أوضح الدكتور سلمان محمد أحمد سلمان الخبير الدولي لقوانين وسياسات المياه أن السودان فشل منذ عام 1959 في استخدام حوالى 350 مليار متر مكعب من نصيبه من مياه النيل بموجب اتفاقية عام 1959. وقد تحدّث الدكتور سلمان بإسهابٍ في هذا الموضوع في برنامج "مراجعات" الذي يقدمه الأستاذ الطاهر حسن التوم على قناة النيل الأزرق السودانية. وقد جرى اللقاء على مدى أربع حلقات سوف يتمّ بثّ الأخيرة منها عصر يوم الجمعة 17 مايو 2013. وقد أشار الدكتور سلمان إلى أن استخدامات السودان كل عامٍ من مياه النيل منذ عام 1959 لا تتعدّى 12 مليار متر مكعب، في حين أن نصيب السودان بموجب اتفاقية مياه النيل هو 18,5 مليار متر مكعب. وهذا يعني الفشل السنوي في استخدام 6,5 مليار متر مكعب على مدى 54 عاماً منذ توقيع الاتفاقية (54×6,5=350 مليار). تعرّض الدكتور سلمان في هذه المقابلات كذلك للتنازلات الكبيرة والمتتالية التي قدّمها السودان لمصر خلال سنوات التفاوض الخمسة على مياه النيل التي امتدت من عام 1954 وحتى توقيع اتفاقية مياه النيل في 8 نوفمبر عام 1959. وقد شملت التنازلات الموافقة على إغراق مدينة وادي حلفا و27 من القرى شمالها وجنوبها والترحيل القسري لحوالى 50,000 من السودانيين النوبيين إلى منطقة خشم القربة. كذلك تمّ إغراق أكثر من 200,000 فدان من الأراضي الزراعية الخصبة وأكثر من مليون شجرة نخيل وحوامض وآثار تاريخية لا تقدر بثمن وكمياتٍ ضخمة من المعادن (الحديد والذهب)، وكذلك شلالات دال وسمنه التي كان يمكن أن تولّد أكثر من 650 ميقاواط من الكهرباء. وقد دفعت مصر للسودان مبلغ 15 مليون جنيه مصري كتعويضات لأهالي حلفا، بينما تجاوزت التكلفة الإجمالية لعملية الترحيل القسري مبلغ 37 مليون جنيه. وقد تساءل الدكتور سلمان عن معنى كل هذه التنازلات إذا كان السودان قد فشل في استعمال نصيبه من مياه النيل. المقابلات مع الدكتور سلمان موجودة على موقع الأستاذ الطاهر حسن التوم الالكتروني http://www.tahertoum.net/ وكذلك على موقع الدكتور سلمان محمد أحمد سلمان الالكتروني WWW.Salmanmasalman.org