الوعكة العارضة تستحيل شللاً تاماً : التغيير الديمقراطي الحزب الجيد الذي يتزعمة السيد (لام أكول) يقول كل المراقبين انه قد تسبب في صداع نصفي للحركة الشعبية مما جعلها خلال الآونة الاخيرة لم تعد الحركة موفقة في كثير من قراراتها السياسية ، ويراها البعض متخبطة وغير موفقة في تصويباتها التي تتبعها ، فكثير من آراء قادتها تأتي متنافرة متضادة متعارضة ، ولعل تلك الظاهرة في بادئ الأمر لم تكن ملاحظة من قبل قادة الحركة أو أن احدهم لم يعزها لوجود الحركة الشعبية ودورها الفاعل في المشهد السياسي الجنوبي ، علي الرغم من أن كل المراقبين يدركون ذلك الحضور ويعللون تصرفات الحركة الشعبية الغير راشدة لوجود الحزب الجديد بكثافة في كل الجنوب رغما عن تقيد حركة قادتها لدرجة تهديد حياتهم ، والحركة الشعبية لم تتنبه لهذا العرض من المرض الذي أصابها الا مؤخرا وبعد أن كل عمليات التضميد والاقراص التي تعاطتها لم تجدي نفعا .. فوقتها فقط تنبهت الحركة الشعبية وقادتها بأن مؤثرا آخر تسبب لها في صداعها المزمن هذا ، فأصدرت توجيها خاصا لمعالجة ذلك الوضع ، فالتوجيه جاء لقادة الجيش الشعبي بعدم السماح لاي مواطن جنوبي بمغادرتة بغية حضور مؤتمر الحركة الشعبية (جناح لام أكول) ، والتوجيه بالمنع بالقوة مقصودا لذاته وضرورة التعامل مع الامر بالوجة العسكري الصارم ، ولم يتوقف التوجيه عند هذا الحد فتم توجيه آخر للسيد (نيال دينق) بتعميم ذلك التوجيه على كل وحدات الاستخبارات بالجنوب ، وحزب الحركة (جناح لام أكول) أصبح من أكبر العقبات التي تواجه الحركة الشعبية (جناح سلفاكير) ، وكثيرا ما تعرض منسوبيه للاعتقالات والتشريد من الخدمة المدنية والمجالس التشريعية بالجنوب ، وفي بادئ الأمر سعت الحركة الشعبية وفي محاولات متكررة منها وجادة لاختراق هذا التنظيم (حزب الحركة الشعبية التغيير الديمقراطي) الا أن المحاولات باءت بالفشل ، وظل حزب التغيير الديمقراطي عصيا علي الاختراق ..!! ، وقيادات الحركة الشعبية ناقشوا اسباب انشقاق لام اكول وعزوها لجملة من الاسباب .. خروجه من وزارة الخارجية .. ابعاده من مجلس التحرير وجعله عضوا بدون مهام بالحركة الشعبية وعدم تدخل قيادة الحركة لمناقشة وضعه وحل مشاكله باعتباره من القيادات المؤسسة وله تأثره السياسي والقبلي ، وبعضهم الآخر رأي أن الحركة الشعبية بها دمقراطية ويحق له الخروج وتأسيس حزب معارض بغرض اصلاح الحال وخلق حراك سياسي بالجنوب ، الا أن هذا المذهب فيه كثير من المزايدة ، لا أحد يستطيع أن يقيم لقاءا سياسيا ولو كان يمثل نفسه .. فهو ممنوع منه طالما أنه لا يعزز في لقائه السياسي ذاك الحركة الشعبية ، وحوادث عديدة تؤكد أن النشاط السياسي مقصور علي الحركة الشعبية دون غيرها .. فهكذا فعل ب (جورج كنقور) حينما أراد ان يلتقي بقواعد حزبه .. لم يسمح له بذلك ..!! ، وآخرين ذهبوا الي ان السيد (لام أكول) عجل بالاطاحة به حين عقد اجتماع بجوبا لحكام الولايات الجنوبية وناقش فيه موضوع الخدمات والسياسة العامة واداء الحكام ، وان الاجتماع أكد بأن هنالك مشاكل ضعف الكوادر وقلة الخبرات الادارية العاملة مما أدي لتفشي ظاهرة الفساد المالي والاداري ، الامر الذي لم يرق لكثير من القياديين الآخرين بالحركة الشعبية ، والواقع أن حزب التغيير الديمقراطي قد بدأت في سحب البساط من تحت أقدام الحركة الشعبية ، فكل الظروف مواتية لطرحها السياسي ، فالمواطن هناك لا يجد شيئا .. الامن مفقود .. الوظيفة تريد سندا قبليا .. الاموال والأبناء أصبحت نهبا لقطاع الطرق .. والحركة الشعبية تنظر ولا تحرك ساكنا ازاء كل ذلك ، ولهذا فهي تتآكل وتتآكل وتتآكل ومن ثم .. تموت أمام خصمها الجديد ..!!