ريال مدريد وأنشيلوتي يحددان موعد الانفصال    عادل الباز يكتب: المسيّرات… حرب السعودية ومصر!! (2/2)    المسابقات تجيز بعض التعديلات في برمجة دوري الدرجة الأولى بكسلا    المضادات الأرضية التابعة للجيش تصدّت لهجوم بالطيران المسيّر على مواقع في مدينة بورتسودان    ما حقيقة وجود خلية الميليشيا في مستشفى الأمير عثمان دقنة؟    محمد وداعة يكتب: عدوان الامارات .. الحق فى استخدام المادة 51    الولايات المتحدة تدين هجمات المسيرات على بورتسودان وعلى جميع أنحاء السودان    صلاح-الدين-والقدس-5-18    التضامن يصالح أنصاره عبر بوابة الجزيرة بالدامر    اتحاد بورتسودان يزور بعثة نادي السهم الدامر    "آمل أن يتوقف القتال سريعا جدا" أول تعليق من ترامب على ضربات الهند على باكستان    شاهد بالفيديو.. قائد كتائب البراء بن مالك في تصريحات جديدة: (مافي راجل عنده علينا كلمة وأرجل مننا ما شايفين)    بالفيديو.. "جرتق" إبنة الفنان كمال ترباس بالقاهرة يتصدر "الترند".. شاهد تفاعل ورقصات العروس مع فنانة الحفل هدى عربي    بالفيديو.. "جرتق" إبنة الفنان كمال ترباس بالقاهرة يتصدر "الترند".. شاهد تفاعل ورقصات العروس مع فنانة الحفل هدى عربي    شاهد بالفيديو.. شيبة ضرار يردد نشيد الروضة الشهير أمام جمع غفير من الحاضرين: (ماما لبستني الجزمة والشراب مشيت للأفندي أديني كراس) وساخرون: (البلد دي الجاتها تختاها)    شاهد بالصورة.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل تسابيح خاطر تنشر صورة حديثة وتسير على درب زوجها وتغلق باب التعليقات: (لا أرىَ كأسك إلا مِن نصيبي)    إنتر ميلان يطيح ببرشلونة ويصل نهائي دوري أبطال أوروبا    الهند تقصف باكستان بالصواريخ وإسلام آباد تتعهد بالرد    والي الخرطوم يقف على على أعمال تأهيل محطتي مياه بحري و المقرن    ترمب: الحوثيون «استسلموا» والضربات الأميركية على اليمن ستتوقف    من هم هدافو دوري أبطال أوروبا في كل موسم منذ 1992-1993؟    "أبل" تستأنف على قرار يلزمها بتغييرات جذرية في متجرها للتطبيقات    وزير الطاقة: استهداف مستودعات بورتسودان عمل إرهابي    بعقد قصير.. رونالدو قد ينتقل إلى تشيلسي الإنجليزي    ما هي محظورات الحج للنساء؟    شاهد بالصورة والفيديو.. بالزي القومي السوداني ومن فوقه "تشيرت" النادي.. مواطن سوداني يرقص فرحاً بفوز الأهلي السعودي بأبطال آسيا من المدرجات ويخطف الأضواء من المشجعين    توجيه عاجل من وزير الطاقة السوداني بشأن الكهرباء    وقف الرحلات بمطار بن غوريون في اسرائيل بعد فشل اعتراض صاروخ أطلق من اليمن    الأقمار الصناعية تكشف مواقع جديدة بمطار نيالا للتحكم بالمسيرات ومخابئ لمشغلي المُسيّرات    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السودان بحاجة لمخرج في الزمن المستحيل .. بقلم: النعمان حسن
نشر في سودانيل يوم 09 - 06 - 2013

حتى لا نصبح مثل المجنون الذى يبحث عن اول أنسان وطأت قدمه السودان ليأخذ (حقه منه كما قال)
لابد من رد الاعتبار للجنيه السودانى واعادة (المال العام) لمكانه الطبيعى بعد ان اصبح ( المال الخاص)
لابد من اعادة صياغة نظام ديمقراطى مؤسسى وحظر الاحزاب الطائفية والعقائدية
النعمان حسن
الحلقة الاخيرة –الجزء الاول عن المخرج
على مدى الحلقات السبعة السابقة والتى استعرضت فيها وبشكل محدود ما لحق بالسودان الوطن وبالمواطن طوال فترة الحكم الوطنى والتى قدمت فيها جزء يسيرا من محصلة الدمار الذى اوصل السودان لهذه المرحلة من الانهيار الاقتصادى وبصفة خاصة لانه كان ضحية السياسات والقرارات والاجراءات التى شهدها السودان عبر مسيرة الحكم الوطنى والتى كان اهمها واخطرها تدنى قيمة الجنيه السودانى فى وجه الدولار والذى ترتب عليه ارتفاع الاسعار فوق طاقة المواطن للحصول على احتياجاته الضرورية وما صحب ذلك من انهيار الخدمات الضرورية من تعليم وعلاج واضعاف فرص العمل وما تبع ذلك من ما سميت باسلمة البنوك التى ساهمت فى رفع اسعار السلع بجانب الجبايات والضرائب غير المباشرة التى وقع عبئها على المواطن رغم ضعف دخله اذا كان من المحظوظين الذى وجد عملا يلتحق به وان وجد العمل فانخفاض قيمة الجنيه السودانى يعجزه عن توفير احتياجاته واخطر من هذا كله الانهيار الاخلاقى والاجتماعى والذى جاءت اخطر نتائجه ان السودان اصبح دولة طاردة قليل من اهله الذين استاثروا بخيراته لانهم من محاسيب الحكم يرغبون فى البقاء فيه اما الاكثرية العظمى تبحث عن ماوى لها بعيدا عنه فى اى بلد لمن استطاع اليه سبيلا حتى استراليا ان وجد الطريق اليها الامر الذى يجعل من قضية البحث عن مخرج للسودان من هذه الحالة الميئوس منها ليست الا لغزا من الالغاز التى يعجز البشر عن الجزم بانه يملك حلا لها وهذا ما يصعب مهمتى فى ختام هذه الحلقات وانا اقدم اجتهادا شخصيا محدودا بقدراتى الضعيفة وقدرة اى واحد فينا مهما بلغ بنا الغرور فالمخرج للسودان مما هو فيه يبدو مستحيلا رغما عن مظاهر الهرج السياسى بين المتصارعين على السلطة من كل الجبهات التى تناوبت السلطة تحت الديمقراطية والدكتاتورية والذين يؤكد التاريخ انهم بلا استثناء شركاء فيما لحق بالسودان تحت مما يؤكد ان طريق هذا الحكم كان خاطئا فى كل مكوناته مما يجعل من المخرج تحت ظل هذا الواقع بعيدا عن المنال ان لم يكن مستحيلا طالما ان هذه المكونات السياسية التى تتبادل حكمه بديمقراطيته الزائفة او بانقلاباته العسكرية التى اصبحت سمة عامة لفشل الحكم الوطنى وذلك لان فشل هذا الحكم يرجع لعدم اهلية القوى السياسية مدنية او عسكرية فى ان تمثل مخرجا للسودان من واقعه الحالى ورغم ذلك لا نملك غير الاجتهاد من اجل بلورة حوار جاد لا بد منه بعيدا عن العواطف والانتماءات لهذه القوى السياسية والتى لا ارى اى مستقبل للسودان ما بقيت هذه القوى هى البديل والدليل على ذلك حكم الراى العام على هذه القوى التى لم تنجح عبر مسيرتها الا فى ان تفقد ثقة المواطن فيها لهذا تبقى القضية كيف للسودان من بديل وكيف له ان يخرج من دائرة هذا المؤسسات السياسية الفاشلة والعاجزة وغير المؤهلة لحل ازماته.
كثيرا ما كنا نسمع من يقول (خذوا الحكمة من افواه المجانين) وكنا نستهزئ بهذه المقولة ولكن يبدو ان بعض ما كان يردده بعضهم ما يستحق وقفة فيه.
فلقد استمعت مرة لواحدا منهم وكان عاملا بمصلح المخازن قبل اعدامها من قبل الحكم الوطنى قبل ان يوقف من العمل بسبب حالته النفسية وكان يقول:
0اكتر ناس مظاليم فى العالم سكان افريقيا واكثر مظاليم فى افريقيا سكان السودان واكثر مظاليم فى السودان سكان الخرطوم – ويالها من مفارقة وهو يتحدث عن ظلم سكان الخرطوم- واكثر مظاليم من سكان الخرطوم ناس توتى واكثر مظاليم سكان توتى العمال واكثر عمال مظاليم فى توتى عمال مصلحة المخازن والمهمات واكثر عمال مظلومين فى المخازن والمهمات عمال قسم النجارة واكثر عامل مظلوم فى قسم النجارة انا) يعنى انه يريد ان يقول بهذا الاسلوب الساخر انه اكثر مظلوم فى العالم ولعله بهذا يعبر عن لسان حال الاغلبية العظمى من مواطنى السودان كما يقول واقعهم اليوم
اما المجنون الثانى والذى استمعت اليه وكان حديثه اكثر تعبيرا عن واقعنا اليوم انه رحمة الله عليه كان من (اشطر) الطلاب الذين عرفتهم مدرسة وادى سيدنا خاصة فى علم الرياضيات حتى انه كان يصحح الاساتذة وهو طالب ثم عمل معلما للرياضيات قبل ان تصيبه الحالة النفسية و تنتابه حالة من الجنون او هذا ما كنا نقوله عنه انه كان طوال اليوم سارحا ممسكا بشعر راسه يبحث عن شئ ما ومن يساله عن حاله كان يردد حديثا لم يتراجع عنه حتى رحل عن الدنيا حيث كان يرد على السائل عن حاله بقوله(انا عندى مشكلة كبيرة لازم اجد ليها حل) وعندما تساله عنها يقول بغير تردد((فى واحد رايح منى لازم القاه واعرف مكانه) وعندما تساله من هو يقول لك( انه اول شخص جاء لهذا البلد و-خت رجله فيها- وبقى السبب فى ان يبقى السودان بلد رمتنا فيه الظروف وبقينا رغم انفنا من مواطنيه) واذا ضحكت وسالته وماذا تفعل لو وجدته ينفعل ويلوح مهددا( اقطعه حتة حتة هو السواها فينا وعملنا سودانيين عشان كده لازم اخلص حقى منه)
عجبا لما قاله المجانين فمن من السودانيين اليوم من مختلف الجهويات والعنصريا ومن كل مناطقه من لا يعتقد انه اكثر مظلوم فى العالم ومن منا من لايقتله الندم لانه سودانى غير القلة(اياها) التى تحولت لطبقة من الاثرياء بسبب سياسات الحكم الوطنى عبر مراحله المختلفة حتى ان الحسرة والندم على رحيل الانجليزفرضت نفسها رغما عن افتقار هذاالراى للمنطق ان يفضل مواطن لو بقى مستعمرا كما كان لدولة كانت اكثر رافة به من الحكم الوطنى
\حقا خذوا الحكمة من افواه المجانين هذا هو حال المواطن السودانى اليوم وهذه هى محصلة الحكم الوطنى ولعله من الضرورة ان نذكر فى هذا اليوم رجل عظيم حسبه الناس يومها انه خائن للوطن الراحل العم ازرق فلقد رفع هذا الرجل يومها عقب مؤتمر الخريجين ولما ارتفعت الاصوات منادية بطرد الانجليز وبالاستقلال من الاستعمار كان ذلك الرجل وحده جاهر يومها برفضه لطرد الاستعمار ويقول بدرى علينا نحن السودانيين لنحكم انفسنا وكان يطالب ببقاء الانجليز لفترة عشرين سنة اخرى على الاقل حتى نتعلم اصول الحكم منهم ويومها وقدلا يصدق هذا شباب اليوم ان هذا الرجل تقدم بترشيح نفسه ضد الزعيم الشهيد اسماعيل الازهرى بطل الاستقلال لانتخاب نائب الدائرة الشمالية امدرمان وكان برنامجه رفض الاستقلال وبقاء الانجليز وجاءت نتيجة الانتخابات ليفوز عليه الازهرى بفارق عشرين الف صوت ولم يحقق هو غير اربعين صوتا فقط ويالها من حكمة قالها عند سقوطه بهذا الفارق عندما عايروه بالخيانة الوطنية وفشله فى ان يقف اكثر من اربعين مواطنا فقط صوتوا له فقد قال يومه ردا عليهم مقولته الشهيرة(الحمد لله فلقدعرقت الان ان فى السودان اربعين مواطنا عاقلا) ترى كم كان سيحقق هذا الرجل اليوم وماذا يقول بعد ان ثبتت صحة رؤيته ونظريته فلقد حققنا الحكم الوطنى شكلا واسما حتى تحسرنا على رحيل الانجليز الذين تركوا الجنيه السودانى اكبر من الجنيه الاسترلينى ويساوى ثلاثة دولار والذين اورثونا التعليم والعلاج المجانى وغيرهذا مما فقدناه تحت ظل الحكم الوطنى.
اذن نحن امام معضلتين اليوم:
اولهاهل من مخرج للسودان من هذا الواقع اليوم بعدان فشل الحكم الوطنى وكيف يمكن اصلاح هذا الحكم ليكون عونا للمواطن وليس خصما عليه.
وثانيا وهذاهو الاهم كيف يمكن ان يتحقق ذلك وماهى القوى التى يمكن ان تؤسس للحكم الوطنى وطنيته التى يجب ان يكون عليها وان يكون لصالح المواطن وليس الذين يثرون ويكتنزون الدولارعلى حساب قيمة الجنيه السودانى ليضاعفوا من معاناته خاصة وان كل القوى السياسية التى تتبادل الحكم ووتتنازع عليه مدنية وعسكرية كلها لاخير فيها وتحت ظلها لن يكون للسودان مخرج مما هو فيه.
ولا بد ان نعترف هنا اننا امام مشكلة كبيرة تتمثل فى ضرورة وضع حد لوجود المؤسسات السياسية التى ورثناها من الحكم الوطنى ولا تتمثل فيها اى مصلحة وطنية حيث اصبحت مصدر تهديد لمستقبل البلد لعدم اهليتها فى ان تؤسس حكم وطنى يلبى تطلعات الوطن والمواطن
هنا يتضح اننا امام قضية معقدة وهذا ما نحتاج فيه لحوار متجرد بعيدا عن هذه القوى بمختلف مكوناتها الطائفية والعقائدية والعسكرية فكيف يكون الحل شكلا وموضوعا.
مع اعترافنا باننا نبحث عن المستحيل ولعل اصعب ما نواجهه يتمثل فى ثلاثة محاور:
اولا كيف نحررالسودان من قبضة المؤسسات السياسية والعسكرية التى تتهدد مستقبل البلد بتبادلهاالحكم واحتكارها له بالتبادل سواء بالتحالف او بالتنازع والقوة والتى اصبح مصير السودان تحت ظلها ممذق الاوصال لا محالة وتحديدا كيف يبدأ السودان كتابة تاريخ حكم وطنى جديد معافى من سوءاتها جميعها دون استثناء
وثاتيا كيف يمكن ان نخلق قوى سياسية بديلة تؤسس لحكم وطنى ديمقراطى عملا وليس قولا وادعاء ينخدع به الوطن باحزاب طائفية وعقائدية سواء دينية او نظريات مستورده اغرقت البلد فى جدل لا جدوى منه ويستحيل عليها ان تلتقى على كلمة سواء لمصلحة الوطن والمواطن لما بينها من تعارض نظرى يجعل من المستحيل تالفها تحت نظام واحد فالديمقراطية لا تقوم على التناقضات التى لا تقبل بعضها البعض والتى تختلف فى الاهداف وليس الوسائل وانما تقوم على الخلافات التى وان تباينت فى وجهات نظر تتفق حول الوطن ومصالح المواطن وليس تدميره.
ثالثا من هى القوى التى يمكن ان تحقق ذلك وكيف تصبح لها الكلمة وهل بيدها ان تفرض كلمتها اذا تعذر ذلك بالتراضى وكيف ذلك وما هو المطلوب منها لكى تخرج السودان من هذاالماذق.
اجدنفسى مجبرا هنا لطرح هذه المتتطلبات رؤس مواضيع دون الخوض فى تفاصيل اى منها لتحديد الاطار العام لحوار جاد ومتجرد حول اهم القضايا والموضوعات نظرح فيه وجهات النظر المتباينة بتفصيل دقيق حول هذه المواضيع لهذا رايت ان تكون الحلقة الاخيرة والخاصة بالبحث عن مخرج للسودان ان تكون هى نفسها سلسلة من الأجزاء اتناول فيها هذه المواضيع بمزيد من التفصيل.
هذه المتتطلبات اجملها دون تفصيل فيما يلى بامل العودة لكل منها فى الأجزاء القادمة من هذه الحلقة التى اختتم بها هذه السلسلة:
1- اذاكنت تساءلت فى هذه الحلقة من هى القوى التى تملك ان تقدم المخرج للسودان من هذا الماذق والتى حددتها فى الحلقة السابقة بالشباب دون الاربعين باعتبار ان اغلبية هذه الفئة العمرية لم تتلوث بالانتماء للقوى السياسية وانها معزولة تماما عن مكوناتها الا ان القلة منهم والتى انساقت دون وعى وبسبب الحماس الشبابى خاصة وسط الطلاب انساقت وراء الطائفية ترى فيها طريقا لتحقيق مصالحها الذاتيةاو الانتماء للاحزاب العقائدية لتجد نفسها مساقة رغم انفها لفقدان البوصلة بسبب الخلافات الجدلية بعيدا عن هم الوطن الذى لا يحتاج لتنظير حتى اصبحت عبئا عليه وليست لمصلحة له فانه يتعين على هذه القلة ان تثوب لرشدها وان تتحررمن هذه الانتماءات لترتقى بقواها للهم الوطنى وليس النزاع النظرى بين العلمانية والدينية والمطامع الذاتية عبر الولاء للطائفية هذا الواقع الذى يتهدد السودان بالتمذق حتى ساده العنف وسدت امامه كل السبل لتحقيق الاستقرار وان يتوحد هذا الشباب مع الاغلبية التى اتخذت مواقف سالبة محبطة وعازفة عن الانتماء لاى منها مما الحق ضررا كبيرا بالوطن حتى تلتقى جموعهم على كلمة سواء قوامها الوطن والمواطن وليس شيئا غيره حتى يشكلوا القوى التى عنيتها بانها تمثل مفتاح المخرج للسودان من هذا الماذٌق الذى يتسارع فيه الزمن على حساب الوطن
2- لكى تلتقى كلمة هذا الشباب لابد له ان يرتقى بمستوى الحوار حتى تتفق رؤياه بتجرد تام بعيدا عن المؤثرات السياسية السالبة فان هذا الشباب بحاجة لان يستعيد دراسة تاريخ هذا البلد ويستدعى روح مؤتمر الخريجين يوم تصدى شباب المتعلمين فى عام 38 مولد ما سمى بمؤتمر الخريجين وكان هم جمعهم ومؤتمرهم يومها تحرير السودان من الاستعمار -وليتهم لم يفعلوا- ولكن استدعاء روح هذا المؤتمر لابد ان تاخذ منخى وصيغا مختلفة حتى لا يكون مؤتمرا صفويا للمتعلمين ومتحررا من النظريات السياسية وانما مؤتمر يضم كافة شباب البلد من عنصرياته وهوياته وقبائله المختلفة واهم من هذا كله ان يكون جامعا لكل فئاته التى تثقلها المعاناة والذين عبرت عن معاناتهم الكثير من المواقف لياتى المؤتمر ممثلا لكل فئات الشباب التى تتمثل فيه كل اوجه معاناته باعتباره صاحب القضية حتى تاتى حلوله جامعة وشاملة لكل هموم الوطن والمواطن.
3- ان يبحث هذا المؤتمر بجانب هذا الوسائل والالية التى تمكنه من فرض كلمته سلميا تحقيق الاوليات التالية :
- العمل على اتخاذ الخطوات الاولية العاجلة لوقف تدهور الجنيه السودانى فى مواجهة الدولار على ان يتبع ذلك خطة طويلة الاجل ليسترد مكانته فى مواجهة الدولار وليس هذا بالمستحيل كما ساوضحه فى حلقة قادمة.
- ضبط التصرف فى المال العام وفق ميزانية تخضع لها كل الاجهزة دون استثناء وعلى كل مستويات الدولة لوقف فوضى التصرف فى المال العام ايا كانت الاسباب
- اعادة النظر فى التضخم الادارى لجهاز الدولة على مستوى المركز والولايات وحظر الجمع بين اكثر من وظيفة لتوسيع فرص العمل للعطالة و الغاء العقودات الخاصة التى تستنزف مال الدولة وفى تفرقة واضحة غير مبررة بين موظفى الدولة من نفس الكفاءات.
- دراسة الالية لاعادة الخدمات الضرورية للمواطن من تعليم وعلاج ووقف الجبايات وغيرها من خدمات حتى لا يكون المواطن هو الممول للدولة والمتضرر منها
- كيفية استرداد المال العام الذى فقدته الدولة باى ممارسات غير شرعية ووضع الضمانات لعدم تكرار الانفلات المالى
- مراجعة كل مؤسسات الاستثمار التى تمتعت بمزايا الاعفاءات ومنح الاراضى للتاكد من انها وظفت فيما خصصت له وانها ساهمت فى الارتقاء باقتصاد البلد واسترداد كل ما يثبت مخالفته للغرض الذى خصص له
- مراجعة كل المنظمات الخيرية خاصة التى خصصت لها اراضى ومنحت الاعفاءات والدعم المادى من المال العام للتاكد من سلامة توظيف هذه المنح للعمل الخيرى ولم تصب لصالح الافراد من المحاسيب
- مراجعة كل المؤسسات التى خصصت للتاكد من سلامة الاجراءات وعدم التصرف فى الاراضى التى خصصت لذلك والاطمئنان على مصالح الدولة وعدم استغلال مزايا الاستثمار لاغراض خاصة الامر الذى افرغ القانون من اهدافه
- مراجعة الاوضاع المالية للبنوك لاسترداد كافة المرابحات دون استثناء لاى جهة ومحاسبة المسئولين عن اى مرابحات قدمت بلا ضمانات تضمن حق البنوك
- مراجعة الاداء الضريبى للتاكد من ان البيوتات المالية الكبيرة والتى حققت ثراء فاحشا من ايفائها بما عليها من التزامات ضريبية وفق القانون
- تاكيد مبدأ من اين لك هذا واجراء التحقيق مع كل مشتبه فيه على المستويين الرسمى اوألاهلى واسترداد اى مكاسب غير مشروعة تثبت ماديا وعينيا
- اعادة هيبة الخدمة المدنية ومؤسساتها التى تضمن المصالح الاقتصادية للدولة وتاكيد الفصل بين المسئولية السياسية والتنفيذية
- دراسة الاثار المترتبة على المادتين 179 الخاصة بالشيكات و162الخاصة بتصفية الشركات حتى لا تستغل الاولى من المرابين والثانية لتهرب الشركات من الالتزامات المالية
- دراسة ما سمى باسلمة البنوك ونظام المرابحات الربوية تحت غطاء البيع والشراء الوهمى لتحقيق نظام مصرفى يتوافق وقيم الاسلام وليس استغلال له لمصلحة ولا يشكل حملا اضافيا على المواطن
- دراسة الالية ترتيب القوات النظامية بما يحقق قوميتها ويبعدها عن الصراعات السياسية
- التامين على ان الحوار هو صمام الامان لتحقيق التعايش بين العنصريات والجهويات والاديان المختلفة بما يحقق المساواة بين كل ابناء الوطن ويجنب البلد شر المخططات الاجنبية لتمذيقه
- اعادة النظر فيما سمى بتحرير الاقتصاد وماتبع ذلك من اضرار بالوطن حيث اخضعته هذه السياسة لمؤسسات دولية تستهدف مصالحه كما انها اصبحت مصدرا لمعاناة المواطن
- الفصل بين الحزب الحاكم ووالمنظمات التابعة له عن اجهزة الدولة ووقف اى صرف مالى على الحزب او مؤسساته الشبابية والطلابية من المال العام واسترداد حقوق الدولة من الحزب الحاكم
- وضع الاسس لتحقيق العدالة فى فرص العمل وفق معايير لا تفرق بين ابناء الوطن لاسباب سياسية او محسوبيةمع تحقيق التواذن والمساواة فى المرتبات دون تميز ما يسمى بالعقود الخاصة والغاء اى عقودات من هذا النوع.
هذا قليل من كثير من الافرازات التى افرزها الحكم الوطنى عبر مسيرته منذ اعلام الاستقلال والتى تستوجب تصحيح المسار لهذا فان هذه الموضوعات وغيرها لابد ان تكون من مداولات المؤتمر الشبابى الذى يجمع كل الوان الطيف من الشباب بعيدا عن اى انتماءات سياسية ولابد للقوى السياسية حاكمة ومعارضة ان تفسح المجال لهذا الشباب ليقول كلمته برضاء وتوافق تامين ان كان رائدهم الوطن ومصلحة الوطن فكفاهم ما قدموه واخفقوا فيه عبرمسيرة ما يقرب ثلاثة ارباع قرن مما سمى بالحكم الوطنى مدنيا كان او عسكريا
والى الجزء الثانى لنتوقف بتفصيل مع هذه الموضوعات لاهميتها. وكونوا معى
alnoman hassan [[email protected]]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.