أن المعلم يعتبر شريحة مهمة للغاية في المجتمع لكن رغم ذلك نجد ان جميع الحكومات السودانية منذ الاستقلال وحتى قبيل ثورة الانقاذ وضعت المعلم في سلة المهملات فهو الاضعف والانحف والمهمل من بين اقرانه الاخرين، والسؤال الذي يطرح نفسه لماذإ هذا الاهمال كله هل هو من قبيل النسيان أم من قبيل التجاهل؟ رغم الشعارات الديمغولوجية التي التي رفعت من اجل ترقية ورفع اوضاع المعلمين الا كل هذه الشعارات ذهبت ادراج الرياح ولا زال المعلم يترنح ولم يحرك وضعه قيد شبر رغم الكم الهائل من الخريجين الجدد الملتحقين بها رغم ظروفها الخانقة الا الحوجة جعلت المتقدمين اليها بكميات كبيرة ،رغم ان التعليم في كل من السعودية وقطر واليابان وكوريا وغيره من الاقطار العربية وغير العربية يعطى للمعلم مكانه حقه كاملاً بدون أي نقصان بالاضافة الى المكانة الاجتماعية التي توجد في قلوب مواطنيه،اما في بلادنا أن المعلم مصاب بحمى شديدة من الفلس والاكتئاب النفسي وذلك لعدم مقدرته على الايفاء بابسط حاجات اسرته البسيطة ناهيك عن المعاملات الاجتماعية الاخرى التي توجد في وسطه والاوساط الاجتماعية الاخرى،أتمنى ان تكون سطوري السالفة هذه بداية لنهضة وتطور للمعلم وخاصة أن الوطن يعيش في ظل نهضة عمرانية وبترولية واستثمارية ضخمة حتى نرى تلك الشعارات المرفوعة واقع معايش وليس شعارات ديمغولوجية0 كان المعلم في الزمن الجميل رسول وقائد وعالم عندما كان الذين يبحرون في مجاهيل العلم قله لا تذكر،اما الان فحدث بلا حرج نجد ان المعلمين اصبحوا كنظامين الانقاذ في السمعة وغير ذلك حتى في التعيينات لان المهنة في الوقت الحالي اصبحت طاردة لا يلجى اليها الا العطاله،مع العلم ان جامعتنا الحالية المتخصصة في مجال التعليم تخرج الاف من المعلمين ولكن رغم ذلك نحن في حوجه مآسة الى العديد من المعلمين وذلك بسبب النزيف الحاد من هذا الفئة ورغبتها في الاغتراب الى دول البتروريال العربية، مع العلم في الاواني تلوتث سمعة المعلم واصبح وضع سمعته وتعيينه اشبة بوضع النظاميين، يحض المدرس قديما، في المجتمع العربي عموما وفي المجتمع العراقي على الخصوص باحترام وتقدير كبيرين، حيث كان يلعب دور المرشد والموجه والمؤطر لجميع الأنشطة التي تتردد على المدرسة أو الجامعة او المجتمع؛ ويعلمهم مبادئ المعرفة والأخلاق، ويشاطر السكان أفراحهم وأحزانهم، وكان المدرس مقابل هذا الحضور الإيجابي محط تقدير واعتزاز باعتباره أمينا على القيم الأخلاقية، بالإضافة إلى كونه قدوة للصغار بسلوكه وإشعاعه داخل المؤسسة وخارجها، حتى كاد أن يرتقي إلى مرتبة الرسول، كما قال الشاعر أحمد شوقي: قم للمعلم وفه التبجيلا..... كاد المعلم أن يكون رسولا أبو شروق إدريس [[email protected]]