رسميا.. كأس العرب في قطر    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    حصار ومعارك وتوقف المساعدات.. ولاية الجزيرة تواجه كارثة إنسانية في السودان    صندل: الحرب بين الشعب السوداني الثائر، والمنتفض دوماً، وميليشيات المؤتمر الوطني، وجيش الفلول    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    عالم آثار: التاريخ والعلم لم يثبتا أن الله كلم موسى في سيناء    هل انتهت المسألة الشرقية؟    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    تعادل الزيتونة والنصر بود الكبير    تقارير تفيد بشجار "قبيح" بين مبابي والخليفي في "حديقة الأمراء"    أموال المريخ متى يفك الحظر عنها؟؟    المريخ يكسب تجربة السكة حديد بثنائية    لأهلي في الجزيرة    مدير عام قوات الدفاع المدني : قواتنا تقوم بعمليات تطهير لنواقل الامراض ونقل الجثث بأم درمان    شاهد بالفيديو.. "جيش واحد شعب واحد" تظاهرة ليلية في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور    قطر والقروش مطر.. في ناس أكلو كترت عدس ما أكلو في حياتهم كلها في السودان    تامر حسني يمازح باسم سمرة فى أول يوم من تصوير فيلم "ري ستارت"    شاهد بالصورة والفيديو.. المودل آية أفرو تكشف ساقيها بشكل كامل وتستعرض جمالها ونظافة جسمها خلال جلسة "باديكير"    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    شركة "أوبر" تعلق على حادثة الاعتداء في مصر    عضو مجلس السيادة مساعد القائد العام الفريق إبراهيم جابر يطلع على الخطة التاشيرية للموسم الزراعي بولاية القضارف    بالفيديو.. شاهد اللحظات الأخيرة من حياة نجم السوشيال ميديا السوداني الراحل جوان الخطيب.. ظهر في "لايف" مع صديقته "أميرة" وكشف لها عن مرضه الذي كان سبباً في وفاته بعد ساعات    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    الكشف عن سلامةكافة بيانات ومعلومات صندوق الإسكان    هل يرد رونالدو صفعة الديربي لميتروفيتش؟    محمد وداعة يكتب:    انتخابات تشاد.. صاحب المركز الثاني يطعن على النتائج    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    السودان..اعتقالات جديدة بأمر الخلية الأمنية    شاهد بالصور.. (بشريات العودة) لاعبو المريخ يؤدون صلاة الجمعة بمسجد النادي بحي العرضة بأم درمان    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الازهرى سلم الحزب الاتحادى للختمية فى طبق من دهب .. بقلم: النعمان حسن
نشر في سودانيل يوم 02 - 04 - 2013

الشريف انقذ الميرغنى ودفع ثمن انقاذه اتهامه له بالخيانة الوطنية
انقلاب 30يونيو وقرنق صنعا تاريخ جديد للسيد والخاسر الوطن
النعمان حسن
الحلقة الخامسة
تنويه: المعذرة فلقد اشرت سهوا فى الحلقة السابقة الى ان كتاب السيد محمد احمد محجوب (الطريق للبرلمان) والصحيح ان كتابه (الديمقراطية فى الميزان)اما الطريق للبرلمان فهوكتاب السيد اسماعيل الازهرى ولذا لزم التويه
اذا كنت خلصت فى الحلقة السابقة الى ان الحزبين الكبيرين الاتحادى والامة يتحملان المسئولية الاكبر فى فشل الحكم الوطنى ولا يزالا شريكين فى تصاعد هذا الفشل الذى تعددت اطرافه بعد أن اصبح السودان تحت قبضة الشمولية والدكتاتورية بهيمنة الاحزاب الطائفية و العقائدية اليسارية والاسلامية و العسكر على الحكم الوطنى الا ان الحزب الوطنى الاتحادى هو الذى يتحمل مسئوليةاكبر من حزب الامة فى هذا الواقع وذلك لاسباب عديدة تملى على ان افرد له مساحة خاصة فى هذه الحلقات لاسباب اهمها:
1- انه اولا الحزب الذى حقق الاغلبية البرلمانية التى اهلته لان ينفرد بالسلطة فى اول حكم وطنى عرفه السودان وهى حالة لم تتحقق لاى حزب من بعده حتى اليوم ولكنه رغما عن اانجازاته المحدودة كان دون الهم الوطنى فى اهم مرحلة حساسة فى تاريخه لبناءوطن لم يكن فى حكم الوجود يقتضى منه وضع العلاج لمشكلاته التاريخية ولملمة اطرافه
2- ان دخول طائفة الختمية ضمن منظومته لحاجتة لها فى بداياته وانها واحدة من مكوناته الضعيفة بين المجموعة الى توحدت في الحزب الوطنى الاتحادى تحت المبادرة المصرية فانه لم يدرك مخاطرها المستقبلية لما لها من تناقض مع الديمقراطية لولاء قادتها لزعيم الطائفة لهذا اصبحت السبب فى نهايته الامر الذى الحق ضررا كبيرا بالوطن.
3- تمركزت قوة الحزب فى ان قاعدته تشكلت من مناطق الوعى من شمال السودان الاوسع تعليما واحتكاكا بادارة الدولة لهذا جاء تكوين اول حكومة وطنية من قيادات مميزة متجردة من المتعلمين والمثقفين الا انها على الصعيد العملى كانت دون طموح الوطن وعجزت عن ادراك احتياجاته السياسية
4- الكوادر الادارية التى ارتبطت بالدولة فى عهد الاستعمار كانت غالبيتها العظمى من كوادر الحزب الوطنى الاتحادى ومع ذلك لعبت دورا سالبا لما ألت اليها السلطة السياسية الامر الذى اضعف من ارث الخدمة المدنية التى اسسها الانجليز وفق ضوابط شكلت صمام الامان لوطن يحتاج للانضباط الى ان جاء عهد الانقاذ وقضى عليها تماما.
اما حزب الامة والذى يقع فى الدرجة الثانية من المسئولية فلقد نشأ ملكية خاصة لطائفة الانصار (أل المهدى)والتى تشكلت قاعدته فى مناطق اقل وعيا من مراكز الحزب الوطنى الاتحادى والتى عرفت وقتها لقلة انتشار التعليم فيها بمناطق التخلف مما جعلها قواعد رهن الاشارة وبلا ارادة لهذا ظلت الدوائر الانتخابية فى وسط وشمال السودان مركز الوعى حكرا على الحزب الوطنى الاتحادى بينما تمتع حزب الامة باحتكارية المناطق الاقل وعيا خاصة وان التعليم فى المرحلة الثانوية وكلية غردون والجامعة تمركز وبصورة مطلقة فى الخرطوم ومدنى والابيض(وادى سيدنا وخورطقت وحنتوب بجانب الاهلية الثانوية التى اسستها القيادات الوطنية كاول قطاع ثانوى اهلى قبل ان تنضم اليها مدرسة المؤتمر الثانوية امدرمان تيمنا بمؤتمر الخريجين ثم جامعة الخرطوم حكرا يومها على خريجى هذه المدارس لهذا كان من المنطقى تميز الحزب الوطنى الاتحادى على حزب الامة لنفوذه المطلق على هذه المناطق ولهذا لا يصح ان نضع حزب الامة على نفس المستوى من المسئولية عن الفشل فى الحكم الوطنى بحكم نشاته وتركيبته ولانه لم يحدث ان دانت له السلطة وحده وليس معنى هذا انه معفى من مسئولية الفشل فهو الشريك الطائفى الثانى للختمية لما الت اليه البلد بعد ذلك بل ستظل الطائفتان وراء ما حل وسيحل بالسودان بعد تراجع الحزب الوطنى الاتحادى لهمينتهما على اهم واكبر حزبين فى السودان حيث حالا دون بناء دولة مؤسسية ديمقراطية يتعايش فيها كل السودانيين من مختلف هوياتهم وعنصرياتهم واديانهم الامر الذى فتح الابواب لانتشار الاحزاب العقائدية بمختلف مسمياتها وهى احزاب شمولية فى فكرها وتناقضاتها كما ان الطائفية السبب فى اقحام العسكر فى السلطة لهذا تبقى اكبر مهدد للديمقراطية واكبر مهدد لوحدة السودان لان فكرهما يقوم على هيمنة الاسرة على السلطة .
ولا اظن ان الحديث عن الحزب الوطنى الاتحادى يحوجنى للحديث عن نشاته وعن مواقفه حتى اعلان الاستقلال حيث اننى تناولت هذا فى الحلقات السابقة لهذا فان مصدر اهتمامى بالحزب يتمثل فى ما بعدالاستقلال بعدان دانت له السلطة باغلبيته البرلمانية. والتى اتاحت له الفرصة ان يصنع حزبا لا يقل عن حزب المؤتمر قى الهند وان يؤسس لبلد يضاهى اكبر دول العالم لما يتمتع به من ثروات وامكانات لو انه وجد من يحسن صياغته الا ان بناء الحزب نفسه كان ينقصه الفهم المؤسسى الديمقراطى و لم يكن هذا من اهتمامات قادة الحزب حتى يقدم نموذجا يحتذى به لتاسيس دولة ديمقراطية قادرة على التفاعل مع الهم الوطنى واعادة صياغته وهذا اهم واخطر اخفاقاته التى دفع ثمنها السودان ولا يزال يدفعها وسيظل يدفعها مالم تحدث معجزة تقدم حلا لازمة البلد التى اصبحت مستعصية اذا لم تتجرد كل الاطراف المعنية من نظرتهاالضيقة الذاتية والمصلحية.
لقد كانت هذه السقطة هى اكبر اخطاء هذا الرعيل الذى تولى امر الحزب فى اهم مرحلة ولا يمكن لاى شخص ان يكابر او يقلل فى نقاء تلك النخبة التى تولت قيادة الحزب فى تلك المرحلة والتى حققت انجازات يحفظها لهم التاريخ اذ جنبوا السودان شر الفتنة التى كانت ستكون كارثية على الوطن وتخطوا مرحلة التسليم والتسلم بجلاء القوات المستعمرة وتاهيل الكادر الوطنى لسودنة الخدمة المدنية كما قدموا نموذجا قدوة فى التجرد حيث لم يخلف اى منهم برجا او مصنعا ولكن تبقى الحقيقة فى انهم اخفقوا عندما كتبوا نهاية حزب كان هو امل السودان لو انهم احسنوا اعادة بنائه وجنبوه الارتباط بطائفة الختمية ليكون مؤسسة ديمقراطية رائدة لم تكن لتواجه اى معضلة فى انحياز الشعب السودانى لها كما حدث لحزب المؤتمر فى الهند الا ان غياب الثقافة الديمقراطية انحرف بتصرفاتهم التى اصبحت خصما على الديمقراطية عامة والحزب خاصة حتى كتبوا له هذه النهاية التى لا ينكرها الا مكابر.
ثلاثة اخطاء تاريخية بالغة الخطورة تتحمل مسئوليتها هذه النخبة دفع الوطن ثمنها غاليا :
1- فى الوقت الذى كان على هذه النخبة ان تلتفت لمكونات السودان المتعددة ومتنافرة لاسباب جهوية وعنصرية ودينية فانهم تجاهلوا هذا الواقع وانساقوا خلف الصراعات الهامشية حول السلطة بل قدموا حول هذا الامر نموذجا سيئا وهم رغم حيازتهم على السلطة والاغلبية فان البرلمان لم يفى بوعده و يتفذ قراره بمنح الجنوب الحكم الفدرالى وكان هذا اعلى سقف لمطالبه يومها الامر الذى كان سيجنب السودان انفصال جنوبه وتهديد وحدته فى غير الجنوب.
2- فشل الحزب فى ان يقدم نموذجا للممارسة الديمقراطية بل قدم نموذا سلبيا لها حيث لم يكن ديمقراطيا فى ممارساته ولم يؤسس لاى حزب مؤسسى ديمقراطى يؤكدهذا انه منذ تشاته لم تكن له عضوية منظمة ذات حقوق ديمقراطية واضحة ولم يشهد تاريخه منذ نشاته مؤتمرا عاما ولم يعرف تاريخه رئيسا انتخبه مؤتمرعام للحزب الامر الذى مهد للانقسامات التى اصبحت ملازمة له حتى اليوم حيث اصبح كما هائلا من الفصائل المتنافرة.
3- وفى خطوة هى الاخطر فى تاريخ الحزب ودفع ثمنها غاليا كما دفع ثمنها السودان ولا زال وسيظل يسدد فاتورتها ان الازهرى ومجموعته من النخبة سلمت الحزب فى طبق من ذهب لزعيم طائفة الختميةالسيد محمدعثمان الميرغنى عندما عاد للاندماج معه فى حزب واحد ليحقق رغبة الميرغنى وطموحاته فى ان يحول اكبر واهم حزب تعول عليه البلاد لضيعةخاصة تمتلكها الاسرة وتتوارثها مما فرض على الحزب واقعا غريبا يصعب الفكاك منه فكيف لحزب لم يعد اليوم يملك ان يكون بدون الميرغنى وفى ذات الوقت لا يملك ان يكون بوجوده (اليس هذا حكم بالاعدام على ميت)
وحتى لا نحمل المسئولية كلها للميرغنى فالحقيقة التى لا ينكرها الا مكابر فان الميرغنى ليس هو وحده الذى صادر الديمقراطية عن الحزب فالحزب منذ نشاته كان فى صراع دائم من اجل الديمقرالطية التى لم يعرفها فى ادبياته فالحزب لم يكن مؤسسة ديمقراطية سواء تحت زعامة الازهرى او الشريف حسين الهندى الا انها فى عهد الميرغنى اصبحت حكرا له واسرته كطائفة بينما كانت فى عهدى الازهرى والشريف لا تخلو من قناعة القيادات الاتحادية باحقيتهم بالزعامة عن جدارة ولكن هذا لا ينف ان الحزب لم يعرف الديمقراطية تحت زعاماتهم.
فالازهرى وان اصبح زعيما برضاء القادة الاتحاديين والقاعدة غير المنظمة حزبيا الا ان الكثير من التصرفات بدرت عنه افتقد فيها الالتزام بالديمقراطية واحترام الراى الاخر حيث كان بيده ان يؤسس لحزب ديمقراطى تحكمه قاعدته عبر المؤتمر العام ولكنه لم يفعل كما ان مواقفه لم تخلو من ممارسة غير ديمقراطية حيث كان ينفرد باتخاذ القرارات ولم يكن يقبل مخالفته فى الراى وقد تمثلت مواقفه هذه فى كثير من الشواهد التى عرفها الحزب عبر مسيرته بحثا عن الديمقراطية اذكر منها على سبيل المثال:
1- فلقد عرف الازهرى باعلانه التقليدى فى الصحف والذى يعزل فيه من الحزب من لا يطيع له امرا او ابداء راى مخالف له (الى من يهمه الامر سلام) خمسة كلمات يصدرها تعنى نهاية قيادى بالحزب ولعل اهم من وجه لهم هذا القرار كان الشريف زين العابدين الهندى لما ترشح فى دائرة برى الانتخابية بناء على رغبة لجان الحزب بالدائرة فى مواجهة السيد ابراهيم جبريل المرشح الذى اراده الازهرى مما افقد الحزب الدائرة للحزب الشيوعى بالرغم من ان ارادة القاعدة بالدائرة كانت اقوى من ارادة الازهرى حيث حقق الشريف اصواتا بفارق كبير من ابراهيم جبريل والذى كان مؤهلا للفوز لو ان الاصوات الاتحادية القليلة التى نالها ابراهيم حبريل مرشح الازهرى ذهبت اليه ولقد تكررت ظاهرة تعدد المرشحين لنفس السبب فى اكثر من دائرة انتخابية.
2- مواقف كثيرة تعرض لها الحزب تباينت فيها الرؤى مع الازهرى الا انه كان يصدر اوامره لنواب الحزب للالتزام بما يراه هو دون مشورة الهيئة البرلمانية لنواب الحزب مما دفع ب17 نائبا من نواب الحزب لرفع مذكرة له مطالبين بان ترجع زعامة الحزب للهيئة التى تضم نواب الحزب المفوضون من قواعدهم واشراكهم لتحديد مواقفهم وكانت هذه المذكرة هى الاهم فى مسيرة الحزب وقد فاقت فى شهرتها واهميتها يومها مذكرة العشرة التى عرفت
فى عهد الانقاذ ويومها تردد الاتهام سرا ان الشريف حسين كان خلف مذكرة النواب ال17والتى كان على راسها محمد الحسن عبدالله ياسين. وتوالت مواقف النواب فى ذات الاتجاه فى اكثر من مناسبة وكان على راسها الزين حامد وعبالوهاب خوجلى واخرون وكلها كانت محل خلاف مع الازهرى لرفضهم انفراده بالقرار.
اما الاخطر فى مواقف الازهرى والتى شكلت خروجا سافرا عن الديمقراطية والتى لم تقف على الشان الداخلى للحزب فلقدتمثلت فى:
1- مشاركة الازهرى وزعيم الحزب الذى يفترض ان يقدم نموذجا جيدا للمارسة الديمقراطية واحترام الاحزاب التى تخالفه الراى فان الازهرى شارك قائدا لاكبر عدوان على الديمقراطية عرفه السودان فى تاريحه فى واحد من اخطر الاحداث التى ادخلت السودان فى نفق مظلم عندما شارك فى التامر الذى استهدف حل الحزب الشيوعى ولم يقف الامر عند هذا الحد بل طرد نوابه المنتخبين من عضوية البرلمان ليصبح شريكا اساسيا باسم الحزب فى هذه المؤامرة ضد الديمقراطية وقد بلغ به الامر وهو يقف على راس الدولة ان يتهدد البرلمان اذا لم يطرد نواب الحزب ان يخرج بنفسه ليقود الشارع فى تظاهرات لارغام البرلمان على طرد النواب وهو موقف حسب عليه وعلى الحزب. ولا اظن ان الزمن يمكن ان يمحوا هذا الموقف من ذاكرة التاريخ
2- اما الثانية والتى غيرت موازين العمل الوطنى كله فبالرغم من ان القاعدة الاتحادية وقفت بجانب الحزب تحت زعامة الازهرى لما انشقت طائفة الختمية عنه واسست حزبا خاصا بها حزب الشعب الديمقراطى ومع ذلك انحازت قاعدة الحزب للازهرى وجماعته وحققت له اكثرية النواب مقارنة بالحزب المنشق الامر الذى أكد رفض القاعدة الاتحادية لهيمنة الطائفة على الحزب فاذا بالازهرى يعود للاندماج مع الطائفية التى شارفت نهايتها تحت مسمى الحزب الاتحادى الديمقراطى رافضا الاستماع للاصوات الاتحادية الرافضة لهذه الردة بعد ان حسم الحزب امر الطائفة خاصة وان قرار بهذه الاهمية والخطورة ويتهدد مستقبل الديمقراطية فى الحزب لا يصدر الا عن مؤتمر عام للحزب ولايصح ان تنظر له زعامة الحزب يومها وتقرر فيه لمواذنات الصراع من اجل السلطة او رغبة فى رئاسة الدولة وبهذا القرار كما اشرت فى مقدمة هذه الحلقة فان الازهرى سلم السيد محمد عثمان الميرغنى زعيم الطائفة الحزب فى طبق من ذهب حيث لم تمضى الا سنوات قليلة الا واصبح الحزب ملكا لاسرة الميرغنى وزعامة الطائفة. ليصبح هذا سببا فى تشتت قاعدته وتعدد فصائله التى يتضاعف عددها كل يوم
3- اذن الازهرى وبالرغم من انه كان رقما وطنيا لايمكن التقليل من دوره الوطنى الا ان مواقفه لم تخلو من السلبيات التى اشرت اليها فى هذه الحلقات والتى لا تزال تلعب دورا محبطا فى مسيرة السودان الوطن سواء فى عدم الالتزام بتنفيذ الفدرالية للجنوب او العمل على بناء الحزب بناء ديمقراطيا ثم اخيرا تسليم الحزب لاسرة الميرغنى والتى قلت عنها واؤكد على ماقلته انه بسب هذا القرار فان الحزب يعيش ماذقا لا مخرج له منه فلا الحزب لا يمكن ان يعود موحدا تحت دكتاتورية زعيم الطائفة والتى تتوارثها الاسرة كما انه لا يمكن ان يعود بدونه بسبب نهافت الطامعين فى السلطة الذين يتشبثون به لعجزهم فى استقطاب القاعدة الاتحادية وهو ما وصفته بانه حكم على الميت بالاعدام.
4- واذا كنت هنا اقفل ملف الزعيم الازهرى فى الحزب الوطنى الاتحادى لنفتح الملف الاخطر فى تاريخ هذا الحزب الذى كان هو امل السودان وهو الملف الخاص بالحزب بعد ان اصبح ملكا خاصا لا سرة الميرغنى تحت زعامة السيد محمد عثمان الميرغنى بعد ان دان له الحزب برحيل الازهرى والشريف حسين الهندى وهو ملف حافل بالكثير المثير الخطر,
وهنا وانصافا للازهرى فانه لم يكن وحده الذى مكن الميرغنى من ان يفرض سطوته الكاملة على الحزب لان الشريف زين العابدين الهندى لا يقل عنه فى المسئولية بل ربما يتحمل مسئولية اكبر لان الميرغنى كان فى موقف ضعيف حزبيا بعد انتفاضة ابريل بسبب ارتباطه بانقلاب مايو والذى كان من اول المؤيدين له برقيا ومشاركا له اسريا ثم تصالحه مع النظام بعد ذلك ودخول شقيقه السيد احمد الميرغنى عضوية مكتبه السياسى شريكا فى النظام العسكرى الذى استشهد فى مناهضته الازهرى والشريف حسين لهذا فان الميرغنى كان مستسلما لارادة الاتحاديين عندما تجمع الاتحاديون وكانت اغلبيتهم رافضة له وانقسموا حوله بين الاكثرية الرافضة لاى صلة له بالحزب واقلية لا تمانع فى ان يعود راعيا للحزب بعيدا عن اى عمل سياسى كما كان والده لهذا فان الهيئة الخمسينية التى تولت قيادة الحزب بالتراضى بصفة مؤقتة لحين انعقاد مؤتمر عام للحزب قد رفضت تسميته رئيسا للحزب وانتخبت الشريف زين العابدين الهندى امينا عاما مؤقتا للحزب لحين انعقاد مؤتمر الحزب فكان الشريف هو وحده الذى يتمتع بكلمة مؤثرة فى الحزب ومحل ثقة قواعده وليصبح مصير الميرغنى الذى لم يكن له وقتها اى سلطان على الحزب بل كان مصيره موضوعا للبحث لدى الاوساط الاتحادية ولقد تباين موقفه بين مرحلتين مرحلة مابعد الانتفاضة وحتى انقلاب الانقاذ ثم مرحلةما بعد الانقاذ حيث كان فى المرحلة الاولى بانتظار ان يقرر الاتحاديون مصيره وسط جدل محتدم فى اوساطهم وبين المرحلة الثانية مابعد الانقاذ عندما انتهى به الامر ان يحكم قبضته على الحزب ويبسط ملكية الاسرة الميرغنية عليه لهذا لابد من تناول كل مرحلة على حدة واذا كان هناك ما يفرق بين المرحلتين ففى المرحلة الاولى ما بعد الانتفاضة وقبل انقلاب الاتقاذ كان الميرغنى تحت قبضة ووصاية الشريف زينالعابدين الهندى الذى انتخب امينا عاما والذى سخر نفسه حاميا له وفى المرحلة الثانية ما بعد الانقاذ وهى المرحلة التى اانقلب فيها على الهندى حتى ارغمه على الانفصال عنه وتكوبين ما سمى بالحزب الاتحادى الامانة العامة وليتهمه الميرغنى بالخيانة الوطنية لمشاركته حزبه الانقاذ فى السلطة ولعل وجه الغرابة هنا كما ساوضح فان المرحلة الثانية التى قويت فيها شوكة الميرغنى ومكنته من احكام قبضته التامة على الحزب وليصبح وحده صاحب القرار فيه ارتبطت بانقلاب الانقاذ وبالدكتور قرنق زعيم الحركة الشعبية حيث انقلبت الموازين لحساب الميرغنى مقابل ترادجع الشريف الذى كان اول ضحايا الميرغنى فى المرحلة الثانية.
لهذا لابد ان اتناول كل مرحلة منها على حده .
فى هذه المرحلة كان الميرغنى يبحث فيهاعن موطئ قدم وما كان ليحققه لولا الشريف زينالعابدين الهندى اما المرحلة الثانية فلقد خدمته فيها الانقاذ وعلاقته بزعيم الحركة الشعبية التى مكنته ليحكم قبضته على الحزب وليبصبح الحزب رهن اشارته وهى المرحلة التى تمتد حتى اليوم الا انها اصبحت مرحلة تميزت بتعدد وانتشار الفصائل الاتحادية حتى تعدت السبعة فصائل وفى الطريق المزيد.
اما مرحلة ماقبل الانقاذ فلقد كان الحزب مفككا ومرتبكا بسسب الموقف من الميرغنى حيث اعلن الرافضون لاى ارتباط معه او لاى صيغة حزبيه له وانفصلوا عن الحزب بسببه واسسوا الحزب الوطنى الاتحادى بقيادة السادة على محمودحسنين واحمد زينالعابدين وحاج مضوى بجانب الاعداد الكبيرة التى انصرفت عن الحزب بسببه والذين بقوا فى الحزب انقسموا لكتلتين كتلة ترفض ان يكون له اى وضع فى الحزب مقابل قلة ترى انه لابد من صيغة تحافظ على طائفة الختمية ومع ذلك فان اكثرية الاتحاديين يومها انصرفوا عن الحزب رافضين حالة التردى التى اصابت الحزب وعزفوا عن الانضمام لاى جهة وهى الفترة التى قلت عنها انها فترة تحالف الشريف مع الميرغنى وبسط جمايته له.
تحت هذه الظروف والفرقة والشتات والتى اصابت الحزب وتحديدا فى شهر يوليو 1986اعلن تجمع من الاتحاديين وقوى الوسط عن نفسه تحت مسمى هيئة دعم وتنظيم الاتحادى الديمقراطى والتى اعلنت عن نفسها بهدف توحيد الاتحاديين وتجميع قوى الوسط فى الحزب الاتحادى الديمقراطى وقد اعلنت هذه الهيئة عن نفسها ببيان نشرته جريدة السياسة فى عددها رقم 26 بتاريخ 25 يوليو جاء فيه مايلى:
(تم بحمد الله فى امسية الاربعاء 16-7-1986 بدار المهندس اول اجتماع لقيام تجمع الاتحاديين وقوى الوسط وقد اختير لهذا التجمع ىاسم –هيئة دعم وتنظيم الاتحادى الديمقراطى- وقد تمت اجازة مذكرة الهيئة وموجهات العمل التى نعلنها اليوم املين ان يهتدى بها الاتحاديون وقوى الوسط .
لقد تم انتخاب لجنة من اربعة عشر عضوا على ان يتم رفعها الى خمسة وعشرين وهم السادة د.عمر الصديق –طه على البشير-عمر عبد الله- محمد مالك عثمان- محمد فائق-هشام بشير- احمدمختار جبرة-احمد وداعة الله-د الشيخ محمد الامين- عمر العقاد – عوض الامين- سيد العوض – عبدالحفيظ باشرى- النعمان حسن احمد وانبثق عن هذه اللجنة مكتب سكرتارية ثلاثى من السادة عبالحفيظ باشرى-محمد مالك عثمان- النعمان حسن وقد اعتمد هذا المكتب ناطقا رسميا للهيئة ولقد جاءت ردود الفعل مبشرة بالترحيبو التجاوب مع الاهداف الوطنية التى تسعى الهيئة لتحقيقها والمؤمل ان تحظى هذه المذكرة بالقبول من جميع القطاعات بالتجاوب معها فى العاصمة والاقاليم والمغتربين كخطوة تمهيدية لمزيد من التمحيص والدراسة بمشاركةاوسع من هذه القطاعات
من هنا نناشد جميع قطاعات الاتحايين وقوى الوسط الوطنية والمتجاوبين مع هذه الاهداف لتجميع قواعدهم بالاحياء ومواقع العمل ودور لعلم توطئة لعقد الاجتماعات المنظمة والله نسال ان يسدد خطانا لما فيه مصلحة الحزب و والوطن العزيز توقيع السكرتارية بامر اللجنة والاجتماع العام)
وفى نفس العدد من الصحيفة اعلنت الهيئة رؤياها كاملة للاوضاع فى الحزب ومواطن ايجابياته واخفاقاته عبر مسيرته وفى نصف صفحة كاملة من الجريدة وللاهمية انقل حرفيا ما جاء فى اخر فقرة من البياتن والتى جاء فيها ما يلى:
( خامسا لا تنكر الهيئة دور طائفة الختمية فى دعم الحزب تجاه قضية الوطن فى مرحلة الاستقلال ولا تسقط دورها فى المشاركة فى الحزب ودعمها لحسم قضية الوطن فى هذه المرحلة الخطيرة الا ان الهيئة تتمسك بديمقراطية التنظيم وحق قاعدة الحزب فى تحديد سياسته واختيار قياداته عبر المؤتمر العام والمؤتمرات الاقليمية بما يحقق المساواة والتكافؤ بين كل عضوية الحزب)
وعلى ضوء هذا الاعلان انتظمت العديد من القطاعات عقدت اجتماعات مع القيادات النقابية الاتحادية بقيادة عثمان حسور حيث عقدت مؤتمرا جامعا بجامعة الخرطوم بالقاعة 102 ثم اجتماع القيادات السياسية بقياد الحاج مضوى بمنزل احمد مختار جبرة كما عقد اجتماع خاص بنواب الحزب المؤيدين للهيئة والذيتن بلغ عددهم 37 نائبا بمنزل النائب هاشم با مكار ولم يخلو اجتماع بامكار من طرفة ففى اثناء تداول الاجتماع لتوصياته والتى انتهت باقرار مشروع ميثاق من عشرةنقاط لتوحيد الحزب وان تتبناه الهيئة النيابية تلقى بامكار رسالة تلاها على الاجتماع يحذر صاحبها المجتمعين متهما هذا العمل بانه مؤانرة يقوم بها مندسون من الحزب الشيوعى فما كان من بامكار الاان علق على الرسالة قائلا (ياجماعة كان الشيوعيين خلو حزبهم التعبان ده وبدل ما يصلحواحزبهم جو يشاركونا نصلح حزبنا نرفضهم ليه)
وكانت ثمرة اجتماعات الهيئة اجازة مشروع من عشرة نقاط لتوجيد الحزب وقوى الوسط وتنظيم القواعد توطئة لعقد مؤتمر عام للحزب وكان الميرغنى والشريف يومها يروجون لعقد مؤتمر عام للحزب للمجموعة المؤيدة لهم مما دفع بالهيئة ان تخاطب الشريف بصفته الامين العام ان يتم تاجيل المؤتمرالذى اعلن عن تنظيمه فى شهر يناير حتى ينعقد بمشاركة كل الفصائل الاتحادية وقوى الوسط التى تراضت على ميثاق توحيد الفصائل الاتحادية وقوى الوسط والتى اجمعت على عشرة نقاط يقوم عليها المؤتمر العام حتى تتحقق وحدة الاتحاديين والوسط ولكن الشريف رفض المشروع وتجاهله ومع ذلك لم ينعقد المؤتمر الذى اعلنوا عنه للفصيل الذى جمع بينه والميرغنى كما انه فى نفس الوقت اجهض مشروع الميثاق الذى امنت عليه الفصائل ومجموعات قوى الوسط ووقعت عليه فى 21 أكتوبر 1986 وجاءت نقاطه العشرة كما يلى:
اولا: الموافقة على قبول مبدأ التوحيد فى حزب واحد الحزب الاتحادى الديمقراطى
ثانيا:الالتزام بالنهج الديمقراطى كاساس لممارسات الحزب من القاعدة للقمة
ثالثا:قبول السيد محمد عثمان الميرغنى راعيا للحزب على النهج الروحى الذى كانت عليه رعاية والده
رابعا: العمل على عقد مؤتمر عام واحد لكل الفصائل
خامسا:القبول بان الهيئة البرلمانيةالحالية للحزب الاتحادى الديمقراطى هى اكثر شريحة تتمتع بالشرعية وعليه يلزم ان يكون لها مركز الثقل فى الجهاز الذى ينظم المؤتمر
سادسا: تمثل الفصائل الاتحادية فى الجهاز الذى يتولى تنظيم المؤتمر
سابعا: الالتزام بوقف الحملات والتحرشات الاعلامية لتهيئة المناخ للوحدة فى الشارع الاتحادى
ثامنا: العمل من اجل الاتفاق على مشروع دستور شامل للحزب تمهيدا لاجازته من المؤتمر
تاسعا:الموافقة على استمرارية التمثيل الحالى للحزب فى الاجهزة الدستورية القائمة الان حتى انعقاد المؤتمر
عاشرا: ان تعلن الموافقة النهائية على هذا الميثاق فى مهرجان سياسى عام
لقد كان الميرغنى وبسبب ضعف موقفه فى تلك الفترة اكثر قبولا للوضع المقترح صوريا بعدان اطمان على ان الامين العام للحزب الشريف يقود العمل ضد مشروع الميثاق بالرغم من انه كان يدعم موقفه الرافض بصورة غير مباشرة كما ان الشريف زين العابدين فاجأ كل الفصائل الاتحادية عندما افتتح مؤتممر الحزب الفرعى فى كردفان بترشيجه السيد محمد عثمان الميرغنى رئيسا للحزب مما هيأ الظروف للسيد ان يعيد ترتيب اوراقه ويتخطى مرحلة ما بعد الانتفاضة حيث استرد موقعه القيادى فى عامى 88 و89 خاصة بعد ان نجح فى تحقيق الاتفاق الذى ابرمه الحزب مع الحركة الشعبية بقيادة الدكتور قرنق والذى قضى بمنح الجنوب الحكم الذاتى بعد الغاء قوانين سبتنبر الاسلامية وهو ما اجهضته الحركة الاسلامية بانقلاب 30 يونيو. كما ان فترة ما بعد قبل انقلاب الانقاذ شهدت تصاعد الخلاف بين الميرغنى والشريف زينالعابدين بعد ان رفض الاخير الحكومة الاتلافية التى كان نائبا لرئيس وزرائها الصادق المهدى وطالب بانسحاب الحزب من حكومة الصادق المهدى الامر الذى رفضه السيد محمد عثمان الميرغنى وبهذا قفلت هذه المرحلة بان عض الشريف اصابع الندم على موقفه ضد مشروع هيئة دعم وتوحيد الحزب الاتحادى الديمقراطى وهو الموقف الذى ساعد الميرغنى فى ان يسترد قوته ولم يعد بحاجة للشريف بعد ان تصاعدت الخلافات بينهما والتى انتهت بان يصبح كل منهما فصيل قائم لذاته و لتنتقل اوضاع الحزب بينهما لفترة ما بعد الانقاذ وهى الفترة التى حفلت بالكثير من الاحداث الكبيرة وكان من اهم العوامل التى مهدت الطريق للميرغنى انه ولاول مرة فى تاريخ العمل السياسى فى السودان ان (يشرف) زعيم طائفة الختمية الحبس مع القادة السياسيين عقب انقلاب الاسلاميين لتشكل هذه الفترة نقلة نوعية خاصة فى مسيرته حيث انه لم يحدث ان اتخذ اى انقلاب عسكرى مثل هذا الموقف مع زعيم الختمية لانه دائما الاسبق لتاييد الانقلاب ولكن يبدو ان اتفاق الحزب مع الحركة الشعبية على الغاء قوانين سبتمبر وهوالاتفاق الذى دفع بالجبهة الاسلامية تنظيم الانقلاب كان هو السبب الذى وقف خلف اعتقال الميرغنى بين منظومة القادة السياسيين ,
وتبقى فترة ما بعد الانقاذ هى الاكثر اثارة فى تاريخ هذا الحزب بل وفى تاريخ القوى السياسية بعد ان اصبح السيد الميرغنى رئيسا للتجمع وهى فترة حافلة بالتناقضات والاخفاقات وهذا هو موضوع الحلقة القادمة
alnoman hassan [[email protected]]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.