بسم الله الرحمن الرحيم هذا بلاغ للناس قال تعالى: «هَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألْبَابْ» ..الآية توطئة: * إن كان وفد التفاوض يعتقد أن حكومة الدولة الوليدة لتي تجثم على سدة حكمها الحركة الشعبية بأنها جادة لتنفيذ إتفاقية التعاون المشترك فهو واهم .. واهم .. واهم ومخادع لنفسه ، فالحكومة التي ترضى لنفسها أن تنتحر وتنحر شعبها معها ، هي ليست حكومة مسئولة وإنما هي شرذمة من النفعيين الانتهازيين الذين رهنوا قرارهم لجهات أجنبية لها أجندة تخدم مصالحها الذاتية ، ولا يهمها إن مات شعب السودان الجنوبي عن بكرة أبيه ، فهل نتوقع من هكذا نخب أن تعلي وتقدم مصلحة شعبها ووطنها على مصالحها الذاتية؟!.. أعتقد أن من يقول بصحة هذا الزعم فهو واهمٌ .. واهمٌ .. بل ومخادع لنفسه ، وأول هؤلاء هم مجموعة وفدنا المفاوض الذي يعلم جيداً أن وفد دولة الجنوب لا يجيد غير المراوغة والتهرب والبغي.. وأنه لا يحترم أي عهود أو مواثيق ولا يعر حسن الجوار أي قيمة!!. المتن: * في يوم الخميس, 14 تموز/يوليو 2011 كتبت في هذه المساحة وتحت عنوان " إلى متى نتعامل بحسن النية؟! .. لعمري أنها السذاجة عينها.!!" وعليه أرى من المناسب أن أقتطف مقتطف مما كتبته يوم ذاك من باب الذكرى التي قد تنفع وفد التفاوض المؤمن بما لا نؤمن!! .. يومها كتبت متسائلاً: [من خلال أفعال ومشاهد معينة صاحبت حفل انفصال وإعلان دولة الجنوب بل وفي حضور رئيس جمهوريتنا؛ والذي حضر وشارك الحفل بمنتهى طيب الخاطر كمشاركة وجدانية من شقيق لشقيقه؛ هاتيك المشاهد جعلني أتوقف وأتساءل بمنتهى الاستغراب والدهشة: هل تتعلم حكومتنا الرشيدة من أخطائها ولا تكررها؟!. إذ أحياناً يكون تكرار الأخطاء مكلفاً بل ومميتاً. فهل ما زالت الحكومة ووفود تفاوضها تتعامل مع حكومة الجنوب و حركتها الشعبية بذات حسن النوايا التي صاحبت اتفاقية نيفاشا ؛ وإلام ستتعامل بحسن النية والنوايا ؛ وهل على الدول والحكومات أن تتعامل بهكذا أسلوب؟!] إنتهى * ومها قلت أن الأمم الراشدة التي تعلي شأن الوطن دوماً لتتوحد أمام الملمات وتتناسى أحزاب المعارضة فيها مصالحها الحزبية ولكن يبدو أن هذا ليس وارد في معجم ممارسات أحزابنا التقليدية التي تعتبر المكايدات هي استراتيجيتها الدائمة التي لا تقبل التغيير، بل الغريب والعجيب والمؤلم أن أحزاب معارضتنا لا تتورع أبداً من أن تضع يدها في يد نخب الحركة الشعبية وسأدلل على ذلك ما كتبته في ذات التاريخ ونفس المساحة وذات المقال، حتى قال الكثيرون عني أنني عربي عنصري إنفصالي، وهذه هي الاتهامات التي توجهها الأقلام التي تتكسب من إيرادات قسمة النفط حيث كان قطاع الشمال يغدق عليها لتصبح "His Masters Voice ".. لذا أرى من الضرورة بمكان أن أورد بعض مقتطفات ما كتبت يوم ذاك: ألم يقل العرب:[في كل وادي أثرٌ من ثعلبة]؟! إن حقد نخب ورموز الحركة الشعبية متأصل ضد أهل الشمال ؛ هذه حقيقة لا تُنكر مهما تظاهروا بغير ذلك ؛ أما إن اعتق التجمع المعارض "العريض" ونخبه التقليدية وتحديداً الذين يتلمظون ويأكلون من فتات الحركة؛ الذين هرولوا ولبوا دعواتها المدفوعة مع النثريات ( Full Boarding & pocket Money ) ظناً منهم أنهم يكايدون النظام ؛ ألم يثبتوا بذلك لشعبنا كيف يمكن شراؤهم بثمنٍ بخس؟!؛ ثمنٌ لا يرتضيه لنفسه حر سوداني أبي ؛ أي سوداني لديه ذرة من عزة نفس وحب للوطن!!. هؤلاء حقيقةً، أثبتوا أنهم لا يخادعون أنفسهم ؛ بل هم مدركون يقيناً لنوايا الحركة تجاه السودان وأهله ؛ ولكن لأن هذه الفئة التي تجاوزها الزمن - كما قلنا عنها سابقاً - ، هذه الأحزاب تقدم مصالحها الذاتية وطموحاتها الشخصية والحزبية والجهوية فوق مصالح السودان وأهله ووحدته، بل ويتاجرون به في أي محفل لمن يدفع حتى ولو كان محفلاً ماسونياً .. فما المانع طالما أنه يدفع!!؛ فعلينا أن لا نستغرب هرولتهم بإتجاه جوبا.!!.. ماذا تنتظر من أمثال هؤلاء غير هذا؟!؛ ماذا تنتظر أيها السوداني المُبتلى؛ أما آن لك أن تنتفض ضدهم ؛ ألم يطفح الكيل بعد ؟! ؛ فكل إناءٍ بما فيه ينضحُ!!.. الأدهى وأمر أن بعض قادة هذه الأحزاب يزعم أنه يصرف من جيبه الخاص على الحزب!! .. بالذمة أليس هذا أمر مضحك يدعو للسخرية؟!! الحاشية: * كتبت في يوم السبت, 02 تموز/يوليو 2011 في هذه المساحة وفي هذه الصحيفة قائلاً:[ اليوم عرمان الكبير والصغير يفاخران بأنهما ربيبان لأمريكا ؛ ولكن ربما يجهل عرمان الصغير أن شقيقه الأكبر كان شيوعياً ماركسياً أحمر " على السكين" لا يقبل عن لقب " الرفيق" بديلاً ؛ فما باله لا يسأل شقيقه الأكبر عن أسباب تحوله المفاجئ هو وزمرة حركته الشعبية ؛ هل آمن الغرب بالماركسية أم أن شقيقه كفر بالماركسية واعتنق الرأسمالية الامبريالية وأصبح زبوناً دائماً بأعتاب أمريكا يتمسح بأستارها طالباً للصفح والمغفرة من كبوة اعتناقه الماركسية ؛ أم أن اعتناقه للمبادئ الغربية يأتي كتقاطع مصلحة لتنفيذ هدف أوحد هو التآمر ضد وحدة تراب وطنه وتقتيل أبنائه؟! وهل أنت أيها الغر شبلٌ من ذاك السنجاب؛ ولذلك اقتفيت أثر شقيقك الأكبر؟! . لا عليك فإن " أتى العيب من أهل العيب فهو ليس بعيب" ؛ فقد تعود الشعب السوداني المتسامح الأصيل غدر وطعنات بعض بنيه الجاحدين ومع ذلك لا يلفظهم كما لفظتكم الحركة الشعبية] إنتهى المقتطف!!... * مقتطف آخرعلى لسان عرمان الغر وهو اعتراف صريح يحدد الهدف من ما يسمى بالمحكمة الجنائية وقرار توقيف الرئيس: {في أواخر عام 2009م كنت جالسا إلى المبعوث الأميركي ريتشارد وليامسون في مكتبه بوزارة الخارجية الأميركية برفقة سياسي سوداني مخضرم، سأله ذاك السياسي عن وجهة نظر إدارته حول المحكمة الجنائية فيما يختص بأمر القبض على الرئيس البشير، فكان رده أن بلاده ليست طرفا في المحكمة لكنها ستستخدمها ضد الحكومة السودانية حتي رضوخها لكل المطالب الأميركية، دون الحاجة لأميركا أن تكون عضوا في المحكمة المعنية. وهذا الموقف كرره كل المبعوثين الأميركيين للسودان، بما فيهم المبعوث الأميركي للسودان الحالي برينستون ليمان؛ لكن "المقتولة ما بتسمح الصايحة".}.. إنتهى * كتبت في يوم الثلاثاء, 02 تشرين2/نوفمبر 2010 في هذه المساحة تحت عنوان " أمريكا وازيكيل جاتكوث ومليارات للانفصال وصمت الأحزاب المخزي"!!... ولأن الذكرى تنفع المؤمنين لا بد من أن أعيد لأولى الألباب قراءة ما فاتهم أو ما تعمدوا أن يتغافلوه مخادعين أنفسهم دون أن يكون لهذا التغافل واغماض العيون سبب منطقي يقبله العقل، وكأنهم يتصرفون في"عزبة" تملكها عائلة، وحتى العائلة تتداول وتتشاور فيما بينها وتجاهل أن الأمر ينطوي على مصير أمة ووطن وأن الأمر نزاع بين دولتين يجب أن يحاط به الشعب خبرا وبمنتهى الشفافية!! وإليكم المقتطف: [دعوني أطرح تساؤلاً وأجيب عليه في ذات الوقت كالذي يفكر بصوتٍ عالٍ : لماذا كنت دوماً لا أثق بما تصرح به الحركة الشعبية؟! ولماذا في كثير من مقالاتي كنت أستعمل التعبير الانجليزي الذي يدل على أستغلال الحركة لهذه الأحزاب أو لكل من ينتمي لقطاع الشمال بدءً من عرمان مروراً بكمير وغازي سليمان الذين انطبق حقاً عليهم القول(Taken For A Ride)؟! ؛ من نافلة القول علينا أيضاً أن نقرر لحقيقة هامة وهي أن الدكتور منصور خالد هو امن كُلِّف بترويج فرية " السودان الجديد " ووحدوية وقومية الحركة الشعبية ؛ ليجذب كثير من الأحزاب والشارع الشمالي وليوحد بذلك جبهة المعارضة لتستقوي بها الحركة الشعبية ولتكتسي شرعية جماهيرية تكتيكية ولتتمظهر زوراً بالغطاء القومي الجامع فظهر قطاع الشمال الذي أوكل لعرمان فصرف الكثير حتى يجمع شتات قيادات الأحزاب الشمالية التقليدية حول الحركة لأنه يعلم أنك تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى!! . أن كثير من الذين جمعتني بهم حوارات كانوا ً يعتقدون عكس توقعاتي تماماً وكنت أدعو الله صادقاً أن أكون مخطئاً في حساباتي وتقييمي رغم أن كل الشواهد والتصرفات تدل على ما أعتقد به . وسر تمسكي بموقفي راجع المتابعة الدقيقة لما يكتب في الخارج ومن تسريبات متعمدة من المؤسسات الغربية التي تدعم الحركة مادياً وسياسياً ومعنوياً وديبلوماسياً نحو الانفصال بحكم هيمنة الدول الداعمة لذلك على المؤسسات الأممية فوفرت للحركة الغطاء اللآزم لتنفذ الأجندة الغربية ؛ وبينما الحركة تتحرك بنشاط منظم خارجياً ونحن بجميع مؤسساتنا الرسميو والشعبية والحزبية منكفئيين على الداخل ، وحتى الانكفاء على الداخل ليس فاعلاً أيضا.] .. إنتهى... وإليكم مقتطف آخر من ذات المقال" [وكي أعرض لقناعتي حول عدم مصداقية الحركة الشعبية فأنا أحيلكم إلى حديث السيد/ ازيكيل جاتكوث مع الواشنطن بوست بتاريخ 25/12/2009 وقوله: " أن واشنطن تقدم دعما ماليا سنويا يقدر بمليار دولار للجنوب السوداني، مضيفا أن المبالغ تصرف في إنشاء البنية التحتية وتدريب رجال الأمن وتشكيل جيش قادر على حماية المنطقة.وأضاف: " إن من بين أهداف حكومة الولاياتالمتحدة هو التأكيد على أن يصبح جنوب السودان في عام 2011 دولة قادرة على الاستمرار] .!!.. إن كل الأحداث التي تلت إنفصال الجنوب ورغم كل هذا الدعم الأمريكي فإن قادة الحركة الشعبية الذين يحكمون الدولة الوليدة خيّبَوا آمال الأصدقاء وعلى رأسهم أمريكا قبل الدول التي كانت تدعي الحياد وهي مناصرة لهم تحت مسمى " أصدقاء الإيقاد"!!، وحتى دول الجوار التي دعمتهم أصيبت بصدمة من المراهقة السياسية وصبيانية الممارسة التي ظلت هي السائدة في علاقات دولة الجنوب الوليدة التي لم تفلح في التحول من حركة متمردة إلى الدولة مستقلة القرارا، تلتزم بالتعهدات والاتفاقيات الدولية ، وحتى بلغ بها التهور الانتحار في رابعة النهار يوم قررت وقف ضخ النفط على سبيل خنق السودان اقتصادياً، فأصبحت اليوم تحاول أن تضغط على السودان لإستئناف الضخ قبل تنفيد مصفوفة الأمن والحدود التي يفترض أن تبدأ أعمالها في هذا الشهر، فإذا بها تطلب التأجيل لمايو القادم حيث تجد من الوقت ما يكفيها لخلق عراقيل جديدة!! الهامش: * يجب أن لا نقرأ ما سأورده من مقتطف آخر من المقال السالف ذكره بمعزلٍ عن تلاعب ومماطلات وتهرب سلفا كير وحركته من استحقاقات الاتفاقية ، المقتطف:[ يتوجب علينا عندما نقرأ وأن نقرن بين مصالحنا الوطنية وما يدور حولنا ؛ وأنا أورد هنا ما خططت وتخطط له إسرائيل في الخفاء وأرجو أن لا نكون في غفوةً أو غفلة ؛ فمن واقع التقارير التي تنشر؛ ومن أهمها ما نشرته دورية «سيكور ميموقاد» العبرية المتخصصة في الشؤون السياسية والإستراتيجية مؤخرا دراسة أعدها الباحثان الون ليفين ويوفال بستان ترسم ملامح حرب بين الدول الإفريقية المسلمة وكتلة الدول المسيحية الإفريقية في منطقة القرن الإفريقي. و حاول الباحثان تسويق نظرية الصراع من منطلق ديني ومن منطلق التمدد وتوسيع النفوذ غير أن اللافت في خضم طروحاتهما هو الترويج لفكرة «انتشار الإرهاب» في دول مثل السودان والصومال واتخاذ المنظمات الأصولية لعدد من هذه الدول قاعدة انطلاق لما أسمتها الدراسة بالعمليات الإرهابية». والسودان والصومال وفق ما جاء في الدراسة يشكلان أرضا خصبة ومنذ سنوات طويلة لتصدير الإرهاب إلى الدول الأخرى في شرق إفريقيا وأنحاء أخرى من القارة الإفريقية، وضحايا هذا الإرهاب هي الدول المسيحية وعلى الأخص إثيوبيا وكينيا وأوغندا وبدرجة أقل رواندا وبوروندي، هذه الدولة معنية بإحداث تغيير في الوضع الراهن فمن الجهد لتحقيق حسم في الصومال ثم حلم إقامة دولة جديدة في جنوب السودان، الصراع بين التكتلات في إفريقيا هو على شفا اندلاع مواجهات جديدة بين تكتل الدول المسيحية الموالية للغرب وبين الدول الداعمة للإرهاب وهي الدول الإسلامية بصفة أساسية] إنتهى المقتطف وفقا لما ورد في الدراسة). قصاصة: * لمزيد من مما كتبت محذراً من نخب الحركة الشعبية حتى بعد إنفصال الجنوب ، وهي ثلاث نقالات نشرت في هذه المساحة تحت عنوان : " ليت الأمر يقتصر على انفصال الجنوب فقط !! (1-3) ، أولها بتاريخ الإثنين, 28 حزيران/يونيو 2010، ويوم الثلاثاء, 29 حزيران/يونيو 2010 ، الأربعاء, 30 حزيران/يونيو 2010... أخاف أن نكون من أمة إقرأ التي لا تقرأ ، أو إن قرأت لا تفهم ولا تستوعب ما كُتب بلغة الضاد!! * مرة أخرى وللمرة الألف ، وكما كتبت من قبل أن الأمر يجب أن يخرج عن دائرة الاتحاد الإفريقي والإيقاد وأصدقائها وثابو مبيكي والآلية الرفيعة وأن يطلب السودان تكوين لجنة دولية تنفيذية محايدة يتشكل أعضائها من الصين وروسيا والاتحاد الأوروبي وأمريكا وعدم الانحياز والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية والتعاون الاسلامي كآلية تنفيذية جديدة لتنفيذ إتفاقية التعاون ولكشف من يقوم بوضع العراقيل والمماحكة والرفع بذلك لمجلس الأمن حتى توقع العقوبات عليه ، وأن لا ينفرد الذين كانوا على الدوام يناصبون السودان بأمر المفاوضات وهم يعملون بوظائف مستشارين لدى وفد الحركة ، ويفرضون عليه الضغوط بدون وجه حق من أجل عيون الحركة الشعبية التي أول ما خيبت... خيبت آمال الحلف" الصهيويوروأمريكي"!!.. اليوم الأمر يحتاج الدولة مواقف جريئة وحاسمة وحازمة .. كفانا إبتزاز من الغرب تنازلات من وفدنا حتى اعتمد الغرب الابتزاز وسياسة العصا والجزرة وسيلة لتحقيق أهداف الحركة الشعبية .. آن أن تكون هناك لجنة دولية فماذا يخيفنا من التدويل وقد حدث وانتهى.. لماذا نخاف أن يسخطنا الغرب وهو يعتقد أننا قرود.. فإن قرر سخطنا، فهل يا ترى سيسخطنا إلى غزلان؟!! * عوافي....