بقلم د.طبيب عبدالمنعم عبدالمحمود العربي - لندن بسم الله الرحمن الرحيم انا الذي نظر الاعمي الي أدبي وأسمعت كلماتي من به صمم كم تطلبون لنا عيباً فيعجزكم ويكره المجد ما تأتون والكرم ما ابعد العيب والنقصان عن شرفي انا الثريا وذان الشيب والهرم المتنبي بلاغة في القول وبلاغة في التحدي وفي فن الفخر والعرض الجميل القوي في عالم التنافس الذي لا يرحم هذا المعني والوصف البليغ إنما ينطبق بحق وحقيقة علي عالمنا الموقر البروفيسور عبدالله الطيب لما له من ملكات وذكاء و الذي ذاع صيته رغم كيد الحساد فعم القري والحضر أولا في السودان ثم في العالم العريض بلا منازع. في عهد الرئيس السابق جعفر النميري عليه رحمة الله طبقت الشريعة الإسلامية. كثرت الجوامع وأعفيت كلها من اجر الكهرباء والماء. في حي القدواب بمدينة بربر يوجد الجامع العتيق الذي كان يقوم فيه والد امي زينب الطاهر بمهام الإمامة وتدريس القران بداية القرن المنصرم. جاء يوماً رجلاً له علاقة بالمحكمة الشرعية ببربر زائراً بيتنا وأخبر الوالدة بان في النية إحضار أمام راتب من الحكومة خريج معهدي لجامع القدواب. الوالدة عليها رحمة الله كانت ذات ثقافة دينية ولغة عربية أخذتها عن أبيها فكانت تحفظ الشعر الفصيح والأحاديث النبوية والحكم وكانت شجاعة في الاتيان بصريح القول إذا دعي الداعي. لم تترك للرجل ان يستطرد في كلامه فاعترضته قائلة "أما دي مسخرة آخر الزمن. نحن الحمد لله ربنا جاب لينا دكتور عبدالله الطيب يقرأ القران ويفسره والحديث ويفسره ونحن جالسين في مطابخنا القاعدة تعوس تسمع والقاعدة تطبخ تسمع لا يفوتنا منه درس. أمامكم الدايرنه ده شوفوله بلد تانية". وهكذا اعترضت امرأة علي تعيين أمام لان دكتور عبدالله الطيب والشيخ صديق احمد حمدون قد قاما بواجب التوعية الدينية الكافية. هذه الحكاية سمعها الشيخ حاج هاشم فضل السيد قرجاج التاجر بسوق السجانة "عليه رحمة الله" وفي يوم من الأيام جاء الشيخ قرجاج الي محل شقيقي مجذوب صاحب مخازن العربي للوازم البناء في سوق السجانة وكان يوجد ذالك اليوم عبدالله الطيب الذي اعتاد زيارة المحل فكانت المقابلة مفاجأة طرب لها الشيخ قرجاج لانه قد قابل عبدالله الطيب دماً وحماً وكان عليه رحمة الله رجلا فكهاً فهلل وبشر في وجه البروفيسور وقال له والله والدة مجذوب قالت فيك قول ما قالو زول قالت "نحن نطبخ ونوعس وعبدالله الطيب معانا في المطبخ يفسر لينا القران والحديث". أهدي لي الاخ الأستاذ الخبير الزراعي ابراهيم الباقر ابراهيم كتاب حقيبة الذكريات وكتاب من نافذة القطار للعلامة عبدالله الطيب وقد ظهر لي جلياً إيمان عبدالله الطيب "بالعين الساحرة" وقد سحر وهو تلميذ حتي فقد المقدرة علي المشي. تعجبت ووقفت عند ذالك المشهد وقلت سبحان الله لا يعرف عبدالله الطيب الخوف فكيف يخاف الي هذا القدر من سحر العين؟.فتذكرت قبل سنوات قلائل وفي بيت احد اقربائي بلندن كان من الحضور السفير السوداني د. حسن عابدين. ذكرت مناقب عبدالله الطيب والمفاجأة كانت من تعليق السفير علي آخر لحظة شاهد فيها د عبدالله الطيب عندما زارهم في السفارة السودانية. قال كان يوجد شخص وعبدالله الطيب كعادته ينطلق وينطق .قال ان الرجل الجالس ويستمع معهم علق بكلمات علي ذاكرة عبدالله الطيب الغير اعتيادية. فكانت العين الساحرة ذات الضربة القاضية أخرجت العلامة الي المستشفي ساكتا دماغه الفريد الذكي عن الكلام المباح الي ان غادر الفانية الي جنات الخلد بإذن الله الا رحم العلامة الاستاذ الشيخ العلامة الفهامة عبدالله الطيب المجذوب فالعين حق والموت حق والناس علي فراقه جميعاً لمحزونون . اللهم ارحمه برحمتك الواسعة اسكنه أعلي الجنان واجعل الكوثر شرابه والسندس ثيابه. عبدالمنعم عبدالمحمود العربي