استهداف مطار مروي والفرقة19 توضح    محمد وداعة يكتب: المسيرات .. حرب دعائية    مقتل البلوغر العراقية الشهيرة أم فهد    إسقاط مسيرتين فوق سماء مدينة مروي    لماذا لم تعلق بكين على حظر تيك توك؟    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    ب 4 نقاط.. ريال مدريد يلامس اللقب 36    كهرباء السودان: اكتمال الأعمال الخاصة باستيعاب الطاقة الكهربائية من محطة الطاقة الشمسية بمصنع الشمال للأسمنت    الدكتور حسن الترابي .. زوايا وأبعاد    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أحمد السقا ينفي انفصاله عن زوجته مها الصغير: حياتنا مستقرة ولا يمكن ننفصل    بايدن يؤكد استعداده لمناظرة ترامب    الأهلي يعود من الموت ليسحق مازيمبي ويصعد لنهائي الأبطال    أرنج عين الحسود أم التهور اللا محسوب؟؟؟    الصناعة.. قَدَر الخليج ومستقبله    شاهد بالفيديو.. حكم كرة قدم سعودي يدندن مع إبنته بأغنية للفنان السوداني جمال فرفور    شاهد بالصور.. رصد عربة حكومية سودانية قامت بنهبها قوات الدعم السريع معروضة للبيع في دولة النيجر والجمهور يسخر: (على الأقل كان تفكوا اللوحات)    هل فشل مشروع السوباط..!؟    سوق العبيد الرقمية!    صلاح في مرمى الانتقادات بعد تراجع حظوظ ليفربول بالتتويج    مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية    أمس حبيت راسك!    وزير سابق: 3 أهداف وراء الحرب في السودان    (المريخاب تقتلهم الشللية والتنافر والتتطاحن!!؟؟    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    إقصاء الزعيم!    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل يعتبر الموقعين على وثيقة الفجر الجديد جزء من المؤامرة الإمبريالية .. إعداد د.المكاشفي عثمان
نشر في سودانيل يوم 02 - 02 - 2013


بسم الله الرحمن الرحيم
عرض كتاب / استراتيجيات غربية لاحتواء الإسلام
قراءة في تقرير راند 2007م
تأليف الدكتور / باسم خفاجي – مدير المركز
العربي للدراسات الإنسانية / القاهرة
ط 1- 2007م
قراءة وإعداد وتلخيص الدكتور / المكاشفي عثمان
دكتوراه في استراتيجيات تطوير المناهج – السودان .
هل يعتبر بعض السودانيين الموقعين على وثيقة الفجر الجديد ( الدامس ) جزء من المؤامرة الإمبريالية على الدول والشعوب الحرة ؟
يقع في ( 59 ) صفحة ووكيل التوزيع بالخليج العربي مجلة البيان اللندنية .
تسعى المراكز الفكرية الأمريكية المهتمة بالشرق الأوسط إلى تقديم العديد من التوصيات للإدارة الأمريكية لتوجيه المعركة الفكرية مع العالم الإسلامي ، وأظهرت الأعوام الأخيرة وجود اتجاهين فكريين بين هذه المراكز : يرى الاتجاه الأول أنه يمكن إشراك بعض الإسلاميين المعتدلين ضمن آليات الحكم والتأثير في العالم العربي والإسلامي ، بشرط موافقتهم الكاملة على اللعبة الديمقراطية واشتراكهم بها والتسليم بنتائجها ، ومن المراكز الفكرية الهامة التي تتولى هذا الاتجاه مركز كارنيجي (Carnegie)وكذلك مركز بروكينجز (Brookings).
أما الاتجاه الثاني فيرى ضرورة مواجهة الخطر الإسلامي من خلال تحجيم مؤسسات العمل الإسلامي ، ووصمها بالإرهاب والتطرف ، وإقصائها ماأمكن عن الحياة العامة وقنوات التأثير الفكري والإعلامي ومن أهم المراكز التي تتبنى هذا التصور مؤسسة راند ( Rand Corporation )، وهي أكبر مركز فكري في العالم والمؤثر على صناعة القرار في الإدارة الأمريكية خاصة فيما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط ، وهو ما يجعل لإصداراتها أهمية كبيرة في هذه المرحلة .
وقد أصدرت مؤسسة راند تقريرا في نهاية مارس عام 2007م، بعنوان بناء" شبكات إسلامية معتدلة " Building Moderate Muslimm Net Works، وهو تقرير متمم لسلسلة التقارير التي أصدرها هذا المركز لتحديد الأطر الفكرية للمواجهة مع العالم الإسلامي في الفترة التي أعقبت أحداث سبتمبر.
يقدم التقرير توصيات محددة وعملية للحكومة الأمريكية بأن تعتمد على الخبرات التي اكتسبت أثناء الحرب الباردة في مواجهة المد الفكري الشيوعي ، وأن تستفيد من تلك الخبرات في مواجهة التيار الإسلامي المعاصر عن طريق دعم شبكات وجماعات تمثل الفكر العلماني والليبرالي والعصراني في العالم الإسلامي لكي تتصدى للأفكار والأطروحات والتيارات الإسلامية التي يصنفها التقرير بالمجمل بأنها متطرفة، يؤكد على الحاجة لأن يكون مفهوم الاعتدال ومواصفاته مفهوما أمريكيا غربيا ، وليس مفهوما إسلاميا .
مؤسسة راند :
هي أكبر مركز فكري في العالم ، مقرها الرئيس في ولاية كاليفورنيا الأمريكية
واشتقت اسمها من "الأبحاث والتطوير " أي (Research and Development)وتقوم بجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات ، ومن ثم تحليلها وإعداد التقارير والأبحاث التي تركز على قضايا الأمن القومي الأمريكي في الداخل والخارج ، يعمل في المؤسسة ما يقارب من "600" باحث وموظف يحمل غالبيتهم شهادات أكاديمية عالية ، وميزانيتها السنوية تتراوح بين 100_150 مليون دولار أمريكي .
أصدرت مؤسسة راند كتابا في عام 1999م أي قبل أحداث سبتمبر بعامين بعنوان " مواجهة الإرهاب الجديد" وهو من إعداد مجموعة من الخبراء الأمريكيين ، صدر الكتاب في 153 صفحة هو خلاصة أفكار وأبحاث خبراء في دوائر البحث الأكاديمي والفكري والسياسة والإستراتيجيات ، من أمثال إيان ليسر ، وبروس هوفمان ، وديفت دونفلد ، وجون آركويلا، ومايكل زاينيتي .
وبعد أحداث سبتمبر قامت مؤسسة راند عام 2004م بإصدار تقرير بعنوان " العالم المسلم بعد 11/9" في أكثر من 500 صفحة لبحث التفاعلات المؤدية إلى حدوث التغيرات الدينية والسياسية التي شهدها المسرح الإسلامي ، وبهدف إمداد صانعي السياسة الأمريكية برؤية شاملة للأحداث والتوجهات الواقعة حاليا في العالم الإسلامي .
قدم البحث في محوره الأول خريطة للتوجهات الأيدلوجية في المناطق المختلفة بالعالم الإسلامي ، وأن المسلمين يختلفون في الرؤى الدينية والسياسية والاجتماعية مثل الحكومة ولقانون ، وحقوق الإنسان ، وحقوق المرأة والتعليم ، كما يصنع التقرير مساواة مفتعلة بين الإسلام "المعتدل" وبين "العلمانية" ، ويقسم العالم الإسلامي إلى مناطق "سلفية" وأخرى راديكالية" وثالثة "معتدلة" ، وتناول الجزء الثاني من البحث الخلافات القائمة بين المسلمين مع التركيز على اختلافين أساسيين هما الخلاف السني – الشيعي .
* الخلاف العربي – غير العربي :
أما في فبراير من عام 2005م فقد صدر لمؤسسة راند تقرير بعنوان : "الإسلام المدني الديمقراطي ": الشركاء والموارد والإستراتيجيات " ، ويرى التقرير أنه لايمكن أحداث التغيير المطلوب دون فهم طبيعة الإسلام الذي يقف سدا منيعا أمام محاولات التغيير ، وأن الحل لايكمن في النظر إلى المسلمين عبر أربع فئات هي:
مسلمون أصوليون ، مسلمون تقليديون، مسلمون حداثيون، مسلمون علمانيون.
أما فيما يتعلق بالأصوليون تقول راند : " يجب محاربتهم واستئصالهم والقضاء عليهم وأفضلهم هو ميتهم ، لأنهم يعادون الديموقراطية والغرب ويتمسكون بالجهاد وبالتفسير الدقيق للقرآن ، ولا يعارضون استخدام الوسائل الحديثة والعلم في تحقيق أهدافهم ويدخل في هذا الباب السلفيون السنة، وأتباع تنظيم القاعدة ، والموالون لهم والمتعاطفون معهم والوهابيون " .
وفيما يتعلق بالتقليديين ، تقول "راند" يجب عدم إتاحة أي فرصة لهم للتحالف مع الأصوليون وليصلوا إلى مستواهم في الحجة والمجادلة ، وفي هذا الإطار يجب تشجيع الاتجاهات الصوفية وبالتالي الشيعية ، ويجب دعم ونشر الفتاوى الحنفية لتقف في مقابل الحنبلية ، وأوصى التقرير بأهمية دعم المعتدلين ضد الأصوليين لتظهر لجموع المسلمين والشباب والنساء من المسلمين في الغرب مايلي عن الأصوليين: دحض نظريتهم عن الإسلام وعن تفوقه وقدرته ، إظهار علاقات واتصالات مشبوهة لهم ، إظهار هشاشة قدرتهم على الحكم وتخلفهم ، تغذية عوامل الفرقة بينهم ، دفع الصحفيين إلى البحث عن المعلومات والوسائل التي تشوه سمعتهم وإظهارهم كجبناء ومخبولين ومجرمين كي لايجتذبوا أحدا للتعاطف معهم .
وفي العام الماضي 2006م صدر لمؤسسة راند دراسة بعنوان "مابعد القاعدة" في مجلدين ، وأشرف على إعدادها أنجل راباسا ، ويقول التقرير : " إن العقيدة الجهادية تواصل الانتشار وتلقى مزيدا من القبول في العالم الإسلامي ، وهذا سينتج إرهابيين أكثر يجددون صفوف القاعدة ، وإذا تم الطعن في هذه القاعدة ستزوى وتموت ، ويقول راباسا : " الحركة الجهادية العالمية حركة أيدلوجية متطرفة والحرب عليها في أبسط مستوى تكون من خلال حرب الأفكار لمنع القاعدة من استغلال الخطاب الإسلامي والخطاب السياسي الذي استخدمته بكل براعة " .
ويلاحظ بالعموم أن تقارير مؤسسة راند الأخيرة تركز على فكرة المواجهة مع التيار الإسلامي من أجل تهميش دوره واحتواء تأثيره ، والقضاء على العناصر التي تستخدم الخيارات العسكرية في التعامل مع الاعتداءات الأمريكية والغربية على العالم العربي والإسلامي .
كما أن تقارير مؤسسة راند تركز على الفوائد التي يمكن أن تجنيها الإستراتيجية الأمريكية من إشعال الصراعات داخل العالم الإسلامي وتقسيمه ، "الفوضى الخلاقة" !!، لشق وحدة الأمة في مواجهة الهيمنة الأمريكية والتدخل في شؤون المنطقة من قبل بعض دول الغرب .
ومما يضيف إلى التأثير المتوقع لمؤسسة راند هو أن الإدارة الأمريكية تعاني من نقص في الأفكار والخطط الناجحة لتحقيق انتصارات حقيقية في المنطقة ، كما تتميز مؤسسة راند عن غيرها بوجود فروع نشطة لها في الشرق الأوسط ، وهو مايعطي لدراساتها من وجهة صانع القرار الأمريكي مصداقية ودرجة أعلى من الثقة في ما تصدره من توصيات ، ومقترحاتها ترجمت إلى سياسات عملية اتبعتها السياسة الأمريكية في التعامل مع المنطقة ، كما أن تقارير المؤسسة تمتاز بقوة الفكرة وجرأة الطرح وتقديم مقترحات عملية وخطط جاهزة للتنفيذ .
ومن الملفت للنظر في الأعوام الأخيرة أن الأمة الإسلامية تتأخر كثيرا في متابعة وتقييم ودراسة التقارير التي تصدر عن المراكز الفكرية الأمريكية حول المنطقة .
تقرير مؤسسة راند لعام 2007م :
وقد صدر في كتاب منشور ومتاح ، بعنوان: " بناء شبكات مسلمة ومعتدلة "
كتب ملخص التقرير بأسلوب إعلامي رصين ، يبتعد عن روح المواجهة الحادة والصريحة التي اتسم بها نص التقرير الأصلي ، وسبب ذلك رغبة معدي التقرير في تقليل رد الفعل السلبي عند انتشاره في العالم العربي والإسلامي .
الفصل الأول : "مقدمة" :
يصف واقع المجتمع الإسلامي من ناحية دور المسجد في المعارضة السياسية وعدم تمكن التيار العلماني من استخدام هذا المنبر من التعريف ببرامجه ، وأن التيار الإسلامي يتمتع بكل من المال والتنظيم وهما العنصران أكثر تأثيرا في
المجتمعات الإسلامية ولكي يتمكن الغرب من تغيير هذه المعادلة لصالح التيارات العلمانية المعادية للدين لابد من إيجاد فريق من "أعداء التيار الإسلامي" داخل العالم الإسلامي لتحجيم واحتواء ومقاومة المد والفكر الإسلامي في عالم اليوم .
الفصل الثاني : خبرة الحرب الباردة :
يشرح هذا الفصل كيف تحولت المواجهة مع الإتحاد السوفييتي من مواجهة اقتصادية وعسكرية إلى مواجهة فكرية بالدرجة لأولى حتى تم الانتصار الفكري في الحرب الباردة ، من خلال استخدام المفكرين والإعلام والمنظمات العامة والطلاب لتغيير مواقف شرق أوروبا ضد الشيوعية ويمكن أن تتكرر تحت نفس المظلة مظلة أمريكية أخرى لتحقيق نفس الهدف مع العالم الإسلامي ، وأوضح التقرير أن الدور الأمريكي في تلكم الإستراتيجية قد جمع بين التنظيم والتخطيط إضافة إلى الدعم المالي والدعم الإداري والتنظيمي والإعلامي المساند للجهات التي تتولى المواجهة الفكرية ، وبين التقرير أن أوروبا الغربية شاركت في تلك الخطة الإستراتيجية خصوصا بريطانيا .
الفصل الثالث : مقارنة بين الحرب الباردة وتحديات العالم المسلم اليوم :
توحي المقارنة أن الولايات المتحدة في حرب جديدة وأن الخصم في هذه المرحلة هو التيار الإسلامي ، وهي نقلة لافتة للنظر في خطاب المراكز الفكرية المتعلق بالعلاقة مع العالم الإسلامي ، ويلخص أوجه التشابه في ثلاثة أمور هي :
1- حدوث أزمة جيوبوليتكية (جغرافية سياسية ) ذات بعد أمني ومخاطر عسكرية واستراتيجية على مصالح الولايات المتحدة الأمريكية .
2- انشاء جهاز إداري أمريكي ضخم للتعامل مع هذه الأزمة .
3- أن طبيعة الصراع فكرية وليست اقتصادية وعسكرية فقط .
يحاول التقرير إقناع القارئ أن أحدث سبتمبر من عام 2001م مثلت خطرا حقيقيا على الأمن الإستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية ، وهو مايشابه الخطر السوفييتي في منتصف القرن الماضي ، فلجأت لجمع أجهزة الأمن والدفاع والاستخبارات تحت مظلة واحدة كما حدث في الحرب الباردة سابقا .
أما أوجه الإختلاف بين واقع الحرب الباردة وبين الواقع المعاصر فيتلخص في ثلاثة نقاط هي .
1- الحرب الباردة دولة في مواجهة دولة .
2- هناك إمكانية التفاوض .
3- يمكن معرفة أهداف وأطماع الطرف المنافس والأطراف الحالية ليست كذلك .
الفصل الرابع: "جهود أمريكا في تقليل موجة التطرف" :
يركز هذا الفصل على ما قامت به أمريكا في تحجيم التطرف ، ويرى معدو التقرير أن أمريكا أخطأت عندما أظهرت الدعم لعدد من الحركات الإسلامية التي تدعي الاعتدال وتكشف أنها معادية لمصالح أمريكا مثل دعمها لحزب العدالة والتنمية بالمغرب ، وربما جبهة العمل الإسلامي بالأردن على الصعيد الإعلامي على الأقل .
ويتحدث التقرير عن جهود أمريكا في الدعوة إلى الديموقراطية في العالم العربي والإسلامي وأن هذا يسبب خسائر حقيقية لأمريكا لأنها أثبتت أنها قد تأتي بإسلاميين إلى السلطة وهذا يتعارض مع المصالح الإستراتيجية لأمريكا .
وتحدث التقرير عن دور المال الأمريكي في دعم ومساندة بعض منظمات المجتمع المدني بالعالم الإسلامي من أجل تحقيق التحولات الفكرية التي تسعى إليها أمريكا ، ويتحدث التقرير صراحة في الحاجة إلى التدخل في شؤون الدول الأخرى
كما ينبه التقرير إلى أهمية الإنفاق المالي الأمريكي على الجهود الإنسانية والخدمية في العالم المسلم من أجل منافسة التيار الإسلامي الذي يسيطر على هذا المجال .
أما في المجال الإعلامي فقد أنشأت وزارة الخارجية الأمريكية وحدة إعلامية خاصة سميت بوحدة التدخل السريع "RRU" Rapid Response Unit لمراقبة وسائل الإعلام العربية والمسلمة والمواقع الإلكترونية وتقديم وجهة النظر الأمريكية فيها كما أن وزارة الخارجية الأمريكية تعمل على إعداد بيانات مركزية عن الشخصيات الدينية والثقافية المؤثرة في المنطقة العربية ، ولكن التقرير لا يوضح الغرض من ذلك.
ويقدم التقرير تقييمه الخاص حول جدوى مشروع قناة الحرة وإذاعة سوا وأنهما فشلا .
الفصل الخامس : " خارطة الطريق لبناء شبكات معتدلة في العالم المسلم "
يؤكد التقرير أن نقطة البدء الرئيسية التي يجب على أمريكا العناية بها في بناء شبكات المسلمين المعتدلين يكمن في تعريف وتحديد هوية هؤلاء المسلمين وقد وضعت الدراسة الملامح الرئيسية لهم وأهمها ما يلي :
1- القبول بالديمقراطية : وفق قيم الديمقراطية الغربية .
2- القبول بالمصادر غير المذهبية في تشريع القوانين .
يؤكد التقرير أن التفسيرات التقليدية للشريعة لا تتناسب مع مبادئ الديمقراطية .
3- احترام حقوق النساء والأقليات غير الدينية .
ويجب إعادة النظر في القرآن في هذا الجانب .
4- نبذ الإرهاب والعنف غير المشروع .
اختبار الاعتدال : يضع التقرير ( 11 ) سؤالا تشكل المحددات الرئيسة لوصف الاعتدال المقترح أهمها :
- هل تؤيد حقوق الإنسان المتفق عليها دوليا ؟
- هل تؤمن بأن تبديل الأديان من الحقوق الفردية ؟
- هل تؤمن بإمكانية أن يتولى أحد الأفراد من الأقليات الدينية مناصب سياسية عليا في دولة ذات أغلبية مسلمة ؟
- هل تؤمن بأن على الدولة أن تفرض تطبيق الشريعة في الجزء الخاص بالتشريعات المدنية ؟
إن من يقرأ هذه اللائحة من الأسئلة يدرك على الفور أن تعريف الاعتدال بالمفهوم الأمريكي لا يعبر إلا عن المصالح الأمريكية الهادفة إلى تحويل المسلمين بعيدا عن الإسلام بدعوى الاعتدال العالمي .
الموقف من التعاون مع التيار الإسلامي :
يعرف التقرير الإسلامي بأنه كل من يرفض الفصل بين السلطة الدينية وسلطة الدولة ، والمؤيدين للتعاون مع التيار الإسلامي يرونهم بديلا حقيقا وقويا للسلطة الحاكمة ، أما المعارضون للتعاون معهم يرون ثلاثة أسباب لذلك هي :
1- التشكيك في التحول الديمقراطي لدى الإسلاميين هل هو تحول تكتيكي أم استراتيجي ؟
2- الدعم سيعطي الإسلاميين المزيد من المصداقية ويساعد في نشر دعوتهم وتكلفة ذلك باهظة في المستقبل .
3- دعم الإسلاميين سيضعف التيار العلماني ، وسيقلل من قدرة العلمانيين على التصدي للتيار الإسلامي .
يرفض التقرير بالعموم فكرة التعاون مع الإسلاميين على مختلف توجهاتهم ، ومحاولة الحوار مع المعتدلين يهدف إلى إقناعهم بالرؤى الأمريكية أو تأجيل المواجهة معهم .
ويهاجم التقرير بعض الدول الأوربية بأنها وقعت في خطأ استراتيجي وهو استعداد بعضها للاعتراف والتعاون وتقديم الدعم لبعض التيارات الإسلامية في أوروبا .
إيصال الدعم إلى المعتدلين :
يناقش التقرير كيفية إيصال الدعم المالي والمساندة الإدارية والتنظيمية إلى الأفراد والمؤسسات التي ستتعاون مع الإستراتيجية الأمريكية لبناء الشبكات المضادة للتيار الإسلامي ، مع احتمال اتهام من يعملون مع أمريكا بالعمالة لها ، ويميل التقرير إلى الإقرار بأن تشوبه سمعة من سيعملون في صف أمريكا وهو ثمن لابد أن يدفع ممن سيقبلون بذلك ، وأن التضحية بهم معقولة في سبيل النصر على التيار الإسلامي .
الشركاء في المشروع :
انتقل التقرير إلى تحديد الفئات العامة داخل شريحة التيار العلماني الليبرالي وتركزت في خمس فئات هي :
(1) التيار الأكاديمي الليبرالي والعلماني .
(2) الدعاة المعتدلون الجدد.
(3) القيادات الشعبية .
(4) جمعيات المرأة .
(5) الصحفيون والكتاب والعلمانيون .
الأولوية العلمية :
يحدد التقرير عددا من الأولويات من ناحية البرامج العملية لتسريع بناء الشبكات المعتدلة المسلمة ومنها ما أسماه التقرير بعملية "التعليم الديموقراطي" وهي تتركز في مقاومة ظاهرة المدارس الدينية والمناهج التي تركز على التعليم الديني المحافظ ، ويوصي التقرير باستخدام الإسلام في مواجهة الإسلاميين ويذكر التجربة الآسيوية القائمة حاليا لتحقيق ذلك الهدف .
مثال أندونيسيا كنموذج هام لقدرة التيار المتحرر على صياغة أجندة الحراك الفكري والإعلامي كما تريده أمريكا .
ويرى تبعا لذلك أن التركيز على منطقة الشرق الأوسط هو الخيار الاستراتيجي غير الصحيح في المرحلة القادمة ، لأن العالم العربي هو مركز قوة التيارات المحافظة ، وأن الأنسب للمشروع الأمريكي أن يركز على الأطراف وليس على المركز .
يخلص معدو التقرير على أن استراتيجية بناء الشبكات المضادة للتيار الإسلامي يجب أن تعتمد على محورين
: الأول هو التعاون مع المعتدلين من العلمانيين في دول الأطراف أو الدول التي يمكن العمل فيها بحرية ، والمحور الثاني هو عكس مسار الأفكار بحيث تكون من الأطراف نحو المركز ، ويوصي التقرير باستخدام المسلمين في الغرب واستخدام جنوب شرق آسيا في مواجهة الشرق الأوسط أو غير العرب في مواجهة العرب ، وأن يتم تبني الأفكار المعتدلة من تلك المناطق وترجمتها ونشرها في العالم العربي
وقد تم مؤخرا إنشاء مؤسسة جديدة اسمها ( lib for all ) في أمريكا لترجمة كتب ومقالات التيار التحرري الأندونيسي إلى العربية والإنجليزية وإتاحتها على الانترنت .
الفصل السادس : " الركن الأوروبي في الشبكة "
يذكر التقرير أن هناك على الأقل 15 مليون مسلم في أوروبا الغربية ، وهناك صور مختلفة للتعبير عن الإسلام في أوروبا وهي ثلاث تيارات رئيسية " (1) تيار الاندماج في الحياة الأوروبية وتغيير الإسلام ليتناسب مع الحياة الأوروبية .
(2) تيار الإهتمام بالهوية الإسلامية داخل أوروبا.
مع تفهم إمكانية تطبيق بعض الشرائع الإسلامية .
(3) تيار الإعتزاز بالإسلام بأكمله ومحاولة تطبيق كافة تعاليمه وهم بالعموم أنصار التيار السلفي ، وهو أخطر التيارات .
وذكر نماذج عن بعض المعتدلين في أوروبا مثل ساميا لبيبي التي تصدر مجلة بعنوان الكتروشك Electro Shock وتعني صدمة الكترونية وفي عدد ربيع 2006م أجرت حوار خيالي مع نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم وسألته عن موقفه من زواج الأطفال ، ورأيه في أسامة بن لادن ، وقدمت ردود ليبرالية معتدلة بالمفهوم العلماني .
ومثال آخر للدكتور بسام طيبي القائل : "إن العلاقة بين الشريعة وحقوق الإنسان كالعلاقة بين النار والماء" ومثال شيخ صوفي اسمه عبد الهادي بالازي يرى بأن الشريعة تمنع المسلم من القيام بأية أعمال إسلامية إن عارضتها قوانين الدول التي يعيش فيها الشخص .
الفصل السابع " الركن الخاص بجنوب شرق آسيا في الشبكة" :
يؤكد التقرير بضرورة الإستفادة من التجربة الأندونيسية في إشاعة الليبرالية تحت مظلة الإعتدال ، ومثال ذلك جمعية نهضة العلماء والتيار المحمدي ، ويرى التقرير أن باكستان وماليزيا تمثلان التيار الأصولي من الناحية الفكرية ، ويوصي التقرير بدعم دول جنوب شرق آسيا التي تتبنى تقديم العلمانية في إطار اسلامي والإسلام في اطار علماني .
الفصل الثامن "المكون الشرق أوسطي "
يحدد التقرير العائق الرئيس أمام بناء شبكات مسلمة معتدلة في الشرق الأوسط بأنه عدم وجود حركة ليبرالية علمانية واسعة القبول ، فيصبح الإسلاميون والمساجد هم القنوات الوحيدة للتعبير عن المعارضة السياسية ، وأن هناك تركيز في بعض الدول على دفع التيارات الليبرالية للتوحد والعمل مثل التجربة المصرية ويرجعها التقرير إلى أن الإسلام المصري تصالحي بطبعه .
كما يهتم التقرير بشرح العديد من مشروعات دعم وبناء التوجهات الديموقراطية في البلاد العربية مثل مركز ابن رشد ، ومركز الإسلام والدراسات الديموقراطية بأمريكا .
ويتناول التقرير في الجزء الأخير من هذا الفصل تجربة تطبيق الديموقراطية في العراق وعدم بذلها الجهد الكافي لإقامة مؤسسات مدنية علمانية ليبرالية .
الفصل التاسع " المسلمون العلمانيون : البعد المهمل في حرب الأفكار"
يركز هذا الفصل على أهمية أن تعيد أمريكا النظر في سياساتها ورؤيتها لدور للتيار الليبرالي العلماني في الشرق الأوسط وخاصة التيارات العلمانية التحررية التي تعتبر النموذج الأمريكي قدوة .
يوضح التقرير أن الغرب له اعتراضان رئيسيان على دعم تلك المجموعات : الأول هو اعتقاد أن العلمانيين لا يحظون بتأييد شعبي في العالم المسلم ، والثاني هو تخوفهم من علاقتهم بالتيارات اليسارية المضادة لأمريكا ، ويذكر التقرير أنه من الناحية التاريخية والفكرية فإن دور العلمانيين في التقاليد الإسلامية أكبر مما يعتقد المحللون بشكل عام .
يذكر التقرير أمثلة للشخصيات التي يمكن التعاون معها ومن بينها وفاء سلطان ، وإيان هيرسي علي ، والكاتب السوري محمد شحرور الذي يرفض السنة ، والشاعر أدو نيس، والدكتور نصر حامد أبوزيد ، ومارسيل خليفة ، وشاكر النابلسي ، وطارق حجي ، والممثلة الباكستانية المقيمة بالسويد تسابانا رحمان التي تلقي نكات معارضة لتطبيق الشريعة ا لإسلامية وتؤكد على فوائد التكامل مع الحداثة الغربية ، وغيرها من المؤسسات والشخصيات القيادية .
الفصل العاشر : " توصيات وخلاصة "
يجمع هذا الفصل مجموعة من التوصيات من خلال ما توصلوا إليه من أفكار ونتائج ، حيث يوصي التقرير بأهمية التركيز على الأطراف في الصراع مع التيار الإسلامي والبعد عن المركز لصعوبة تحقيق انتصارات حقيقية في هذه المرحلة في المركز ، ويعني به العالم العربي ، وأن يتم عكس مسار الأفكار الحالي والذي يتحرك من المركز إلى الأطراف .
ويؤكد التقرير على أهمية استخدام الترجمة والآلة الإعلامية ، ويوصي التقرير بعقد مؤتمر دولي في مكان يحمل دلالة رمزية هامة للمسلمين وليكن مثلا غرناطة في أسبانيا من أجل أن نعلن عن قيام مؤسسة لمحاربة التطرف السلفي .
أهداف البرنامج :
ربط المسلمين الليبراليين والمعتدلين .
البداية من خلال مركز قوي ومعروف والتوسع من النواة إلى الأطراف .
الاستثناء من خلال التعامل مع الإسلاميين يجب أن يكون وفق دراية مسبقة واختيارية ، تكتيكية فقط .
عكس تدفق مسار الأفكار بدلا من العالم العربي إلى الأطراف لتكون من الأطراف المعتدلة إلى قلب الأرض العربية .
التركيز على المناطق ذات أفضل الفرص الممكنة للنجاح .
الحفاظ على المكاسب في المناطق الأخرى مع انتظار أن تسنح الفرص .
ملاحظات حول التقرير :
إن تقرير مؤسسة راند جاء في توقيت ملائم للمرحلة الحالية من المواجهة الفكرية بين الغرب وبين العالم الإسلامي ، وحرص التقرير على كشف القناع عن حقيقة السياسة الأمريكية المقترحة للمنطقة وعن طبيعة شركاء المرحلة القادمة .
يشير التقرير لأول مرة إلى أن العلاقة بين العالم المسلم وبين الغرب قد تحولت إلى صراع أشبه ما يكون بالحرب الباردة .
بدأت ملامح الخطوات العملية في الظهور على ساحة الفكر والعمل الإعلامي في العالم الإسلامي والغرب ، فقد عقد في مطلع شهر مارس 2007م مؤتمر سمي بالعلمانية الإسلامية بفلوريدا بأمريكا وأصدر بيانا يؤكد التوجهات التي يدعوا إليها تقرير مؤسسة راند. وأنه لن يكون كافيا لنا أن نكتفي بتتبع مسار الأفكار الغربية وتحولاتها ولابد من وضع المقابل من سياسات واستراتيجيات واقعية للتعامل مع هذه التحولات ، وتقليل الآثار السلبية لها على وحدة صف الأمة الإسلامية في مواجهة خصومها .
التعليق على التقرير :
قيمة التقرير من الناحية الإستراتيجية :
يشير التقرير إلى تحولات متصاعدة في الحدة فيما يتعلق بالرؤية الفكرية الأمريكية حول التعامل مع الإسلام والعالم المسلم .
الجهد العلمي والبحثي في إعداد التقرير والذي استغرق ثلاثة أعوام وقوة أفكار التقرير وسهولة تحويلها إلى برامج عملية وحاجة الإدارة الأمريكية لذلك .
وجود مساندة فكرية قوية داخل الإدارة الأمريكية لمساندة أفكار مؤسسة راند .
الكثير من الأفراد والمؤسسات من الأمة الإسلامية أو الغرب لا يريدون أن يتحول الصراع الفكري إلى مواجهة حادة ولكن الواقع يؤكد أن النوايا الطيبة والرغبات الحالمة لن يكون لها نصيب كبير في عالم الغد القريب .
حرصت الإدارة الأمريكية بعد أحداث سبتمبر 2001م على تأكيد أنها ليست في حالة حرب مع العالم الإسلامي وإنما فقط ضد التيارات المسلحة التي هاجمتها ، ولكن الأعوام التالية أظهرت العداء والتخوف من معظم تيارات العمل الإسلامي سواء في داخل أمريكا وأوروبا أو العالم العربي والإسلامي .
أن يتولى الغرب مواجهة التيار الإسلامي بتوجيه التيارات العلمانية في العالم المسلم إلى خط المواجهة وتدعمه أمريكا بالتخطيط والمساندة .
ملخص عناصر استراتيجية احتواء الإسلام :
الصراع ليس صراع مصالح فقط ، بل الأهم أنه صراع أفكار .
المعركة لن تحسم فقط بمقاومة الإرهاب وإنما المشكلة في الإسلام ذاته والتيار الإسلامي ولابد من هزيمته فكريا .
أهمية تحول أمريكا إلى الدور القيادي في الصراع الفكري .
نقل الصراع إلى داخل العالم الإسلامي بدلا من أن يكون الصراع مع الغرب " الفوضى الخلاقة " " تدمير العالم الإسلامي من الداخل " .
لابد من تغيير الإسلام واحتواءه أو تهميش دوره .
إعادة تفسير مبادئ الإسلام لتستجيب للمصالح الغربية .
استخدام الإسلام في مواجهة الإسلاميين .
إحياء ودعم العلمانيين في مواجهة التيار الإسلامي .
تهميش سيادة الدول وتقليص قدرتها على التصدي للمشروع الأمريكي .
اتهام كل الخصوم بالسلفية والوهابية والتطرف .
التركيز على تحويل أطراف الأمة ضد مركزها .
عكس مسار الأفكار لتهاجم المركز بدل أن تنطلق منه .
تحجيم نهضة بعض تيارات الإسلاميين من خلال الحوار معهم .
توريط الإدارة الأمريكية القادمة في سياسة عدائية فكرية ضد الإسلام .
جمع كل من لاينتمي إلى التيار الإسلامي في جبهة موحدة ضد الإسلام .
وبعد هذا التقرير ماذا نفعل ؟
خطوات عملية تجاه التقرير :
لقد أعدت الدراسة لكي تعرف أولا بالتقرير الصادر عن مؤسسة راند ، ثم تتيح للباحثين والمفكرين في العالم العربي والإسلامي فرصة التعرف بوضوح على الأفكار والخطط التي وردت في التقرير ، وفي خاتمة الدراسة نوصي بمجموعة من المقترحات وتحويلها إلى مشروع إسلامي مضاد يحجم من الآثار السلبية لهذا التقرير ومن أهم المقترحات ما يلي :
ترجمة التقرير وإتاحته لصناع القرار في العالم العربي والإسلامي من العلماء والمفكرين والسياسيين .
تحرير وضبط مصطلح الإعتدال :
إعداد رد فكري يتناسب مع الطرح الفكري الذي يقدمه التقرير والتحذير من اختطاف المصطلح من قبل أنصار التحرر والعلمانية والليبرالية في العالم العربي والغربي وأن يؤكد المفكرون والدعاة على مفاهيم الإعتدال الحقة ووسطية الأمة المسلمة .
التعريف الإعلامي والتحذير مما تضمنه من أفكار وتفسير رغبة الإعلام الغربي في عدم الإعلان عنه بوضوح .
التصدي للمواجهة الفكرية الغربية : والتي بدأها الغرب وأن تقوم مراكزنا الفكرية بحشد الآراء والتوجهات والموارد لمواجهة هذه الهجمة الشرسة وغير المبررة .
توضيح طبيعة المواجهة : وأن الأمة الإسلامية بأكملها تواجه حربا فكرية ولابد أن يكون رد الفعل مناسبا .
الحث على حماية أطراف الأمة الإسلامية : إضافة إلى حماية مركزها
الدفاع عن التيارات والتوجهات الراشدة في العالم الإسلامي أي بمواجهة سياسة فرق تسد بين فئات وتيارات العمل الإسلامي لتحجيم روح المقاومة الفكرية مخططه للسيطرة على الأمة الإسلامية .
العلاقة مع الدول والحكومات :
إن المواجهة الفكرية المتوقعة لن تكون فقط مع التيار الإسلامي ، وإنما مع الدول التي تتعاطف بأي درجة مع الإسلام ، وكذلك الدول التي تتحرج من معاداة الإسلام فعليا ، ويحتاج التيار الإسلامي إلى تفهم مستقبل العلاقات مع تلك الدول ، إن تطبيق الولايات المتحدة والغرب لمقترحات التقرير قد يتسبب بجمع فئات التيار الإسلامي وبعض الدول وجمعهم في خندق واحد في مواجهة تحالف أعداء الإسلام من الداخل و خصومه من الخارج أيضا .
توازن الرسالة الإعلامية : نوصي بأن يكون الإعلام المتزن الجاد هو أحد أسلحة المواجهة الفكرية المضادة للدفاع عن حقوق الأمة المسلمة .
عدم الإكتفاء بالمقالات الصحفية : نوصي بأن تعد المراكز الفكرية والبحثية والأكاديمية والعلمية في العالم العربي والإسلامي دراسات نقدية للفكر الغربي المعاصر والرد على التقارير المجحفة وصياغة تصورات عملية لمساعدة الأمة على إدارة المواجهة الفكرية بكفاءة
ورش عمل لوضع التصورات المقابلة :
عقد مجموعة من ورش العمل المصغرة للتباحث حول آليات التصدي للمواجهة الفكرية من قبل الغرب .
الحاجة إلى رصد الإمكانيات الملائمة من خلال وضع استراتيجية متكاملة .
التأكيد على أن التيار الإسلامي جزء من الأمة : هناك من يحاول أن يجعل الإسلاميين خارج الأمة ، والبعض يراهم فوق الأمة ، وهناك من يراهم بديلا للأمة ، ولكن المواجهة الفكرية مع خصوم الإسلام ستؤكد للجميع
أن التيار الإسلامي هو الجزء الأهم من الأمة وأن الإسلام ليس ملكا لأحد وأن حماية الأمة لايقتصر على حماية دينها ومعتقداتها وإنما الإنتصار لأهل الإسلام بالجملة .
رسالة إلى عموم المسلمين :
نوصي عموم المسلمين أن الولاء الحق لهذه الأمة في المرحلة القادمة يقتضي الدفاع عن الإسلام في مواجهة حملات العدوان عليه
رسالة إلى التيار الإسلامي :
إن الولاء الحق للإسلام يقتضي الإعتزاز بأصوله والاهتمام بالتعريف به بكل السبل الشرعية والمتاحة في هذه المرحلة .
وأخيرا استحضار القيم الإسلامية .
إن هذه المواجهة تبني قدرة الأمة على التوحد في مواجهة الخصوم والتعلم من أخطاء الماضي والتعامل بالقيم الشرعية بين الناس .
والله غالب على أمره .
Almakashfi Osman [[email protected]]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.