه الأنظمة بتهميش الأقليات في بلدانها ، وهذ ما حدث الآن في مالي كدليل حي ماثل للعيان ، فإذا كان جنوب السودان الذي انفصل بدعم غربي لأنه بزعم أنه مهمش فلماذا لا يحق للأزديين في شمال مالي نفس الحق؟!..ولماذا أسبغ الحلف "الصهيويوروأمريكي" على الجنوبيين صفة "الثوار" وعلى الأزديين في شمال مالي صفة "الارهابين الاسلاميين"؟! هل لأنهم مسلمون ولا ضير من أن يقتل بعضهم بعضاً؟!! سؤال هام للغاية يستحق منا عناء الإجابة عليه أم أن هناك سبب آخر؟!!
الهامش:
نعم هناك أسبابٌ أخري، وأهمها ضرب طوق حصار على الأمة العربية والاسلامية ودولها، أولاً لمنع تقدم الصين وهي المنافس القوي والمارد الصناعي العملاق الذي يتخذ من لغة تبادل المنافع التجارية مع الدول العربية الافريقية والاسلامية التي استغلت الامبريالية ثرواتها والتدخل في شئونها الداخلية واحتقار سيادتها على دولها والصين لا تفعل ذلك. ولا تشترط شروطاً سياسية تهين بها سيدة الدول، وفي ذات الوقت هناك دول خانعة في منطقتنا مثلما هناك دول مقاومة للتغول الغربي وصلفه وجبروته، ولقد اكتشف الغرب بقيادة "تحالفه الشيطاني" أن من يقود المقاومة في هذه الدول ليس غير التيارات الاسلامية التي اضطهدت في عهود البغي والضلال والتي كان الحلف يدعم بل ويحمي أنظمتها الغاشمة التي نكّلت برموز وأعضاء هذه التيارات.
إن "الحلف الشيطاني" أصبح يدرك بأن مصالحه أصبحت مهددة في الدول العربية والاسلامية بعد ثورات الربيع العربي التي كان وما زال بعض قادتها خانعون ويأتمرون بأمره، ولكنهم في غيبوبة لا يدركون أن رياح التغيير آتية لا ريب ولا محالة!!، وأن هذا "التحالف الشيطاني" الكريه، مهما أنفق من ملياراته للالتفاف حولها أو إجهاضها فرياح التغيير أعتى من كل هذه المحاولات وربما ما ينفقه لا و إلا أن يكون مصدر تمويل لأزرقيه خانوا أوطانهم وهم ٍ قلة من النخب الانتهازية من أبناء جلدتنا ، ودون أن يعبؤوا بأن وضعهم الحالي المستقبلي كخونة يتمتعون بكامل الكراهية فأصبحت الكراهية لهم مكتسبة من كراهية هذه الشعوب لهذا الحلف الكريه كراهيةً تلقائية ، وللعلم أن عامل الكراهية المتناهية والمتنامي لهما لم يبلغ ذروته بعد، فأبشروا ببيعكم الخسيس البئيس!!، كما أن غطرسة وافصاح "التحالف الشيطاني" عن وجهه الكريه كان بصورةٍ سافرة ومستفزة لمشاعر المسلمين لدرجة يصعب بعد ذلك أن تنطلي على الشعوب الاسلامية أي لعبة من ألاعيب هذا الحلف الكريه والتي أصبحت معلومة ومكشوفة للكل مهما تغيرت الأزمنة والأمكنة والشخوص والتكتيكات!!
والآن، دعونا نقارن حال الأمة يوم " سايس بيكو" حين قَسم ذات الحلف الكريه الدول العربية إلى ما هو حالها اليوم، من البداهة أن نقول أنه لا مجال للمقارنة، حيث أصبح المواطن العربي المسلم مفعماً بشعورة الانتمائي العقدي وقد اكتشفت أجياله اللاحقة - أجيال ما بعد" سايس/بيكو" - مدي عمق المؤامرة والغدر الاستعماري الغربي وما يدعيه اليوم من مثل أخلاقية لا تتطابق مع أفعاله فاكتشفت الاجيال ازدواجية المعايير والنفاق والتدليس والافك والكذب الذي يمارسه، وذلك من أجل أن يغرس الدولة الصهيونية كجسم سرطاني في جسد الأمة العربية والاسلامية، وكان من باب أولى أن يسأل هذا التحالف الكريه الغبي نفسه عن حال الأمة الاسلامية والعربية بعد مؤامرة سايس بيكو والجيل الذي عاصر النكبة وبين الأجيال التي تلته، لقد تفاقم الشعور بالكراهية وتعاظم الشعور الانتمائي العقدي وبدأت هذه الأجيال بالعودة إلى المنظومة القيمية الاسلامية التي تنظم حياتها وشئونها وحتى الدفاع عن نفسها بإحياء وإعلاء شعيرة قيمة الجهاد!!
لم يستيقظ التحالف" الصهيويوروأمريكي" من حلمه المريض بشرقٍ أوسطٍ جديد، فبدأ محاصرة الأمة من أطرافها فبدأ بالعراق وإيران، ثم غزا أفغانستان التي كان يعتقد أنها لقمة سائغة ولم يدرك أنها موطن الجهاد والمجاهدين والذين تحولوا فجأة بتصويره وترويجه ل " الارهابيين الاسلاميين، وها هو يجرجر ذيول الخيبة ليخرج منها مذموماً مدحورا كما حدث وقاومه المجاهدون الاسلاميين في الفلوجة الطُهرى بأرض الرافدين ومثلما هزم من قبل حزب الله في جنوب لبنان، وهزم مؤخراً في غزة العزة ، والآن يمارس ذات التكتيك في سوريا لمحاولة محاصرة الأمة من بواباتها الشمالية والشرقية، وبنفس اللعبة القديمة التي يحاول تطبيقها مع إيران اليوم، ولكن إيران أعدت لهم من القوة ورباط الصواريخ ما أعدت ، فمهما كان الخلاف المذهبي إلا أن الحلف الشيطاني يتعامل معها دولياً كقوة إسلامية معتبرة تملك وسائل الدفاع عن نفسها وتحاول تجريدها من كل هذه الوسائل وتقليم أظافرها، ولكن دون جدوى!!، أما إقليمياً فهذا الحلف يلعب بالورقة المذهبية بين السنة والشيعة ليخلق الفتن فيما بينهما حتى لا يتكتلان فيصبحان قوة مضافة إلى ما لدى إيران حالياً. أما في جنوب جسد جغرافية الأمة فقد يكون الحلف الكريه قد أفلح مرحلياً وتكتيكياً ولكن لا أظن أن هناك من يغفل ولا يتنبه لعبثه في منابع النيل!!
الهامش:
أخبرنا المولى عز وجل في محكم التنزيل قائلاً{ تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى}.. الآية ، ففرنسا دخلت إلى عش الدبابير ولذلك أن أصحاب الخبرة السابقة من دول التحالف الكريه لم تتورط لأنها تعلمت من دروس ونتائج حروبه الهمجية أنه ما دخل حرباً إلا وخرج مذموماً مدحوراً يبحث عن سبل الخروج مثلما حدث في فيتنام والصومال حيث لقنهم على فارح عيديد درساً لن ينسوه وقد أتت قواته "التحالف الشيطاني" للصومال على اعتبار أنها أهون لقمة ليبتلعها في زردة واحدة فخاب فأله، ولكن الصومال أصبحت كالموسى في حلقه مما اضطره أن يلفظها بعد أن أصابت حلقه بجروح عميقة وقد أُذل كبرياؤه ونفس السيناريو حدث كذلك في أفغانستان والعراق، بالرغم أنه خلّف خلفه ذيولاً إلا أن التيار الاسلامي المقاوم لن يهدأ له بال إلا بعد أن يجتثهم ويطهر أرض الرافدين ودرة تاج الدولة الاسلامية العباسية، فمن حقد هذا التحالف أنه أثناء الغزو قام إما بسرقة مخطوطات دار الحكمة في بغداد أو حرقها أو رمى بها في الفرات وأيضاً سرقتهم للآثار التي تحكي تاريخ العراق الاسلامي المجيد!! ، فأن كان التحالف الكريه يعتقد أن هذا كان غاية النصر الذي ما حققه على الفكر العقدي الاسلامي ، فإن نصرهم بئيس وأن الأمة الاسلامية ما زالت بألف خير وستعيد كتابة تاريخ ملاحم النصر على صفحات المجد قريباً بإذن الله وحوله وقوته.
الآن تحاول فرنسا العضو في منظومة الحلف " الصهيويوروأمريكي" أن تأخذ قصب السبق في قيادة الحرب على إسلاميي مالي وتعتقد أنها بذلك ستحتل موقع "الشريك المدير" لتنال أوفر نصيب من الغنيمة معتقدة أن نفس ظروف " سايس/ بيكو" ما زالت قائمة حتى الآن ودون تراعي حتمية تطور الفكر السياسي للإسلاميين لذلك كانت تجربة ليبيا ماثلة أمام دول الأطلسي التي كانت تعتقد بأن الغنيمة تماثل غنائم العراق، فصدموا جميعاً من النهاية المأسوية التي راح ضحيتها السفير الأمريكي جي . كريستوفر استيفنز ومعه ثلاثة من منسوبي القنصلية في بنغازي حيث أحرق المتظاهرون القنصلية كردة فعلٍ للفيلم الأمريكي الذي يسيء إلى رسولنا الكريم محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه بينما قادته كانوا يفاخرون به لتحدثه العربية بطلاقة ، فهذا السفير رغم تعلمه لغة القرآن فإنه يجهله ويجهل ثقافة أتباع الدين الاسلامي الذين تأخذهم الحمية حينما يتعلق الأمر بعقيدتنا ونبينا عندها ترخص الأرواح والمهج، لم يتعلم هؤلاء الهمج الدروس من تجاربهم ويعتقدون أنه ليس هناك أسهل من تطويق العالم العربي الإسلامي لنهب ثرواته حقاً " الطمع قلّ ما جُمِع"!! . اليوم لمجرد أن سمحت الجزائر للمقاتلات الفرنسية بعبور أجوائه، كانت ردة فعل المقاومة الاسلامية أن اقتحمت مجمع لحقل بترولي داخل الجزائر واختطفت بعض رعايا الأطلسي كرهائن حتى إيقاف القصف والخروج من المنطقة وكان خيارهم المقاومون أما الشهادة أو النصر وأن أحلام !!
قصاصة:
من أهم الكتب قرأتها قرأت مؤخراً كتاب " الجهاد في سبيل الله مقاصد وآثار"*، لمؤلفه د. وصفي عاشور أبو زيد ، يقول المؤلف: [للجهاد عند المسلمين مكانة كبيرة؛ فهو ذروة سنام الإسلام، وارتبطت عزة المسلمين به في كل العصور، ولقد امتازت فلسفته في الإسلام عن الديانات والمذاهب والأفكار الأخرى سواء كانت سماوية أو أرضية، فقد ربطه القرآن الكريم والسنة النبوية بأنه "في سبيل الله"، ومعنى ذلك أنه ليس لإشباع رغبات بشرية دنيئة، أو للتشفي وتفريغ مشاعر إنسانية ذميمة، أو تحقيق مصالح شخصية فاجرة، وإنما هو لبلوغ مقاصد شرعية نبيلة، وتحقيق أهداف إنسانية عظيمة، حددها الشارع الحكيم، ونصبها أمام القائمين به؛ وذلك لكي يكون "في سبيل الله" لا في سبيل غيره، ولتكون كلمة الله هي العليا، وتسعد البشرية في ظلال الإسلام العظيم. نتحدث عن مقاصد الجهاد هنا لا نعني به الجهاد بمفهومه الشامل الذي يشمل جهاد النفس وجهاد المنافقين وجهاد الشيطان، والأنواع الأخرى من الجهاد التي ذكر العلماء منها أكثر من ثلاثة عشر نوعا، وإنما نعني به معناه المباشر وهو القتال.] * المصدر
قال الله تعالى: {{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ *وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يُوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ *}} [الأنفال]
% وبكرة جمعة مباركة عليكم وسائر المسلمين .. عوافي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.