هناك اعتقاد راسخ لدى معظم السودانيين داخل السودان، مفاده أن السودانيين المغتربين في دول الخليج هم أغنى أغنياء العالم والأدلة الواقعية على وجود وتفشي هذا الاعتقاد الوهمي كثيرة وعلى قفا من يشيل ومنها على سبيل المثال لا الحصر: اخبرنا فلان ابن فلان وهو سوداني مغترب في الامارات أن أحد أقربائه في السودان قد اتصل به بالحاح ذات مرة وطلب منه إرسال ما يعادل مليار جنيه جنيه سوداني لأنه ، وعلى حد تعبيره ، قد صدر حكم قضائي بإخلائه من بيت الايجار وأنه يريد شراء منزل يقيه هو وأولاده المساكين من التشرد! لم يستطع فلان ابن فلان ، المديون أصلاً من قبل أحد البنوك الخليجية، تدبير المبلغ الخيالي المطلوب وتمكن بشق الانفس من إرسال مبلغ نصف مليون سوداني بالقديم ، استلم طالب المساعدة المبلغ بسخط بالغ ولم يكلف نفسه عناء إعادة الاتصال بالمرسل وشكره وانقطع في كهوف الصمت الغاضب ولسان حاله يقول : يا فلان الفيك عرفناها! احد المغتربين السودانيين في البحرين حكى حكاية مفادها أن أحد أقربائه الاعزاء طلب منه ارسال مبلغ ضخم بغرض إجراء عملية جراحية عاجلة له، لم يكن لدى صاحبنا المغترب أي مال في منتصف ذلك الشهر العسير فاضطر إلى الاستدانة من الشركة التي يعمل بها ، بعد فترة سمع صاحبنا أن قريبه لم يجر أي عملية جراحية وأنه قد تزوج في أحد الأعراس الجماعية ثم طلق ست الحسن والحسان بعد ذلك وما زال صاحبنا يسدد في أقساط الدين الجراحي الزفافي حتى تاريخ اليوم! قال فلان الفلتكاني وهو أحد المغتربين السودانيين في السعودية إن بعض ذويه في السودان يعتقدون أنه يملك مال قارون في الغربة بدليل أن ثلاثة من أصحابه في السودان قد اتصلوا به ذات مرة وطلبوا منه ارسال ثلاثة من أجهزة الكشف عن الذهب ، وهي كما يعرف العالمون ببواطن الأمور الذهبية العشوائية ، من أغلى الأجهزة في العالم وما زال صاحبنا مصدوماً ومندهشاً من غرابة هذا الطلب المستحيل التنفيذ! Faisal Addabi [[email protected]]