شاهد بالفيديو.. مذيعة تلفزيون السودان تبكي أمام والي الخرطوم "الرجل الذي صمد في حرب السودان ودافع عن مواطني ولايته"    مسيرات تابعة للجيش تستهدف محيط سلاح المدرعات    مصر: لا تخرجوا من المنزل إلا لضرورة    الملك سلمان يخضع لفحوصات طبية بسبب ارتفاع درجة الحرارة    واصل برنامجه الإعدادي بالمغرب.. منتخب الشباب يتدرب على فترتين وحماس كبير وسط اللاعبين    عصر اليوم بمدينة الملك فهد ..صقور الجديان وتنزانيا كلاكيت للمرة الثانية    الطيب علي فرح يكتب: *كيف خاضت المليشيا حربها اسفيرياً*    عبد الواحد، سافر إلى نيروبي عشان يصرف شيك من مليشيا حميدتي    المريخ يستانف تدريباته بعد راحة سلبية وتألق لافت للجدد    هنري يكشف عن توقعاته لسباق البريميرليج    تعادل سلبي بين الترجي والأهلي في ذهاب أبطال أفريقيا في تونس    باير ليفركوزن يكتب التاريخ ويصبح أول فريق يتوج بالدوري الألماني دون هزيمة    كباشي يكشف تفاصيل بشأن ورقة الحكومة للتفاوض    متغيرات جديدة تهدد ب"موجة كورونا صيفية"    تمبور يثمن دور جهاز المخابرات ويرحب بعودة صلاحياته    مقتل مواطن بالجيلي أمام أسرته علي ايدي مليشيا الدعم السريع    محمد وداعة يكتب: معركة الفاشر ..قاصمة ظهر المليشيا    مصر لم تتراجع عن الدعوى ضد إسرائيل في العدل الدولية    أمجد فريد الطيب يكتب: سيناريوهات إنهاء الحرب في السودان    يس علي يس يكتب: الاستقالات.. خدمة ونس..!!    عبد الفضيل الماظ (1924) ومحمد أحمد الريح في يوليو 1971: دايراك يوم لقا بدميك اتوشح    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سوف لن يستطيع المؤتمر الوطني هزيمة الجبهة الثورية بالمأجورين من ابناء الهامش .. بقلم: طالب تية،
نشر في سودانيل يوم 11 - 05 - 2013

الموقع، مدرسة كادقلى الثانوية (تلو)، الزمان، 17 نوفمبر من العام 1972م، وهو تأريخ ميلاد اتحاد ابناء النوبة فى مدرسة كادقلى الثانوية المشهور بتنظيم ( الكومولو)، وهو الاسم الحركى، وذلك تيمنا ببطل قصة " ابكى يا بلدى الحبيب" ابسلوم كومولو. فقد اصبح هذا العام نقطة فارقة بين هذا الجيل والاجيال اللاحقة والجيل المتعلم السابق، جيل الذل والهوان.انه تأريخ لو تعلمون عظيم ويجب ان يحتفل به ابناء النوبة كل عام. لان هذا اليوم هو الذى خلق الوعى والفهم الذى انتظم فى اذهان الاجيال اللاحقة من ابناء النوبة ووضعهم فى الطريق الصحيح لمجابهة الاحن والكوارث التى خلقتها الحكومات المتعاقبة على الشعب النوبى العظيم منذ سقوط الممالك النوبية المسيحية والتى لم يذق النوبة طعم الاستقرار فيها بعد حتى الان. سيظل هذا اليوم هو اليوم الذى وضع خطا عريضا بين الماضى المزرى الكئيب وبين المستقبل المشرق القادم بمشيئة الله.
لقد لعبت الصدفة وحدها بان يقوم هذا التنظيم العملاق فى مدرسة كادقلى الثانوية او تلو كما يحلو لمريدها ترديده، ليحدث هذا التغيير المهم فى المجال الاجتماعى والثقافى والسياسى واخيرا الاقتصادى على مستوى قبائل جبال النوبة ويبعث فيهم روح التنظيم العلمى. قلنا ان الصدفة وحدها هى التى لعبت هذا الدور ونريد من الاجيال اللاحقة والاجيال المعاصرة التى لم تك جزءا من المنظومة ان تعرف حقائق التأريخ حتى لا ترسل الاحاديث على عواهنه. وما جعلنا نبدأ الموضوع بهذه الفذلكة التاريخية هو حديث ل تلفون كوكو ابوجلحة فى راديو سودان سرفيس بعد ان اقتنع وحرر نفسه من معتقله. فمن حق الذين لم يكونوا جزءا من المنظومة ان يعرفوا تاريخها جيدا حتى لا يتهجموا لاناس كانوا هم سببا مباشر فى تكوين هذه المنظومة التى احدثت كل هذا الحراك الاستراتيجى وسط ابناء النوبة، وحتى لا نترك للمشوشين العبث بذلك التاريخ وتشويشه وتزويره كما حدث فى السابق.
فقبل ذلك اليوم بايام اتى الطالب وقتها كوكو محمد جقدول لصديقه الطالب عبدالعزيز ادم الحلو مشتطا غضبا يسب ويلعن قدره الذى جعله احد ابناء النوبة المتعلمين فى ذلك اليوم، حيث كان الحلو وجقدول صديقين حميمين. فقد حكى جقدول واقعته التى جعلته يشتط غضبا للحلو، والتى كانت تتمثل فى ان احد عمال الصحة الليلية من ابناء النوبة فى مدرسة تلو قد طلب منه ان يكتب له طلبا لمدير المدرسة وقتها عبدالله حران بان يبقيه فى العمل لان عقده قد شارف النهاية، فما كان من جقدول الا ان يثور فى وجه ذلك العامل البسيط ويغضب منه وتنتفخ اوداجه. فما كان من الحلو المعروف بهدوئه وحكمته الا ان يهدئى من غضب صديقه ويقول له ما ذنب هذا العامل الذى هو نفسه فريسة لقهر المركز، اما السؤال المطروح ماذا فعلتم انتم ابناء النوبة المتعلمين لتقوموا بتغيير هذا الواقع المزري؟
فقد كان من راى الحلو بان يقوم ابناء النوبة فى مدرسة تلو الثانوية بتكوين اتحاد لهم للتصدى لمثل هذه الانتهاكات الصريحة التى كان يمارسها المركز بطريقة ممنهجة مع سبق الاصرار والترصد عن طريق برامج مدروسة. وبالفعل تحرك جقدول وسط ابناء النوبة ليصلوا فى النهاية لتكوين اتحاد لهم فى 17 نوفمبر 1972م كاول اتحاد لابناء النوبة فى المدارس الثانوية. فقد استعان واضعوا دستور الاتحاد بالحلو وبالفعل بعد ان اكتمل الدستور اراد الحلو الانسحاب الا ان المجتمعين قد رفضوا ذلك فما كان منهم الا وان يغيروا فى فقرة العضوية فى الدستور حتى يستطيع الحلو وغيره كثر من الاستفادة من تغيير تلك الفقرة. ويحزننى حقا بان ياتى من التحق بالتنظيم مؤخرا، بل بعد احدى واربعين عاما من النضال بان يقول " عبدالعزيز ليس نوباويا" الا يستحق مثل هذا الجلد والصلب؟؟!!!!.
ان الحلو لم يتزحزح قيد انملة منذ ان التحق بتنظيم النوبة فى حين ان الذين عاصروه حتى صديقه جقدول قد تساقطوا كاوراق الخريف. الا اننا نقول لجقدول ان مكانك مازال شاغرا. فالنضال صعب وطريقه شاق وهو يحتاج الى تضحيات جساما. فكثير من ابناء النوبة الذين انشاؤا هذا التنظيم لم يستمروا معه ولكنهم لا يمكن ابدا ان يتخطوا بعض الخطوط الحمراء. حتى الذين التحقوا بالتنظيم بعد احد عشر عاما من الحلو من امثال تلفون ودانيال وبعض من امثالهم الذين يقولون ان الحلو ليس نوباويا لا يمكن ان يتخطوا الخطوط الحمراء لان ظلم المركز بين. والمركز لم يترك ولن يترك لهم مساحة لكى يتحركوا فيها !!!!.
فبعد تكوين الاتحاد سيطر ابناء النوبة تلقائيا على كل مفاصل الحياة فى مدرسة كادقلى الثانوية وهذا شىء طبيعى كما يحدث لابناء الشمالية فى المدارس الشمالية وابناء الجزيرة فى مدنى وغيرها لاننا لم نسمع بان احد ابناء النوبة او الغرب عموما كان رئيسا لاحد اتحاداته ولم نسمع بان شخصا سويا نعتهم بالعنصريين ولكن هذا يحصل فى جبال النوبة، بالرغم من ان ابناء النوبة كانوا اغلبية، الا ان العنصريون الذين يمارسون العنصريه فى وضح النهار نعتوا ابناء النوبة بانهم عنصريون. ففى اول منافسه فى الاتحاد اكتسحوا الاتحاد حيث تحصلوا على ثمانية مقاعد من ضمن اثنتى عشر مقعدا وقد كان الحلو هو اول رئيس يمثل النوبة فى اتحاد طلاب مدرسة كادقلى الثانوية، فما الجديد حتى ياتى المرجفون فى المدينة ليذكروا ويكرروا لنا من الحين للاخر كلما فشلوا فى القيادة بان الرجل ليس نوباويا ويجب الا يمثل النوبة، انها اضحوكة حقيقة وتشير بان من يقول ذلك غير ملم بتاريخ النضال فى جبال النوبة.
فبعد ان دخلت نفس الدفعة، وهى دفعة 1975م الجامعات وخاصة جامعة الخرطوم حيث استطاعوا ان يقتحموها عنوة واقتدارا وبكثافة مبالغ فيها انتقل معهم نشاطهم الى هناك الا ان ذلك ادخل الرعب فى قلوب المرجفون وسعوا الى تحطيم المدرسة وتحويلها الى معسكر للجيش والدفاع الشعبى. وهكذا انتقل النشاط الى الجامعات بالاصافة الى الثانويات مثل الابيض الصناعية وغيرها. وفى الجامعة التقوا الاستاذ المربى يوسف كوة مكى، فبالرغم من انه قد كان من جيل الخائبين، الا انه قد شذ عنهم تماما ووقف مع هؤلاء الشباب مؤازرا ومعاضضا. فيوسف كوة بخبراته وتجاربه الثرة استطاع ان يحدث نقلة نوعية فى العمل التنظيمى. وبعد تخرجه فى الجامعة عمل معلما فى مدرسة تلو الثانوية. فمن خلال وجوده فى كادقلى نقل النشاط من الثانويات والجامعات الى الحياة العامة، لذا التحق كثير من ابناء النوبة الذين فاتهم العمل التنظيمى فى المدارس العليا وفى الجامعات بالعمل فى محيط الحياة العامة وهى الفترة التى التحق بها كل من دانيال كودى وتلفون كوكو بالعمل التنظيمى، اى بالتحديد فى العام 1980م.
فقد استطاع ابناء النوبة فى جنوب كردفان السيطرة على كل مفاصل الحياة كما حدث بالضبط فى مدرسة كادقلى الثانوية. فقد استطاعوا السيطرة على المجالس المحلية ومجالس المدن، كما فازوا فى دائرة كادقلى الكبرى فى المجلس القومى ودائرة كادقلى فى المجلس الاقليمى بكل من دانيال كودى ويوسف كوة على التوالى.
الا ان المركز ممثلا فى حكومة نميرى وسياساتها العنصرية كسابقاتها ولاحقاتها، لم ترض بذلك النصر بالرغم من انه قد اتى من خلال انتخابات حرة ونزيهة وقد كانت صناديق الاقتراع وليس الزخيرة هى الفيصل، فالفقت تهم العنصرية والقبلية وما الى ذلك من التهم الجزاف والتى هم اصلا ممارسوها فى الحياة اليومية والحياة العامة على مستوى دواوين الحكومة. الابارتهايد الذى تجزر فيهم واصبح مركب فى العقل الباطنى قد يصعب انتزاعه ولكنهم الى مزبلة التاريخ ذاهبون لان مثل هذه الانظمة ليس لها بقاء. وقد كانت الطامة الكبرى فى الترشح لما يسمى بالحاكم المرشح وهى المرحلة الثانية من ثلاث مراحل وضعها النميرى للحكم فى السودان ولكنه لم يصبر عليها ( المكلف، المرشح، المنتخب).
فقد وقف ابناء كردفان فى قائمة واحدة على راسهم بكرى عديل ومحمود حسيب والطيب المرضى والتجانى حسن الامين، ويجب ان تلاحظوا بان يوسف كوة لم يك مرشحا ولكنه كان يساند الدكتور حسن الامين. وبالرغم من ان هذه القائمة قد فازت فى الانتخابات الا ان نميرى قد زور تلك الانتخابات بواسطة وزير الشئون الدينية عون الشريف قاسم واتى بالفاتح بشارة رغم انف انسان كردفان، ولكن بدلا من ان يكون الذين ترشحوا هدفا، كان يوسف كوة بموقفه ذلك هو العنصرى الوحيد من بين كل الذين ترشحوا والذين ساندوا المرشحين. هنالك مثل سودانى يقول ( المابريدك بحمر لك فى الضلمة)، وهذا بالضبط ما حدث للفاتح بشارة ليوسف كوة. لذا اصبح يوسف كوة مطاردا لقرابة العام من قبل الاجهزة الامنية واصبحت تلفق فيه التهم جزافا الى ان اتهم بانه مع انقلاب عنصرى كان يخطط له الاب فلب عباس غبوش واصبح مطلوبا لدى الاجهزة الامنية فما كان من تنظيم الكومولو الا وان يتخذ موقفا صريحا تجاه هذه الفوضى التى تحدث. فى الحقيقة انها كانت فوضى عارمة كما الفوضى التى تحدث الان، الى ان اضطر تنظيم الكومولو ان يعقد اجتماعا طارئا، وقد كان تأريخيا فى نفس الوقت فى يوليو من العام 1984م لمدة سبعة عشر ساعة متواصلة رغم الاجراءت الامنية المشددة والرقابة اللصيقة للقيادات النوبية تم فيه دراسة منفستو الحركة الشعبية صفحة صفحة، فقرة فقرة، جملة جملة، سطر سطر وكلمة كلمة. اقتنع المجتمعون تماما بان المنفسو واهدافه لا يختلف عن اهداف الكومولو ان لم يتفوق عليه فى كثير من الجواب، لذا كان قرار الالتحاق بالحركة الشعبية والركون الى الكفاح المسلح هو الخيار الانسب لمواجهة فوضى واستهتار حكام المركز.
فقد كان القرار ان يذهب يوسف كوة مكى لمقابلة العقيد الدكتور جون قرنق دى مبيور وابداء رغبة ابناء النوبة فى الانضمام الى الحركة الشعبية، وبالفعل قد انضم ابناء النوبة الى الحركة الشعبية بعد ان قبل دكتور جون ذلك. وقد ابلى ابناء النوبة بلاءا حسنا الى ان انفصل الجنوب والذى لو لا ابناء النوبة لكان تحت سيطرة الشمال الغاشم حتى الان. ولان القائد يوسف كوة هو قائد بعيد النظر فقد قال لابناء النوبة فى الحركة الشعبية بانكم سوف لن تشعروا بقوتكم الا بعد انفصال الجنوب، وهذا ما قد يكون.
ما اشبه الليلة بالبارحة:
كثير من ابناء النوبة فى دول المهجر المحسوبين على المؤتمر الوطنى يبدو انهم غير ملمين بالتاريخ النضالى الحديث لابناء النوبة. فمنهم من يكتب من وحى الخيال، ومنهم من يرتكز على معلومات مضللة ، ومنهم من يعلم ولكنه يريد ان يلوى عنق الحقيقة باعتباره من ابناء النوبة حتى يصدقه الاخرون. ولكن نعزرهم جميعا ونقول لهم بان الزمن قد تخطاهم كثيرا. فنحن قريبون من الاحداث ومتابعين لها جيدا. فقبل ان يقرر احمد محمد هرون الحرب فى جبال النوبة، ذهب فى زيارة امنية الى منطقة الجاو مع نائبه الحلو. ولان الحلو كان يعرف مغزى زيارة هرون الى الجاو امر جنوده بدس كل الالات والمعدات القتالية الثقيلة وان يختفى الجنود من الانظار ولا يبقى الا عدد قليل منهم راى هرون فيهم البؤس والفقر والشقاء ووصفهم بانهم اطفال وسكارى. بل لقد ارسل تقريرا الى المركز بذلك مما جعل البشير يعلنها حربا عشواء من القضارف مرورا بالمجلد ومن ثم المزكرة الشهيرة من قائد الفرقة 14 فى كادقلى. لقد كانت الخطة أ للمؤتمر الوطنى هى الفوز بصناديق الاقتراع والتى خسر فيها المؤتمر الوطنى اكثر من 32 مليار جنيه بالجديد كما يقولون وذلك بالاضافة الى اشياء عينية قيمتها غير محسوبة والخطة ب الفوز بصناديق الذخيرة بالرغم من نصائح مستشار الرئيس للامن القومى لهم، الا ان نافع وهرون كانا على النقيض مع قوش استنادا على المعلومات المضللة التى استقاها هرون من زيارته الى الجاو.
فهرون كان يرى بانهم سيهزمون الحركة الشعبية فى جبال النوبة خلال 72 ساعة فقط مع تصفية كل القيادات. لذا كان التلاعب بنتائج الانتخابات التى كانت تشير الى فوز الحلو بواسطة المركز الفوضوى والمستهتر. فالجبابرة ابو الا وان يتم تزويرها بسيناريو كان اكثر من هزيل. وقد اجبر هرون الحركة الشعبية للدخول فى الحرب بالرغم من ان موقف الحركة الشعبية كان واضحا، انها لا تعترف بالانتخابات كما انها لا تشارك فى الحكومة، بمعنى انها ستجلس فى كنبات المعارضة، ولكن المؤتمر الوطنى لم يحتمل ذلك واشعلها حربا اراد ان يحسمها فى خلال 72 ساعة ولكنها كانت وبالا عليه. ولكن ما يحير ان بعض ابناء النوبة فى المهجر يدبج مقالات بالرغم من هذه الحقائق الواضحة يريد يحمل فيها الحركة الشعبية مسئولية اشعال الحرب فى جبال النوبة كانهم يريدون ان يقولوا لنا ان ضربك المركز فى خدك الايمن فمد له خدك الايسر. فالثلاثى الذى قدم من امريكا شطح شطحات مبالغ فيها كانهم لم يهربوا من جهيم نفس هذا المركز فى يوم من الايام، ولم يعطوا انفسهم اى مجال للمناورة فلفظهم الشعب النوبى لفظا. فالمؤتمر الوطنى قد اشعل حربا ولكنه ارد ان يحسمها له ابناء الهامش.
المؤتمر الوطنى سوف لن يهزم الهامش بالمأجورين من ابنائه:
ما لم يقم المؤتمر الوطنى باعادة حساباته، ان كان هو فعلا يريدها حربا، ليحارب بابنائه وليس بابنائ الهامش المأجورين، نقول له ان الخسران المبين فى انتطاره. فما حك ظهرك الا ظفرك. فلقد اعتمد المؤتمر الوطنى فى السنة الاولى من هذه الحرب على ابناء النوبة المأجورين فى جيشه. فهؤلاء قد تم استلابهم وادلجتهم فى الحرب الاولى فى معسكرات النزوح فى شمال كردفان وتم عسكرتهم والدفع بهم فى الصفوف الامامية لمواجهة اخوتهم. ولكن لان هؤلاء كانوا يحاربون بدون عقيدة، تم تدميرهم تماما فى كل من التيس والدار وطروجى والفراقل فى الدلنج. فهؤلاء يحاربون بدون مبدأ وان سالت احدا منهم لماذا تحارب اذا، لقال لك بانهم لا يريدون ان تضيع سنواتهم الطويلة التى قضوها فى الجيش سدى، وانهم لا يريدون ان يفقدوا حقوقهم ما بعد الخدمة. بالله عليك، هل هكذا يتجند المرؤ فى الجيش الوطنى؟ فان لم يك الجندى قد تجند ليهب دمه رخيسة فداءا للوطن ما الفائدة من التجنيد. هل مثل هذا الجندى يمكن ان ينتصر لمبادئ هو لا يؤمن بها؟ فاهلنا المسيرية يقولون "الماعندو غبينة ما بقاتل". فامثال هؤلاء الماجورين المرتزقة ليست لهم غبينة لذا فهم دوما مهزومون.
نعلم جيدا ان ابناء النوبة فى جيش المؤتمر الوطنى وهم القوة الضاربة وفى الاجهزة الامنية الاخرى وخاصة جهاز الامن هم الذين يقومون بتعذيب والتنكيل بالابرياء من افراد الشعب السودانى يفهمون تماما قضيتهم من خلال التنظيمات النوبية التى كانوا هم جزءا منها فى يوم من الايام والذى ساهم تنظيم الكومولو فى انشائها، ونعلم بانهم يعلمون بانهم عندما يرسلوا لمحاربة اخوتهم فانهم يذهبون للحرب تادية للواجب فقط لا غير لانهم ليست لهم دوافع قوية تدفعهم للحرب ونحن نعلم بانهم اكفاء فى هذا الجانب، ولكن الفرق بينهم وبين اخوتهم هى الاهداف النبيلة التى يسعى اليها اخوتهم والاهداف الدنيئة التى يسعون هم اليها. فمثلا لا يمكن ان تحتل بيتك لتهديه لمغتصب.
فعبدالرحيم محمد حسين وزير الدفاع المهزوم، عندما يجرد جيشا من الهجانة وهو يعلم ان قوام ذلك الجيش من ابناء النوبة ليحتل اراضى النوبة ليهديها له يكون معتوها بحق وحقيقة، لان ذلك لا يمكن ان يحدث اصلا. لان امثال هؤلاء المأجورين تهزمهم ضمائرهم قبل ان يهزمهم جيش الجبهة الثورية. وعليه نضعها من الاخر: ان اراد المؤتمر الوطنى هزيمة الجبهة الثورية، فليتقدم ابناءه الى الصفوف الامامية كجنود مقاتلين. وعندما يموت منهم مجموعة فى تلك الحرب اللعينة سيصل الى قناعة بان الحرب لا فائدة منها وانه لا بد من الجلوس الجاد للتفاوض. هذه نصيجة مجانية منا للمؤتمر الوطنى. الا ان هو اراد الاستهبال وقتال الهامش بابناء الهامش فان نهايتة اقرب الينا من حبل الوريد. فهزيمة متحرك وزير الدفاع التى كانت متجهة الى ابوكرشولة قد دقت اسفينا فى نعش جيش المؤتمر الوطنى. فالمؤتمر الوطنى سيجد نفسه فى الايام القليلة القادمة فى وضع لا يحسد عليه.
خلاصة:
ان القائد الحلو قائد اصيل من ابناء النوبة، بل هو من الذين وضعوا اللبنات الاولى للحراك الذى انتظم اوساط النوبة واحدث نقلة نوعية فى كل تنظيماتهم ان كانت اجتماعية او ثقافية او سياسية او اقتصادية. اننا نسمع ببعض ابناء النوبة الذين التحقوا بالتنظيم متاخرا من امثال تلفون كوكو يتحدثون عن احد مؤسسى هذا التنظيم دون ان يعرفوا كيف ومتى واين نشا التنظيم الذى احدث كل هذا الزخم وسط ابناء النوبة. بالله ان لم يك الحلو بكل هذا السرد التاريخى نوباويا؟ من هو النوباوى اذا؟ كنا نربأ بتلفون بان ينزلق لهذا المستنقع العنصرى الاسن الذى انزلق فيه قبله دانيال كودى والثلاثى خائب الرجعة الذى قدم من امريكا فى وقت سابق. وانا اشفق والله على هذا النوع من القيادات التى تريد ان تطرح نفسها للشعب لكى تقوده وتتحدث بهذا الاسلوب الفقير. النوبة كلبهم بسيط: انهم يريدون ان يحكموا اقليمهم كما يحكم بقية السودانيين اقاليمهم ويشاركوا فى حكم السودان فى كل مستوياته مع اخرين عن طريق تقاسم الثروة والسلط. فكثير من السذج يسالون ماذا يريد النوبة؟ ونحن نقول ماذا يريد البشير؟ فالبشير لم يحصر نفسه فى حوش بانقا بل اخرج لسانه بعد انفصال الجنوب وقال ان السودان دولة عربية اسلامية وهو لا يريد اى دغمسة!!!! فليس بالضرورة ان تكون نوباويا صرفا لتخلص للنوبة، لان هنالك نوبة هم اخطر على النوبة وعلى انفسهم من العدو نفسه، لذا فان الجبهة الثورية ممثلة فى الحركة الشعبية تعالج هؤلاء قبل ان تعالج غيرهم لانهم هم الاخطر على الاطلاق، وهذا ما تم بالضبط. اخيرا نقول ان النوبة يقفون مع الحق، فاينما مال الحق مالوا معه. لا نريد الظلم لانفسنا وكما لا نريده لغيرنا.
النضال مستمر والنصر اكيد،
طالب تية،
8 مايو 2013م.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.