(اسمح لي أن أعلّق على تناولكم للمشاكل الأسرية والعاطفية التي خَصَّصتم لها كلام الناس (السبت)، ولا أخفي إعجابي الشخصي به، لكنني أعتب عليكم أنكم أهملتم قضايانا نحن الشباب). هذه المقدمة مأخوذة حرفياً من رسالة "علي سعد" من عطبرة التي قال فيها أنه شاب في العقد الرابع من عمره، وأنه تخرَّج من الجامعة قبل خمس سنوات لكنه ما زال بلا عمل، وبالتالي فإن مشروعه للزواج معطل حتى الآن. قال علي سعد أن "المشاكل الأسرية تستحق التناول والتفاكر حولها، لكنها ليست كلها بسبب العوامل التي كررتم الحديث عنها؛ مثل الختان وعدم التوافق بين الزوجين، لأن هنالك عامل مهم للاستقرار الأسري لم تتناوله". قال أن "الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تسببت في حرماننا من حقنا المشروع في الزواج والإستقرار باتت تُهدد البناء الأسرى القائم كما بدأ بالفعل، ولعل إحصاءات حالات الطلاق المتصاعدة في الآونة الأخيرة تؤكد ذلك". إن الأزمة الاقتصادية بأسبابها السياسية قد أثرت على الحياة الأسرية بالفعل، لأن الضغوط الاقتصادية، إضافةً إلى تغيير نمط الحياة المعيشية وسط الأسر، جعل الآباء والأمهات وأولياء الأمور أكثر توتراً، وهذا بالطبع أَثَّر سلباً على الحميمية داخل الأسر. أعرف والحديث ما زال لعلي سعد أنكم لا تستطيعون معالجة هذا الأمر، ولكنني قصدت التنبيه إلى عامل مهم أصبح أكثر تأثيراً في حياتنا الاجتماعية والعائلية والأسرية، وحتى علينا نحن الذين مازلنا خارج شبكة الحياة الاجتماعية الطبيعية، وهو العامل الاقتصادي. ها أنذا أعطى كلام علي سعد المهم مساحة في كلام الناس وأضم صوتي معه لكي ينتبه أولي الأمر كلٌّ في مجاله، خاصة في المجال الاقتصادي ومجالات الرعاية والتنمية الاجتماعية، للتنادي لدراسة الآثار السالبة للأزمة الاقتصادية التي أَثَّرت على قطاع عريض من الأسر للبحث عن مخارج عملية بعيداً عن التخندق خلف سياسات اقتصادية ثَبت فشلها عملياً في تحقيق العدالة والأمن الاجتماعي والأسري. هكذا أثبت لنا علي سعد مشكوراً أنه ليس بالحميمية وحدها تُبنَى الأسر وتستقر. [[email protected]]