( 150) مليون رأس من الماشية هو التعداد الثابت للماشية لأكثر من عشر سنوات لا تزيد ولا تنقص، وإن نقصت ثلث مساحة السودان بانفصال الجنوب، ونهبت أعداد كبيرة في صراعات دارفور وذهبت إلى دول الجوار، ومع نفوق بعضها لعدم وجود الكلأ في مناطق الصراعات الأخرى، وهو رقم لا يُستهان به إن كان يتم التعامل معه بفهم استثماري اقتصادي خاصة أن مراعي السودان جميعها طبيعية، مع موجة السوق العالمي الذي يحبذ لحوم وألبان المراعي الطبيعية وهي الأعلى طلباً والأعلى سعراً. غالبية تربية الماشية في السودان تصنف من الجانب الاجتماعي لا الاقتصادي، كما أن الحكومات لا تُعطي منتجيها الرعاية والاهتمام، بحيث تصنفهم من المجتمعات المهمة في البلاد، وتساهم في عمليات الانتاج الحقيقي، وتساهم في الناتج المحلي الاجمالي، فعندما يطلق (راعي غنم) أو (راعي بقر) لشخص فلها دلالة معنى غير مشجعة للدخول في هذه المهن، وبالتالي ضروري جداً تغيير هذا الفهم إن أردنا التقدم الاقتصادي، والتنموي. هذا الرقم زاد أو نقص يؤكد حقيقةً لا مراء فيها أن السودان بلد واعد للاستثمار في الثروة الحيوانية، لما يتمتع به من مناخ ملائم لتربية (الإبل، الأبقار، الضأن، الماعز، الدواجن، الأرانب والأسماك، و...) وغيرها من الثروات المهملة التي لا قيمة لها، كما أن هناك مساحات شاسعة للمراعي الطبيعي والغابات المفتوحة.. فقط محتاجون لتفكير إبداعي يحوِّل تلك النعم والفرص إلى مكاسب اقتصادية، للبلد، وتستوعب جيوش العاطلين، وتوقف أفواج المغادرين بإقامة (رواعية)، ولا يمكن أن يتم ذلك إلا بوجود تشجيع حقيقي لا شعاري من الحكومة، بأن يكون مربي المواشي هو صاحب الكسب الأعلى لا السماسرة والتجار. (3.7) مليون رأس هو حجم صادر المواشي للعام الماضي 2012م ومثل عائدها 720 مليون دولار، وهو مبلغ لا يتناسب مع قدرات البلاد في المجال.. علماً بأن سعر الخروف الواحد أكثر من سعر برميل النفط، في وقت أنه لو استثمرت نصف الأموال التي استثمرت في النفط في تربية المواشي لكان عائدها أضعاف عائد النفط، ثم لا تتعلق بها صراعات مطلبية أو جهوية. anwar shambal [[email protected]] ///////////